حلم يسكنـــه الموت ( أقصوصـــة من هذيان )

    • حلم يسكنـــه الموت ( أقصوصـــة من هذيان )

      لم يعد قبره يتسع له , ولم تعد جمجمته تحتمل كل تلك الأحلام .. فصورها تهاجمه ,, تحاصره, وتصرخ مستغيثة به :
      _ حبيبي , أنفاسي تخنقني , وهذه الجدران الصامتة اللعينة تبتلعني .

      حاول أن يتحرك , فتبعثر , وكان عاجزاً عن لمِّ ذرات جسده الممزقة ..
      بكى كثيراً كما لم يبك قبل ذلك اليوم , بلا دموع وبحرقة ..
      انتبه جاره الذي كان يسكن معه لبكائه , فنظر إليه بحنو ,, وقال :

      - دعها , أطلقها , فأنت لم تعد تليق بها , وأجزاءك المبعثرة لن تجد طريقها إليك مرة أخرى .

      ثم أضاف بنبرة زاجرة :

      - الموتى لا يحق لهم الحب , وقلبك قد التهمته الأرض ..

      اهتز بعد أن سمع كلماته ,, وحاول بقوة أن ينهض , فسقط فكه على ما تبقى من قفصه الصدري وهشمه ..
      نام بعدها كثيراً ,, ولم يكن يحلم إلا بها . وفي أخر أحلامه شاهدها تنظر إليه بحنان , و تهمس :
      - غيبك الموت عني ,, ولكنه لن يغير مشاعري تجاهك .. أحبك , فلا تنسى ذلك .

      ابتسم طويلاً,, ثم مات للمرة الأخيرة ..
    • صغيرة .. أقول لكِ أنتِ رائــعةٌ وتستحقين الحيــاه .

      بلا شك .. كُنتِ موفقة في هذه الأقصوصة التي لم يُغيب بطلها الموت .. فكانت موتته الاخيرة .. ولا أظنها الاخيرة فالمشاعر الوجدانية هي أشدّ وطأً من هذيانات الحياة ..

      لقد كانت النهاية المفاجئة / المغلقة . لكني لم أتوقعها .. وبأسلوب صغيرة أستطعت أن أجد بصيصاً من سردية القص المتسارع .. والذي أنتهى بالموت .. وهو العامل الوحيد التي أُصيغت عنده الواقعه حسب ظني .. لأن تفسيري الشخصي .. للسياق .. حينما نهض جاره .. إِثْر صوت البكاء .. الجاف .. وطلب منه أن يدع هذه المحبوبة .. وأشار إلى تطليقها .. لكن السياق الاجتماعي وإرهاصاته ، غدا كأنما هو شرحاً تحليلياً .. فالجار الرحيم / الطيب .. أراد صياغة العامل النفسي أولاً .. لأن أجزاء جاه كانت مُبعثرة .. فالأموات لا يحق لهم بخوض غِمار الحب .. وهذه الصورة الجميلة / التساؤلية .. هي من نتاج الفرد الخالق .. وقد حدّتْ نفسية الابداع في سيرة الكاتب المعاشة بل هي في سيرة الأنسانية المعاشة .. بل أن صيرورة الشرح السببي في الابتكارات الجماعية للعقل البشري عزتْ تلم الافعال البشرية إلى تأثيرات محددة .. بيدٍ أني أجدها في مسار تأثيرها من خلال جماليات القص الحديث .. بغموضه الواعي .. وقد أستخدم هذه المدرسة بالذات ( فيدلر ، هيلدبراتد ، ريهل ) وحتى الناقد أدوارد فون هارتمان في القرن التاسع عشر قال / فيما معناه ( بأن كُل فن .. هو إشعاع حسّي مُنبثق من الفكرة ..) بينما يراه ماقبله أنه ( بأنه فن ، بإعتباره له قُدرةٌ على الرؤية الصافية .. )

      هذا رأي ليس نقداً ولكن دراسة للحسيات والفكرة المنبثقة منه .

      بصراحة كانت الأقصوصة رائعة .. فأ،تِ في أروع ما تكون فيه رائعة الكتابة .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • كأني أقرأ أحد روايات فولتير الفيلسوف الفرنسي أو روايات الكاتب الفلسطيني إميل حبيْبي ، و لكنها هنا أقصر بكثير ..

      أقصوصة فلسفية يتضح فيها الحوار التي اتخذ مسارين و هما اللفظ " المختصر " و ردة الفعل الصامتة .
      جاءت فكرة الأقصوصة في نظري كونها ليست حدثاً يحدث ، و لا يمكن أن تكون حدثأ إلا من خلال العمل الروائي.
      التلميح باختصار دون إسهاب في المقال ميز هذه الأقصوصة و بث فيها ألقاً فريداً ، دون الإخلال بتركيبة الأقصوصة .
      و قد تكون الأفكار غير الواضحة ( تعمدتها الكاتبة ربما ) هي ما ينطوي بين ثنايا تلك الرموز الغريبة .. الجماجم ، الجدران الضيقة ، الفك ، القفص الصدري ، والحلم الأخير .

