"أحيوا سنته"

    • "أحيوا سنته"

      اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
      ومن والاهم الى يوم الدين

      يقول الله عز وجل في محكم آياته على لسان حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:"قل إن كنتم تحبوني فاتبعوني يحببكم الله"
      فهلا أحيينا سنته إخواني في الله
      هذا إن كنا نحبه " إن كنتم تحبوني "
      سنن جميله في متناول الأيدي
      ولكننا كثيرا ما نتهاون عن آدائها للأسف:(

      فهلا تعاهدنا على آدائها من اليوم فصاعدا
      وهلا ذكرنا بعضنا بعضا بها
      ولتكن لكل منا سنه يذكرها في كل يوم

      حسنا سأبدأ:
      قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
      :"لا تغضب"
      :)

    • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة:
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة".
      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان افضل ايامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ".

      ... الغسل يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جاء احدكم الى الجمعة فليغتسل".

      فضل التطيب واللباس الحسن يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من الطيب ان كان له، ولبس من أحسن ثيابه،ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع إن بدا له، ولم يؤذ احداً، ثم انصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما".

      فضل التبكير الى صلاة الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      " إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على ابواب المسجد فيكتبون الاول فالاول فمثل المُهَجر الى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنه ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي كبشاً ثم كالذي يهدي دجاجة ثم كالذي يهدي بيضة فإذا خرج الامام وقعد على المنبر طووا صحفهم وجلسون يسمعون الذكر".

      مناهي في يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "إذا قلت لصاحبك انصت يوم الجمعة والامام يخطب فقد لغوت". وزاد احمد في روايته "ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء".

      التأخر:

      فقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له رسول الله "اجلس فقد آذيت" وفي رواية " آنيت" اي ابطأت وتأخرت.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يقيمن احدكم اخاه يوم الجمعة ثم يخالف الى مقعده فيقعد فيه وليكن يقول افسحوا".

      فضل قراءة سورة الكهف:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين".

      فضل التنفل يوم الجمعة:

      وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين.

      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا جاء احدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين ثم ليجلس".

      التخلف عن الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن

      من الغافلين".

      من فضائل الجمعة تكفير السيئات:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الامام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير".

      ساعة الاجابة فيها:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "ان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً الا أعطاه اياه، وقال بيده يقللها".

      واختلف العلماء فعند مسلم من حديث ابي موسى (هي ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة) وعند ابي داود والنسائي ( فالتمسوها اخر ساعة من الجمعة) وفي رواية وهي بعد العصر.

      حسن الختام يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      " ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله تعالى فتنة القبر".
    • عزووووز كتب:

      فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة:
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة".
      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان افضل ايامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ".

      ... الغسل يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جاء احدكم الى الجمعة فليغتسل".

      فضل التطيب واللباس الحسن يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من الطيب ان كان له، ولبس من أحسن ثيابه،ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع إن بدا له، ولم يؤذ احداً، ثم انصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما".

      فضل التبكير الى صلاة الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      " إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على ابواب المسجد فيكتبون الاول فالاول فمثل المُهَجر الى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنه ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي كبشاً ثم كالذي يهدي دجاجة ثم كالذي يهدي بيضة فإذا خرج الامام وقعد على المنبر طووا صحفهم وجلسون يسمعون الذكر".

      مناهي في يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "إذا قلت لصاحبك انصت يوم الجمعة والامام يخطب فقد لغوت". وزاد احمد في روايته "ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء".

      التأخر:

      فقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له رسول الله "اجلس فقد آذيت" وفي رواية " آنيت" اي ابطأت وتأخرت.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يقيمن احدكم اخاه يوم الجمعة ثم يخالف الى مقعده فيقعد فيه وليكن يقول افسحوا".

      فضل قراءة سورة الكهف:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين".

      فضل التنفل يوم الجمعة:

      وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين.

      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا جاء احدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين ثم ليجلس".

      التخلف عن الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن

      من الغافلين".

      من فضائل الجمعة تكفير السيئات:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الامام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير".

      ساعة الاجابة فيها:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      "ان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً الا أعطاه اياه، وقال بيده يقللها".

      واختلف العلماء فعند مسلم من حديث ابي موسى (هي ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة) وعند ابي داود والنسائي ( فالتمسوها اخر ساعة من الجمعة) وفي رواية وهي بعد العصر.

      حسن الختام يوم الجمعة:

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

      " ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله تعالى فتنة القبر".



      بارك الله فيك أخي الفاضل
      وأسعدك في الدارين
      آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين


    • ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

      ( من تصبح بسبع تمرات )

      وفي لفظ :
      ( من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )

      وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
      ( بيت لاتمر فيه جياع أهله )

      وثبت عنه صلى الله عليه وسلم

      أنه أكل التمربالزبد ،واكل التمر بالخبز ، وأكله مفرداً

      والتمر مقو للكبد ملين للطبع يزيد في الباه وأكله على الريق يقتل الدود......


      وأيضاً للتمر بأنواعه فوائد عديدة ......

      أولاً :
      أنه من الأغذية الغنية بعنصر المغنيسيوم التي تحمي من مرض السرطان.

      ثانياً :
      أن له أثراً كبيراً على تهنئة الأعصاب بالنسبة للمصابين بالأمراض العصبية.

      ثالثاً :
      فيه مزيج طبيعي من الحديد والكالسيوم يهضمه البدن ويستقبله بسهولة كل هذا في التمر..!


      سبحان الله العظيم ,,, والحمد لله رب العالمين .....
      :)

    • تشرب الماء وانت جالس

      عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر
      عن الشرب قائماً رواه مسلم .
      و عن أنس وقتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " ،
      قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و أخبث "رواه مسلم و الترمذي

      عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
      لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم .

      و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :"
      نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشرب قائماً و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة و الشرب من فيّ السقاء ".
      وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعذب الماء، ويفضل الماء البائت على غيره، لأن الماء البائت تنزل منه الأجزاء الترابية العالقة به إلى الأسفل، علاوة على موت ما به من بكتيريا، فيصبح الماء عذباً صافياً فراتاً.
      عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول أروى (أكثر رياً وأبلغ نفعاً) وأبرأ (أكثر شفاء) وأمرأ (أكثر إساغة) قال أنس فأنا أتنفس في الشراب ثلاثاً.
      وكيفية الشراب ثلاثاً أن تقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) وتشرب أول مرة وتكون قليلة، وترفع وتقول الحمد لله، ثم ترفع ثانية وتقول باسم الله الرحمن الرحيم وتشرب تكون متوسطة، ثم ترفع وتقول الحمد لله، ثم ترفع الثالثة، وتقول باسم الله وتشرب ما استطعت ثُم ترفع وتقول الحمد لله، فإنه أوفق للبدن وأنفع للمزاج.
      وقد أثبت علمياً أن طريقة الشرب مرة واحدة مضرة للإنسان خصوصاً في حالة الإجهاد الزائد مثل الجري السريع، والعرق المستمر، لأنه في هذه الحالة تكون ضربات القلب سريعة جداً مع نزول الماء بسرعة فيجهد القلب، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث هبوط به.
      وإن شرب الماء دفعة واحدة في المعدة الخالية ينبهها فيتسبب في حدوث تقلص شديد يبدأ من المعدة، ومنه للأمعاء الدقيقة، إلى الأمعاء الغليظة، إلى تقلص شديد محدثاً مغصاً بالبطن، وسماع صوت الأمعاء التي تثير مرض القولون العصبي.

      ونهى الرسول عن الشرب من في السقاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "نهى أن يشرب من في السقاء - فتحته- لأن ذلك ينتنه"، وقال ابن القيم في زاد المعاد: وفي هذه آداب متعددة منها:
      أن تردد أنفاس الشارب فيه يكسبه زهومة (رائحة كريهة يعاف لأجله)
      انه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء فتضرر منه.
      أن الماء ربما كان فيه قذاة أو غيرهما، لا يراها عند الشرب، فتدخل جوفه.
      وترجع حكمة النهي عن الشرب من فم السقاء أن أخذ النفس من الأنف يعني أخذ الأكسجين إلى داخله وهي عملية الشهيق، أما عملية الزفير فيخرج ثاني أكسيد الكربون.
      ومعنى النفخ هو إعادته إلى الجسم مرة أخرى ففي عودته مضرة للإنسان.كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب واقفاً، وكان أكثر شربه قاعداً، وقد بيّن الطب أن الشرب واقفاً يمكن أن يؤدي إلى الشرق وحصول الوجع في الكبد أو الحلق أو التسبب بالقيء أو داء البطن.

    • الشجاعة

      كان رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ أحسن الناس سمتاً وعشرة، وأكملهم أدبا وخُلُقاً، وقد وصفه الله سبحانه بذلك فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) ، فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، شهد له بذلك القاصي والداني ، والعدو والصديق ، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق سمة بارزة في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعله وسيرته .

      وقد سئلت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أخلاق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن )(أحمد) ، وتريد بذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في مسلكه الخُلُقي محققاً لأدب القرآن في كل ما أحبه الله من الصفات الطيبة والأخلاق العظيمة ..

      ومِن ذلك أن الله تعالى أمر بالوفاء بالعهد فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفى الناس بعهده ، وأمر بالتواضع فكان أكرم الخلق تواضعاً، وأمر بالعبادة فكان أكثر العباد إقبالاً على العبادة ، وحث على الشجاعة فكان أشجع البشر ، وحبب للمؤمنين الصفح والعفو فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعفى الخلق وأصفحهم ، وحض على الرحمة والبر فلا يُعرف من يدانيه رحمة وبراً..
      وهكذا كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يترجم بفعله أكرم الأخلاق التي رغب الله فيها عباده الصالحين ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )(أحمد) .
      فتثبيت الفضائل الخلقية وغرسها في البشرية كان بمثابة الهدف الأعلى لرسالته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ..

      الشجاعة المحمدية :

      الشجاعة خلق فاضل ووصف كريم ، لا سيما إذا كانت في العقل والقلب ، وفي الناحيتين المعنوية والحسية على السواء ، وصاحبها من أهل الإيمان والعلم ، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثلاً أعلى في الشجاعة كلها .
      وقد تجلت شجاعته المعنوية في وقوفه بدعوته الربانية في وجه الكفر وأهله ، إذ كان العالم حين بُعِث ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد انصرف عن طريق الله ، وغرق في بحر من المعاصي والآثام والشرك ، فثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على دعوته يحتمل في سبيلها أشد ألوان الأذى والبلاء .. وقد حاولت قريش معه مختلف الوسائل من الاضطهاد والإيذاء ، والإغراء بالمال والنساء ، والزعامة والملك ، فلم يزدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ثباتاً على دينه ، وتصميماً على إبلاغ دعوته ، حتى كتب الله له الفلاح والنصر ، وأظهر دينه على الدين كله ..

      أما شجاعته الحسية فعجب من العجب ، يشهد له بها أهل البطولة ، إذ كان من الشجاعة والقوة بالمكان الذي لا يجهل ، حضر المواقف والمعارك الصعبة ، وفر عنه الأبطال والشجعان ، وهو ثابت لا يتزحزح ، ومُقْبِل لا يدبر، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال علي ـ رضي الله عنه ـ : ( كنا إذا حمي البأس ، واحْمرَّت الحَدَق ، اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه )(أحمد) .

      وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة ، فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبى طلحة عُرْي (مجرد من السرج) ، وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لم تراعوا ، لم تراعوا .. )(البخاري).. لم تراعوا، لم تراعوا: أي لا تخافوا ولا تفزعوا .. وفي ذلك بيان لشجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، حيث خرج قبل الناس وحده لمعرفة الأمر ليطمئنهم ..

      والأمثلة التطبيقية العملية من حياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تدلل على شجاعته وثباته كثيرة فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أصحابه في الجهاد في سبيل الله ، وقد شج وجهه ، وكُسِرَت رَبَاعِيَتُه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد .

      وفي يوم حنين ثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجه الآلاف من هوازن ، بعد أن تفرق عنه الناس خوفا واضطراباًً من الكمين المفاجئ الذي تعرضوا له .
      ويصف البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ الموقف فيقول لرجل سأله : أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة ؟ ، فقال : ( أشهد على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما ولَّى ، ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس وحُسَّر(من لا سلاح معهم) إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل كأنها رِجْل(قطيع) من جراد فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول : أنا النبي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب . اللهم نزِّل نصرك .. قال البراء : كنا والله إذا احمر البأس(الحرب) نتقى به، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به . يعنى النبي - صلى الله عليه وسلم - )(البخاري).

      قال ابن كثير في تفسيره بعد سياق هذا الحديث : " .. وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة ، أنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى ، وقد انكشف عنه جيشه ، وهو مع هذا على بغلة ، وليست سريعة الجري ، ولا تصلح لفر ولا كر ولا هرب ، وهو مع هذا يركضها على وجوههم وينوه باسمه ، ليعرف من لم يعرفه - صلى الله عليه وسلم - دائما إلى يوم الدين ، وما هذا كله إلا ثقة بالله ، وتوكلا عليه ، وعلما منه بأنه سينصره ، ويتم ما أرسله له ، ويظهر دينه على سائر الأديان " ..

      وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَزَاة قِبَلَ نَجْد، فأَدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القائلة في واد كثير العِضَاهِ (شجر فيه شوك) ، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِن أغصانها ، وتفرّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر .. قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي ، والسيف صَلْتا(مسلولا) في يده ، فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ ، قلت : الله ، فشامَ السيف(َرده في غِمْده)، فها هو ذا جالِس ، ثم لم يعرِض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )(مسلم) .
      قال ابن حجر في فتح الباري : " وفي الحديث فرط شجاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقوة يقينه ، وصبره على الأذى ، وحلمه عن الجهال " .

