"أمن الخليج" يتأرجح على وقع "تهديدات" و"استعراض عضلات" - جديد جريدة الرؤية

    • "أمن الخليج" يتأرجح على وقع "تهديدات" و"استعراض عضلات" - جديد جريدة الرؤية





      حشود عسكرية وتراشقات كلامية.. وضبابية تكتنف الصراع بين إسرائيل وإيران
      -
      • واشنطن قطعت إجازات طاقم إحدى حاملات طائراتها وإعادتهم للشرق الأوسط
      • نتنياهو يصرخ في ضمير الشعب الأمريكي: "الإيرانيون في المنطقة الحمراء"
      • أوباما: قد يأتي وقت نحتاج فيه العمل العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي
      • جعفري: الرد الإيراني على أي عدوان صهيوني، سيكون سريعاً وصاعقاً
      • فورين بوليسي: إسرائيل ستكون بمواجهة ترسانة إيران البالستية المتنامية
      • مسرح الأحداث قد يتّسع من الخليج إلى سوريا مرورًا بالأردن وفلسطين وانتهاءً بشبه جزيرة سيناء المصرية
      -

      الرؤية- خالد البحيري
      -
      الأنباء المتواترة والتسريبات المتعمدة حول الحشد العسكري البحري في منطقة الخليج العربي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من الدول، وتصعيد إسرائيل من مخاوفها تجاه البرنامج النووي الإيراني، والحديث عن إمكانية حصول طهران على سلاح ذري في أقل من سبعة أشهر، وردود الفعل الإيرانية وتهديدها لإسرائيل بمحوها من على الخريطة، أمور تشي بأنّ شيئًا ما قد ينتظر منطقة الخليج وأن ساعة الصفر في المواجهة بين أمريكا وحلفائها من جهة وإيران من جهة أخرى قد اقتربت.
      وإن كانت الأبواب لا تزال مشرّعة لقبول آراء وتكهنات أخرى تؤكد أنّ ما يجرى على مقربة من مضيق هرمز ليس سوى "استعراض عضلات" من جانب واشنطن وحلفائها للضغط على إيران لترفع يدها عن النظام السوري وتوقف دعمها المتنامي له.
      وبشيء من التفصيل وبقراءة لمسرح الأحداث في منطقة الخليج العربي نجد أنّ أنباءً تمّ تسريبها أمس الأول حول حشد عسكري غير مسبوق في منطقة الخليج من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى موقعها الإلكتروني كتبت صحيفة الديلي تلجراف تقول: إنّ بريطانيا والولايات المتحدة يحشدان أسطولا بحريًا في الخليج العربي مع احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية استباقيّة للمنشآت النووية الإيرانيّة.
      وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أنّ سفنًا مقاتلة وحاملات طائرات وكاسحات ألغام وغواصات من 25 دولة تحتشد في مضيق هرمز الاستراتيجي في عرض قوة غير مسبوق في وقت تتجه فيه إسرائيل وإيران نحو حرب محتملة.
      وأوضحت الصحيفة أنّ قادة الدول الغربية يرون أنّ إيران سترد بشكل انتقامي عنيف ضد أي هجوم من خلال محاولة محاصرة أو غلق المضيق أمام عبور السفن التي تحمل 18 مليون برميل من النفط يوميًا بما يعادل 35 % من إجمالي تجارة النفط المنقول بحريًا في العالم .
      وأشارت الصحيفة إلى أنّ غلق المضيق سيؤثر بشكل خطير على الاقتصاد الهش لبريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة واليابان والدول التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط والغاز الطبيعي من الخليج.
      وقالت الصحيفة إنّ سفنًا حربية من أكثر من 25 دولة ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ستبدأ حاليًا مناورات سنويّة مدتها 12 يومًا استعدادًا لأي إجراء استباقي أو انتقامي من جانب إيران.
