القرش الابيض لليوم الأسود !!

    • القرش الابيض لليوم الأسود !!

      لا زالت الحياة تدبُ والإنسانُ ماضٍ على دبيبها
      بين متأملٍ ومتفكر وبين هائمٍ مغمض العينين، بين من يمشي مطأطئ الرأس
      ينظر بن قدميه كالحمار أعزكم الله وأعلى من شأنكم وبين ذي رؤيةٍ ثاقبةٍ تنظر إلى ما بعد حدود النظر
      هكذا هو حال البشر. منهم من يفكر في قوت يومه ولا يهم إذا جاع في غدهِ ومنهم من يقضي يومه جائعاً يفكر في غدهِ !!

      إذا تأملنا في حال النملة،
      وهي من أضعف المخلوقات وكيف تجمع قوتها
      لأجل غدها وكيف تقضي صيفها لأجل شتائها، نترحم على حال الإنسان
      وقد خلقه الله في أحسن تقويم ووهبه عقلاً لا يضاهيه عقلٌ لم يخص الله من خلقه سواه!
      وكيف أنه يعيش ليومه متواكلاً في سبيل قضاء يومه متمتعاً وبأقل مجهود ، بائسٌ لا يشغل باله وتفكيره سوى يومه فقط
      دون الولوج والتفكر في المستقبل لدحر كيد الزمان وغدره .

      ثقاقة التبذير وعدم العمل للمستقبل وثقافة الإقتصاد
      والتوفير لا يمتلكها أغلب الناس وخصوصاً مجتمعاتنا العربية التي تعطي
      دروساً في فنون التبذير والإستهلاك والإسراف دون إعارة لمستقبل حياتهم أية أهميه !
      ويتجلى هذا المشهد كثيراً، فعلى سبيل المثال وليس الحصر تجد لاعب كره مغمور يصرف الآلاف في سبيل امتاع
      نفسه دون أن يفكر لحظه بأن مصدر رزقه يكمن في القدم التي وهبها الله إياه وفي مهارته والتي هي قابلة للزوال في أية لحظه !!

      كذلك نسمع عن هؤلاء الذين باعوا أراضيهم
      وبساتينهم وممتلكاتهم أيام طفرة سوق العقار وما لبثوا أن فقدوا كل شيء
      بسبب عدم إيمانهم بثقافة الإقتصاد والتوفير والتفكير في القادم والمستقبل المجهول.

      في مجتمعنا غفل الكثيرون عن سياسة توفير القرش الأبيض لليوم الأسود.
      وها نحن في منتصف الشهر والمحافظ خاويةٌ فهلا استفقنا من هذا الواقع الأليم.