      لقد كانت مواقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه مضرب المثل والقدوة ، فهو شجاع في موطن الشجاعة ، قوي في موطن القوة ، عفو في موطن العفو ، رحيم رفيق في موطن الرحمة والرفق ، فصلوات الله وسلامه عليه ..
    • أكلات النبي المفضله


      الحمد لله حمداً لمن سبقت رحمته, وعمت الخلق نعمته, وصلى الله وسلم على من أظلت الأنبياء رايته, وحيرت العقول سجيته, وعلى آله وصحبه ومن أشرقت عليهم شمس دعوته.
      وبعد.. ففي هذه المطوية خلاصة من شمائل الحبيب صلى الله عليه وسلم لطيفة المبنى, عظيمة المعنى, مزهرة المغنى, يحصل بها لقارئها النفع العظيم إن شاء الله .ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم من اللحوم:
      1- لحم الغنم.. رواه مسلم
      ويحب منه : الذراع والكتف ولحم الظهر.
      2- لحم الإبل.. رواه النسائي
      3- لحم الدجاج.. رواه البخاري
      4- لحم الحبارى (طير طويل العنق, رمادي اللون, بين الدجاج والبط)
      : رواه الترمذي
      5- لحم حمار الوحش.. متفق عليه
      6- لحم الأرنب.. متفق عليه
      7- الحوت (سمك).. رواه مسلم
      8- القديد (لحم مملوح مجفف في الشمس).. رواه الترمذي
      9- كبد الغنم.. رواه البيهقي والدار قطني
      
      ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم من الخبز والأدم:
      1- خبز الشعير وخبز البر.. رواه مسلم
      2- الثريد (يفت الخبز ثم يبل بمرق اللحم).. رواه أحمد
      3- الخزيرة (لحم مقطع صغاراً ويصب عليه ماء كثير, فإذا نضج ذُرَّ عليه
      الدقيق,فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة).. رواه البخاري
      4- الثُّفُل (ما بقي من الطعام في أسافل القدر).. رواه الترمذي
      5- الزيت.. رواه أحمد
      6- الخل.. رواه مسلم
      7- الملح.. رواه ابن ماجه
      8- الأَقِط (الجبن).. رواه أبو داود
      9- الزُّبد.. رواه أبو داود
      ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم من الفواكه والحلوى:
      1- البطيخ (الخربز) .. رواه أبو داود
      2- العنب.. رواه الطبراني
      3- الزبيب.. رواه أحمد
      4- الرمان.. رواه ابن حبان
      5- التوت.. رواه الخطيب
      6- التين.. رواه أبو نعيم
      7- التمر.. رواه مسلم, ومن أحب التمر إليه العجوة.. رواه أبو نعيم
      8- الرطب والبسر.. رواه مسلم
      9- العسل.. متفق عليه
      10- الحلوى.. متفق عليه
      ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم من الخضروات:
      1- الدبَّاء (القرع).. رواه النسائي
      2- القثاء (نوع من الخيار أخف منه ويسمى الفقُّوس).. رواه الطبراني
      3- السِّلْق (السِّلك المطبوخ وهو نبت له ورق طوال).. رواه الترمذي
      ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم مخلوطاً بعضه ببعض:
       أكل النبي صلى الله علايه وسلم الثريد باللحم والقرع .. رواه مسلم
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم القرع والقديد في المرق.. رواه الترمذي
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم التمر بالزبد.. رواه أبو داود
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم تمر بالخبز.. رواه الترمذي
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم القثاء بالرطب.. رواه الطبراني
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم الخربز بالرطب.. رواه النسائي
       أكل النبي صلى الله عليه وسلم الخبز المبلول بالماء مع الملح والخل.. رواه البيهقي
       الخبيص (خليط من السمن والعسل والبر).. رواه البيهقي
       الحَيْس (خليط من تمر وسمن و[أقط أو دقيق]).. رواه البخاري
      
      الأسودان : التمر والماء.. متفق عليه
      الأطيبان : التمر واللبن.. رواه أحمد
      
      7) كان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعاماً قط. متفق عليه
      كان صلى الله عليه وسلم يأكل مما يليه.. رواه ابن ماجه
      9) كان صلى الله عليه وسلم لا ينفخ في طعام . رواه ابن ماجه
      10) كان صلى الله عليه وسلم يلعق الصحفة بأصابعه.. رواه الترمذي
      11) كان صلى الله عليه وسلم يلعق أصابعه بعد الأكل.. رواه مسلم, فيبدأ بـالوسطى ثم السبابة ثم الإبهام.. رواه الطبراني
      12) كان صلى الله عليه وسلم لا يأكل وحده, ويحب ما كثرت عليه الأيدي.. رواه الطبراني
      13) كان صلى الله عليه وسلم لا يشبع من طعام قط.. رواه مسلم
      14) كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من أكله قال: (الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة).. رواه أبو داود
      15) كان صلى الله عليه وسلم يمسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه.. رواه الترمذي.
      
      ما شربه النبي صلى الله عليه وسلم :
      1- الحلو البارد.. رواه الترمذي
      2- ماء زمزم.. رواه الترمذي
      3- اللبن.. رواه مسلم
      4- اللبن بالماء.. رواه مالك
      5- العسل.. رواه مسلم
      6- النبيذ [وهو ماء يُطرح فيه تمر ليحلو].. رواه مسلم
      7- المرق.. رواه مسلم
      
      كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب:
      1- كان صلى الله عليه وسلم يقول : بسم الله.. رواه الطبراني
      المأكولات التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم عن أكلها:
      1- كان  لا يأكل من الشاة: الذكر والخصـيتين والفرج والكليتين والمثانة
      والمرارة والطِحال. رواه الطبراني. وكذلك:
      2- الضَّب.. متفق عليه 3- الجراد.. رواه أبو داود
      4- البصل النيء.. رواه أحمد 5- الثوم النيء.. رواه أحمد
      6- الكراث.. رواه أحمد
      
      كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل:
      1) كان صلى الله عليه وسلم يغسل يده قبل الطعام وبعده.. رواه الترمذي.
      2) كان صلى الله عليه وسلم إذا وضعت المائدة قال: (بسم الله, اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيراً منه).. رواه ابن ماجه
      3) كان جلوسه صلى الله عليه وسلم للأكل بأن يجثو على ركبتيه.. رواه أبو الشيخ
      4) كان صلى الله عليه وسلم يأكل بيمينه وبأصابعه الثلاث :
      أ_ الإبهام. ب_ السبابة. ج_ الوسطى.. رواه الطبراني
      5) كان صلى الله عليه وسلم يكره أن يأكل الطعام الحار.. رواه الطبراني
      6) كان صلى الله عليه وسلم لا يتكئ عند الأكل.. رواه البخاري
      2- كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد شرب اللبن: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.. رواه الترمذي
      3- كان يشرب قاعداً.. رواه مسلم
      4- كان يمصُّ الماء مصّاً.. رواه الطبراني
      5- كان صلى الله عليه وسلم لا ينفخ في شراب.. رواه ابن ماجه
      6- كان صلى الله عليه وسلم يتنفس ثلاثاً خارج الإناء.. متفق عليه
      7- كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا انتهى من شربه الماء: الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته, ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا.. رواه الطبراني
      
      ختاماً.. وبعد أن جال نظرك إلى أنواع من الأطعمة والأشربة التي اقتناها النبي  وذاقها.
      ربما قد ذقت بعضها, وبعضها لم تذق, فلا أقل من أن تتقرب من حبيبك محمد  باستشعار وجداني قوي أن هذا الطعام قد أكله النبي , وهذا الشراب قد شربه, مع القيام بآدابه الذي عليه المعوّل في ذلك كله.
      وستشعر بعد ذلك في أكلك وشربك من الإيمان والمحبة ما يزيدك في صلتك وقربك من النبي  , فقد رُوي عن أنس  أنه قال: رأيت النبي  يتتبع الدبّاء من حوالي الصحفة, فلم أزل أحب الدبّاء منذ يومئذٍ [رواه مسلم].
      قال الإمام النووي رحمه الله: في الحديث أنه يستحب أن يحب المرء الدبّاء, وكذلك كل شيء كان يحبه صلى الله عليه وسلم .
      والله يتولى هدانا, وهو حسبنا ونعم الوكيل, والحمد لله رب العالمين

    • سنذكر لكم من خلال السطور التالية ملخصا
      لمائة خصلة أختص بها الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم عن باقى أنبياءه السابقين

      على الرسول صلى الله عليه وسلم وأكرمه الله بها منها
      ما أختصه بها لشخصه ذاته عليه الصلاة والسلام
      فى الدنيا والآخرة ومنها ما أكرم بها أمته عليه الصلاة والسلام
      فى الدنيا والآخرة أيضا -
      ولاحظ أخى الفاضل وأختى الفاضلة أنك بقرائتك لهذا الموضوع
      وصلاتك على النبى العدنان صلى الله عليه وسلم
      اِحدى وثمانون مرة ،سيصلى
      عليك الله جل جلاله بها ثمانى مائة وعشرة صلاة وسيرددها بعد الله سبحانة وتعالى
      عليك بمثلهم ملائكة لايعرف عددهم الا علام الغيوب .
      أولا : ما أختص الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم
      فى الدنيا
      1-أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
      2-كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم .
      3- كان نبيا وآدم منجدل في طينته صلىالله عليه وسلم .
      4-هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم .
      5-هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
      6- هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
      7- هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم .
      8-هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم
      صلى الله عليه وسلم .
      9-كونه منة يمتن الله بها على عباده صلى الله عليه وسلم .
      10- كونه خيرة الخلق وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
      11- طاعته ومبايعته صلى الله عليه وسلم هي عين طاعة
      الله ومبايعته .
      12-الإيمان به صلى الله عليه وسلم مقرون بالإيمان بالله تعالى.
      13- هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .

      14- هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم .
      15- عموم رسالته صلى الله عليه وسلم .
      16- تكفل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم .
      17-التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم.

      18- القسم بحياته صلى الله عليه وسلم .

      19- القسم ببلده صلى الله عليه وسلم.

      20- القسم له صلى الله عليه وسلم .

      21- لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم.

      22- ذكر في أول من ذكر من الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
      23 - النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم .

      24- لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم .

      25- تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له

      صلى الله عليه وسلم ( ثم نسخ ذلك ).

      26- جعله الله نورا صلى الله عليه وسلم .

      27- فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم .

      28- تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم .

      29- استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .

      30- الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم .

      31- معجزاته صلى الله عليه وسلم

      (مع ملاحظة أن لكل نبى من أولى العزم له معجزات ولكنه صلى الله عليه وسلم أختص بمعزات لم تعطى لنبى قبله مثل معجزة الاسراء والمعراج )

      32- غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم .

      33- تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم
      34- أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم .

      35- أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم .

      36- إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم .

      37- نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم .

      38- شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم .

      39- إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم .

      40- قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم .

      41- ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنه

      صلى الله عليه وسلم .

      42- أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم .

      43- يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم .

      44- رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم

      لأن الشيطان لا يتمثل به .

      45- عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم .

      46- جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .

      47 - اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم .

      ثانيا - ما أختصه الله تعالى به صلى الله عليه وسلم في الآخرة

      48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم .

      49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم .

      50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم .

      51- هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم .

      52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .

      53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم .

      54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم .

      55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم .

      56- إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم .( الوسيلة : أعلى منزلة في الجنة ).

      57- إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .

      ( وهي الشفاعة العظمى ).

      58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم .

      ( وهو نهر في الجنة ).

      59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم .

      60- يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم .

      61- هو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم .

      62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم .

      64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء

      صلى الله عليه وسلم .

      65- ما يوحى إليه صلى الله عليه وسلم في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره

      من قبل ومن بعد .

      66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم .

      ثالثا - ما أكرمه الله به صلى الله عليه وسلم في أمته في الدنيا

      67- جعلت خير الأمم .

      68- سماهم الله تعالى المسلمين ، وخصهم بالإسلام .

      69- أكمل الله لها الدين ، وأتم عليها النعمة .


      70- ما حطه الله لها عنها من الاصر والاغلال .


      71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين .


      72- أحلت لها الغنائم .


      73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة .


      74- التيمم والصلاة على الأرض .


      75- خصهم بيوم الجمعة .


      76 - خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة .


      77 - خصهم بليلة القدر .


      78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض .


      79- مثلها في الكتب السابقة


      ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ).


      80- لن تهلك بجوع ، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها .


      81- خصت بصلاة العشاء .


      82- تؤمن بجميع الأنبياء .


      83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل .


      84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة .


      رابعا - (( ما أكرمه الله تعالى به صلى الله عليه وسلم


      في أمته في الآخرة ))


      85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم .


      86- هي أول من يجتاز الصراط .


      87- هي أول من يدخل الجنة ،وهي محرمة على الناس


      حتى تدخلها .


      88- انفرادها بخول الباب الأيمن من الجنة .


      89- سيفديها بغير من الأمم .


      90- تأتى غرا محجلين من آثار الوضوء .


      91- هى أكثر أهل الجنة .


      92- سيرضى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بها .


      93- زيادة الثواب مع قلة العمل .


      94- كلها تدخل الجنة اِلا من أبى لمعصيته الله تعالى ورسوله


      صلى الله عليه وسلم - للحديث الذى رواه البخارى .


      95- كثرة الشفاعات فى أمته .


      96- تمنى الكفار لو كانوا مسلمين .


      97- هم الآخرون فى الدنيا السابقون يوم القيامة .


      98- دخول عدد كثير منها الجنة بغير حساب .


      99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق .


      100- فيها سادات أهل الجنة وشهيدها حى يرزق عند ربه.


      وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


      المرجع كتاب (تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم )


    • الوفاء
      ان الوفاء بالعهد ، وعدم نسيانه أو الاغضاء عن واجبه خلق كريم
      ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل والمقام الأسمى
      فوفاؤه ، وصلته لأرحامه كان مضرب المثل ، وحق له ذلك وهو سيد الأوفياء

      وإليك ما يثبت هذه الحقيقة :
      · حديث عبدالله بن أبي الحمساء إذ قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم
      ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه
      بها في مكانه فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث
      فجئت فإذا هو في مكانه،
      فقال : (( يا فتى لقد شققت علي أنا هنا منذ ثلاث أنتظرك(( ·روى البخاري
      في الأدب المفرد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بهدية
      قال : (( اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحب خديجة ((
      أي وفاء هذا ياعباد الله ؟ إنه يكرم أحباء خديجة وصديقاتها بعد موتها رضي الله عنها .
    • الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد:
      اعلم رحمك الله أنه على حسب حياة القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم..
      الحياء
      إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق،
      وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء". فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم.
      قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
      وقيل أيضًا: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
      حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
      إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
      ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان، ف
      في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
      وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
      والسر في كون الحياء من الإيمان: أن كلاًّ منهما داعٍ إلى الخير مقرب منه، صارف عن الشر مبعدٌ عنه، وصدق القائل:
      وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين ركوبها إلا الحياءُ
      وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان الحياء، قال صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".
      وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
      إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ
      يعيش المرء ما استحيا بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ

      ليس من الحياء:
      إن بعض الناس يمتنع عن بعض الخير، وعن قول الحق وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بزعم الحياء، و
      هذا ولا شك فهمٌ مغلوط لمعنى الحياء؛ فخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس حياءً، بل أشد حياءً من العذراء في خِدرها، و
      لم يمنعه حياؤه عن قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل والغضب لله إذا انتهكت محارمه.
      كما لم يمنع الحياء من طلب العلم والسؤال عن مسائل الدين، كما رأينا أم سليم الأنصارية رضي الله عنها تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا احتلمت؟
      لم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم من البيان؛ فقال:
      "نعم، إذا رأت الماء".
      أنواع الحياء:
      قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
      1- الحياء من الله.
      2- الحياء من الملائكة.
      3- الحياء من الناس.
      4- الحياء من النفس.
      أولاً: الحياء من الله:
      حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين، فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة،
      أو مرتكبًا لمعصية.. قال الله عز وجل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)[العلق:14]. وقال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16].
      إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اطلاعه على أحوال عباده، وأنه رقيب عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
      لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي. قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس
      وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".

      خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)
      ولله در القائل:
      وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة والنفس داعية إلى الطغيان
      فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني
      ثانيًا: الحياء من الملائكة:
      قال بعض الصحابة: إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
      وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10- 12].
      قال ابن القيم رحمه الله:[ أي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم
      عليه مَنْ هو مثلكم، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟! ]
      وكان أحدهم إذا خلا يقول: أهلاً بملائكة ربي.. لا أعدمكم اليوم خيرًا، خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.
      ثالثًا: الحياء من الناس:
      عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
      وقال مجاهد: لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه.
      وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال: "ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت".
      رابعًا: الاستحياء من النفس:
      من استحيا من الناس ولم يستحِ من نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره، فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة.
      فإذا كبرت عند العبد نفسه فسيكون استحياؤه منها أعظم من استحيائه من غيره.
      قال بعض السلف: من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.
      إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا، وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم القدر:
      إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
      وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
      إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. ... ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
      رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية وختم لنا ولكم بخير..
    • بسم الله الرحمن الرحيم
      موضوع رائع وجميل وهادف
      اتمنى لك التوفيق وسلمت يداك


      سنن الإستيقاظ من النوم

      1- مسح أثر النوم عن الوجه : وقد نص الحديث على إستحبابه النووي وابن حجر لحديث :
      ( فاستيقظ رسول الله فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه . روا مسلم..