      شخصيتا الأقصوصة الرئيسيتان و الشخصية الثالثة الثانوية ، كانت منها شخصية الجار فقط التي اختصت بعنصر التصريح و طرح عقدة الأقصوصة ، و الثالثة حيث كان طرح حوارها على صورة خيال و ذكرى .
      محاولة من الكاتبة لتقديم الأفكار بطريقة شيقة وجذابه للقارئ عن طريق تقنية الحوار السريع ، و الأساليب البلاغية : المجاز العقلي و اللغوي ..

      " ابتسم طويلاً,, ثم مات للمرة الأخيرة .."
      نهاية رائعة جداً ..
      فيها ثلاثة أحداث ، قدمتها الكاتبة في نفس الوقت بتدرج من الحلم إلى الحقيقة ، نام ثم حلم ثم ابتسم ثم مات ..
      و هذا على السياق المعروف للتقسيم الزمني للأحداث الماضي إلى الحاضر في نهاية الرواية .
      بدأت النهاية بعد أن زجره جاره و اهتز ، ثم نام ليحلم بها ، مروراً بالابتسامة الطويلة التي انتهت بموته و النهاية ، و جاءت تحديداً مكثفاً و مجملاً لمحتوى الأقصوصة ، يستطيع المتتبع لما بين السطور أن يرى كيف يموت ذلك " الميت " في تلك اللحظات ، و لماذا ، و يصل للكيف الجوهرية .

      الخلاصة التي يخرج بها القارئ من مسرح عرض تلك الرائعة هي علامات استفهام ، مع أن النهاية لم تترك مفتوحة ، و لكن - ربما - لكونها " أقصوصة من هذيان " !

      *-*

      و خلاصة القول ..
      تحية إجلال و تقدير لك أختنا الكريمة .. صغيرة ..
      كيفما كانت " النهاية " ..
      من (( مشرف لا "يجيد اللعب بالكلمات " )) .. أو كما قيلت !
    • عندما تتعانق الحروف..

      وتحتضن الكلمات بعضها بعضاً..

      وتمتزج امتزاج الطبيعة الحرة..

      فإنها توّلد لنا إبداعاً..هو بحق..إبداعكِ أستاذتي

      صغيرة


      قصتكٍ رائعة لامست الوجدان

      فإلى الأمام دائماً أيتها المبدعة

      تقبلي أرق تحياتي

      Ranamoon
    • اعذروني اصدقائي ان غبت عنكم.....
      فليس هناك من خيار ...
      ربما تلمسني حورية النسيان بعصاها السحرية ....
      فانسى ...و اعود....و لكن حتى ذلك الوقت ....
      لا ادري متى او اين ..ساعود
      .

      .
      .
      سأعود قريبـــــــا ً

      *
      *
      *
      فاعذروا غيابي !


      صغيــرة
    • حلم يسكنه الموت

      أم إنه

      موت يسكنه الحلم

      أقصوصة بغاية الإبداع والإتقان

      وكأنها نسيج عنكبوت بين دقة الإتقان وصغر البيت

      هذا ما جاء في هذه الفلسفة القصصية الرائعة

      ربما استطاع الأخوة قبلي

      بتحليل هذه الفلسفة , ولم يبقوا لي إلى الصمت

      ليكتمل الإعجاب بهذا الإبداع

      بالصوت وبالسكوت

      بهمسات القلم وصرخاته , وتوقفه عن الكتابة

      يشلُّ القلم أحياناً عندما يعجز عن البوح أو الوصف

      نعم توقف القلم عندما

      توقف القلب عن الحب

      عندما فارقت الروح جسدها

      وتهشمت العظام

      وباتت أشلاء الجسد فتات

      فلا يحق للفتات

      الحب بل لا يحقه له الحلم كذلك

      %%%%%%%%

      صغيرة

      سأتوقف هنا

      على أمل ان اعود سريعاً

      كل التحية

      لهذه الروعة

      تثبت القصة
    • اذًا....................
      هذه الطلقة الأخيرة

      وبعدها سأغلق الستارة

      مات قلب كان يعطيك الغرام

      سيدتي قد سقط(برج الحمام)

      انتهى الفصل الأخير

      اذهبي فاليوم موت

      هل تشمين الدماء؟
      .
      .
      .
      .


