مساجدنا الى اين ؟

    • مساجدنا الى اين ؟

      مساجدنا إلى أين؟
      صارت المساجد عند كل مدخل ومخرج, صارت فوق رؤؤسنا وصار المؤمن محتار في أيها يصلي .
      في الماضي كان مسجد كبير واحد وكان الجميع يصلي فيه مهما كان مذهبه أو قبيلته .
      كانت رغم قلة تعدادها كافيه و موفيه , كان الأذان يصدح خمس مرات ف اليوم والليلة فترتج إرجاء البيت بصوته وتبدأ حركه (طبيعيه) ف البيت كلها تهدف للصلاة , المكيفات تطفأ و الأطفال يوقضون و الجميع يتسابق على دورات المياه وصف الانتظار عند الباب وتجد السجادات مصفوفة فوق بعضها البعض حتى كأنها كرسي صغير لمن أراد الجلوس عليه
      وترا كل الناس تخرج من بيوتها كأنهم متفقين ع الخروج في هذا الوقت بالذات ,
      أما ألان فصارت المساجد عند كل مدخل و محرج وزاوية وصارت تعرف بمسجد فلان و علان من الناس أو مسجد القبيلة الفلانيه (فمن كان يتبع فلان يصلي ف مسجده ومن كان يتبع القبيلة الفلانيه يصلي في مسجدها )طبعا لايوجد قانون بذلك ولكن هذا الواقع والأسباب واضحة للعارفين .

      صرت ترى علية القوم وأصحاب الأموال يهملون أهاليهم الذين يعيشون في بيوت لا تقارن بأي طريقه ببيوتهم ويفضلون بناء مسجد في منطقه مسبقا بها أربعة أو خمس مساجد أو حتى في الهند و السند وباكستان ويتركون من هم في أمس الحاجة واقرب رحما وأكثر أجرا إن شاء الله فيضل هؤلاء الأقارب الفقراء في حيره لماذا فضل قريبهم الغني أن ينفق خمسين أو ستين إلف على مسجد في منطقه لا تحتاج أصلا إلى مسجد بدل أن ينفق ما هو اقل من ذلك بكثير في تزويج أبناء آخيه أو تدريس بناته في الجامعات .أو حتى على جيرانه الذين قيمة مجلسهم اقل بكثير قيمة ومساحه عن قيمة ومساحة بيت الراحة ف بيته أو قصره .
      كأن الله عز وجل لم يخلق بابا للخير إلا المساجد وللعجب أصبحت المساجد تزاحم البيوت وتطلع على عوراتها كيف لا و المساجد ألان تطل على مداخل البيوت وصرنا نرى أهل البيت و هم داخلين و خارجين أو حتى يتحدثون عند الباب .
      والعجب الأكثر ان كثرة المساجد أصبحت تفرق المصلين و لا تجمعهم ففي كل مسجد صار يصلي فيه النفر القليل من الذين حوله أما الجيران فعندهم مسجد آخر !!!
      صرنا لا نسمع أذكار ولا قران ولا محاضرات إلا في المناسبات, صارت و وظيفة الإمام ( الأجنبي وهذه إحدى عجائب هذا الزمان ) إقامة الصلاة فقط فلا تعليم القران ولا الفتوى ولا حتى تنظيف المسجد من ضمن وظيفته !!!
      صرنا نرى في المساجد افخر أنواع الرخام وأخر صيحات الديكور , صرت لا تملك وأنت تدخل المسجد إلا أن تتأثر بالألوان العجيبة للرخام و التشكيلات الفاخرة للديكور وتدعو الله عز وجل أن يمنحك صلاه ف هذا المسجد قبل أن تقرر بناء بيتك الخاص حتى تبنيه ع شاكلته !!!!
      صار كل مسجد به عدد ليس بقليل من المكيفات و المصابيح والثريات وكله كوم والثريه الرئيسية كوم ,كلها بلا استثناء تشغل عند وقت الصلاة (صيف وشتاء) ثم وفي الصلاة يقرا الإمام ( ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) !!!!
      والأعجب أنها تقفل بعد الصلاة بعشر دقائق يادوب بعد السنة ,فإذا أردت أن تقرا القران فاذهب إلى بيتك وإذا أراد رجل فقير المكوث و الراحة قليلا فذلك من اكبر الكبائر !!!!
      وأخيرا الكل يريد أن يني مسجد والكل يريد أن يؤم الناس والكل يوقر المسجد والكل يعرف أن المسجد بيت الله والكل يريد أن يصلي براحه ووقار ولكن لا احد يريد أن ينظف دورات المياه التي هي من ضمن حدود المسجد أو حتى إصلاحها .