      :)
      . ‏عفى الله عن حديث بالقلب يظل ولا يُقال ,,
    • اوتار مؤلمة كتب:

      بسم الله الرحمن الرحيم
      موضوع رائع وجميل وهادف
      اتمنى لك التوفيق وسلمت يداك


      سنن الإستيقاظ من النوم

      1- مسح أثر النوم عن الوجه : وقد نص الحديث على إستحبابه النووي وابن حجر لحديث :
      ( فاستيقظ رسول الله فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه . روا مسلم..



      :)



      بارك الله فيك أختي الكريمة
      وجزاك الله خيرا
      ووفقنا واياك وجميع المسلمين الى طاعته ومرضاته
      آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
    • سنن الوضوء
      ما أجمل أن تحصل على خير كثير من عمل يسير!!!
      من سنن الوضوء
      أولا
      : تبدأ ببسم الله وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا صلاة لِمن لا وُضُوءَ له، ولا وضوء لِمن لَم يذكر اسم اللّه عليه " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وهو حديث حسن.

      ثانيا: السواك لحديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَولا أنْ أشُقَّ على أمتي لأمَرْتُهُم بالسِّواك عِنْد كُلِّ صلاةٍ " رواه الجماعة، وفي رواية لأحمد: "لأمرتهم بالسواك مع كل وُضوءٍ "
      والسواك له فضل عظيم فهو من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فالسواك مطهرة للفم ومرضاة للرب .
      فما أيسر هذا الباب لنيل رضى الرحمن .
      ثالثا: الدعاء بعد الوضوء عن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء أخرجه مسلم والترمذي، وزاد: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.
      ما أيسر هذا الباب أيضا بدعاء أذكره بعد الوضوء باخلاص تفتح لي أبواب الجنة الثمانيه!! الله الله.
      رابعا: وما أجملها من خاتمة!! فمن توضأ ثم صلى ركعتين غفر الله له ماتقدم من ذنبه, الله أكبر الله أكبر فهل تتذكر معي يا أخي أن صيام يوم عرفة يكفر الله به ذنوب عام مضى وذنوب عام جديد مستقبل , والله تبارك وتعالى يغفر ما تقدم من الذنب بصلاة ركعتين بعد الوضوء, ألم أقل لك أخي الكريم ما أجمل أن تكسب خير كثير من عمل يسير, والدليل هوقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ))
      [ متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما] .
      ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) رواه البخاري ومسلم.

    • [B]سنن قيام الليل

      [/B]

      قال رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .

      وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع طول القيام لحديث : ( كان ~صلى الله عليه و سلم ~ يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته ) رواه البخاري



      وفي رواية أخرى ( يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة .. ) رواه البخاري .





      ويسن له إذا قام لصلاة الليل أن يستاك وأن يقرأ الآيات الأخيرة من سورة آل عمران من قوله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) حتى يختم السورة .



      ويسن له أيضا أن يدعو بما ثبت عن النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ) .
      ومن السنن أيضاً ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين ، وذلك حتى ينشط بهما لما بعدهما ،قال رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~ إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم .

      ويسن كذلك أن يفتتح صلاة الليل بالدعاء الثابت عن النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم .
      اللهم ارزقنا قيام الليل على الوجه الذي يرضيك عنا وثبتنا على الطاعة يارب العالمين.


      [B]الليل أنس المحبين، وروضة المشتاقين، وإن لله عباداً يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الراعي غنمه، ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها، حتى إذا ما جنّ عليهم الليل، واختلط الظلام، وبسطت الفرش، وخلا كل حبيبب بحبيبه ، فنصبوا إلى الله أقدامهم، وافترشوا إلى الله جباههم، وناجوا ربهم بقرآنه، وطلبوا إحسانه وإنعامه؛ فإن أول ما يمنح الله عز وجل هؤلاء أن يقذف من نوره جل وعلا في قلوبهم .

      [/B]
    • السواك
      أولا :أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم

      عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) رواه البخاري.
      عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك) رواه مسلم.
      عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل بيته بدأ بالسواك) رواه مسلم.
      وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه البخاري.


      ما هو السواك؟!

      السواك عود يؤخذ من فروع أو جذور شجرة الأراك المعروفة، وهي من العائلة الأراكية.. تنبت في المناطق الحارة ووديان الصحاري، وتوجد بكثرة في شبه الجزيرة العربية، وبخاصة في المناطق الجنوبية من الحجاز، وفي صعيد مصر والسودان والشام وليبيا وإيران، والمناطق الشرقية والجنوبية في شبه القارة الهندية.


      متى يتم استخدامه؟؟

      عند الوضوء .
      عند الصلاة .
      عند قراءة القرآن .
      عند تغير رائحة الفم بترك الأكل أو أكل ماله رائحة أو طول السكوت أو كثرة الكلام .
      عند إرادة النوم .
      عند الاستيقاظ من النوم .
      عند الدخول إلى المنزل ومـلاقـــاة الأهل

      فوائد السواك
      يقول الأمام ابن القيم عن فوائد السواك في كتاب الطب النبوي


      يطيب الفم .
      يشد اللثة
      يقطع البلغم .
      يجلو البصر .
      يصح المعدة

      يصفي الصوت .
      يعين على هضم الطعام .
      يسهل مخارج الكلام .
      ينشط القراءة والذكر والصلاة .
      يطرد النوم .
      يعجب الملائكة .
      يكثر الحسنات


      ومن الفوائد أيضا المكتشفة حديثاًً :


      أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه لمادة الفلورايد
      يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه لمادة الكلور .
      تبيض الأسنان لاحتوائه لمادة السيلكا .
      يحمي الأسنان من البكتريا المسببة للتسوس لاحتوائه لمادة الكبريت والمادة القلوانية .
      يفيد في التأم الجروح وشقوق اللثة وعلى نموها نمواًً سليماًً لاحتوائه لمادة تراي مثيل أمين (Trimethylamina) وفيتامين ( ج ) .
      أفضل علاج لترك التدخين .

      ا(أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني واياكم من أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم وأن يجمعنا به عند الحوض ويسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا , اللهم كم امنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله واتمم لنا اللذة يارب بالنظر الى وجهك الكريم )



    • [B]سنن الدخول والخروج من الخلاء

      [/B]

      يدخل الإنسان إلى الخلاء في يومه وليلته عدة مرات فما رأيك أن تتبع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وتنال الأجر باتباعك سنته.

      من سنن دخول الخلاء:

      1- الدخول بالرجل اليسرى
      2- دعاء الدخول [ اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ] متفق عليه .

      والخبث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة والمقصود هو ذكران الشياطين واناثهم.

      ومن سنن الخروج من الخلاء:

      1-الخروج بالرجل اليمنى .
      2-دعاء الخروج [ غفرانك ] أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي.

      وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
      (إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر. وفي ترجله إذا ترجل. وفي انتعاله إذا انتعل.)

      أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في الوضوء, لبس الثوب, دخول المسجد,السواك ,تقليم الأظافر,حلق الرأس ,الأكل والشرب , ومما هو في معناه.
      ويستحب تقديم اليسار في ضد ذالك كالأمتخاط والبصاق عن اليسار , ودخول الخلاء, والخروج من المسجد, وخلع النعل والسراويل والثوب,والأستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك.

      اللهم اجعلنا من أتباع نبيك المصطفى اللهم اجعلنا ممن يستنون بسنته ويقتفون أثره ويسيرون على هديه.


    • عزووووز كتب:

      [B]سنن قيام الليل

      [/B]

      قال رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .

      وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع طول القيام لحديث : ( كان ~صلى الله عليه و سلم ~ يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته ) رواه البخاري


      وفي رواية أخرى ( يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة .. ) رواه البخاري .




      ويسن له إذا قام لصلاة الليل أن يستاك وأن يقرأ الآيات الأخيرة من سورة آل عمران من قوله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) حتى يختم السورة .



      ويسن له أيضا أن يدعو بما ثبت عن النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ) .
      ومن السنن أيضاً ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين ، وذلك حتى ينشط بهما لما بعدهما ،قال رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~ إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم .

      ويسن كذلك أن يفتتح صلاة الليل بالدعاء الثابت عن النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم .
      اللهم ارزقنا قيام الليل على الوجه الذي يرضيك عنا وثبتنا على الطاعة يارب العالمين.


      [B]الليل أنس المحبين، وروضة المشتاقين، وإن لله عباداً يراعون الظلال بالنهار كما يراعي الراعي غنمه، ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها، حتى إذا ما جنّ عليهم الليل، واختلط الظلام، وبسطت الفرش، وخلا كل حبيبب بحبيبه ، فنصبوا إلى الله أقدامهم، وافترشوا إلى الله جباههم، وناجوا ربهم بقرآنه، وطلبوا إحسانه وإنعامه؛ فإن أول ما يمنح الله عز وجل هؤلاء أن يقذف من نوره جل وعلا في قلوبهم .

      [/B]


      جزيل الشكر أخي الفاضل على تقييمك الموضوع
      وإثراءك إياه
      وفقنا الله وإياكم وجميع المسلمين الى ما يحبه سبحانه ويرضاه
      كل الشكر لك مني






    • كان صلى الله عليه وسلم عجيبا في ذلك،
      فتواضعه تواضع من عرف ربّه مهابة، واستحيا منه وعظمه وقدّره حقّ قدره، وتطامن له
      وعرف حقارة الجاه والمال والمنصب، فسافرت روحه الى الله وهاجرت نفسه الى الدار
      الآخرة، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا، فصار عبدا لربه بحق: يتواضع
      للمؤمنين، يقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف على المسكين، ويصل البائس ويواسي
      المستضعفين ويداعب الأطفال ويمازح الأهل ويكلم الأمة، ويواكل الناس ويجلس على
      التراب وينام على الثرى، ويفترش الرمل ويتوسّد الحصير، قد رضي عن ربّه، فما طمع في
      شهرة أو منزلة أو مطلب أرضي أو مقصد دنيوي، يكلم النساء بلطف، ويخاطب الغريب بودّ،
      ويتألف الناس ويتبسّم في وجوه أصحابه يقول:" إنما أنا عبد: آكل كما يأكل العبد
      واجلس كما يجلس العبد" أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد 1\6، وابن سعد في الطبقات 1\371
      وانظر كشف الخفاء 1\17 ، ولما رآه رجل ارتجف من هيبته قال:"هوّن عليك، فإني ابن
      امرأة كانت تاكل القديد بمكة" أخرجه ابن ماجه 3312، والحاكم 4366 عن ابن مسعود،
      وانظر الكامل لابن عدي 6\286.
      وكان يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول:" لا
      تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبدالله ورسوله، فقولوا عبدالله
      ورسوله" أخرجه البخاري 3445 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكان ينهى أن يقام له، وأن
      يوقف على رأسه، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس، وكان يختلط بالناس كأنه أحدهم،
      ويجيب الدعوة ويقول:" لو دعيت الى كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت" أخرجه
      البخاري [2568، 5178].a
      وكان يحب المساكين، ويروى عنه قوله:" اللهم أحيني مسكينا
      وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين" أخرجه الترمذي 2352 عن أنس رضي الله عنه،
      وابن ماجه 4126 والحاكم 7911 عن أبي سعيد الخدري وصححه. وكان يحرّم الكبر وينهى
      عنه، ويبغض أهله ويقول:" يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من
      كل مكان" أخرجه أحمد 6639، والترمذي 2492، انظر كشف الخفاء 3236. ويروي عن ربه أنه
      قال:"الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار" أخرجه
      مسلم 2620 وأبو داود 4090 واللفظ له.
      فكان صلى الله عليه وسلم محببا الى القلوب:
      تأخذه الجارية بيده فيذهب معها، ويزور أم أيمن وهي مولاة. ولما مدحه وفد عامر بن
      صعصعة وقالوا: أنت خيرنا وأفضلنا وسيدنا وابن سيدنا قال لهم:" يا أيها الناس! قولوا
      بقولكم أو ببعض قولكم، لا يستجريّنكم الشيطان" أخرجه أحمد 15876 وأبو داود 4806،
      وغضب لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، وقال:" ويحك! أجعلتني والله عدلا؟ بل ما
      شاء الله وحده" أخرجه أحمد [1842، 2557] والنسائي في السنن الكبرى 10825 عن ابن
      عباس رضي الله عنهما.
      وكان يحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس بيته
      ويحلب شاته ويقطع اللحم مع أهله، ويقرّب الطعام لضيفه، ويباسط زوّاره ويسأل عن
      اخبارهم، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه، ويلبس الصوف ويأكل الشعير، وربما مشى
      حافيا، وينام في المسجد، ويركب الحمار، ويردف على الدابة، ويعاون الضعيف ويتفقد
      السرية، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج، ويرافق الوحيد منهم..
      فصلى الله عليه
      وسلم ما تحرّك بذكره اللسان، وسارت بأخباره الركبان، وردّد حديثه الإنس
      والجان.





    • عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ وَلَا يَقُلْ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ".

      أخرجه ابن أبى شيبة (6/21 ، رقم 29162) ، وأحمد (3/101 ، رقم 11999) ، والبخاري (5/2334 ، رقم 5979) ، ومسلم (4/2063 ، رقم 2678) ، والنسائي فى الكبرى (6/151 ، رقم 10420) . وأخرجه أيضًا : البخاري فى الأدب المفرد (1/213 ، رقم 608) ، والديلمي (1/316 ، رقم 1245).


      قال الإمام النَّوَوِيّ في "شرح صحيح مسلم": وَفِي رِوَايَة : (وَلْيَعْزِمِ الرَّغْبَة فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمهُ شَيْء أَعْطَاهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: عَزْم الْمَسْأَلَة: الشِّدَّة فِي طَلَبهَا, وَالْجَزْم مِنْ غَيْر ضَعْف فِي الطَّلَب, وَلَا تَعْلِيق عَلَى مَشِيئَة وَنَحْوهَا, وَقِيلَ: هُوَ حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَة. وَمَعْنَى الْحَدِيث: اِسْتِحْبَاب الْجَزْم فِي الطَّلَب, وَكَرَاهَة التَّعْلِيق عَلَى الْمَشِيئَة. انتهى كلامه رحمه الله، وقال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد": فيه خمس مسائل: الأولى: النهي عن الاستثناء في الدعاء. الثانية: بيان العلة في ذلك. الثالثة: قوله: (ليعزم المسألة). الرابعة: إعظام الرغبة. الخامسة: التعليل لهذا الأمر
    • عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ:"مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟" قُلْتُ:أَذْكُرُ اللَّهَ، قَالَ: "أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ؟ تَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتُسَبِّحُ اللَّهَ مِثْلَهُنَّ"، ثُمَّ قَالَ: "تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدَكَ".

      أخرجه النسائي (6/50 ، رقم 9994) ، وابن خزيمة (1/371 ، رقم 754) ، والطبراني (8/238 ، رقم 7930) وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم: 2615).

      هذا الحديث الجميل للأسف هو كنز من كنوز السنة النبوية المنسية هذه الأيام، ففي هذه الكلمات القليلة تضيف إلى ميزان حسناتك عددا لا يحصيه إلا الله تعالى من الحسنات. وفي الحديث الحثّ على أن يعلّم المسلم هذه الكلمات لأولاده من بعده و يعلِّمهن غيره فكل من يقولهن بعده فله مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيء.
    • التصبح بسبع تمرات عجوة

      يدفع الإصابة بالسحر أو السم- بإذن الله تعالى.


