صدام اعاد في محاكمته فتح الجرح الكويتي في الذاكرة العراقية:
بغداد ـ القدس العربي ـ من علي العبيدي: أكد الكثير من العراقيين ان تهجم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين علي حكام الكويت أثناء التحقيق معه في المحكمة عندما اتهمهم بالاساءة الي العراقيين، أعاد ذلك الي ذاكرة العراقيين أحداثا أليمة وجروحا لم تندمل في تاريخ العلاقات العراقية ـ الكويتية.
وبغض النظر عن مواقف العراقيين من صدام حسين ونظامه ومحاكمته فإنهم متفقون علي ان حكام الكويت قد امعنوا في الحاق الاذي والانتقام بكل الاشكال بالشعب العراقي، رغم تغير الظروف وإنتهاء النظام السابق في العراق. وعند اللقاء بالعراقيين وفتح هذا الملف تتلمس بسهولة شدة المرارة والاسف للعداء السافر لحكام الكويت الذي لا يتوقف ولا ينتهي بمرور الايام.
يتحدث اللواء المتقاعد هلال الشمري الذي شارك في حرب 1991 بأن مواقف العداء التي يكنها آل الصباح للعراقيين كانت قبل دخول قواتنا الي الكويت لأنها كانت مدفوعة من الجهات المستفيدة من اشاعة الفوضي وأجواء العداء في المنطقة، واستمر هذا التوجه بشكل متصاعد بعد انتهاء حرب 1991 من خلال الاصرار علي اقتطاع مبالغ كبيرة من اموال العراق، رغم الحاجة الماسة لها في فترة الحصار والعقوبات، مع تقديم كل التسهيلات والدعم للقوات الامريكية في عدوانها وغزوها للعراق.
ويشير المحامي صفوت البهادلي من جمعية حقوق الانسان الي موضوع المفقودين في البلدين بعد حرب 1991 حيث كان الجانب الكويتي يثير هذه القضية في المحافل العربية والدولية ويصر علي وجود اكثر من 600 مفقود كويتي في العراق ويتهم العراقيين بعدم التعاون رغم تحقيق تقدم في هذا المجال بإشراف الصليب الاحمر الدولي، وبعد احتلال العراق لم يتم العــثور علي رفات سوي أقل من 100 كويتي قتلوا أثناء المعارك، بينـما رفض الكويتيون تقديم أي تعاون عن أكثر من ألف عراقي مفقود في الكويت منذ نهاية الحرب ولحد الان وينكرون وجودهم هناك رغم شهـــادات الشهود ومؤشرات علي وجودهم في الكويت بعد انسحاب الجيش العراقي من هناك ورغم جهود المنظمات الانسانية العراقية والصليب الاحمر ولكن بلا نتيجة.
وعن دور آل الصباح في التهيئة والمشاركة في العدوان علي العراق منذ فرض العقوبات عقب حرب 1991 وحتي الحرب الاخيرة، يتحدث رائد الشرطة حميد العزاوي بأن العديد من العراقيين كانوا شهودا علي قيام كويتيين بحرق الدوائر والمؤسسات الحكومية مستغلين فترة الانفلات والفوضي التي اعقبت دخول قوات الاحتلال المدن العراقية وبعد حل القوات المسلحة والشرطة العراقية مما جعل الساحة فارغة لتنفيذ المخابرات الكويتية مخططها التخريبي بسهولة في العراق.
وأكد الضابط أيضا ان العديد من الكويتيين وصلوا مع طلائع قوات الاحتلال حيث قدموا خدماتهم لها كأدلاء ومترجمين لتلك القوات، وتمكن العراقيون من تمييزهم من لهجتهم وشكلهم، بل لقد ألقي القبض علي بعضهم اثناء قيامه باحراق ونهب الوثائق من الدوائر وجري تسليمهم الي القوات الامريكية التي لم تتخذ أية اجراءات ضدهم.
أما عبد الله محمد عبد الرزاق وهو من أهالي الاعظمية اعتقلته القوات الامريكية في أيلول (سبتمبر) 2003 بتهمة مشاركته بأعمال المقاومة وبقي في سجون الاحتلال لأكثر من تسعة أشهر تعرض خلالها الي شتي صنوف التعذيب، ويقسم المذكور بأن أشد تعذيب تعرض له كان علي يد نقيب كويتي كان يساعد الامريكان في التحقيق مع المعتقلين العراقيين، وإنه وبقية المعتقلين كانوا يفضلون ان يحقق معهم الامريكان لأنهم كانوا أقل قسوة ولؤما من ذلك الضابط الكويتي الذي كان يستمتع بصراخ ومعاناة المعتقلين وهم تحت التعذيب.