      وأضافت الصحيفة البريطانية أنّ هذه المناورات تعد الأكبر في المنطقة حيث ستتدرب القوات على أساليب حل غلق إيران للمضيق.
      وأشارت الصحيفة إلى أنّ القوة البحرية متعددة الجنسيات في الخليج تحتوي على ثلاث حاملات أمريكية يوجد بكل منها طائرات تزيد عن القوة الجوية الإيرانية بأكملها، مضيفة أنّ الحاملات مدعّمة بما لا يقل عن 12 سفينة مقاتلة وصواريخ باليستيّة وفرطاقات ومدمرات وسفن هجومية تحمل مئات من قوات المارينز وقوات خاصة أمريكيّة.
      واختتمت الصحيفة تقريرها أنّه رغم أنّ قدرة إيران ليست تقنية بشكل كبير إلا أنّ إيران قد تقوم بسلسلة من الهجمات الفتاكة ضد السفن البريطانية والأمريكية.
      وبالتواكب مع التقرير السابق نشرت وكالة أنباء رويترز أمس الأول تقريرا يعزز ما جاء في التلجراف؛ حيث أكدت تجمع سفن حربية من كل أنحاء العالم في الخليج للمشاركة فيما وصفها الجيش الأمريكي، بأنّها أكبر مناورة دولية شهدها الشرق الأوسط من حيث مشاركة دول كثيرة فيها.
      وتأتي هذه المناورة التي تقول واشنطن إنّها تتضمن مناورات لتحسين القدرة على اكتشاف الألغام وإزالتها في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
      وبحسب رويترز قالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكيّة إنّ المناورة الدولية 12 للإجراءات المضادة للألغام تضم سفنًا ومسئولين من 30 دولة في ست قارات.. ولم تذكر القيادة الأمريكية أسماء الدول المشاركة.
      وقال الأميرال جون دبليو.ميلر، قائد القيادة المركزية، في بيان على موقع القيادة على الإنترنت: إن هذه المناورة بشأن الألغام والجهود الدولية لإزالتها.
      وقالت وكالة الأنباء الرسمية للبحرية الأمريكية الشهر الماضي إن واشنطن قطعت إجازات طاقم إحدى حاملات طائراتها وأعادتهم للشرق الأوسط لمواجهة أي تهديد من إيران.
      وذكرت القيادة المركزية أنّ مناورة الخليج بدأت باجتماع لكبار القادة، للنظر في أحدث الاختراعات لرصد الألغام وتفكيكها.. وفي المرحلة الثانية ستجري مناورات بحريّة تتضمن عمليات اكتشاف الألغام وإزالتها.
      إسرائيل تهيئ الرأي العام
      وبالتوازي مع هذه المناورة ذات الأهميّة الاستثنائية جاءت التصريحات الإسرائيليّة لتخوّف العالم من فزاعة البرنامج النووي الإيراني، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي خاطب الشعب الإمريكي في محاولة لاستمالته: " إنّهم – أي الإيرانيون- في المنطقة الحمراء" وذلك في تشبيه بكرة القدم الأمريكيّة عندما يصل اللاعب إلى منطقة يوشك فيها على تسجيل هدف. وقال "لا يمكنكم أن تسمحوا لهم بعبور خط الهدف."
      وبشكل قاطع قال نتنياهو إنّ إيران ستصبح على وشك القدرة على صنع قنبلة نووية في غضون ما بين ستة أو سبعة أشهر فقط مما يعزز مطالبته للرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع "خط أحمر" لطهران .
      وفي محاولة لتوصيل رسالته مباشرة للرأي العام الأمريكي تحدث نتنياهو عبر شاشات التلفزيون قائلا إنّه بحلول منتصف عام 2013 ستكون إيران قد امتلكت 90 بالمئة من المادة التي تحتاجها لصنع سلاح نووي.
