تملك اسبانيا كل مقومات النجاح للبروز على أعلى المستويات لكنها غالبا ما تخيب الامال في البطولات الكبرى بدليل عدم احرازها كأس العالم اي مرة، وتتويجها بطلة لأوروبا مرة واحدة عام 1964.
ودائما ما يكون المنتخب الاسباني مرشحا للعب الادوار الاولى، لكنه نادرا ما يحقق الآمال المعقودة عليه. وقد حار النقاد في تفسير هذه الظاهرة، خصوصا ان بطولة اسبانيا هي الاقوى في العالم حاليا وتضم اشهر ناديين في العالم وهما ريال مدريد وبرشلونة. ورغم التفسيرات العديدة التي تعطى عقب كل تعثر في النهائيات، مرة غياب روح المنافسة عند اللاعبين واخرى تواضع المدربين وعدم قدرتهم على استغلال مواهب اللاعبين، وغيرها الا ان النتائج بقيت ثابتة، وخزانة المنتخب لم يزينها حتى الآن التاج العالمي حتى ان المنتخب فشل في تخطي الدور الثاني في المونديال الذي استضافه على ارضه عام 1982.
وحاول الاسبان عشية انطلاق البطولة الاوروبية، التي تقام على ارض جارتهم البرتغال، التخفيف من الآمال على المنتخب ربما ينجح رهانهم هذه المرة.
وكادت اسبانيا تغيب عن العرس الاوروبي لانها حلت ثانية في مجموعتها خلف اليونان مفاجأة التصفيات.
ولم تكن عروض اسبانيا مقنعة باستثناء خوضها الملحق ضد النرويج عندما هزمتها 3/ صفر في اوسلو ايابا بعد ان تقدمت 2/1 ذهابا في مدريد. لكن عموما فان علامة استفهام كبيرة طرحت عن حظوظ اسبانيا في النهائيات في منافسة صفوة المنتخبات الاوروبية في النهائيات، في الوقت الذي واجهت فيه صعوبات في تخطي مجموعة سهلة للغاية ضمت ايرلندا الشمالية واوكرانيا وارمينيا بالاضافة الى اليونان.
وقد سقطت اسبانيا على ارضها امام اليونان صفر/ 1 لتلقى بالتالي اول خسارة لها في 12 عاما على ارضها، ثم سقطت في فخ التعادل مع ايرلندا الشمالية في مدى اربعة ايام علما بأن الاخيرة كانت فشلت في الفوز وفي التسجيل في مبارياتها العشر الاخيرة.
ويعتبر بعض المتفائلين أن خوض تصفيات صعبة قد ينعكس ايجابا على المنتخب لأنه قد يقوي من صلابة معنويات اللاعبين في النهائيات ويبعد عنهم التعالي على المنتخبات الصغيرة.
وستكون الفرصة سانحة امام اسبانيا للثأر من اليونان لان القرعة اوقعتها في المجموعة ذاتها الى جانب البرتغال الدولة المضيفة وروسيا.
لا ينازع احد ايكر كاسياس مركزه بين الخشبات الثلاث في حين يبرز في الدفاع ايفان هيلغيرا وكارلوس بويول وميشال سالغادو. ولطالما افتقد المنتخب الاسباني الى صانع العاب حقيقي لكن تألق روبن بارخا وخافي الونسو وخوان كارلوس فاليرون قد يكون الحل.
كما أن تألق الجناح السريع يواكيم سانشيز قد يساهم اكثر في خلخلة دفاعات الخصم وهذا ما كان يفتقده المنتخب الاسباني الذي يلعب بنمط واحد طوال الدقائق التسعين.
ويملك المنتخب اكثر من ورقة رابحة في خط الهجوم بوجود الثنائي راؤول غونزاليس وفرناندو موريانتس، والاثنان لعبا جنبا الى جنب طويلا في صفوف ريال مدريد قبل ان ينتقل الاخير مطلع هذا الموسم الى موناكو الفرنسي على سبيل الاعارة، حيث قاده الى نصف نهائي دوري الابطال بتسجيله 8 أهداف يتصدر بها ترتيب الهدافين في المسابقة.
يذكر أن راؤول يحمل الرقم القياسي في عدد الاهداف الدولية وقد سجل 37 هدفا في 69 مباراة علما بأنه لايزال في السادسة والعشرين من عمره.
ويبرز ايضا في هذا الخط مهاجم اتلتيكو مدريد المتألق فرناندو توريس ثاني هدافي الدوري الاسباني الذي تتهافت على ضمه افضل الاندية الاوربية.
ولم تضم تشكيلة اسبانيا مهاجمي الأرسنال الانكليزي خوسيه انطونيو رييس وفالنسيا ميستا فيرر ولاعب وسط ريال مدريد غوتي.
وقال سايز «للأسف لا يمكنني اختيار الا 23 لاعبا وقد اخترت اللاعبين الذين رأيت انهم ضروريون للمنتخب».
وكان غياب ميستا، الذي ساهم بشكل كبير في احراز فريقه لقب بطل الدوري المحلي وكأس الاتحاد الاوروبي، منتظرا على اعتبار ان سايز لم يوجه اليه الدعوة في السابق.
منقول