      قال رسول الله ( من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) رواه مسلم في الصحيح
      عن إسحاق بن راهويه عن أبي بدر وأخرجاه من أوجه أخر عن هاشم

    • الرخص التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس رخصة جمع الصلاة وقت المطر الغزير، والبرد القارس، والريح الشديدة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على ما جاء به القرآن الكريم من رفع الحرج عن الناس، ورفع المشقة عنه؛ فلا تكون العبادة ثقيلة على النفس؛ لأن الله تعالى يريد لعباده أن يعبدوه عبادة حب قبل أن تكون عبادة قسر.

      حكمة التيسير

      وقرر القرآن الكريم هذا التيسير في عدد من الآيات، من ذلك قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} (المائدة:6)، وقوله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج:78)، وقوله سبحانه: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185).
      وجاءت تطبيقات السنة النبوية في التشريع والآداب وغيرهما بهذا التيسير ورفع الحرج، ومنها الجمع بين الصلاتين في المطر والبرد الشديد والريح العاتية؛ فعن نافع أن ابن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: "ألا صلوا في الرحال".
      ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول: "ألا صلوا في الرحال". وفي رواية للإمام مسلم "أو ذات مطر في السفر"، وقال البخاري "في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر".
    • سنن النوم


      *** النوم على وضوء:

      قـال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه :

      (( إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث )) [ متفق عليه] .

      *** قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم :

      عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما: (( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات. [ رواه البخاري ]

      *** التكبير والتسبيح عند المنام :

      عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا:
      (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم )) [متفق عليه: 6318 – 6915]

      ***الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم :

      عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

      (( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته )) [ رواه البخاري: 1154].

      *** الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد :

      (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور )) رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :

    • سنن الوضوء والصلاة



      *** المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة:
      عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( تمضمض ، واستنشق من كف واحدة )) [ رواه مسلم: 555 ] .

      ***الوضوء قبل الغُسل :

      عن عائشة رضي الله عنها ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم :

      (( كان إذا اغتسل من الجنابة ، بدأ فغسل يديه ، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يُدخل أصابعه في الماء ، فيخلل بها أصول الشعر ، ثم يَصُب على رأسه ثلاث غُرف بيديه ، ثم يُفيض الماء على جلده كله )) [ رواه البخاري :248 ].

      ***التشهد بعد الوضوء:

      عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

      (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء )) [ رواه مسلم: 553 ] .


      ***الاقتصاد في الماء:

      عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:

      (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ، ويتوضأ بالـمُد )) [ متفق عليه: 201- 737 ].


      *** صلاة ركعتين بعد الوضوء:

      قال النبي صلى الله عليه وسلم :
      (( من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ))
      [ متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما:159- 539 ] .


      ***الترديد مع المؤذن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :

      عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، أنه سمـع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقــول:
      (( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة ، صلى الله عليه بها عشرًا ... الحديث)) [ رواه مسلم: 849 ].

      ثم يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ) رواه البخاري. من قال ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .


      *** الإكثار من السواك:

      عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

      (( لولا أنْ أشق على أمتي ، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [ متفق عليه:887 - 589 ] .

      * كما أن من السنة، السواك عند الاستيقاظ من النوم ، وعند الوضوء ، وعند تغير رائحة الفم ، وعند قراءة القرآن ، وعند دخول المنزل.


      ***التبكير إلى المسجد :

      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( ... ولو يعلمون ما في التهجير ( التبكير ) لاستبقوا إليه ... الحديث )) [ متفق عليه: 615-981 ] .


      ***الذهاب إلى المسجد ماشيا:

      عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
      (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات )) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط )) [ رواه مسلم: 587 ].


      *** إتيان الصلاة بسكينة ووقار:

      عن أبي هـريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
      (( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ، وأتوها تمشون ، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا )) [ متفق عليه: 908 - 1359 ] .

      *** الدعاء عند دخول المسجد ، و الخروج منه :

      عن أبي حُميد الساعدي ، أو عن أبي أُسيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك )) [ رواه مسلم: 1652 ].

      *** الصلاة إلى سترة :

      عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليُصَلِّ ، ولا يبال مَنْ مر وراء ذلك)) [ رواه مسلم: 1111 ].

      * السترة هي: ما يجعله المصلي أمامه حين الصلاة ، مثل: الجدار ، أو العمود ، أو غيره.
      ومؤخرة الرحل: ارتفاع ثُلثي ذراع تقريبا.

      *** الإقعاء بين السجدتين:

      عن أبي الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في الإقعاء على القدمين ، فقال :
      (( هي السنة ))، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال ابن عباس: (( بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم )) [ رواه مسلم: 1198 ] .
      * الإقعاء هو: نصب القدمين والجلوس على العقبين ، ويكون ذلك حين الجلوس بين السجدتين.

      *** التورك في التشهد الثاني:

      عن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال:
      (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جلس في الركعة الآخرة ، قدم رجله اليسرى ، ونصب الأخرى ، وقعد على مقعدته )) [ رواه البخاري: 828 ] .

      *** الإكثار من الدعاء قبل التسليم:

      عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
      (( كنا إذا كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،إلى أن قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ))
      [ رواه البخاري: 835 ] .

      ***أداء السنن الرواتب : عن أم حبيبة رضي الله عنها ، أنها سمعـت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة )) [ رواه مسلم: 1696 ].

      * السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة : أربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل الفجر.

      ***صلاة الضحى :

      عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
      (( يصبح على كل سلامى ( أي: مفصل) من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) [ رواه مسلم: 1671 ] .

      * وأفضل وقتها حين ارتفاع النهار، واشتداد حرارة الشمس ، ويخرج وقتها بقيام قائم الظهيرة، وأقلها ركعتان ، ولا حدَّ لأكثرها.

      *** قيام الليل :

      عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال:
      (( أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل )) [ رواه مسلم: 2756 ] .

      ***صلاة الوتر:

      عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
      (( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا )) [متفق عليه:998 - 1755].

      *** الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما:

      سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه : أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: (( نعم )) [ رواه البخاري: 386 ] .

      *** الصـلاة في مسجد قباء:

      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
      (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي قباء راكبًا وماشيًا )) زاد ابن نمير: حدثنا عبيدالله،عن نافع: (( فيصلي فيه ركعتين )) [متفق عليه: 1194 – 3390 ]

      *** أداء صلاة النافلة في البيت :

      عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا )) [ رواه مسلم: 1822 ] .

      ***صلاة الاستخارة:

      عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال:
      (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن )) [ رواه البخاري: 1162 ].

      * وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين ، ثم يقول :
      (( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ، و معاشي ، وعاقبة أمري ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) .

      ***الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:

      عن جابر بن سمرة رضي الله عنه :
      ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا ) [ رواه مسلم: 1526] .

      *** الاغتسال يوم الجمعة :
      عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل )) [ متفق عليه: 877 -1951 ] .

      *** التبكير إلى صلاة الجمعة:

      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المُهَجِّر ( أي:المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشاً ، ثم دجاجة، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر )) [ متفق عليه: 929 - 1964 ] .

      ***تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة:

      عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال:
      (( فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيئًا ، إلا أعطاه إياه )) وأشار بيده يقللها. [ متفق عليه: 935 - 1969 ].

      ***الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والعودة من طريق آخر:

      عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال:
      (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان يوم عيد خالف الطريق )) [ رواه البخاري: 986 ].

      ***الصلاة على الجنازة:

      عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      ((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان )) قيل: وما القيراطان؟ قال:
      (( مثل الجبلين العظيمين )) [ رواه مسلم: 2189 ] .
    • الخليل كتب:

      عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ وَلَا يَقُلْ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ".

      أخرجه ابن أبى شيبة (6/21 ، رقم 29162) ، وأحمد (3/101 ، رقم 11999) ، والبخاري (5/2334 ، رقم 5979) ، ومسلم (4/2063 ، رقم 2678) ، والنسائي فى الكبرى (6/151 ، رقم 10420) . وأخرجه أيضًا : البخاري فى الأدب المفرد (1/213 ، رقم 608) ، والديلمي (1/316 ، رقم 1245).


      قال الإمام النَّوَوِيّ في "شرح صحيح مسلم": وَفِي رِوَايَة : (وَلْيَعْزِمِ الرَّغْبَة فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمهُ شَيْء أَعْطَاهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: عَزْم الْمَسْأَلَة: الشِّدَّة فِي طَلَبهَا, وَالْجَزْم مِنْ غَيْر ضَعْف فِي الطَّلَب, وَلَا تَعْلِيق عَلَى مَشِيئَة وَنَحْوهَا, وَقِيلَ: هُوَ حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَة. وَمَعْنَى الْحَدِيث: اِسْتِحْبَاب الْجَزْم فِي الطَّلَب, وَكَرَاهَة التَّعْلِيق عَلَى الْمَشِيئَة. انتهى كلامه رحمه الله، وقال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد": فيه خمس مسائل: الأولى: النهي عن الاستثناء في الدعاء. الثانية: بيان العلة في ذلك. الثالثة: قوله: (ليعزم المسألة). الرابعة: إعظام الرغبة. الخامسة: التعليل لهذا الأمر



      أشكرك أخي الفاضل على تقييمك الموضوع
      بارك الله فيك وهدانا واياكم الى طاعته ومرضاته
    • الصبر
      الحمد لله ربِ العالمين. الْحَمْدُ لِلَّهِ
      الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ
      الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ
      السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ
      مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى
      كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

      - الحمد للهِ حمدا
      حمدا، والشكرُ لله شكرا شكرا، الحمد لله عبوديةً واعترافا، الحمد لله استخزاءً
      وذلة.

      والصلاةُ والسلام على
      معلمِ البشرية، وهادي الإنسانية، ومزعزعِ كيان الوثنية، صلى الله وسلم على محمدٍ ما
      اتصل مرءأ بنظر، وما اتصلت أذنُ بخبر، وما هتفَ ورقُ على شجر، وما نزل مطر، وما
      تلعلعَ الظلُ على الشجر، وعلى آله وصحبِه وسلمَ تسليما
      كثيرا.


      - أشهدُ أن لا إله
      إلا الله، وأشهدُ أن محمدا عبدُه ورسولُه، أشهدُ أن لا غله غلا اللهث على رغمِ أنفِ
      من تكبر وكفر، وعلى رغمِ من جحد واستكبر، وعلى رغمِ من بعدَ
      وتنكر.


      * أيها
      المسلمون:

      بشرى لنا معشرُ الإسلامِ إن iiلنا
      من العنايةِ ركنا غير iiمنهدمِ
      لما دعا اللهُ داعينا لطاعتِه بأكرمِ الرسلِ كنا
      أكرم iiالأممِ
      أخوك عيسى دعا ميتا فقامَ له وأنت أحييت أجيالاً من
      iiالرممِ
      مولاي صلي وسلم ما أردتَ على نزيلِ عرشكَ خير الرسل
      كلهمِ


      - لا يزالُ الحديثُ عن جانبٍ من جوانبِ عظمتِه صلى
      اللهُ عليه وسلم، وعظمتُه تبهرُ العقول، وتخلبُ الألباب، وتحيرُ الأفكار، إنهُ
      عظيمُ لأنَه عظيم، وإنه صادقُ لأنَه صادق، بنى رسالةً أرسى من الجبال، وأسسَ مبادئ
      أعمقُ من التاريخ، وبنى جدارا لا يخترقَه الصوت، إنه صلى اللهُ عليه وسلم حيثما
      توجهتَ في عظمتِه وجدتَ عظمتَه، فهيا بنا إلى جانبِ الصبرِ في حياتِه صلى اللهُ
      عليه وسلم.


      * ذكرَ الصبرُ في
      القرآنِ في أكثرِ من تسعينَ موضعا، مرةً يمدحُ اللهُ الصابرين، ومرةً يخبرُ اللهُ
      بثوابِ الصابرين، ومرةً يذكرُ اللهُ عز وجل نتائجَ الصابرين، يقولُ لرسولِه صلى
      اللهُ عليه وسلم: (
      فَاصْبِرْ
      صَبْراً جَمِيلاً

      ).

      - إذا رأيتَ الباطلَ يتحدى، وإذا رأيت الطغيانَ
      يتعدى: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - إذا قل مالُكَ وكثرَ فقرُكَ وعوزُك وتجمعتَ همومُك
      وغمومُك: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - إذا قتلَ أصحابُك وقل أصحابُك وتفرقَ أنصارُك: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - إذا كثُرَ عليك الأعداء، وتكالبَ عليك البُغضاء
      وتجمعت عليكَ الجاهليةُ الشنعاء: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - إذا وضعوا في
      طريقِك العقبات، وصنفوا لك المشكلات، وتهددوكَ بالسيئاتِ وأقبحَ الفعلات: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - إذا مات أبناؤكَ وبناتُك وتفرق أقرباءُك وأحباؤكَ:
      (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).


      - فكانَ مثالا
      للصبرِ عليه السلام،
      سكنَ في
      مكةَ فعاداهُ الأقرباءُ والأحباء، ونبذَه الأعمامُ والعمومةَ، وقاتلَه القريبُ قبل
      البعيد فكانَ من أصبرِ الناس، أفتقرَ وأشتكى، ووضع الحجرَ على بطنِه من الجوع وظمأَ
      فكان من أصبرِ الناس.
      <IMG height=6 width=4>
      - مات أبنَه بين يديه وعمرُه
      سنتان،
      فكان ينظرُ إلى أبنِه
      الحبيبِ القريبِ من القلبِ، ودموعُ المصطفى صلى الله عليه وسلام الحارةُ تتساقطُ
      كالجُمانِ أو كالدرِ على خدِ أبنِه وهو من أصبرُ الناسِ يقول عليه أفضل الصلاة وأتم
      التسليم: (
      تدمع العين، ويحزنُ
      القلب، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربَنا، وإنا بفراقِك يا إبراهيمُ
      لمحزونون

      ).


      - مات خديجةُ زوجتُه
      وامرأتُه العاقلةُ الرشيدة،

      العاقلةُ الحازمةُ المرباةُ في بيتِ النبوة، التي كانت تؤيدُه وتنصُره، ماتت وقت
      الأزمات، ماتت في العصرِ المكي يوم تألبت عليه الجاهليةُ، وقد كانت رضي اللهُ عنها
      ساعدَه الأيمن.

      - يشتكي
      إليه من كثرةِ الأعداء،
      ومن
      الخوفِ على نفسِه فتقول:
      كلا
      واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا، إنك لتصلُ الرحم، وتحملُ الكلَ، وتعينُ الملهوفَ،
      وتطعمُ الضيفَ، كلا واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا. فتموتُ في عام الحزنِ فيكونُ من
      أصبرِ الناسِ لأن اللهَ يقولُ له:
      ( فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).


      - تجمع عليه كفارُ
      مكةَ، أقاربُه وأعمامُه،
      نصبوا
      له كمينا ليقتلوه ويغتالوه، فدخلَ دارَه، وأتى خمسونَ من شبابِ قريش، كلُ شابٍ معَه
      سيفُ يقطرُ دما وحقدا وحسدا وموتا، فلما طوقوا دارَه كان من أصبرِ الناس، خرج من
      الدارِ وهم في نعاسٍ وسباتٍ فحثا على رؤوسِهم الترابَ لأن اللهَ يقولُ له: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - ولما حثا الترابَ على رؤوسِهم كانوا نياما قد
      تساقطت سيوفُهم من أياديهم، والرسول عليه الصلاة والسلامُ يتلو عليهم قوله تعالى: (
      وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
      أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا
      يُبْصِرُونَ

      ).


