"الأحمر" و"النشامى".. ذكريات وتاريخ - جديد جريدة الرؤية

    • "الأحمر" و"النشامى".. ذكريات وتاريخ - جديد جريدة الرؤية







      تتأهب الجماهير العمانية والأردنية للمباراة المرتقبة بين الفريقين الكبيرين، في تصفيات الدور الحاسم للقارة الآسيوية المؤهل لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014، ولعل هذه المنازلة تحمل في طياتها الكثير من الأمور لدى المنتخبين الشقيقين، غير أن هذه المواجهة الحاسمة تحمل عنوان "الذكريات والحاضر".
      وتأخر المنتخبان في الدخول لمنافسات كأس العالم، فالأردن بدأ المشاركة منذ تصفيات كأس العالم في المكسيك 1986، فيما أدرك الأحمر العماني البطولة في التصفيات التالية المؤهلة إلى إيطاليا 1990. وقد شاءت القرعة أن تضعهما في ذات المجموعة الأولى للدور الأول مع العراق وقطر. فقبل 23 عاما وتحديدا العام 1989 خاض المنتخبان أولى مواجهتهما في تصفيات كأس العالم، بل كانت هي الأولى على الإطلاق بينهما، لتبدأ بعدها سلسة من المباريات المتنوعة ما بين الإقليمية والعربية والودية.
      وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، فقد جاءت أولى المواجهات في إطار تصفيات مونديال 1990، وقد قُص الشريط من أرض ستاد عمّان الدولي في العاصمة الأردنية، ووسط أجواء باردة وماطرة أكرم الأردنيون ضيوفهم بهدفين نظيفين، وبعد أسابيع قليلة وتحت أشعة الشمس المشرقة في مسقط كانت المواجهة الثانية ليتكرر ذات الأمر؛ حين عاد الأردن بنفس النتيجة. وكان الاستهلال الأردني لهذه المواجهات جيدا للغاية، ونظرا للخبرات التي تمتع بها أمام منافسه فقد كسب الأفضلية، لكن لم تجمعهما أرضية التباري إلا بعد ثماني سنوات كاملة، حيث التقيا في بيروت ضمن الدورة العربية الثامنة، فجدد الأردني فوزه بنتيجة أكبر (3-1) ثم عاد بعد سنتين ليكرر الفوز في ذات البطولة العربية (الدورة التاسعة) لكن على أرضه في العاصمة الأردنية هذه المرة بهدفين نظيفين.
      وذكر الموقع في نسخته العربية، أنه بعد أن تطور أداء المنتخب العماني وبات حاضرا في المشهد الآسيوي، جمعتهما التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2007، وفيها حقق العماني انتصاره الأول وبنتيجة كبيرة (3-0) قبل أن يرد الأردني الدين بالكامل (3-0) على أرضه، واختتمت المواجهات بينهما في بطولة غرب آسيا الخامسة 2008 والتي جرت في إيران، وفيها عاد الأردنيون أوفياء للنتائج الكبيرة وتفوقوا (3-1).
      ويدرك المنتخبان أن الذكريات ما هي إلا نتائج للتاريخ، وها هما يدخلان المواجهة المنتظرة بينهما برغبة كبيرة في المضي قدما نحو الهدف الأسمى ألا وهو بلوغ مونديال البرازيل. وقد شكلت النتائج المسجلة لهما في المجموعة الثانية للدور الحاسم، حتمية الخروج بنتيجة إيجابية من هذه الموقعة الكبيرة. فمنتخب الأردن يملك 4 نقاط من فوز ثمين على أستراليا وتعادل مع العراق وخسارة قاسية أمام اليابان، ولا يختلف الحال كثيرا لدى المنتخب الوطني العماني، إذ يملك نقطتين من تعادلين مع العراق وأستراليا وخسارة أمام اليابان.
      ووفقا لهذه النتائج عبّر المعسكران العماني والأردني عن رغبتهما في الاستفادة من نقاط المباراة، كونها السبيل في تدعيم الحظوظ قبل انتصاف مرحلة التصفيات النهائية، استعد الفريقان بظروف مشابهة تقريبا، بل كانت طبق الأصل في الأيام الأخيرة، حيث تواجد كلاهما في قطر، ولعبا مع العنابي وتعادلا بذات النتيجة (1-1). ولعل الأمور تبدو في كفة متوازنة، إذ يملك كلاهما العديد من نقاط القوة التي تؤهله لكسب "الجولة" كما أنهما سيعانيان من بعض الغيابات التي قد تكون مؤثرة وفقا للمجريات.
