
مسقط - الرؤية
-
اختتمت مساء أمس فعاليات ملتقى عمان للاستثمار 2012 في نسخته الثانية والتي احتضنها فندق قصر البستان على مدى اليوميين الماضيين، حيث استعرض المشاركون المشاريع المستقبلية لحكومة السلطنة والمطروحة أمام الاستثمار الأجنبي، وكانت أعمال اليوم الثاني بدأت باستعراض موسع للمشاريع المطروحة في مجالات توزيع الكهرباء قدمها منصور بن طالب الهنائي مدير العمليات في شركة مسقط لتوزيع الكهرباء، حيث أبدى الحاضرون اهتماماً كبيراً في الفرص المتوافرة خلال السنوات القليلة القادمة، وتحدث بعدها الرئيس التنفيذي لشركة "حيا" للمياه حسين بن حسن اللواتي بصحبة ممثلين عن شركات مجيس للخدمات الصناعية وأزليا للمياه وبارسونز عن الفرص الاستثمارية التي تخطط حكومة السلطنة لطرحها خلال الفترة القادمة والتي يتجاوز حجم الاستثمار فيها 226 مليون دولار وتتوزع على مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي و استخدامها و أعمال توريد مياه الشرب و غيرها.
لاحقاً استمع الحضور لعرض واف عن الفرص الاستثمارية في قطاعي النفط والغاز والتي قدمها عمران المرهوبي المدير الفني لشركة تنمية نفط عمان بصحبة جين دينس الرئيس التنفيذي لشركة "بتروغاز"، غطى العرض مجموعة من المشاريع تنوي حكومة السلطنة طرحها للاستثمار بقيمة تتجاوز 17.2 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، الأمر الذي فتح شهية المستثمرين الذين بادروا لطرح العديد من التساؤلات بهدف استكشاف المزيد مما يخطط له استثمارياً في عمان، بعدها قدم جريس دوسولبيه، مدير عام شركة تكامل الاستثمارية عرضاً شاملاً لكافة المشاريع المزمع تنفيذها على مساحة السلطنة في مجالات المصافي و استخراج المعادن و أعمال البتروكيماويات.
بعد ذلك تابع الحضور حلقتين نقاشيتين ركزت الأولى على الفرص الاستثمارية في مجالات التعليم والتي شملت استعراضاً لخطة توسيع وزيادة أعداد المرافق التعليمية و تطوير مستواها و التي تشكل بالأرقام فرصاً استثمارية ضخمة، بينما دارت الحلقة الثانية حول مستقبل قطاعات الصحة في السلطنة و الخطط الواعدة التي أقرتها الحكومة العمانية في تعزيز أعداد المراكز الصحية و المرافق العلاجية و تطوير تجهيزاتها و قدراتها الاستيعابية.
وحظيت الحلقتان الأخيرتان باهتمام واضح من الحضور نظراً لمعرفتهم المسبقة أن قطاعي التعليم و الصحة يحظيان بالحصة الأكبر نسبياً من الإنفاق العام للدولة.
وفي ختام الملتقى صرح صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، مدير عام الإعلام والتسويق بالهيئة أن الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات -الجهة المشاركة بالتنظيم- قائلاً : بعد انتهاء أعمال الملتقى يمكن القول وبثقة أنه حقق الهدف المرجو من ورائه ألا وهو جمع كافة أطراف المعادلة الاستثمارية في مختلف القطاعات تحت سقف واحد.
وأشار إلى أن النقاشات التي دارت على مدى اليومين السابقين استطاعت أن تلقي الضوء على ما يحتاجه مناخ الاستثمار في السلطنة من تطوير من جانب، ومن جانب آخر فقد كان المستثمرين العالميين الحاضرين في الملتقى على موعد مع مجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية المغرية والتي لاقت صداً طيباً لديهم، مضيفا "نتمنى تكرار هذه الملتقيات بشكل أكبر وأكثر تخصصاً حسب القطاعات الاقتصادية المختلفة وذلك لتعزيز التأثير في المستقبل، وهذا ما نعمل عليه في الهيئة حالياً".
بدوره تحدث فارس بن ناصر الفارسي، مدير عام الاستثمار في الهيئة العامة لترويج الاستثمار و تنمية الصادرات في تعليقه على المنتدى فقال: " أعتقد أن الملتقى شكل محطة مهمة في بناء علاقة صحية وناجحة ومستمرة بين أطراف العملية الاستثمارية، خاصة وأن هذا النوع من الملتقيات التفاعلية يساهم بشكل كبير في وضع السلطنة على خارطة الاستثمار الأجنبي بشكل بارز، وذلك عبر استعراض وافٍ للمشاريع الاستثمارية الحكومية والخاصة والتي تشكل بدورها القاعدة المتينة للاستثمار الأجنبي، ومن جانب آخر تساهم هذه الملتقيات في إلقاء الضوء على الجوانب التي تحتاج إلى تطوير بما يتناسب مع مستجدات العصر ومتطلبات جذب الاستثمار، وأعتقد أن هذا بالتحديد ما يجب التركيز عليه خلال الفترة القادمة".
كما صرح إيدموند أوساليفان رئيس مجلس إدارة "ميد" التي تتولى تنظيم الملتقى للسنة الثانية على التوالي قائلاً : "لاقى ملتقى الاستثمار في نسخته الثانية الحالية نجاحاً رائعاً على كافة الصعد ولجميع الأطراف المشاركة، وهذا ما لمسته شخصياً من الحوارات التي أجريتها مع مختلف الشخصيات الحاضرة، لقد تم استعراض باقة متنوعة من الفرص الاستثمارية الجذابة في كافة قطاعات الاقتصاد العماني أمام المستثمرين الحاضرين في الملتقى و الذين أبدوا اهتمامهم في الإطلاع على المزيد من التفاصيل، الأمر الذي سيتم لاحقاً بعد أن استطاع ملتقى عمان للاستثمار بناء جسور التواصل بين الأطراف المحلية بقطاعاتها المختلفة و بين المستثمرين العالمين الباحثين عن الفرص المغرية، أعتقد أن الملتقى فرض نفسه في إطار التواصل الفعال لأطراف العملية الاستثمارية".