      - خرج إلى غارِ ثورٍ
      ليختفي من الأعداء،
      فتولبَ
      عليه الأعداءُ وتجمعوا على سطحِ الغار، ونزلوا في ميمنةِ الغار، وأحاطوا بميسرةِ
      الغار، وطوقوا الغار وأرادوا أن يدخلُوه فسخرَ اللهُ عنكبوتا وحماما فعشعشت تلكَ،
      وباضت تلك:

      ظنوا الحمامَ وظنوا العنكبوتَ على
      خيرِ البريةِ لم تنسج ولم تحمِ
      عنايةُ الله أغنت عن iiمضاعفةٍ من الدروع وعن
      عالي من iiالأُطمِ


      - فلما دخلوا
      الغار، يقولُ أبو بكر رضي الله عنه وهو في الغارِ مع المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم:
      يا رسولَ الله واللهِ لو نظرَ أحدُهم إلى موطني قدمِه
      لرآنا.

      -فيتبسمُ عليه
      الصلاةُ والسلام،
      يتبسمُ
      الزعيمُ العالميُ، والقائدُ الرباني، الواثقُ بنصرِ اللهِ ويقول: (
      يا أبا بكر، ما ظنُك باثنين
      اللهُ ثالثُهما؟ ويقول: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
      ).

      - وهي دستورُ للحياة، إذا جعت وظمئت فقل: ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
      مَعَنَا

      ).

      - إذا مات أبناؤكَ وبناتُكَ فقل: (
      لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
      مَعَنَا

      ).

      - وإذا أرصدت في طريقِك الكوارثَ والمشكلات ِفقال: (
      لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
      مَعَنَا

      ).


      - فكان عليه
      الصلاةُ والسلامُ من أصبرِ الناس، ويخرجُ من الغار، والكفارُ لا يدرونَ أنه كانَ في
      الغار، فينسلُ إلى المدينةِ وليتَهم تركوه، بل يعلنونَ عن جائزةٍ عالميةٍ لمن
      وجدَه، جائزةَ العارِ والدمارِ وقلةِ الحياءِ والمروءة، مئةُ ناقةٍ حمراء لمن جاء
      به حيا أو ميتا، فيلاحقُوه سراقةُ أبن مالكٍ بالرمحِ والسيف، فيراهُ صلى اللهُ عليه
      وسلم وهو يمشي على الصحراءِ جائعا ظمئنا قد فارقَ زوجتَه فارق بناتِه، فارق بيتَه،
      فارق جيرانَه وأعمامَه وعمومتَه، ليس له حرسُ ولا جنود، لا رعايةُ ولا موكب،
      وسراقةُ يلحقوه بالسيف.

      - فيقولُ أبو بكرٍ:
      يا رسولَ الله والله لقد اقتربَ منا.

      - فيتبسمُ عليه
      الصلاة والسلام مرةً ثانيةً لأنَه يعلم عليه الصلاةُ والسلامُ أن رسالتَه سوف تبقى
      ويموتُ الكفار، وسوف تبقى دعوتُه حيةً ويموتُ المجرمون، وسوف تنتصرُ مبادئُه
      وتنهزمُ الجاهليةُ. فيقول:
      يا
      أبا بكرٍ ما ظنكَ باثنين اللهُ ثالثَهما
      .

      - ويقتربُ سراقةُ
      ويدعُ عليه المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم فتسيخُ أقدامُ فرسِه ويسقط، فيقومُ ويركب
      ويقترب فيدعُ عليه المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم فيسقط، ثم
      يقولُ:

      يا رسولَ الله أعطني
      الأمان، الآن هو يطلبُ الأمان وأن يحقنَ المصطفى دمَه، وهو بسيفٍ والمصطفى بلا سيف،
      فرَ من الموتِ وفي الموتِ وقع. فيعطيهِ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم
      أمانَه.

      يا حافظَ الآمالِ iiأنت حفظتني
      iiونصرتني
      وعدى الظلومُ iiعلي كي يجتاحني فنصرتَني
      فأنقادَ لي iiمتخشعا لما
      رآك iiمنعتني


      * يصلُ صلى اللهُ
      عليه وسلم إلى المدينة، ويشاركُ في معركةِ بدر، فيجوعُ حتى يجعلَ الحجرَ على
      بطنِه.


      - يا أهل الموائدَ
      الشهية، يا أهل التخمِ والمرطبات، والمشهياتِ والملابس، رسولُ الإنسانيةَ، وأستاذُ
      البشرية يجوع حتى ما يجدُ دقل التمرِ وحشف التمر: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - تموتُ بناتُه
      الثلاث هذه تلو الأخرى، تمتُ الأولى فيغسلُها ويكفنُها ويدفنُها ويعودُ من
      المقبرَةِ وهو يتبسم: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - وبعد أيامٍ تموتُ
      الثانية فيغسلُها ويكفنُها ويدفنُها ويعودُ من المقبرَةِ وهو يتبسم: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - تموتُ الثالثةَ فيغسلُها ويكفنُها ويدفنُها ويعودُ
      من المقبرَةِ وهو يتبسم: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - يموتُ أبنُه
      إبراهيم، فيغسلُه ويكفنُه ويدفنُه ويعودُ من المقبرةِ وهو يتبسم: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - عجبا من قلبِك الفذ الكبير. لأن اللهَ جل جلاله
      يقول لَه: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).


      * يشاركُ في معركةِ
      أحد، فيهزَمُ أصحابُه، ويقتلُ من قرابتِه ومن سادةِ أصحابِه، ومن خيارِ مقربيه
      سبعونَ رجلا أولُهم حمزة رضي اللهُ عنه، عمُه سيفُه الذي بيمينِه، أسدُ اللهِ في
      أرضِه، سيدُ الشهداءِ في الجنة، ثم يقفُ صلى اللهُ عليه وسلم على القتلى، وينظرُ
      إلى حمزةَ وهو مقتولُ مقطعُ، وينظرُ إلى سعدَ أبنُ الربيعِ وهو ممزق، وأنسُ ابنُ
      النظر وغيرهم من أولئك النفر فتدمعُ عيناه، وتسيلُ دموعُه الحارة على لحيتِه
      الشريفة، ولكن يتبسم لأن الله جل جلاله قال له:
      ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).

      * ويعودُ عليه
      الصلاةُ والسلام فيرسلُ قادتَه إلى مؤتةَ في أرض الأردنَ ليقاتلواُ الروم، فيقتلُ
      الثلاثةُ القوادُ في ساعةٍ واحدة، زيدُ أبنُ حارثة، وجعفرُ الطيار أبين عمه، وعبدُ
      الله أبن رواحه، ويراهم وينظرُ إليهم من مسافةِ مئاتِ الأميال، ويرى أسرتَهم من ذهب
      تدخلُ الجنةَ، فيتبسمَ وهو يبكي لأن اللهَ جل جلاله قال له: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).

      * يتجمعُ عليه المنافقونَ، والكفارَ، والمشركون، واليهودَ، والنصارى،
      وإسرائيل ومن وراءَ إسرائيلَ فيحيطون بالمدينة، فيحفرُ صلى الله عليه وسلم الخندق،
      ينزلُ على الخندقِ ويرفعُ الثوب، وعلى بطنِه حجرانِ من الجوع، فيضربُ الصخرةَ
      بالمعولِ فيبرقُ شذا النارِ في الهواء فيقولُ:

      ( هذه كنوزُ كسرى وقيصر، واللهِ لقد رأيتُ قصورَهما، وإن اللهَ سوف
      يفتحُها علي

      ).

      - فيضحكُ المنافقونَ ويقولون: ما يجدُ أحدُنا حفنةً
      من التمر، ويبشرُنا بقصور كسرى وقيصر.

      - فيتبسم لأن اللهَ
      جل جلاله يقولُ له: (
      فَاصْبِرْ
      صَبْراً جَمِيلاً

      ).


      * وبعد خمسٍ وعشرين
      سنةً تذهبُ جيوشُه وكتائبُه من المدينةِ فتفتح أرض كسرى وقيصر، وما وراء نهر سيحونَ
      وجيحون، وطاشكند وكابل وسمرقن والسند والهند وأسبانيا، ويقفُ جيشُه على نهر اللوار
      في شمالِ فرنسا.

      - لماذا لأن اللهَ
      جل جلاله يقولُ له: (
      فَاصْبِرْ
      صَبْراً جَمِيلاً

      ).

      فظلمُ ذوي القربى أشدُ iiمضمضةً على
      النفسِ من وقعِ الحسامِ المهندِ

      *
      يأتيه أبنُ العمَ، فيتفل على الرسولِ عليه الصلاةُ والسلام،
      يتفل على الرسول، على معلمِ الخير، على هادي
      البشريةَ، فيتبسم عليه الصلاةُ والسلام ولا يقولُ كلمة، ولا يغضب، ولا يتغيرُ
      وجهَهُ لأن اللهَ يقولُ له: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً.

      - يأتي أبو جهلٍ فيأخذَ ابنةَ المصطفى، طفلةُ وادعةُ أزكى من حمام الحرم،
      وأطهر من ماء الغمام فيضربُها على وجهِها ضربَه الله، فيتبسم عليه الصلاةُ والسلام
      ولا يقولُ كلمةً واحدة: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - يأتي الأعرابيُ
      من الصحراء فيجرجرُه ببردتِه، ويسحبَه أمامَ الناس، وهو يتبسمُ صلى اللهُ عليه
      وسلم: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).


      * أي صبرٍ هذا!

      * إنها واللهِ دروسُ لو
      وعتَها الأمم لكانت شعوبا من الخيرِ والعدلِ والسلام، لكن أين من يقرأُ سيرتَه، أين
      من يتعلم معاليه.


      * يمرُ عليه في
      بيتِه ثلاثةُ أيامٍ وأربعة فلا يجدُ ما يُشبعُ بطنَه، لا يجدُ التمرَ، لا يحدُ
      اللبن، لا يجد خبزَ الشعير، وهو راضٍ برزقِ اللهِ وبنعيم الله: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).

      - ينامُ على الحصيرِ، ويؤثرُ الحصيرُ في جنبِه،
      وينامُ على الترابِ في شدةِ البرد، ولا يجدُ غطاءً: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
      - بيتَه من طين،
      إذا مدَ يدَه بلغتِ السقف، وإذا اضطجعَ فرأسُه في جدارٍ وقدميه في جدار لأنَها دنيا
      حقيرة: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً
      جَمِيلاً

      ).


      * فرعونُ على منبرِ
      الذهب، وفي إيوانِ الفضة، ويلبسُ الحرير. وكسرى في عمالةِ الديباج، وفي متاعِ
      الدررِ والجواهرِ، ومحمدُ صلى اللهُ عليه وسلم على التراب: (
      فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).

      * أتى جبريلُ بمفاتيحِ خزائنِ الدنيا وسلمها إلى
      المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال له:

      -أتريدُ أن يحولَ
      اللهُ لك جبالَ الدنيا ذهبا وفضة؟

      - فقال لا، بل
      أشبعُ يوما وأجوعُ يوما حتى ألقى الله.


      * حضرتَه الوفاة، فقالوا له: أتريدُ الحياة، أتريدُ أن تبقى ونعطيكَ ملكا
      يقاربُ ملك سليمان عليه السلام؟

      - قال لا بل
      الرفيقِ الأعلى، بل الرفيقِ الأعلى.


      * أي عظمةٍ هذه العظمةُ، أي إشراقٍ هذا الإشراق، أي إبداعٍ هذا الإبداع، أي
      روعةٍ هذه الروعة.

      بشرى لنا معشرُ الإسلامِ
      إن لنا من العنايةِ ركنا غير iiمنهدمِ
      لما دعا اللهُ داعينا iiلطاعتِه بأكرمِ
      الرسلِ كنا أكرم iiالأممِ



      اللهم صلي وسلم وبارك على
      عبدك وحبيبك محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم
      التسليم



      وآخر دعوانا أن الحمدلله
      رب العالمين



      [TD='align: center']


    • جُبلت نفوس الناس على حب من يحسن إليها ويُسدي لها الخير، وأفضلُ من جاء الناس أجمعين بخير عميم وفضل عظيم، هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. لم تعرف البشرية قبله ولا بعده مثله أبدا. أَحَبَّه الله تعالى واصطفاه على كل خلقه، وشرَّفه بخاتمة رسالاته، ووصفه بمكارم الأخلاق، وحلاَّه بمزايا الصفات، أحب الناس عامة، وأحب لهم الخير وسعى لهم فيه، وأوذي في سبيل ذلك، وكان يهتم ويغتم لعدم استجابتهم للإسلام.ولقد أحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبة زائدة عظيمة من استجاب لدعوته واتبع نهجه وصَحِبَه في حياته، وأحب إخوانه من أمته الذين يأتون من بعده واشتاق إليهم قبل أن يشتاقوا إليه، وتمنى اللقاء بهم.
      ولقد شهِد بفضل رسول الله عليه الصلاة والسلام كلُّ من رآه ممن لم تكن على عينيه غشاوة، وعشِقَه كلُّ من عرف هديه وسنته وسيرته ممن لم يكن على قلبه كِنٌّ، وأحبه أصحابه حبا جما، حتى إنهم كانوا لا يمَلُّون من مجالسته والتحدث معه والسماع منه والأخذ عنه والجهاد معه، وكانوا إذا غابوا عنه قليلا سرعان ما يحِنُّون لرؤيته ويُهْرَعون إلى النظر إلى وجهه الأنور الأغر، ومحياه الأزهر، ووُجد من أمته من يجيء بعده بعدة قرون يؤمن به ولم يره، ويصَدَّق به وبكل ما جاء به، ويهيِّجه الشوق إلى رؤية وجهه الشريف، والتمتع بطلعته البهية.
      وفي هذا الموضوع سأتناول شوق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى من سيأتي من بعده من أمته، وشوقهم إليه.
      المعنى اللغوي للشوق

      قال ابن منظور رحمه الله: "الشوق والاشتياق نِزاعُ النفس إلى الشيء، والجمع أشواق... والشوق حركةُ الهوى"
      فالشوق إذن هو: التطلع إلى رؤية المحبوب إذا هاجت النفس إليه واستوحشته وتشوفت إليه ورغِبَتْ فيه بشدة.
      اشتياق الرسول لإخوانه من بعده

