تشف المجموعة القصصيّة الخامسة للقاص محمود الرحبي والتي صدرت حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع تحت عنوان "ساعة زوال"، عن أبعادٍ مختلفة لزوايا رؤى مختلفة تفاوتت بيئاتها بين القديم والجديد. ضمّت المجموعة 17 قصة تباينت في أفكارها وأساليب تناولها وموضوعاتها، إلا أنها اشتركت في قربها من الإنسان مُجملا ومن الإنسان العماني خاصّةً والبيئة المعاشة في مواضع أخرى.
لم تخلُ "ساعة زوال" من توظيف الأسطورةِ والموروث التراثي بلغةٍ فصيحة، بالإضافة إلى استخدام تقنيّات السّرد الحديث، كما يلاحظ تفاوت أساليب السّرد في المجموعة بين ما يميل لتقنيات السّرد القديمة ببيئاتها وشخوصها وأفكارها كـ " حكاية الأمير وقمر الكتاب"، وبين الحديث الذي يُلامس قضايا وهموم الواقع " من أسرار اللوحة رقم(4119)"، والغرائبي الّذي يحمل مضمونًا أعمق مما هو مكتوب كما في قصّته "عملاق يغزو المطاعم الأمريكية". الملاحظ أيضًا أن القاص في مجموعته لم يعمد إلى الإغراق في اللهجةِ العاميّة في حوارات شخوصه، فكان استخدامه لها بسيطًا وسريعا في قصصٍ قليلة فقط.
لم تخلُ "ساعة زوال" من توظيف الأسطورةِ والموروث التراثي بلغةٍ فصيحة، بالإضافة إلى استخدام تقنيّات السّرد الحديث، كما يلاحظ تفاوت أساليب السّرد في المجموعة بين ما يميل لتقنيات السّرد القديمة ببيئاتها وشخوصها وأفكارها كـ " حكاية الأمير وقمر الكتاب"، وبين الحديث الذي يُلامس قضايا وهموم الواقع " من أسرار اللوحة رقم(4119)"، والغرائبي الّذي يحمل مضمونًا أعمق مما هو مكتوب كما في قصّته "عملاق يغزو المطاعم الأمريكية". الملاحظ أيضًا أن القاص في مجموعته لم يعمد إلى الإغراق في اللهجةِ العاميّة في حوارات شخوصه، فكان استخدامه لها بسيطًا وسريعا في قصصٍ قليلة فقط.
جاءت بعض قصص الرحبي في " ساعة زوال" ذات نهايات مفتوحة على كلّ الاحتمالات، لكأنه عمد لفتح الآفاق أمام القارئ يختار أيّ النهايات يشاء، كما عمد في بعضها إلى الوضوح الذي يُفضي لغموض، ومن بين القصص التي يفتح فيها القاص الاحتمالات على القارِئ ليفهم النّص كيفما أراد قصة "هل الحمير تشبهنا؟!" إذ يمكن لهذا النّص أن يحيِّر المتلقِّ بين العمق والبساطة.
تنوّعت مواضيع المجموعة بين الاجتماعي والذاتي ومن بين القصص التي تحكي عن تغرّب الإنسان عن ذاته قصة "لم يعد وجهي" وهي قصّة أقرب لمونولوج يدور بين الإنسان وظلِّه/ صورته، تحكي القصة معاناة إنسان هذا العصر، وذلك من خلال البهرجة الخارجية التي يسعى لها بموازاة الخواء الداخلي والقحط الذي يعيشه ومن الحوار يقول الظل/ الصورة: "قبل أن تخلق المرايا كنت أراك من تحت الماء" ويجيب الإنسان "كان الأمر مختلفا، حين كنت تراني من تحت الماء كنت تشبهني أكثر حينها."
وفي محاولة لإظهار التغييب الذي غدا عليه إنسان هذا العصر يصف الظل ما كان بمقارنة ما أصبح عليه قائلا: " تحت الماء كان يمكن لجسدي ورأسي أن ينفصلا، ويغيبا في ظلال القمر وجنان الفصول، ولكنك الآن تقف أمامي سافرًا كصرخة، فكيف تطلب مني أن أراك؟"
ويقول الرّحبي عن مجموعته أنّه عمد إلى تعدُّد مناخات نصوصه وأساليبها؛ لأنّه تجريبي بطبعه يشعر بالمتعة مع كل قصّة يكتبها، ولا يميل لتوحيد مواضيعه أو أساليبه في المجموعة الواحِدة رغبةً منه في إدهاش القارِئ والسّفر به في أجواء متباينة، مضيفًا أنّه ما زال يُجرِّب ولا تسكنه عقدة القاص المكتمل، فمشوار القصّة المقنعة بالنسبة له ما زالَ طويلا، ولذلك لا يمكنه إلّا أن يستمر بالتجريب وعدم الوقوف عند حالة واحِدة.
الجدير بالذكر أنّ " ساعة زوال" هي العمل الخامس للكاتب محمود الرحبي في المجال القصصي والسابع من بين أعماله الأدبيّة، صدرت المجموعة بعد عملين روائيين للكاتب.
الجدير بالذكر أنّ " ساعة زوال" هي العمل الخامس للكاتب محمود الرحبي في المجال القصصي والسابع من بين أعماله الأدبيّة، صدرت المجموعة بعد عملين روائيين للكاتب.
المصدر : مدونة بدرية العامري