      وتساءل نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه قناة ان.بي.سي عبر الأقمار الصناعية من القدس في نداء عاطفي واضح للأمريكيين الذين ما زالوا يترنحون من اثر الاحتجاجات الغاضبة التي أثارها الفيلم المسيء للنبي محمد صلي الله عليه وسلم: "إنّه نفس التعصّب الديني الذي ترونه يقتحم سفاراتكم اليوم.. هل تريدون لهؤلاء المتعصبين أن يمتلكوا أسلحة نووية؟".
      وباعتقادي فإنّ توجيه نتنياهو كلامه للأمريكيين بعدما فشل في إقناع الرئيس الأمريكي بضرورة وضع "خطوط حمراء" لإيران حتى لا تتمادى في برنامجها النووي.
      وقد كتب الصحفي الإسرائيلي ايتمار آيخنر في صحيفة يديعوت يقول: مع أنّ مسؤولين كبارًا في القدس ادعوا بأنّ مكالمة أوباما – نتنياهو يوم الأربعاء الماضي كانت طيبة وأنّ الرجلين اتفقا على مواصلة البحث في "الخطوط الحمراء" – كشفت الـ "نيويورك تايمز" في نهاية الأسبوع عن أن أوباما رد ردًا باتًا طلب نتنياهو تحديد خط أحمر لإيران
      وقال مسؤول كبير في الإدارة إن اوباما رفض اقتراح نتنياهو تحديد حجم معين من اليورانيوم المخصب، في الطريق إلى القنبلة النووية، كخط أحمر يشكل سببًا لهجوم أمريكي إذا ما تم اجتيازه. وحسب المسؤول، يرغب اوباما في أن يحافظ على مجال مناورة في اتخاذ القرارات. "لدينا خطوط حمراء وهي السلاح النووي. نحن ملتزمون بهذا الخط الأحمر"، قال مسؤول أمريكي كبير استمرارًا للمكالمة الهاتفية بين الزعيمين.
      وأشار الرئيس أوباما يوم الجمعة في حديث مؤتمر هاتفي مع 1200 حاخام أمريكي بمناسبة رأس السنة، بألا فرق بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الموضوع الإيراني – ولكن من جهة أخرى لن يضع علنًا خطًا أحمر اجتيازه يؤدي إلى هجوم عسكري ضد إيران. " يحتمل أن يأتي وقت العمل العسكري الأمريكي لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي ولكن لا يزال هناك وقت آخر للدبلوماسية"، قال اوباما، "نتنياهو هو الآخر لم يحدد علنا شروطًا دقيقة لإيران. لا يرغب أي زعيم في أن يعمل بيدين مكبلتين".
      أمّا رد نتنياهو فلم يتأخر في المجيء: في مقابلات منحها لشبكتي "سي.ان.ان" و "اي. بي. سي"، قال رئيس الوزراء إنّ "عدم وضع خط أحمر يزيد احتمال الحرب، لأن إيران تشعر بأنّ بوسعها أن تتقدم دون عراقيل". وضع خط أحمر، وإضاف نتنياهو، يقلل احتمال أن تكون مواجهة عسكرية ولا يزيدها. "إذا ما وضع لإيران خط أحمر واضح يدفعها لأن تفهم بأنه توجد مراحل في عملية إعداد القنبلة النووية لا يمكنها أن تجتازها، فإن الأمر سيقلل الحاجة إلى عملية عسكرية".
      وانتقد وزير الدفاع الأمريكي ليئون بانيتا انتقادا مبطنا الضغط الذي يمارسه نتنياهو على اوباما. فقد قال بانيتا في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" "لا يوجد لرؤساء الولايات المتحدة ورؤساء وزراء إسرائيل ورؤساء أي دولة أخرى خطوط حمراء تحدد قراراتهم. ما لديهم هي حقائق تعرض عليهم حول ما تفعله الدولة – وعندها ينظرون أي عمل ينبغي اتخاذه. هذا هو العالم الحقيقي.. الخطوط الحمراء هي نوع من الادعاءات السياسية التي تستخدم في محاولة لدفع الناس إلى الزاوية".