      القرن الفاضل من هذه الأمة هو قرن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم. ويجيء من بعدِهم سابقون مقربون، وأولياء ربانيون، وشهداء وصالحون، وعلماء مربون ناصحون، وقائمون لله بالقسط من خيار أمة المصطفى لا يخلو منهم زمان ولا مكان، رغم بُعدِ الزمان وطول العهد، وهؤلاء حنَّ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتاق لرؤيتهم واعتبرهم إخوانا له، وتمنى اللقاء بهم، وبشرّهم بأنه سيسبقهم إلى حوضه وينتظرهم هناك ليسقيَهم منه، كان صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ذات يوم يزورون المقبرة فقال لهم: ""وددت أنا قد رأينا إخواَنَنَا"، قالوا: أولسنا إخوانَك يا رسول الله؟! قال: "بل أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بعدُ"، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرأيت لو أن رجلا له خيل غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بين ظهري خيل دُهمٍ بهمٍ ألا يعرف خيله"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فإنهم يأتون غُرّاً مُحَجَّلين من الوضوء، وأنا فَرَطُهم على الحوض""[2].
      ففي هذا الحديث المبشر أخبر الحبيب الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أن له في آخر الزمان إخوانا من بعده، ليسوا أنبياء لأن النبوة به خُتِمت، وليس فيها نفي لأخُوةِ الصحابة لرسول الله، ولكن الرسول ذَكَرَ مرتبتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوةٌ صحابة، والذين لم يأتوا بعد، إخوةٌ ليسو بصحابة، ولكن لهم فضل بما آمنوا به ولم يروه، وبالتعلق القلبي والمحبة الخالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء الكامل، والشوق الزائد المتوقد، والإيمان المتجدد، ولهم فضل بما صبروا على غربة الإسلام، وعلى شدة وكيد أعداء الإسلام على أهل الإيمان.
      -"ناس أخيار يأتون من بعده صلى الله عليه وسلم، أنزلهم منزلة الإخوان، في مرتبة تحاذي مرتبة الصحابة وتقاربها، هم ناس يحبون الله ورسوله المحبة المزدوجة التي هي بمثابة الجناحين لمن أهَّلَه الله للتحليق في ذلك الأفق"[3].
      إن السابقين الأولين سابقون مُقربون، والمؤمنون اللاحقون إخوان مُحبون مشتاقون، وكلُّهم على خير عظيم، لأنهم عاشوا للإسلام لا لأنفسهم، ولأنهم أحبوا رسول الله وتفانوا في حبه واتبعوا هديه ونشروا ونصروا دينه، وصبروا على ما يلقونه في سبيل ذلك.
      لكن ليس كل من هب ودب وقال أنا من إخوان الرسول، يدخل هنا، بل هم الذين اشتاق إلى رؤيتهم الرسول وتمنى اللقاء بهم كما أخبر، ولهم صفات روحية عملية سلوكية أهَّلَتْهم ليشتاق إليهم رسول الله، روى الإمام أحمد عن أنس قال: قال الرسول عليه السلام: ""ودِدْت أني لقيت إخواني"، - قال الراوي-: فقال أصحابُ النبي: أو ليس نحن إخوانَك؟ قال: "أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني""[4].
      إنها بشريات عظيمة يهتز لها كل ذي قلب مشتاق توّاق، ويرشح نفسه لها بالصدق الدائم، والطاعة الكاملة والاستقامة والدعوة الدائبة، والجهاد المستمر.
      فكيف لا نشتاق إلى أطيب الخلق الذي سبقنا بالشوق، اشتاق لرؤيتنا فما اشتقنا إليه، ألا من دمعة مشفق على نفسه اللاهية، تنقله من الغفلة إلى الذكر والتذكر والحب والشوق والذوق.
      المشتاقون للرسول في آخر الزمان

      أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أنه سيكون من بعده من أمته محبون مشتاقون إليه، ومن شدة حبهم لنبيهم لا ُيبالون لو أنفقوا كل أموالهم وافتَدَوْا بأهلهم مقابل رؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قابَلوا شوق الرسول إليهم بشوق هائج إليه من وراء جدران الزمان والحواجز.
      جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي، يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله"[5].
      وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يكونون أو يجيئون، وفي رواية - يخرجون بعدي- يود ّأحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني"[6].
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبُّ إليه من مثل أهله وماله"[7].
      محبون عاشقون ملأ الشوق قلوبهم، وتحققت لهم المحبة الكاملة الفاعلة للرسول صلى الله عليه وسلم، لا يكتحل لهم جفن إلا بالنظر إلى محياه والجلوس معه، نالوا هذه المنزلة بعظيم حبهم لصاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم وبتذكُّرهم له دائمًا وتمنِّيهم رؤيته والشوق إلى لقياه والكينونة معه في الجنة، رُغم عدم رؤيتهم له في الدنيا.

      قال مشتاق ملتاع مخاطبا رسول الله عليه الصلاة والسلام:
      شوق لكم شق الضلوع معانقا
      مسرى البيان ومسرح الإلهام

      ما كنت أكتم حبكم، وهواكم
      متمكن في مهجتي وعظامي

      إن لم يكن حبي لجيرة أحمد
      فلمن تكون مودتي وغرامي؟


      [8]إن المؤمنين الصادقين في زمان الغربة هذا - على قلتهم وذلتهم- لا يشعرون بالغربة ولا بحياة الضنك، التي يُحسُّ بها غيرهم، إذ كيف يشعرون بها وقلوبهم ملأى بحب الله ورسوله والشوق إلى لقائهما، فهم يفتخرون بغربتهم في مجتمع الضياع، ومجتمع انحطاط القيم، ونُضوب الإيمان من القلوب واللهث وراء الماديات المُلهية المُطْغية، وبحبهم وشوقهم لرسول الله تَذهب همومهم وتنجلي كرباتهم، وتبرأ أدواؤهم.
      فإلى المصطفى تتشوق نفوسهم العالية، وبحبه تَلتاع أرواحهم السابقةُ إلى الخيرات، الناشئةُ على الاستقامة

      والطهر، قال متيم مشتاق:
      نسينا في ودادك كل غال
      فأنت اليوم أغلى ما لدينا

      نلام على محبتكم ويكفي
      لنا شرف نلام وما علينا

      ولَمّا نَلقَكُم لكن شوقا
      يُذَكِّرنا فكيف إذا التقينا

      تسلَّى الناس بالدنيا وإنا
      لعمرُ الله بَعْدَك ما سَلَيْنا


      [9]فهل نهضَتْ بك همتك - أيها القارئ الكريم - لتكون من هؤلاء؟ وهل زاد حبك لرسول الله وتمنيت لقياه واشتقت لرؤية وجهِه الأنور؟ وهل ضاعَفْتَ حبَّك وشوقك ورفعْتَ همَّتَك وأوقدْتَ طموحك.
      فلينظر كل منا إلى صدق إيمانه بربه، وليفتش عن محبته لله ولرسوله بين جوانحه، والشوق إلى لقائهما.
      وحُبُّ العبد لله وللرسول صلى الله عليه وسلم لا يتمثل فقط في طاعتهما وتنفيذ أوامرهما، بل إن من مظاهِر محبّتِهما الكاملة ذكرُهما وتذكُّرُهما دائمًا وتمنِّي رؤيتهما والشوق إليهما والتمتع بالنظر إليهما في الجنان.
      نماذج من المشتاقين لرسول الله

      إن للمحبة حرارتَها التي يفور بها قلب المحب هُياما وتوقا لرؤية وجه محبوبه، حتى ليكاد يمرَض إن طال الفراق بينهما، وهذا لا يدركه إلا من أحب وذاق واشتاق والتاع كالصحابة الأجلاء الذين ما استطاعوا أن يكتموا ولا أن يصبروا على عدم رؤية وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لوقت يسير، فكانوا لا ينالون لذتهم ولا ترتاح نفوسهم، ولا تهدأ أرواحهم إلا عندما يجلسون أمام الوجه الأغر الأنور.
      وهذه نماذج مشرقة ممن عرفوا قدر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأحبوه حبا كبيرا وألِفُوهُ ولم يُطيقوا فِراقَه والبِعادَ عنه فحركهم الشوق إليه والتلذذ بطلعته والتنور بنور وجهه ومجالسته:
      أخرج الطبراني وابن مردوْيه بسند لا بأس به عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنك لأحبُّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك وعرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعتَ مع النبيئين، وإني إذا دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل بهذه الآية: "وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِن النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ، وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا[10].[11]
      صحابي محب يهزّه الحب المشُوب بالشوق هزاً عنيفاً ويُخرجُه من بيته، فلا يُقعده إلا أمام رسول الله، ويبعث فيه الطموح والهمة ليفكر في مصيره في الآخرة ، هذا هو الحب وإلا فلا.
      وهذا "ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب له قليل الصبر عليه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحُلَ جسمُه يُعرفُ في وجهه الحزن، فقال له: "يا ثوبان ما غيَّرَ لونك"؟ ، فقال يا رسول الله: ما لي من ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقتُ إليك واستوحشتُ وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرتُ الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك لأني أعرف أنك تُرفع مع النبيئين، وإني وإن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أراك أبدا" فأنزل الله {وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ...}"[12].
      استوحش ثوبان حبيبه واغتم وحزن، وما كان به من وجع ولا ألم، ولم يمت له قريب ولا حبيب، ولم يحزن على مال ضاع منه، ولا على منصب من مناصب الدنيا فاته، ولا على صفقة خسرها، كل ما أهمه هو أنه كان شديد الحب للرسول قليل الصبر على فراقه. كان إذا غاب عنه وجه حبيبه وتذكره هجمت عليه الوحشة وجاءه الشوق. إنه الشوق وأيّ شوق؟! شوق المحب إلى الحبيب الذي أحبته كل الكائنات صلى الله عليه وسلم.
      وعن زيد بن أسلم قال: خرج عمر ليلة يحرس الناس فرأى مصباحا في بيت، وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:

      على محمد صلاة الأبرار
      صلى عليه الطيبون الأخيار

      قد كنتَ قوَّاما بُكاً بالأسحار
      يا ليت شعري والمنايا أطوار

      هل تجمعني وحبيبي الدار


      تعني النبي صلى الله عليه وسلم. تمنت العجوز أن يجمعها الله بحبيبها في الجنان، فتأثر عمر بمناشدتها وبكى وطلب منها قائلا: وعمرَ لا تنْسيْه يرحمُكِ الله، فقالت:

      وعمر فاغفر له يا غفار

      [13]وعن عبدة بنت خالد بن معدان قالت: "ما كان خالد يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر من شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار يسمِّيهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل رب قبضي إليك، حتى يغلبه النوم"[14].
      وأورَد ابن عساكر في ترجمةِ بلال رضي الله عنه أنه لما احتُضر نادَت امرأتُه: وا ويلاه، وا حزناه، فنادى هو قائلاً: "وا فَرحاه، واطرباه، غدًا نلقى الأحبّة، محمّدًا وحِزبه"[15].
      دَفَعَ بلال شدة حرارة الموت، وحزْنَ زوجته على فراقه بحرارة الشوق إلى لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      وتكرر هذا الموقف من عدة صحابة تذكّروا الآخرة، وأن المصطفى سينال أعلى درجات الجنان، وأنه ربما لا يرونه، وكان منهم من قال: "يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك، فإنك لو قد مِتَّ لرُفعت فوقنا ولم نرك"[16].
      وروى ابن هشام في السيرة "أن امرأة من الأنصار، قُتِل أبوها وأخوها وزوجها يوم أُحُدٍ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما فعل رسول الله؟ قالوا: خيرًا، هو بحمد الله كما تحبّين، قالت: أرُوِنيهِ حتى أنظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل. أي: هينة"[17].
      وكان أهل المدينة ممن أسلم ولم ير رسول الله قبل هجرته يخرجون كل صباح إلى طرق المدينة ينتظرون وصول رسول الله شوقا إليه، فينتظرونه حتى يرُدَّهم حر الظهيرة، فإذا اشتد حر الشمس، رجعوا إلى منازلهم، وبقُوا كذلك حتى قدم رسول الله فاستقبلوه بما يليق به عليه الصلاة والسلام[18].
      كانت محبة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرةً ولها ما يدل عليها، وشدتُها وكيفيةُ التعبير عنها كانت تختلف من صحابي لآخر، فكان بعضهم من كثرة حبه وتبجيله وتوقيره لحبيبه، لا يقدر على أن يُحِدَّ النظر إليه، وكان آخَرُ من شد حبه والشوق إليه لا يصبر على البعاد عنه، ولا تهدأ نفسه، ولا يطيب خاطره إلا عندما يأتي وينظر إلى وجهه الشريف، وآخَرُ كان إذا غاب عنه محبوبه يستوحشه فيهرول إليه ليسعد بمحياه ، ويحظى بالقرب منه ، فيشرق قلبه وتزول الوحشة عنه بالجلوس أمامه، وآخر ينسى مصائبه وآلامه، ويداوي جروح قلبه برؤية وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.
      نفوس طاهرة أهمَّها حب الرسول وأنساها مآسي الحياة وهموم الدنيا، ومصائب الزمان، وأرَّقَها البِعادُ عن حبيبها، وجعلها تتطلع لرؤيته، وتتعلق أرواحها به، ولا تغيب صورته عن أذهانها، وكيف لا تبتهج الأرواح بنور محياه، ولا تتشوف الأبصار لرؤيته، وهو دواؤها وطبيبها وهاديها ومن أتاها بكل خير؟!
      صحيح أن هنالك عاملاً هيج المزيد والمزيد من الحب للمصطفى بين جوانح ذلك الرعيل الأول، ألا وهو عامل رؤيتهم له، وجلوسهم بين يديه والقرب منه، أما نحن فلَمْ يحصل لنا شرف رؤيته والجلوس معه، ولكن هناك عاملاً آخر يقتضي أن نكون من أكثَر الناس اشتياقا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأكثِرهم تطلعا لرؤيته، ألا وهو عامل عدم التقائنا به صلى الله عليه وسلم وعدم رؤيتنا له، فما ينبغي أن يكون حبنا أقل من حبهم له، لأن الُمحبَّ كلما طال العهد بينه وبين محبوبه، إلا وازدادت حرارة الشوق اشتعالا عنده، وتمني الوصل واللقاء به في أقرب وقت، ولأن المحب الذي يجلس إلى محبوبه يراه صباح مساء؛ مِنَ المفترض أن تكون قوة اشتياقه إليه أقل من المحب البعيد عن محبوبه، الذي لم يتأتَّ له أن يجلس إليه ولا أن يراه، أليس كذلك؟ لاسيما وقد تشوق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخوانه الذين لم يرهم، والذين سيأتون من بعده كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
      فنحن ينبغي أن يكون حبُّنا للرسول زائدا، وشوقُنا إليه مشتعلا متوقدا، وما ينبغي لنار الشوق أن تخمد، ولا لحرارة الوصل أن تبرد.

      قال محب مشتاق تعذر عليه لقاء حبيبه في الدنيا حتى كاد الأسى يقضي عليه، ولكن لم يقض على أمل اللقاء بمحبوبه في الآخرة:
      بِنْتُم وبنَّا فما ابتَلَّت جوانحنا
      شوقا إليكم ولا جفت مآقينا

      تكاد حين تناجيكم ضمائرنا
      يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

      إن كان قد عزَّ في الدنيا اللقاء ففي
      مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا


      9]ولم يقتصر حب الرسول والشوق إليه على بني آدم بل تعداه إلى الجمادات، فلقد حنَّ الجذع الذي كان الرسول يستند إليه في الخطبة وبكى شوقا واشتياقا للمصطفى لما فارقه واستبدله بالمنبر، وكان الإمام الحسن البصري كلما حدث بحديث الجذع بكى وقال:
      "الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه".
      ولله در من قال:

      يحن الجذع من شوق إليك
      ويذرف دمعه حزنا عليك

      فما لي لا يحن قلبي إليك
      ومُنايَ أن أُقبل مقلتيك

      وأن ألقاك في يوم المعاد
      وينعم ناظري من وجنتيك



      حنَّ إليه الجذع الجاف حبًا وشوقًا، وأحبَّه جبل أُحُد ذو الأحجار والصخور، ونسيتْهُ وجفته وأبت أن تستجيب لدعوته وتعمل من أجلها قلوب بعض الناس، وجفته أفئدة لاهية لاغية ساهية، ألا إن الآدميين أولى وأجدر بحبه واتباعه من كل المخلوقات، وهم الجمادات القساة الأصلاب حقا إن جفوا وهجروا حب واشتياق المصطفى. وويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، الفارغة من حبه وحب مصطفاه.
      فهل حدّثتك نفسك وأيقظتك- قارئي العزيز- لتلتحق بصف الرجال المُحبين المشتاقين لرسول الله؟ وهل ارتفع رصيد إيمانك وزاد حبك والتهب شوقك وأرَّقَتْك وحشتُك؟ وهل تمنيت لقيا حبيبك، وتمنيت رؤية وجهه الشريف كما اشتاق إليه صحابته الذين بقُوا من بعده؟ وإذا كنت مُحبا صادقا له، فهل وصل حبك إلى أن فضلت رؤية وجه النبي الأكرم على مالك وأهلك؟ وهل تستطيع أن تنفق كل ما لديك مقابل رؤية وجه حبيبك المصطفى؟
      اسأل نفسك وأجب نفسك بنفسك، وإذا كنت من أهل الغربة المُحبين العاشقين لرسول الله فهل شمرت على ساعد الجد والإخلاص وبرهنت على ذلك باتّباع سنته والدعوة إليها، وإصلاح أوضاع أمته التي أفسدها المفسدون وعبث بها العابثون؟ وهل ثبَتَّ على دين محمد في زمن الفتن والتقلبات والتَّمَوُّجات، أم ساقتك معها رياح الفتنة والهوى، ورمت بك في مهاوي الغفلة والتيه بعيدا عن شرع الله وسنة نبيه.
      وبعد: فهذا الموضوع دعوةٌ لكل من بردت أشواقه، وإثارةٌ لمن فَتَرَتْ همته، لينهض ويجدد كل ذلك حتى تصير كأشواق الصحابة عسى أن يصاحب رسول الله في جنة الخلد.
      اللهم اجعلنا من إخوان رسول الله الذين اشتاق لرؤيتهم، وأكْرمْنا بحبه، وأشغلنا بالصلاة والسلام عليه، واغرس في قلوبنا الشوق إلى لقائه، والشرب من حوضه بيديه الشريفتين والكينونة معه في الجنان.