      ولن يكون أمام المنتخب العماني إلا حتمية الفوز بالنقاط الثلاث، ذلك أنه سيلعب على أرضه وجماهيره التي تعد سلاحا مهما بيده نظرا للظروف المناخية الصعبة على المنافسين. ولن يكون في صالحه أبدا التفريط بأي نقطة قد توسع الفارق مع منافسيه، خصوصا وأن أمامه لقاءين آخرين على أرضية ميدانه ومثلهما في الخارج، ولذلك فإن الأحلام العمانية ستبنى من هذه المباراة دون غيرها.
      .. الفوز ولا شيء سواه هذا ما يدور في خاطر الحارس العملاق علي الحبسي، الذي يعوّل عليه العمانيون كثيرا لحماية عرين الفريق مثلما يفعل في منافسات الدوري الإنجليزي. ويؤكد الحبسي على أهمية المواجهة حيث يصفها بالحاسمة، وانها "ستحدد طريق المنتخبين في بقية المشوار، كلانا يعلم بأهمية النقاط الكاملة، ولذلك هي مباراة حاسمة في هذا المشوار الصعب".
      وشدد الحبسي على قوة المنافس الأردني، وطالب جماهيره بالحضور للملعب "شاهدنا قوة المنتخب الأردني ولذلك نريد أن نكون حاضرين بدنيا ومهاريا وتكتيكيا، وعلينا أن نستغل عاملي الأرض والجمهور، وأطلب من كل الجماهير العمانية أن تزحف لمؤازرتنا في هذه المباراة المهمة".
      قد تكون هذه المباراة أشبه بمعركة البقاء للمنتخب العماني الذي يدرك تعقيد مهمته لو فرط بنقطتين أو ثلاثة، ولذلك سيكون التركيز منصبا على الفوز دون سواه.
      وعلى الجانب الآخر يعيش المنتخب الأردني في حالة معنوية كبيرة، خصوصا وأنه حقق فوزا كبيرا على المرشح القوي قبل التصفيات (منتخب استراليا)، ليعود من بعيد ويقفز للمركز الثاني بعد أن قبع بالترتيب الأخير إثر أول جولتين. هذا الفوز رفع من الروح المعنوية وضاعف من حماس اللاعبين للذهاب إلى سلطنة عمان بحثا عن نتيجة إيجابية في المقام الأول.
      قائد السفينة الأردنية، المدرب العراقي القدير عدنان حمد أكد على أن اللقاء مهم جدا لفريقه وقال "ستشكل المباراة محطة مهمة في طريق الفريق للتأهل. منتخبنا استعد ورفع من تحضيراته خلال الأيام الماضية، والتأهب الفني والنفسي من أهم العوامل التي ركزنا عليها في الإعداد للمواجهة مع عمان".
      سيمنح الفوز المنتخب الأردني دفعة هائلة لو عاد بالنقاط الثلاث من مسقط، خصوصا وأنه سيستقبل عمان واليابان على أرضه وسيخرج لمنازلة العراق في الجولة المقبلة بالدوحة القطرية التي تعد فأل خير عليه. ولكن لن تكون نقطة التعادل بالأمر السيئ بالنسبة "للنشامى" لكنها ستبقي الضغط عليهم حتى النهاية في حال لم تخدمهم النتائج الأخرى في المجموعة هذه الجولة والتي تليها على المدى القصير.
      لا يقل حماس اللاعبين الأردنيين عن مستضيفهم، حيث يملكون العديد من الأسلحة الهجومية التي قد "تزعزع" استقرار منافسه، وكما كان دائما يأتي حسن عبدالفتاح في مقدمة هذه الأسلحة، فهذا النجم اللامع يحقق الخطر بتحركاته الذكية بين خطوط الدفاع المنافس، مثلما فعل أمام استراليا إثر عودته من الإصابة الطويلة التي لحقت به ومنعته من اللعب في أول جولتين.