صحار- حمد بن محمد المعمري
-
احتفلت كلية العلوم التطبيقية بصحار مساء أمس بتخريج الدفعة الثالثة من طلبة تقنية المعلومات بتخصصاتها الثلاث، إدارة الشبكات، وتطوير البرمجيات، وإدارة البيانات، وذلك في قاعة عمان بمبنى الكلية تحت رعاية سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وبحضور سعادة الدكتور عبدالله الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي والدكتور علي بن حسن اللواتي عميد كلية العلوم التطبيقيّة بصحار وبحضور عدد من الأكاديمين الأكاديمين المساندين وأولياء أمور الطلبة، حيث يبلغ عدد الخريجين 143 خريجًا وخريجة من حملة شهادة البكالوريوس و7 خريجين من حملة شهادة الدبلوم من الذكور فقط.
بدأ الحفل بالسلام السلطاني ثمّ تلا الطالب مصطفى النبهاني ما تيسر من القرآن الكريم، بعدها ألقى الدكتور علي بن حسن اللواتي عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار كلمة الوزارة، وقال فيها: إنّ أرواحنا تبتهج بالسعادة, ونفوسنا تنغمر بالافتخار بهذه الكوكبة المتألقة بسلاح العلم والمعرفة، إذ في كل عام يتجدد لقاؤنا هذا, فما أجمل هذه المناسبة التي نحتفي فيها بهذه الصفوة المتخرجة من طلبة العلم, التي أكملت برامجها وفق تخصصاتها, والتي نذرت نفوسها لبلوغ اهدافها النبيلة، واستغلت أوقاتها بالجد والاجتهاد لنيل الدرجة العلمية من كلية العلوم التطبيقية بصحار, حتى استجاب الله لمطالبها, وزادها علوًا ومنزلة لحملها لواء العلم والمعرفة, وأصبحت مستعدة للعمل والإنتاج لخدمة الوطن الغالي عمان, بكل اخلاص واعتزاز.
ثم ألقى الخريج عمران البلوشي كلمة الخريجين قال فيها: ما أجمل أن نلتقي اليومَ في هذا الحفل البهيج، الذي نودعُ فيه أياماً جميلةً مليئة بالعلم والجد والاجتهاد، إننا نعلم إنّه ليس للعلم والعمل والعطاء حدودا أو مسافات تذكر، وإنما هي طريق يسلكها طالب العلم ليصل إلى قناعة هو يدركها بعلم الله، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل".
من هذا المنطلق كانت الرؤية بكلية العلوم التطبيقية بصحار، التي أنار كل من فيها طريقنا، ورسخ بمعاني الحب والتواضع والتفاني أركان العلم فينا فلهم منا أجمل ترحيب وامتنان، على ما قدموه لنا لنيل أعلى الدرجات من العلم والمعرفة.
وألقت كلمة الخريجات الطالبة هدى بنت خصيب البادي وقالت فيها: لقد أكدت حكومتنا الرشيدة على أهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي على جميعِ الأصعدة وحسبَ المواصفات العالمية المتقدمة، وما تخصصات كليات التطبيقية بالسلطنة إلا مثالا على هذه المواكبة، من أجل الرقي بهذا الوطن الغالي، من منطلق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ".
بادرت حكومتنا الرشيدة بتقديم جميع التسهيلات التي قلما نجدها عند أقراننا في دول العالم، وفتحت أبواب الازدياد في العلم والثقافة من خلال الابتعاث والزيارات الميدانية والعلمية. ولم نقصر نحن أيضاً في الاستفادة من هذه الإمكانات اللامحدودة، من أجل صقل مواهبنا وتعلم المزيد لنرى اليوم حصاد ما زرعناه من خلال هذا الجمع المبارك. ثم قام راعي الحفل بتسليم الشهادات للطلاب المجيدين وهم خلود بنت سعيد ال عبدالسلام تخصص تطوير البرمجيات بتحصيل إمتياز والطالبة مزنة بنت حميد البريكي تخصص شبكات الحاسوب والحالصة على تقدير إمتياز والطالب هيثم بن غالب البوسعيدي تخصص أمن تقنية معلومات والحاصل على تقدير جيد جدا، ويأتي تكريم المجيدين من طلبة الكلية في مستهل كل حفل تخرج بهذه الكلية، حافزا لهم لمواصلة مسيرة التميز والعطاء، ثمّ بتسليم الشهادات على بقية الخريجين، وقبل الختام القى الطالب عبدالوهاب الزعابي قصيدة شعرية بمناسبة حفل التخرج شعر الطالب خلفان بن على الكندي
وقال الدكتور علي بن حسن اللواتي عميد الكلية كلمة عن حفل التخرج: إن مسيرة التطوير في هذا البلد ماضية وهي أشد حاجة مما مضى لهذه العقول المستنيرة بالعلم والمزودة بالمعرفة بألا نبقى ننتظر فرص العمل بل أن نكون مبدعين في خلق فرص العمل وتطوير مشاريعنا الخاصة مستفيدين مما توفره الحكومة من أشكال الدعم المختلفة، لمختلف المشاريع الصغيرة والمتوسطة وموارد الدعم والتمويل التي تعنى برعاية الأفكار والمشاريع الرائدة والمبدعة والمبتكرة.
ولا نأمل لأي من أبنائنا الخريجين أن يعطل ما وهبه الله من طاقات وحيوية ونشاط، فالفراغ والشباب والجده مفسدة للمرء أي مفسدة كما قال الشاعر، كما أوصي أبنائي ألا نتعفف من العمل مهما كانت علومنا ومعارفنا ويضرب لنا أنبياء الله المثل الأبلغ في ذلك، فقد كانوا أكمل البشر وبلغوا من العلم منازل عالية إلا أنهم احترفوا المهن التي تسد الضروري من حاجاتهم فكان إدريس خياطًا وداود حدادًا وصانعًا للدروع والمغافر واحترف نبينا رعي الغنم والتجارة، وهكذا عاش الإنسان العماني منذ القدم على هذه الأرض وحاول الاستفادة من كل الموارد المتاحة فعمل بجد فتارة هو مهندس يحفر الآبار ويبتكر نظم الري وتارة يشق ويبني الأفلاج ليزرع ويعتاش ويصدر الفائض للجوار ثم يمضي تاجرًا أو بحارًا يجوب الأرض في التجارة وطلب الرزق والمعرفة، وقد ضرب الأجداد لنا وللعالم أروع الأمثلة في الإنتاجية وحب العمل، وبهذا تبنى الأوطان، حفظ الله عمان وقائدها وشعبها الأبي، وجعلكم ممن يسهمون في رفع اسمها بين شعوب العالم أجمع.