      إيران تزداد صلابة
      ومن جانبهم جدد مسؤولون إيرانيون تهديداتهم بـ"محو" إسرائيل من الوجود، إذا ما قامت الدولة العبرية بشن أي اعتداء على الجمهورية الإسلامية، على خلفية البرنامج النووي الإيراني، الذي تخشى تل أبيب أن يكون له أبعاد عسكرية يتيح لطهران امتلاك أسلحة نووية.
      وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري أن "الرد الإيراني على أي عدوان صهيوني، سيكون سريعاً، وصاعقاً، ولن يبقي له أي أثر." ونقلت الإذاعة الرسمية للجمهورية الإيرانية عن قائد الحرس الثوري قوله إنّ "كثافة الرد الصاروخي الباليستي الإيراني، لن تترك أي مناطق آمنة لدى كيان الاحتلال"، وأنّ "منظومة الدرع الصاروخية الصهيونية، ستكون عاجزة أمام كثافة الرد."
      كما شدد جعفري على أنّ حركة نقل الطاقة من مضيق "هرمز"، ستواجه مشكلة، في حال تعرض إيران لأي عدوان، موضحاً أنّ المنشآت النووية الإيرانية "محصنة بقوة أمام أي عدوان محتمل."
      سيناريو المواجهات
      ومؤخرا تناول مركز "فورين بوليسي" الأمريكي احتمالات المواجهة الصاروخية بين إسرائيل وإيران ودخول كل من "حزب الله" في لبنان وحركة حماس الفلسطينية فيها.
      وتساءل تقرير المركز الأمريكي عمّا إذا كانت أنظمة الدفاع الصاروخيّة الإسرائيلية مستعدّة لردّ الفعل الإيراني على قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
      وبعدما ذكر التقرير بما قاله المسؤول الإسرائيلي السابق ماتان فيلنائي بأنّ إسرائيل مستعدة لحرب تدوم ثلاثين يوماً مع إيران، يلقى فيها 500 إسرائيلي حتفهم بعد إطلاق مئات الصواريخ الإيرانية يومياً على المدن الإسرائيلية، ذكر "فورين بوليسي" بالسيناريو المحتمل لانخراط "حزب الله" و"حماس" في الحرب المندلعة، ما يهدّد تلّ أبيب والقدس والكثير من المدن الأخرى والقواعد العسكرية، في حرب صاروخية ستكون الأولى من نوعها منذ حرب الخليج العام 1991.
      وحذّر التقرير من أنّه على الرغم من احتمال لجوء إيران إلى ضبط النفس، في حال تعرضها إلى هجوم إسرائيلي، أو بقاء الحرب محصورة النطاق، إلا أن الاحتمال الأكبر يظلّ توسع الصراع بما يشكل اختباراً خطراً للآمال المعلّقة على الدفاعات الصاروخية الحديثة، وبما يؤثر ليس على إسرائيل فحسب، بل على الخطط الأمريكية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
      وفي حال اندلاع مثل هذه المواجهة، يقول تقرير "فورين بوليسي" إن إسرائيل ستكون بمواجهة ترسانة إيران البالستية المتنامية التي تضم بشكل أساسي صواريخ "شهاب3" التي يصل مداها إلى 1300 كيلومتر ومجهزة برأس متفجر أو كيميائي يتراوح وزنه بين 760 و1100 كيلوغراما.
      وذكر التقرير أنّ دائرة الأبحاث في الكونجرس الأمريكي تحدثت عن امتلاك إيران بين 25 و100 صاروخ "شهاب 3" موزعة في مختلف أنحاء الجمهورية تحت الأرض وعلى قاذفات محمولة على شاحنات.
      وفي مقابل هذه القدرة الإيرانية، قال التقرير إنّ هناك نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المصمّم لمواجهة "شهاب3"، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنه تمّ اختبار النظام وفعاليته، إلا أنّ الخوف الإسرائيلي يكمن في واقع أنّه لم يدخل في حرب حقيقية من قبل.