      قالهــــا بعد أن استولى الشيطـــان على ....
      *
      *
      *
      *
      *
      موتــــــــــــــه ،،


      ~*~صغيــرة ~*~
    • المرتـــاح
      أخي الفاضــل ،
      الحرف دومــا يستحق الحيــاة بل الخلود !
      .
      .
      تحليل جميل ،
      ربمـــا كان في طيّ السطور ،
      وخلف هذه الصفحــة مباشرة تجد الفتات يتناثر
      ابحث عنها بين الحرف والحرف !
      والنقطــة والاستفهـام !

      ستجد أمرا ً آخر
      أراه الميّت حين كانت الحيـاة حقــه

      .
      .
      .


      أشكرك جدا ، مرور كثيرا ما أنتظره ،!



      *
      *
      *
      ~*~صغيـرة~*~
    • جئت هنا لأصفق بحرارة ولا اكف عنه

      وربما كان التصفيق لا يعني لك شيئا

      لكنني لا املك شيئا امام روعة ما كتبت

      فعلا أقصوصة ابدعتها بأنامل من ذهب

      وفقك الله دوما وابدا

      تقبلي تحياتي.......... اخيك ... صهريج
    • هل ما زلت تقلب الاوراق تبحث عن حروف تعطيك املا لتذكرني
      اما زلت تقرا في الفنجان ليلا نهارا حالما ان تخبرك الخطوط شيئا عني
      هل المقعد الخشبي قرب الموقد يهتز رافعا راسك للسماء لتنظرني
      هل ما زلت تحلم في قربي ها هناك قرب النافذه لتحضنني
      لست ادري ان كنت انا من احلم في ان اكون في خيالك ولكن رغما عني
      فكل ما كنت تفعله لتلقاني
      زاد الحنين في وجاني

      .
      .
      .



      كانت تتمتم بهــــا
      حينمـــــا كانت تهذي لـ

      *
      *
      آخر مرة بعد موتــــــــه !




      *~* صغيــرة *~*

    • الهذيان ...

      يكشف الأماني والأحلام

      والخوف والحزن والهوان

      أما آن لك يا قلب

      لتصحوا ...

      فتتبع العقل ...

      في كل حين وآن

      أما آن لك يا قلب الأوان



      أقصوصه رائعه أختي الكريمه

      رغم انها صورت قساوة الموت

      وأنقطاع الاحلام وفقد الامل باللقاء


      مع أطيب أمنياتي بدوام الإبداع والتميز

      تقبلي خالص التحايا

      والسلام ،،
    • (_ المرأة . . أنشودة مطربة من السماء . ._)


      هكذا قال الفيلسوف الكبيرة "أناتول فرانس"
      وهكذا ابتدا حديثي ، هنا اختزال ٌ للألفاظ ، وفضح لبواطن الكلمات ، تبقين أنت ابنتي كما أنت ِ صاحبـة القلم الرقيق
      الخفي ّ الذي به تسمو الأحرف
      اقصوصـــة من هذيـان >> هكذا اسميتِهــا أنت ِ ، وعليــه
      سأسمي كل كلماتي هذيــان ، وسأبحث عنه إن كان هكذا هو الهذيـان

      أيتها الرشيقــة حرفــا ً أتعجب من هذا القلم ، وصل السماء في كل مكان
      النثر والشعر ، وما ابقى لنــا شيئا نعترف بــه !
      اسمتري ابنتي استمري ، فواللهِ ما وجدت ُ كمثلــك ِ قلمــا ابيض القلب ، رشيق القوام
      نسير إليه مأسورين ، منقادين لجماله ووهجــه
      باركك ِ الرب .


      جرح ٌ من الورق
    • [frame='8 80']
      قرأت هذه الأقصوصة مراراً و وفي كل مرة اقرأها ألتمس بها بعداً جديداً لم أره في قراءاتي السابقة , وهذا ما يضيف إلى هذه الرائعة رونقاً وجمالاً من جهة , وبعداً حسياً من جهةٍ أخرى .
      ولا يسعني كلما وقفت هنا إلا أن أشيد واشد على يد الكاتبة , فهنا تقف أقلامنا عاجزة , ولا حراك خشية أن تسقط سنة القلم كما سقط فك الجمجمة فيهشم ما تبقى لنا من أوراق , هنا نقف حيث لا يمكننا التحليل فكل شئ قد تحلل في القصة , الجماجم الصلبة , والعظام القوية و ولم يتبقى إلا الحب في قلبها , برغم شفافيته , برغم نعومته , برغم ماله من إحساس مرهف , ولطافة غير مسبوقة لم يبقى إلى هو في وجه متقلبات الحياة , فانتصر الحب , في حين إن انتهى واضمحل كل شئ مع أدمة الأرض و حتى أن حلمة الأخير , أستهلكه في النهاية .

      الرائعة صغيرة

      ماذا يمكنني أن أقول إلا كلمة واحدة :
      الرائع يبقى رائعاً


      تقبلي التحية

      رسام الغرام
      [/frame]