مسقط- أبرار الراسبي
-
نظّمت الرابطة العمانية للجراحة بالتعاون مع المركز العماني للمحاكاة الطبية والكلية الأمريكية للجراحين الدورة المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث في الفترة من 19 إلى 21 من سبتمبر الجاري (ATLS).
وتنعقد هذه الدورة أربع مرات خلال العام، ويشارك بها 16 مشاركًا في كل مرة، وذلك من أجل إعطاء الفرصة كاملة لتدريبهم بالشكل المطلوب. وتهدف هذه الدورة لتدريب أكبر قدر ممكن من الكوادر الصحيّة في مجال إنقاذ مصابي الحوادث في السلطنة. كما تأتي أهمية زيادة الدورات انعكاسًا لعدد الإصابات بحوادث المرور بشكل خاص والذي يزداد بشكل سنوي.
وشاركت بالدورة مجموعة من الكوادر الصحيّة من تخصصات الجراحة العامة وجراحة العظام وطب الطوارئ والتخدير؛ كونها البرامج التخصصية المعنية بالإسعافات الأولية ومعالجة مصابي الحوادث أثناء وقوعها إضافة إلى تدريب أطباء من تخصصات أخرى من مختلف المستشفيات المرجعية ومستشفيات المناطق. وتعتمد هذه الدورة على الكادر الوطني في تدريب المشاركين وذلك بعد اعتمادهم من قبل الكلية الأمريكية للجراحين ليكونوا مدربين في الدورات المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث.
وتركّز هذه الدورة على أهميّة ما يسمى بـ (الساعة الذهبية) عند وصول المصابين إلى المستشفى، وتسمى الساعة الذهبية لكونها الساعة التي من الممكن أن تنقذ حياة المصابين من الوفاة أو تقلل من آثار الإصابة بقدر المستطاع. كذلك تركّز الدورة على مفهوم الإصابات، وأولويّات التعامل مع المصابين، والطرق السليمة التي ينبغي اتباعها مع المصاب حسب نوع الإصابة، والتدرّب على فتح القصبة الهوائية، وسحب الدم أو الهواء من الرئة، والتعرّف على أماكن النزيف، وإصابات الرأس كذلك تطوير مهارات قراءة الأشعة كأشعة الصدر والعمود الفقري وغيرها. ويتم تدريب الأطباء في هذه الدورة عن طريق المرضى القياسيين حيث تتم الاستعانة بأشخاص حقيقيين وعن طريق الدمى أو الحيوانات. كما يتم تقديم شهادات تقديرية من ثم يتم اختيار الأطباء الأكثر تميّزًا ليدربوا بعد ذلك العاملين في المجالات الصحية.
ويقوم المركز العماني للمحاكاة الطبية بدور فاعل في تدريب الأطباء سواء للمنتسبين للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أو الكوادر الطبية بشكل عام، بل يشجع على تنظيم مثل هذه الدورات لتعم الفائدة كل الكوادر الطبية في السلطنة، والتي تهدف إلى تأهيل الأطباء تأهيلا جيدًا ليقوموا بمعالجة المصابين والمرضى بشكل أدق وبحرفية أكثر. والمركز العماني للمحاكاة الطبية يعني بتدريب الأطباء في مختلف التخصصات الطبية خاصة ما يتعلق بالحالات الطارئة والخطيرة، ويقيم المركز هذه الدورات المتقدمة لإنقاذ المصابين كونها أصبحت من أهم الدورات المعترف بها دوليا من قبل الجمعية الملكية الأمريكية للجراحين.
ويتم تدريب الكادر الصحي وفقًا لمعايير الكلية الأمريكية للجراحين، ووفقًا للخبرة التي اكتسبها المدربون خلال الأعوام الماضية، ويتم اختيارهم بإشراف الكلية الأمريكية للجراحة واعتمادهم ليكونوا مدربين، بالتالي حصول السلطنة على الاعتراف لتدريب الكوادر الصحية في السلطنة. والذي يعكس قدرة الكادر الوطني للاعتماد على نفسه ورفع كفاءته بشكل مستمر، وقد تمّ اختيار 8 مدربين حتى الآن منذ الدورات السابقة والتي شارك بها 79 مشاركًا.
و قال الدكتور عبدالله بن حمود الحارثي – رئيس الرابطة العمانية للجراحة - المنسق والمشرف العام للدورة المتقدمة لإنقاذ مصابي الحواد : إنّ معظم المشاركين في الدورة يتنافسون بشكل جيّد في الالتزام وإثبات جدارتهم أثناء التدريب، وهذا يعكس أهميّة الدورة المتقدمة. كما يتم تدريب الكوادر الصحيّة في مختلف أنواع الإصابات التي يتعرض لها الجسم سواء كان في الرأس أو الصدر أو البطن أو الأطراف للحوامل والأطفال وكبار السن. ويشمل التدريب على المحاضرات النظرية لأكثر أنواع الإصابات التي يتعرض لها المواطن في السلطنة، ومن ثمّ يتم التدريب عليها من خلال عمل مجموعات للإسعاف حسب كل إصابة، حيث تمر كل مجموعة بكل أنواع الإصابات التي يتم التدرّب عليها عن طريق مبادلة الأدوار. كذلك التدرب على قراءة الأشعة المقطعيّة وتحليل وتحديد نوع الإصابة في الجسم في حال الإصابة الداخلية بالجسم كقراءة أشعة الصدر والعمود الفقري والحوض وغيرها.
وحول الرابطة العمانية للجراحة فقد أصبحت مسقط مركزًا إقليميًا للدورة المتقدمة لمصابي الحوادث حيث يعد هذا إنجازًا وطنيًا مهمًا، والذي يساعد على رفع مستوى العناية بإصابات الحوادث على مستوى وطني وإقليمي. كما تقوم الرابطة العمانية للجراحة بإشراك كافة الكوادر الصحيّة للتدرب على حالات الإصابة بالحوادث والتخصص فيها من أجل التقليل من التأثيرات التي قد يتعرض لها المصابون والتعامل معها بشكل احترافي، كما تهدف الرابطة إلى توعية المجتمع بأهم الإصابات وكيفية التعامل معها وتشخيصها وإسعاف الحالات. وتسعى الرابطة وبشكل مستمر لتنظيم مثل هذه الدورات والتي تعكس الهدف من إنشاء الرابطة.