وأضاف انهم لم يرتاحوا الا بعد نقله علي أثر تكاثر الشكاوي ضده من المعتقلين حيث إن الامريكان أرادوا أن يظهروا بعض اللين لمحاولة اقناع المعتقلين بالتعاون معهم ولكنه كما يقول لن ينسي ما عاناه علي يد ذلك الوحش الكويتي.
ويتساءل السيد شاكر مالك السامرائي من جامعة بغداد عن سبب ضيق افق عقلية الحكام الكويتيين كونهم لا ينظرون الي آفاق المستقبل وحقيقة كون العراق هو الجار والعمق الاستراتيجي العربي للكويت في الظروف الحرجة مستقبلا، فهم يكتفون الان بالاعتماد الكلي علي حماية الغرب التي ترتبط حتما بمصالح تلك الدول المعروفة بأنها تضع مصالحها في المقام الاول وبعد انتهاء المصلحة فانها ستترك المنطقة تحت رحمة القوي الاقليمية ومنها ايران التي لا تخفي مطامعها. وأشار السامرائي الي إعلان الكويت مؤخرا تمسكها بالتعويضات الظالمة المفروضة علي العراق في الوقت الذي تنازلت الكثير من الدول عنها وإعلان وزير الكهرباء العراقي أيهم السامرائي قيام الكويت بإلغاء الاتفاق المبرم بين البلدين حول شراء العراق الكهرباء من الكويت، ودعي حكام الكويت الي مراجعة حساباتهم والاستفادة من الفرصة المتاحة والمتمثـــلة بتغـيير النظام السابق الذي كانت تتحجج به وبظروف العراق الصعبة التي يمكنها ان تساهم في دعمـها بالفعـــل لا بالكلام ولتزيل من ذاكرة العراقيين ما علق فيها من صور مشوهة وغير ودية للمواقف الكويتية المعادية والمتكررة تجاه الشعب العراقي.
بغداد ـ القدس العربي ـ من علي العبيدي: أكد الكثير من العراقيين ان تهجم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين علي حكام الكويت أثناء التحقيق معه في المحكمة عندما اتهمهم بالاساءة الي العراقيين، أعاد ذلك الي ذاكرة العراقيين أحداثا أليمة وجروحا لم تندمل في تاريخ العلاقات العراقية ـ الكويتية.
وبغض النظر عن مواقف العراقيين من صدام حسين ونظامه ومحاكمته فإنهم متفقون علي ان حكام الكويت قد امعنوا في الحاق الاذي والانتقام بكل الاشكال بالشعب العراقي، رغم تغير الظروف وإنتهاء النظام السابق في العراق. وعند اللقاء بالعراقيين وفتح هذا الملف تتلمس بسهولة شدة المرارة والاسف للعداء السافر لحكام الكويت الذي لا يتوقف ولا ينتهي بمرور الايام.
يتحدث اللواء المتقاعد هلال الشمري الذي شارك في حرب 1991 بأن مواقف العداء التي يكنها آل الصباح للعراقيين كانت قبل دخول قواتنا الي الكويت لأنها كانت مدفوعة من الجهات المستفيدة من اشاعة الفوضي وأجواء العداء في المنطقة، واستمر هذا التوجه بشكل متصاعد بعد انتهاء حرب 1991 من خلال الاصرار علي اقتطاع مبالغ كبيرة من اموال العراق، رغم الحاجة الماسة لها في فترة الحصار والعقوبات، مع تقديم كل التسهيلات والدعم للقوات الامريكية في عدوانها وغزوها للعراق.