    • [TABLE='width: 98%']
      [TR]
      [TD]

      الإخلاص

      الحمد لله رب
      العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل وصحبه وسلم. وبعد:
      فأن أعظم
      الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات،
      والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك.
      ورحم الله احد العلماء إذ يقول: "وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن
      يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلّا، فانه ما
      أُتىَ على كثير من الناس إلا من تضيع ذلك". أ.هـ

      أهمية
      أعمال القلوب:

      إنّ تعريف الإيمان عند أهل السنة هو:
      (إقرار باللسان،
      واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان).
      ويُعَدُّ
      الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدراً وشأناً، بل إن
      أعمال القلوب عموماً آكد وأهم من أعمال الجوارح، ويكفي أنّ العمل القلبي هو الفرق
      بين الإيمان والكفر، فالساجد لله والساجد للصنم كلاهما قام بالعمل نفسه، لكن القصد
      يختلف، وبناء عليه آمن هذا وكفر هذا.
      يقول شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أهمية
      أعمال القلوب: "وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبته لله ورسوله، والتوكل
      على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر له والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له،
      وما يتبع ذلك". أ.هـ
      فأقول: "هذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق
      أئمة الدين، والناس فيها على ثلاث درجات: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.

      فالظالم لنفسه: العاصي بترك مأمور أو فعل محظور.
      والمقتصد: المؤدي
      للواجبات، والتارك للمحرمات.
      والسابق بالخيرات: المتقرّب بما يقدر عليه من فعل
      واجب ومستحب، والتارك للمحرم والمكروه.
      وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون
      له ذنوب تُمحى عنه؛ إما بتوبة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وإما بحسنات
      ماحيه، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك". أ.هـ (1).
      ويقول ابن القيم رحمه
      الله: "أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة
      الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح ماتت، فمعرفة أحكام
      القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح". أ.هـ (2) وقال شيخ الإسلام: "والأعمال الظاهرة
      لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسّط عمل القلب، فإن القلب ملكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا
      خبث خبثت جنوده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ في الجسد مضغة...
      الحديث". أ.هـ (3)

      تعريف الإخلاص:
      قال العز
      بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها
      تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.هـ(4).

      قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة".
      أ.هـ
      وقيل: "هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص
      لله تعالى (5).
      وقيل: "الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين".
      ويقول
      الهروي: "الإخلاص تصفية العمل من كل شوب".
      ويقول بعضهم: "المخلص هو: الذي لا
      يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن
      يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله".
      سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟!
      قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
      ويقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً
      أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ". (6) ومدار الإخلاص في كتاب اللغة على الصفاء
      والتميز عن الأشواب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه
      غيرك والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع. ويقولون خالصة في العشرة: صافاه (7).


      منزلة الإخلاص:
      الإخلاص هو حقيقة الدين،
      وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
      مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
      وقوله: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
      وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ
      الْغَفُورُ).
      قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا
      علي ما أخلصه وأصوبه؟" قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا
      صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله،
      والصواب أن يكون على السنة". أ.هـ(8).
      قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ
      مِنَ الْمُتَّقِينَ) يقول شيخ الإسلام: "الناس لهم في هذه الآية ثلاثة أقوال: طرفان
      ووسط.
      فالخوارج والمعتزلة يقولون: لا يتقبل الله إلا من اتقى الكبائر، وعندهم
      صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة بحال.
      والمرجئة يقولون: من اتقى الشرك.

      والسلف والأئمة يقولون: لا يتقبل إلا ممن اتقاه في ذلك العمل، ففعله كما أمر به
      خالصاً لوجه الله تعالى".(9)

      الإخلاص سبب لعظم الجزاء
      مع قله العمل:

      وقد دلّ على ذلك نصوص النبوية ومنها:
      1. عن عبد الله
      بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يستخلص رجلاً من
      أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل هذا،
      ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟! أظلمك كتبتي الحافظون؟! فيقول: لا يا رب. فيقول:
      أفلك عذر؟! فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك
      اليوم. فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
      فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فقال: إنك لا تظلم. قال: فتوضع
      السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم
      الله شيء".(10)

      2. وحديث المرأة التي سقت الكلب، عن أبي هريرة رضي الله عنه
      قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ
      رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به".(11)

      3.
      وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
      وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخّره فشكر الله له فغفر
      له".(12)

      يقول شيخ الإسلام معلقاً على حديث البطاقة: "فهذه حال من قالها
      بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص، وإلّا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا
      يقولون لا اله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة".
      أ.هـ (13) ويقول أيضاً حول حديث المرأة التي سقت الكلب والرجل الذي أماط الأذى عن
      الطريق: "فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفِرَ لها، و إلا ليس كل بغي
      سقت كلباً يُغفر لها، وكذلك هذا الذي نحّى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان
      خالص وإخلاص قائم بقلبه فغفر له بذلك.
      فإن الإيمان يتفاضل بتفاضل ما في القلوب
      من الإيمان والإخلاص"(14). والإخلاص رتبة الثلاثة الذين خلفوا.
      وفي السنن عن
      عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له
      منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، حتى قال: إلا عشرها".
      وقال ابن عباس:
      "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها".
      و في الحديث: "رب صائم حظه من صيامه العطش
      ورب قائم حظه من قيامه السهر".
      وقيل لبعض السلف: "الحاج كثير" فقال: "الداج
      كثير، والحاج قليل". أ. هـ(15) فالمَحْوُ والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال، وأكثر
      الناس يقصرون في الحسنات حتى في نفس صلاتهم، فالسعيد منهم من تكتب له نصفها، وهم
      يفعلون السيئات كثيراً، فلهذا يكفر بما يتقبل من الصلوات الخمس شيء، وبما يتقبل من
      الجمعة شيء، وبما يتقبل من صيام رمضان شيء آخر، وكذلك سائر الأعمال(16).
      وحديث
      أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الناس يقضى يوم
      القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال:
      قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت ليُقال: جرئ، فقد قيل. ثم أمر به
      فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
      ورجل تعلّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى
      به فعرفه نعمته فعرفها فقال: فما عملت؟! قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن.
      قال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال قاري، فقد قيل. ثم أمر به
      فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
      ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال،
      فأتى به فعرفه نعمته فعرفها. قال: فما عملت بها؟! قال: ما تركت من سيبل يحب أن ينفق
      فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جوا، فقد قيل. ثم أمر به على
      وجهه حتى أُلقي في النار". [رواه مسلم].

      درجات
      الإخلاص:

      الدرجة الأولى:
      إخراج رؤية العمل عن العمل، والخلاص عن طلب
      العوض عن العمل، والنزول عن الرضى بالعمل.
      فالأولى: يشاهد منة الله تعالى
      وتوفيقه له على هذا العمل: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا
      زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).

      الثانية: ليعلم إنه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوض.

      الثالثة: مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره فيه.

      الدرجة الثانية:
      الخجل
      من العمل مع بذل المجهود حيث لا يرى العمل صالحا لله مع بذل المجهود (وَالَّذِينَ
      يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ
      رَاجِعُونَ). فالمؤمن جمع إحساناً في مخافة، وسوء ظن بنفسه.

      الدرجة
      الثالثة:
      إخلاص العمل بالخلاص من العمل، إلا بنور العلم، فيحكمه في العمل حتى
      لا يقع في البدعة.(17)

      ثمار الإخلاص:
      لا بد
      من أمرين هامين عظيمين أن تتوفرا في كل عمل وإلا لم يقبل:
      1- أن يكون صاحبه قد
      قصد به وجه الله تعالى.
      2- أن يكون موافقا لما شرعه الله تعالى في كتابه أو
      بينه رسوله في سنته.
      فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحاً ولا
      مقبولاً، ويدل على هذا قوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
      فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).

      قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون
      خالصًا لله، صواباً على شريعة رسول الله". أ.هـ

      ولهذا من ثمار الإخلاص:

      1- تفريج الكربات ( قصة الثلاثة – قصة عكرمة – قصة أصحاب الكهف).
      2-
      الانتصار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ
      وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ
      وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ
      إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن
      دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ
      بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).(18)
      3- العصمة من الشيطان: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ
      وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ
      السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).(19) (قَالَ رَبِّ
      بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ
      أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). (20)
      4- نيل شفاعة
      محمد صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "قلت يا رسول الله؛
      من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟! فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن
      هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم
      القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قِبَل نفسه".
      5- مغفرة الذنوب ونيل
      الرضوان: كما في حديث البطاقة، والمرأة البغي التي سقت الكلب، والرجل الذي أزاح
      الشجرة من الطريق.

      السلف والإخلاص:
      قصة
      يوسف عليه السلام (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى
      بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ
      عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).(21) وقصة موسى عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
      مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً). (22) قال أبو سليمان
      الداراني: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة، لا يريد بها إلا الله تعالى".
      وقال بعض
      السلف: "من سلم له في عمره لحظة واحدة خالصة لله تعالى نجا".
      ولما مات على بن
      الحسن وجدوه يعول مائة بيت في المدينة.
      وقيل لحمدون بن أحمد: "ما بال كلام
      السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن،
      ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق".
      وقال رجل التميم الداري رضي
      الله عنه: "ما صلاتك بالليل ؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف
      الليل في سرّ أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس".
      وقال أيوب
      السختياني: "ما صدق عبد قط فأحب الشهرة".
      وقال بعض السلف: "إني لأستحب أن يكون
      لي في كل شيء نية، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء".
      وقال الحسن: كان
      الرجل يكون عنده زوار فيقوم من الليل يصلي ولا يعلم به زواره وكانوا يجتهدون في
      الدعاء ولا يسمع لهم صوتا.
      "وكان الرجل ينام مع امرأته على وسادة فيبكي طول
      ليلته وهي لا تشعر".
      قال الفضيل بن عياض: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل
      من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما".
      قال الشافعي رحمه الله:
      "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على أن إلا ينسب إلى منه شيء".
      عن
      سفيان قال: "أخبرتني مرية الربيع بن خثيم قالت: "كان عمل الربيع كله سراً، إن كان
      ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه".
      وقال جبير بن نفير: "سمعت أبا
      الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فكرر التعوذ
      منه، فقلت: مالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله،
      أنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الوحدة فيخلع منه".
      وقال بشر الحافي: "لأن
      اطلب الدنيا بمزمار أحب إلى من أن اطلبها بالدين".
      وعن يحي بن أبي كثير قال:
      "تعملوا النية، فإنها ابلغ من العمل".
      ولهذا فإنّ إخفاء العبادة وتحقيق الإخلاص
      يحتاج إلى صبر.
      وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن الصبر على الطاعة ينقسم إلى
      ثلاثة أقسام:
      1- صبر قبل الطاعة.
      2- صبر في الطاعة.
      3- صبر بعد الطاعة
      "المن، العجب، السمعة".
      قال ابن عقيل: "كان أبو إسحاق الفيروز بادي لا يخرج
      شيئاً إلى فقير إلا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الاستعانة بالله وإخلاص
      القصد في نصرة الحق دون التزيين والتحسين للخلق. ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى
      ركعتين فلا حرج أن شاع سمه واشتهرت تصانيفه شرقاً وغرباً، وهذه بركات الإخلاص".
      (23) وللعلامة محمد الأمين الشنقيطي قصة تتعلق بصلاح القصد والنيّة، إذ أن له تآليف
      عديدة،/ ومنها منظومة في أنساب العرب، وقد ألّفها قبل البلوغ يقول في أولها:


      في ذكر أنساب بني عدنان سميته بخالص الجمان

      لكنه - رحمه الله - بعد
      أن بلغ سن الرشد قام بدفن هذه المنظومة، معللاً أنه كان قد نظمها على نية التفوّق
      على الأقران، وقد لامه بعض مشايخه على ذلك، وقالوا له: "كان من الممكن تحويل النية
      وتحسينها".

      وقد نقل عنه العلامة بكر أبو زيد أنه قال: "إنما ألفته للتفوق به
      على الأقران، فدفنته لأن تلك كانت نيتي، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصححت
      النية ولم أدفنه".(24) يقول العلامة محمد بن إبراهيم يثني على الشنقيطي: "ملئ علماً
      من رأسه حتى أخمص قدميه".
      وقال عنه بكر أبو زيد:"لو كان في هذا الزمان أحد
      يستحق أن يسمى شيخ لكان هو" (25).
      ولأن إخلاص النيّات أمر عظيم فقد قال أيوب
      السختياني: "تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال".
      ومما أثر عن
      الفاروق رضي الله عنه انه كتب إلى أبي موسى الأشعري: "من خلصت نيته كفاه الله ما
      بينه وبين الناس".