      وتناول التقرير أيضًا نظام "آرو" (السهم)، وهو نظام دفاعي إسرائيلي مضاد للصواريخ البالستية وأول صاروخ يطوّر من قبل إسرائيل وأمريكا خصيصاً لاعتراض وتدمير الصواريخ البالستية على المستوى الإقليمي.
      وذكر التقرير أنّها ستكون المرة الأولى التي يختبر فيها نظام "السهم" في مواجهة فعلية مع العشرات من صواريخ "شهاب 3".
      في كل الأحوال فإنّ رد فعل إيران ضد أي هجوم تتعرض له سيكون ضد إسرائيل والولايات المتحدة معًا، سواء كان من قبل أحدهما أو كلاهما. وإذا وضعنا في الاعتبار صعوبة إشراك القوات الجوية الإيرانية في عملية الرد الانتقامي الإيراني بالنظر لضعف نوعياتها مقارنة بالمقاتلات الإسرائيلية والأمريكية المتطورة التي ستشارك في الضربة، وإن كان من غير المستبعد أن تقوم المقاتلات الاعتراضية الإيرانية - خاصة طراز ميج - 29 - بمهام دفاعية في اعتراض الهجمات الجوية الإسرائيلية والأمريكية - إلا أنّه من المستبعد أن تشن المقاتلات القاذفة الإيرانية (سوخوى 24) و(F-14A توم كات) هجمات انتقامية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية لصعوبة نجاحها في ذلك. لذلك من المتوقع أن تعتمد إيران بشكل رئيسي على وحدات صواريخها (شهاب 3، 4) في شن هجمات صاروخية ضد الأهداف الاستراتيجية والسكانية المتمركزة بشكل رئيسي في شمال ووسط إسرائيل والأهداف الأمريكية في الخليج.

      السيناريو الأسوأ
      وبحسب خبراء استراتيجيين فإنّ رد الفعل الإيراني الآخر والأخطر سيتمثل في شن هجمات برية واسعة وهجمات بحرية صاروخية وانتحارية بواسطة وحدات الحرس الثوري ومتطوعي الباسيج ضد مواقع القوات الأمريكية والبريطانية في جنوب العراق، والوحدات البحرية الأمريكية في الخليج والقواعد البحرية على الساحل الغربي منه، وذلك بهدف تكبيد هذه القوات خسائر بشرية جسيمة يكون لها رد فعل عنيف داخل الولايات المتحدة.
      وفي حالة قيام البحرية الأمريكية بتلغيم الموانئ الإيرانية، فقد تقوم القوات البحرية الإيرانية بالعمل على إغلاق مضيق هرمز سواء بتلغيم مدخله أو بإغراق ناقلات النفط التي تحاول عبوره، وبذلك يمكنها أن تمنع مرور حوالي 40% من احتياجات العالم النفطية التي تمر عبر هذا المضيق، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما قد يزيد عن 100 دولار للبرميل، وستعجز الولايات المتحدة عن حماية إمدادات الطاقة في الخليج بعد ذلك، الأمر الذي سيحدث أزمة طاقة عالمية سيكون لها مردودات اقتصادية واجتماعية كارثيّة على مستوى العالم كله.
      في تصوري أنّ الأيام القادمة لا تزال حبلى بالكثير من التداعيات وردود الأفعال التي لا يمكن التكهن بها على وجه الدقة أو استجلاء أبعادها الكلية، لكن يبقي خيار المفاوضات والسلام هو أفضل الخيارات التي تجنب شعوب المنطقة حربا قد يتسع مسرحها من إيران إلى سوريا مرورًا بالأردن وفلسطين، وانتهاءً بشبه جزيرة سيناء المصرية، وساعتها سوف نرى واقعًا على الأرض هو "شرق أوسط جديد بشّر به عرابو السياسة الأمريكية منذ سنوات".