الرؤية- صحار
-
دشّنت بلدية صحار مساء أمس الأول أول سوق شعبي في ولاية صحار حيث شهد السوق إقبالا كبيرًا من سكان الولاية والولايات المجاورة، وثمّن العارضون والمتسوّقون والزوار هذه الفكرة، وقدموا شكرهم وامتنانهم للبلدية على ما بذلته لإظهار السوق بهذه الصورة الجميلة، كما أعجبوا بالموقع المخصص للسوق حيث يجمع بين ثلاثة أمور محببة للقلب حيث زرقة مياه البحر وهدوءه ووجود الجمال والخضرة والترفيه في حديقة اليوبيل الفضي ويتوسّط السوق الحديقة والبحر ليشكلا معًا صورة فنيّة طبيعية تجمع البحر والتسوق والخضرة في مكان واحد.
وبدأ سوق الخميس الشعبي المفتوح في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرًا من خلال عرض مجموعة من الباعة لبضائعهم التي تنوّعت بين الملابس الجاهزة وتقديم الورود والهدايا وعرض الطيور والعسل بمختلف أنواعه إلى جانب تقديم مختلف المأكولات العمانية الشعبية التقليدية والحديثة وبدت الوفود قليلة في أول العصر ثمّ تزايدت خاصة في وقت المغرب وما بعده حيث سجل السوق إقبالا كبيرًا ولمعرفة انطباع العارضين والمتسوقين والزوار عن السوق التقينا أحد العارضين حيث قال برمان بن سالم بن حمد السعدي- الذي قدّم مجموعة من أنواع عسل النحل العماني- إنّ فكرة السوق جميلة جدًا وهي تساعد على تنمية مهارات المواطنين، وتعمل على تكاتفهم وتزيد الروابط بينهم وبين المؤسسات الحكوميّة التي خصصت لخدمتهم ليكون الجميع شركاء في عملية التنمية، ويعمل السوق على بث روح الابتسامة والفرح والسرور في قلوب الجميع كما أنّها تُنمّي التطور الذاتي للإنسان، فيخرج من إطار الحياة الروتينية التي تعود عليها إلى إطار ترفيهي واقصد هنا العارض والمتسوق والزائر فبعد أسبوع حافل من العمل جميل أن يخلد الإنسان للراحة، ونقدم جزيل شكرنا وامتناننا لبلدية صحار متمنين لهم المزيد من التقدم والتطور متمنين أنّ تستمر مثل هذه العطاءات المتميزة. وأضاف السعدي أن أجمل ما في هذه الفكرة الموقع الذي تم اختياره، فخلفك البحر وأمامك الحديقة والمسجد قريب من الجميع ودورات المياه وجميع الخدمات متوفرة فالذي يريد البحر يمكن أن يستمتع بجماله ومن أراد التسوّق والمتعة فالسوق يفتح ذراعيه لهم ومن أراد الحديقة فهي على بعد خطوات فقط وما يميّز المكان النظافة والاهتمام من قبل إدارة الشؤون الصحية المتواجدين بالقرب من الجميع.
وقال سلطان بن علي بن سيف الشبلي لم أكن أقصد السوق وإنما كنت استمتع بالمشي على شاطئ البحر وأمارس الرياضة، فشدني التجمّع الموجود فأقبلت لأرى سوقًا وبائعين ومتسوّقين فأعجبتني الفكرة كثيرًا، حيث يجمع الموقع الجميع في مكان واحد بمعني أنّ من يستمتع بالبحر سوف يزور السوق، ومن يزور الحديقة سيزور السوق بلاشك فهو يتوسط الحديقة وشاطئ البحر وقلما نجد هذا في موقع واحد.
ويرى الشبلي من وجهة نظره أنّ هناك نقصا في الدعاية والإعلان للسوق ورغم ذلك فالإقبال عليه كبير متمنيًا نشر المزيد من الإعلانات عنه لأنّه يقام كل يوم خميس من كل أسبوع كما يتمنى أن يزيد عدد العارضين خلال الأسابيع القادمة وأن تختلف المعروضات وتتنوع حتى يغطي السوق كافة شرائح المتسوقين.
وقال محمد بن عبدالله بن محمد البلوشي أحد المتسوقين جميل أنّ نرى مثل هذا السوق في صحار المعروف عنها أنّ كانت تملك أكبر الأسواق في السلطنة وأنها كانت محطة مهمة للتجار من مختلف الأقطار والحمد أنّ هناك من يسعى إلى إرجاع دور هذه الولاية إلى الواجهة كسوق تجارية مهمة في المنطقة وقد اختار القائمون على السوق موقعا متميزا وفريدا من نوعه.
وقال أحد البائعين للطيور الجميلة المختلفة الأنواع والأشكال هاني بن عباس بن حسن البحراني كنا نذهب لمحافظة مسقط لعرض الطيور التي نملكها مما يعرضنا لكثير من المتاعب والمشاق؛ لاسيما وأننا لابد أن نحمل معنا تجهيزاتنا من أقفاص وغيرها من اللوازم الخاصة بالطيور، ورغم أنّ الكثير من المتسوقين الذين شاهدناهم اليوم لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه الطيور ولا في أسعارها إلا أننا نؤمن أنه خلال الأسابيع القادمة ستتغير هذه النظرة، فكثير من المتسوقين للأسف يعتقدون أننا نرفع الأسعار لعدم إدراكهم أنّ هذه الطيور أسعارها كبيرة ومكلّفة.
وأضاف هاني البحراني جميل أن نجد مثل هذه الأفكار فشكرًا للمسؤولين في بلدية صحار والجميع يشيد بدورهم في تطوير ولاية صحار في جميع نواحي الحياة ونجد اهتماما كبيرا بالأسواق فإلى جانب السوق الكبير الذي شارف على الانتهاء وهو سوق صحار التاريخي نجد هذا السوق الشعبي المفتوح الذي خصص له يوم واحد من كل أسبوع يجمع الجميع في مكان واحد وفي أجواء احتفالية جميلة.
وأكثر ما كان يعجب العارضين والمتسوقين والزوار الوجود المكثف من قبل موظفي بلدية صحار حيث التقينا محمد بن علي الكشري مدير إدارة الشؤون الصحية فقال: نحاول أن نذلل كافة الصعوبات التي تعترض أي أحد في السوق ونرصد الملاحظات ونعالجها بأسرع ما يمكن حيث نملك طاقما كبيرا من الموظفين وعمال النظافة كما أنّ الموقع تتضافر فيه جهود مختلفة لمؤسسات حكوميّة حيث تتواجد شرطة عمان السلطانية لتوفير الأمن والاستقرار كما أنّه تمّ التنسيق مع المديرية العامة للتجارة والصناعة بمحافظة شمال الباطنة، وهيئة حماية المستهلك وغيرها من المؤسسات التي يتداخل عملها في مثل هذه الأسواق والحمد لله الأمور ماضية على خير ما يرام، وتم تلافي عدد من الملاحظات، ونتمنى في الأسابيع القادمة أن يكون الإقبال أكبر من هذا الأسبوع وأن يستقطب السوق أنواعا مختلفة من المعروضات وأن يحقق الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها.