      شعر:
      إذا السر والإعلان في المؤمن استوي فقد عز
      الدارين واستوجب الثنـاء
      فان خـالف الإعلان ســرا فما له على سعيد فضل سوى الكد
      والعنا

      يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وددت أن الناس تعلموا هذا
      العلم يعني كتبه على أن إلا ينسب إلى منه شيء".
      وقال: "ما ناظرت أحدا قط على
      الغلبة، وددت إذا ناظرت أحداً أن يظهر الحق على يديه".
      وقال: "ما كلمت أحداً
      إلا وددت أن يسدّد ويعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظه".
      إنّ هذا الكلمات من
      هذا الإمام تدل على الإخلاص الذين كان يتحلى به، وتلك علامة من علامات المخلصين:
      أنهم لا يعملون لأنفسهم، بل مرادهم رضا ربهم، ويودون أن يكفيهم غيهم تعليم الحق
      وإظهاره، وعندما ما يحاورون لا يكون غاية همهم أن يغلبوا الخصم، بل مرادهم ظهور
      الحق، ويتمنوا أن يظهر الله الحق على يد الذي يناظرونه.
      والمخلص لا يبالي لو
      خرج له كل قدر في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع
      الناس على مثاقيل الذر من عمله (26)

      أمور يجب التنبيه
      عنها في مسألة الإخلاص:
      1- قصد النعيم الأخروي: بالغ بعض العباد في
      تجريد القصد إلى الله والتقرب إليه حتى عدوا طلب الثواب الأخروي الذي وعد الله به
      عباده الصالحين قادحاً في الإخلاص، وهم وإن لم يقولوا ببطلان الأعمال التي قصد
      أصحابها الثواب الأخروي إلا أنهم كرهوا للناس العمل على هذا النحو، ووصفوا العامل
      رجاء حظ أخروي بالرعونة، وسموه بأجير السوء.
      يقول أحد مشاهير الصوفية: "الإخلاص
      إلا يريد على عمله عوضاً في الدراين ولا حظاً من الملكين".
      ورابعة العدوية – إن
      صح عنها – تقول: "ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً في جنته، فأكون كأجير السوء، بل
      عبدته حباً له وشوقا إليه".
      وعدّ الهروي الرجاء أضعف منازل المريدين.
      وهذا
      بعيد عما جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فقد وصف الله سادات المؤمنين بأنهم كانوا
      يعبدون الله خائفين راجين: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
      وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وقال تعالى يصف
      عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ
      إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً).
      وخليل الرحمن إبراهيم يقول في دعائه:
      (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ
      مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ
      مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
      وقد وصف
      الله نعيم الجنة في سورة المطففين، ثم حث على التنافس والتسابق في طلبة فقال:
      (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
      فكيف يمكن إطلاق هذا القول
      وقد ثبت أن دين الله تعالى كله دعوة إلى العباد كي يطلبوا الجنة ويهربوا من النار،
      وأن سادة المؤمنين من الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء كلهم يطلبون الجنة
      ويخافون النار.
      أبعد هذا يستقيم قول من زعم أن الذي يعبد الله طلباً للجنة
      وخوفاً من النار كأجير السوء، أو أن ذلك أضعف مراتب المريدين".(27)

      ما يتوهم انه رياء وشرك وليس كذلك:
      1- حمد الناس للرجل
      على عمل الخير، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
      "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟! قال: تلك عاجل بشرى
      المؤمنين".
      2- التحدث عن المعاصي لو أن الله يكره ظهور المعاصي ويحب ستره في
      الحديث: "من ارتكب شيئاً من هذا القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل".
      3- ترك
      الطاعات خوفا من الرياء لأن ذلك من مكائد الشيطان قال إبراهيم النخعي: "إذا أتاك
      الشيطان وأنت في صلاة فقال: إنك مراءٍ، فزدها طولاً".
      4- نشاط العبد بالعبادة
      عند رؤية العابدين: قال المقدسي: "يبيت الرجل مع المتهجدين فيصلون أكثر الليل
      وعادته قيام ساعة فيوافقهم، أو يصومون ولولاهم ما انبعث هذا النشاط، فربما ظن ظان
      أنّ هذا رياء وليس كذلك على الإطلاق، بل فيه تفضيل، وهو أن كل مؤمن يرغب في عبادة
      الله تعالى ولكن تعوقه العوائق وتستهويه الغفلة فربما كانت مشاهدة الغير سبباً
      لزوال الغفلة". ثم قال: "ويختبر أمره بأن يمثل القوم في مكان لا يراهم ولا يرونه،
      فان رأي نفسه تسخو بالتعبد فهو لله، وان لم يسخ كان سخاؤها عندهم رياء وقس على
      هذا"(28) و لا ينبغي أن يؤيس نفسه من الإخلاص بأن يقول: إنما يقدر على الإخلاص
      الأقوياء وأنا من المخلصين، فيترك المجاهدة في تحصيل الإخلاص لأن المخلط إلى ذلك
      أحوج(29).
      5- عدم التحدث بالذنوب وكتمانها: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن
      المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان
      عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف سترة الله". [متفق عليه].

      6- اكتساب العبد لشهرة من غير طلبها وترك العمل خوفا أن يكون شركا، قال الفضيل
      بن عياض: "ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك
      الله منه".(30) قال النووي معلقا على كلام الفضيل: "ومعنى كلامه رحمه الله أن من
      عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء لأنه ترك العمل لأجل الناس إما
      لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة أو زكاة واجبة أو يكون
      عالما يقتدى به فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل".(31)
      7- أن يكون قصده إخفاء الطاعة
      والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أظهر الجميل من أحواله فيسر
      بحسن صنع الله وستره المعصية فيكون فرحه بذلك لا بحمد الناس ومدحهم وتعظيمهم في زاد
      مسلم عن أبي ذر قال: "قيل يا رسول الله يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟!
      فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن". (32) يقول ابن تيمية رحمه الله: "ومن كان له ورد
      مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فانه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن
      يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه انه يفعله سراً لله مع
      اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص. إلى أن قال: "ومن نهى عن أمر مشروع
      بمجرد زعمه إن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
      1- إن الأعمال المشروعة لا
      ينهى عنها خوفا من الرياء بل يؤمر بها وبالإخلاص فيها.
      2- إن الإنكار إنما يقع
      على ما أنكرته الشريعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب
      قلوب الناس ولا اشق بطونهم".
      3- إن تسويغ مثل هذا يفضي إلى أن أهل الشرك
      والفساد ينكرون على أهل الخير والدين إذ رأوا من يظهر أمراً مشروعاً قالوا: "هذا
      مراءٍ". فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذراً من لمزهم فيتعطّل الخير.

      4- إنّ مثل هذا من شعائر المنافقين وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة
      (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
      الصَّدَقَاتِ)".(33) ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنّ الرياء ينقسم باعتبار
      إبطال العبادة إلى قسمين:
      الأول: أن يكون في أصل العبادة، فهذا عمله باطل
      مردود.
      الثاني: أن يكون طارئا على العبادة فهذا القسم ينقسم إلى أمرين:

      الأول: أن يدافعه فهذا لا يضره.
      الثاني: أن يسترسل معه فلا يخلو من حالين:

      • الأول: أن يكون أخر العبادة مبنيّاً على أوله كالصلاة فالعابدة باطلة.

      الثاني: أن يكون آخر العبادة منفصلا عنها كالصدقة فما كان خالص قبل وما أشرك فيه
      رد.(34)

      أمور خفية:
      الرياء جلي وخفي.

      فالجلي: هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه.
      والخفي: مثل الرياء الذي لا
      يبعث على العمل لمجرده، لكن يخفف العمل الذي أريد به وجه الله تعالى، كالذي يعتاد
      التهجد كل ليلة ويثقل عليه، فإذا نزل عنده ضيف نشط له وسهل عليه.
      وأخفي من ذلك
      ما لا يؤثر في العمل ولا في التسهيل، وأجلي علاماته أنه يسر باطلاع الناس على
      طاعته، فرب عبد مخلص يخلص العمل ولا يقصد الرياء بل يكرهه، لكن إذا اطلع الناس عليه
      سره ذلك وارتاح له، وروّح ذلك عن قلبه شدة العبادة، فهذا السرور يدل على رياء خفي.

      ومتى لم يكن وجود العبادة كعدمه في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن خالياً عن شوب
      خفي من الرياء.(35) الرياء هي الطاعة التي يظهرها الفاعل كي يراها الناس.(36)


      من دقائق الرياء وخفاياه:
      قد يخسر الإنسان
      عمله بسبب انعدام الإخلاص، وذلك أمّا بالرياء والشهرة والشرف والسمعة والعجب.


      الرياء:
      هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس،
      فيحمدوا صاحبها، فهو يقصد التعظيم والمدح والرغبة أو الرهبة فيمن يرائيه.


      أما السمعة:
      فهي العمل لأجل سماع الناس
      (فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة تتعلق بحاسة السمع).

      وأما العجب:
      فهو قرين الرياء، وقد فرّق بينهما شيخ
      الإسلام ابن تيمية فقال: "الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك
      بالنفس".(37)

      هنا ثلاث أمور دقيقة للرياء على النحو
      التالي:
      o أولها: ما ذكره أبو حامد الغزالي في أحبائه حيث قال أثناء
      ذكره للرياء الخفي: "وأخفى من ذلك أن يختفي (العاقل بالطاعة) بحيث لا يريد الاطلاع
      ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام وأن
      يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه كأنه يتقاضى
      الاحترام مع الطاعة التي أخفاها، ولو لم يفعل ذلك ما استبعد تقصير الناس في
      حقه".(38) o ثانيها: أن يجعل الإخلاص وسيلة لا غاية وقصداً لأحد المطالب الدنيوية
      "كالحكمة - كالكرامة - كالحوائج الدنيوية".
      o ثالثها: ما أشار إليه ابن رجب
      بقوله: "وها هنا نكته دقيقة وهي أن يذم الإنسان نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى
      الناس أنه يتواضع عن نفسه ويرتفع بذلك عنهم ويمدحونها به، وهذا من دقائق أبواب
      الرياء وقد نبه السلف الصالح"، قال مطرف بن عبد الله ابن الشخير: "كفى بالنفس إطراء
      أن تذمّها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه". [شرح حديث ما
      ذئبان جائعان].(39) الصبر على الطاعة ثلاثة أنواع:
      صبر قبل الطاعة - وصبر أثناء
      الطاعة – صبر بعد الطاعة.
      o رابعها: ربما كره الرياء ولكنه عندما يتذكر أعماله
      ويثني عليه لم يقابل ذلك بالكراهية، بل يشعر بالسرور، ويشعر أنّ ذلك روح عنه شيئاً
      من عناء العبادة فهذا نوع دقيق من أنواع الشرك الخفي.(40)

      كيف يتحقق الإخلاص؟! (أو: أمور تعين على تحقيق الإخلاص):

      أ‌. أن يعلم المكلف يقيناً بأنّه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته
      لسيده عوضاً ولا أجراً، إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته، فما يناله من سيده من الأجر
      والثواب تفضل منه وإحسان إليه، ولا معاوضة.
      ب‌. مشاهدته مِنَّه الله عليه وفضله
      وتوفيقه، وأنه بالله لا بنفسه، وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو، وكل
      خير فهو مجرد فضل الله ومنته.
      ت‌. مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره منه وما فيه من
      حظ النفس ونصيب الشيطان، فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل، وللنفس
      فيه حظ، سئل صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟! فقال: "هو اختلاس
      يختلسه الشيطان من صلاة العبد". فإذا كان هذا التفات طرفه فكيف التفات قلبه إلى ما
      سوى الله؟!(41) ث‌. تذكير النفس بما أمر الله به من إصلاح القلب وإخلاصه، وحرمان
      المرائي من التوفيق.
      ج‌. الخوف من مقت الله تعالى، إذا اطلع على قلبه وهو منطوٍ
      على الرياء.
      ح‌. الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها، كقيام الليل،
      وصدقة السر والبكاء خالياً من خشية الله.
      خ‌. تحقيق تعظيم الله، وذلك بتحقيق
      التوحيد والتعبّد لله بأسمائه الحسنى وصفاته "العلي العظيم – العليم – الرزاق –
      الخالق".
      د‌. أن يشعر أنه عبد محض لله تعالى.
      ذ‌. معرفة أسماء الله وصفاته
      وتعظيم الله.
      ر‌. تذكر الموت وأهواله.
      ز‌. الإكثار من الأعمال المخفية.

      س‌. أن يرد الرياء بالاقتداء.
      ش‌. أن يعلم عاقبة الرياء.
      ص‌. الإلحاح
      على الله بالدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء والإلحاح
      على الله.
      ض‌. تدبر القرآن.
      ط‌. التخلص من حظوظ النفس، فانه لا يجتمع
      الإخلاص في القلب وحب المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلّا كما يجتمع الماء
      والنار، فإذا أردت الإخلاص فاقبل على الطمع فاذبحه بسكين اليأس، وقم على المدح
      والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، حينئذ فقط يسهل عليك الإخلاص،
      والطمع يسهل ذبحه باليقين أنه ليس من شيء تطمع فيه إلا وبيد الله خزائنه، لا يملكها
      غيره.
      ظ‌. المجاهدة: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
      سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
      فالمطلوب منك بذل الجهد في
      دفع خواطر الرياء وعدم الركون إليها، وكلّما أولى لا بد من قياسها حتى تصل إلى
      المرحلة التي قال الله تعالى فيها (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ
      سُلْطَانٌ). وهي المرحلة التي تكون النفس فيها مطمئنة بطاعة الله، ساكنة إليها لا
      تخالجها الشكوك الأثيمة.
      ع‌. إخفاء الطاعات وعدم التحدّث بها.
      غ‌. عدم
      الاكتراث بالناس.
      ف‌. الخوف من الشرك بنوعيه.
      ق‌. الدعاء بكفارة الرياء.
      ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فانه
      أخفى من دبيب النمل. قالوا: وكيف نتقيه؟! قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك
      شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه".
      ك‌. تعاهد النفس بالوعظ ومجالس الذكر
      ومصاحبة أهل الإخلاص.
      ل‌. تذكّر عظم نعمة الله سبحانه على المرء وشكرها،
      ونسبتها إلى مسببها، والاعتراف بها ظاهراً وباطناً.
      م‌. اعتياد الطاعات بحيث
      تصير جزءاً لا يتجزأ من حياة المرء.



      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم





      كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

      وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

      قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]

      قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

      فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

      قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.أ.هـ

      عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري

      ما المقصود بحُسن الخلق ؟

      عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم [ رقم : 2553 ]

      قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:

      حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.

      أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره.

      على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .

      عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي" - رواه أحمد ورواته ثقات.

      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي

      أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :

      كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .

      وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

      كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم

      وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.

      (عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.

      وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.

      قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.

      عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.

      (وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.

      ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.

      عدل النبي صلى الله عليه وسلم :

      كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.

      قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)

      كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.

      فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني

      قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏ لقطعت يدها‏)‏.

      كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
      كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه

      وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء‏:‏ عُرِفَ في وجهه

      أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال

      وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.

      كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.

      وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

      خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه

      أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:

      ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

      عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.

      عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.

      وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.

      عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".

      رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

      قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)

      وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.

      " قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم .

      كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )

      قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.

      قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)

      وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .

      وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.

      عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

      عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.

      فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم

      تواضعه صلى الله عليه وسلم :

      وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.

      وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].

      فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.

      كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.

      كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.

      كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم

      ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.

      عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.

      الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.

      مجلسه صلى الله عليه وسلم

      كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،

      عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.

      عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.

      زهده صلى الله عليه وسلم

      كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.

      كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود‏.

      قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )

      وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .

      عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.

      وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

      عبادته

      كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.

      فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.

      فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.

      فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

      فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.

      وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.

      وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].

      وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].

      ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.

      وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.

      وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.

      كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .

      وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.

      دعوته

      كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

      وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
      المرتبة الأولى‏:‏ النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏ الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏ الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏.‏ الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر‏
      وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

      وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.

      ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.

      فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.

      وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]

      إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]

      مزاح النبي صلى الله عليه وسلم

      وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .

      وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه‏.‏

      كرم النبي صلى الله عليه وسلم

      من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم

      صبر النبي صلى الله عليه وسلم

      كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..

      قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29

      ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.

      فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ]

      تعاون النبي صلى الله عليه وسلم

      قال عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه‏)‏‏.

      (عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم.

      نصيحة لنفسي ولأخوتي:

      قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70].

      وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21].

      فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)).

      وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).

      وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)).

      قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)).
      وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)).

      وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم : ((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)).