ويشير المحامي صفوت البهادلي من جمعية حقوق الانسان الي موضوع المفقودين في البلدين بعد حرب 1991 حيث كان الجانب الكويتي يثير هذه القضية في المحافل العربية والدولية ويصر علي وجود اكثر من 600 مفقود كويتي في العراق ويتهم العراقيين بعدم التعاون رغم تحقيق تقدم في هذا المجال بإشراف الصليب الاحمر الدولي، وبعد احتلال العراق لم يتم العــثور علي رفات سوي أقل من 100 كويتي قتلوا أثناء المعارك، بينـما رفض الكويتيون تقديم أي تعاون عن أكثر من ألف عراقي مفقود في الكويت منذ نهاية الحرب ولحد الان وينكرون وجودهم هناك رغم شهـــادات الشهود ومؤشرات علي وجودهم في الكويت بعد انسحاب الجيش العراقي من هناك ورغم جهود المنظمات الانسانية العراقية والصليب الاحمر ولكن بلا نتيجة.
وعن دور آل الصباح في التهيئة والمشاركة في العدوان علي العراق منذ فرض العقوبات عقب حرب 1991 وحتي الحرب الاخيرة، يتحدث رائد الشرطة حميد العزاوي بأن العديد من العراقيين كانوا شهودا علي قيام كويتيين بحرق الدوائر والمؤسسات الحكومية مستغلين فترة الانفلات والفوضي التي اعقبت دخول قوات الاحتلال المدن العراقية وبعد حل القوات المسلحة والشرطة العراقية مما جعل الساحة فارغة لتنفيذ المخابرات الكويتية مخططها التخريبي بسهولة في العراق.
وأكد الضابط أيضا ان العديد من الكويتيين وصلوا مع طلائع قوات الاحتلال حيث قدموا خدماتهم لها كأدلاء ومترجمين لتلك القوات، وتمكن العراقيون من تمييزهم من لهجتهم وشكلهم، بل لقد ألقي القبض علي بعضهم اثناء قيامه باحراق ونهب الوثائق من الدوائر وجري تسليمهم الي القوات الامريكية التي لم تتخذ أية اجراءات ضدهم.
أما عبد الله محمد عبد الرزاق وهو من أهالي الاعظمية اعتقلته القوات الامريكية في أيلول (سبتمبر) 2003 بتهمة مشاركته بأعمال المقاومة وبقي في سجون الاحتلال لأكثر من تسعة أشهر تعرض خلالها الي شتي صنوف التعذيب، ويقسم المذكور بأن أشد تعذيب تعرض له كان علي يد نقيب كويتي كان يساعد الامريكان في التحقيق مع المعتقلين العراقيين، وإنه وبقية المعتقلين كانوا يفضلون ان يحقق معهم الامريكان لأنهم كانوا أقل قسوة ولؤما من ذلك الضابط الكويتي الذي كان يستمتع بصراخ ومعاناة المعتقلين وهم تحت التعذيب.
وأضاف انهم لم يرتاحوا الا بعد نقله علي أثر تكاثر الشكاوي ضده من المعتقلين حيث إن الامريكان أرادوا أن يظهروا بعض اللين لمحاولة اقناع المعتقلين بالتعاون معهم ولكنه كما يقول لن ينسي ما عاناه علي يد ذلك الوحش الكويتي.
ويتساءل السيد شاكر مالك السامرائي من جامعة بغداد عن سبب ضيق افق عقلية الحكام الكويتيين كونهم لا ينظرون الي آفاق المستقبل وحقيقة كون العراق هو الجار والعمق الاستراتيجي العربي للكويت في الظروف الحرجة مستقبلا، فهم يكتفون الان بالاعتماد الكلي علي حماية الغرب التي ترتبط حتما بمصالح تلك الدول المعروفة بأنها تضع مصالحها في المقام الاول وبعد انتهاء المصلحة فانها ستترك المنطقة تحت رحمة القوي الاقليمية ومنها ايران التي لا تخفي مطامعها. وأشار السامرائي الي إعلان الكويت مؤخرا تمسكها بالتعويضات الظالمة المفروضة علي العراق في الوقت الذي تنازلت الكثير من الدول عنها وإعلان وزير الكهرباء العراقي أيهم السامرائي قيام الكويت بإلغاء الاتفاق المبرم بين البلدين حول شراء العراق الكهرباء من الكويت، ودعي حكام الكويت الي مراجعة حساباتهم والاستفادة من الفرصة المتاحة والمتمثـــلة بتغـيير النظام السابق الذي كانت تتحجج به وبظروف العراق الصعبة التي يمكنها ان تساهم في دعمـها بالفعـــل لا بالكلام ولتزيل من ذاكرة العراقيين ما علق فيها من صور مشوهة وغير ودية للمواقف الكويتية المعادية والمتكررة تجاه الشعب العراقي.