أمام صدام ... كـُـلنا عَرايا......بقلم : محمود شنب

    • أمام صدام ... كـُـلنا عَرايا......بقلم : محمود شنب

      الثبات على الحق نعمة ، والسقوط فى الفتنة نقمة ، ولقد كان دفاعنا منذ اللحظة الأولى عن صدام حسين نابعًا من قيمنا العربية والإسلامية .. كان دفاعًا يحمل الكثير من المبادئ والقيم الإنسانية ... أرادت أمريكا ألا يكون هناك صوتـًا يعلو فوق صوتها .. أرادت أن نستوعب الدرس ونتعلم الطاعة .. لم نعبأ بما أرادته أمريكا وجعلنا كلمة الله هى العليا وكلمة الذين ظلموا هى السفلى ، ووضعنا صورة بوش الأب والابن تحت أحذيتنا ، وواجهنا بأقلامنا المتواضعة آلة الزيف الإعلامى التى لا تستحى من فعل أى شئ .. واجهنا أناس لا يستحون من الكذب ولا يخجلون من العمالة ولا يتوارون من العار .. أناس يحركهم الإعلام الأمريكى والدينار الكويتى وأنظمة حكم عميلة استهدفت شخص القائد الأسطورة صدام حسين .

      تحملنا سفالات اللصوص وتطاول الخونة وواجهنا أمواج عالية يحركها الباطل فى كل اتجاه ... لم نصمت ولم نتراجع وثبتنا على العهد ووقفنا إلى جانب الحق والعدل .

      لم يكن دفاعنا عن صدام غير دفاع حق قائم على قناعة ومبدأ .. لم ندافع عنه وهو يحارب إيران .. دافعنا عنه وهو يبنى العراق ويصون كرامة الإنسان العربى ويزود عن العراق ويقف فى وجه الأطماع الأمريكية .. الحكام العرب فعلوا عكس ذلك .. أمدوه بالمال والسلاح والخبرة والتأييد وهو يحارب إيران ، ثم خذلوه ـ لعنهم الله ـ وهو يدافع عن بلاده أمام الغزو الأمريكى .. لم ندافع عن صدام وإنما دافعنا عن رمز ، ولم ندافع عن بئر بترول وإنما دافعنا عن بلد عظيم يقع حبه فى قلب كل مسلم غيور على وطنه ودينه وشرفه .. لم ندافع عن جابر الكويت الذى هرب وترك قومه وإنما ندافع عن صدام الأسد الذى بقى وسط أهله يدافع عنهم بشرف وأمانة .. لم ندافع عن قوم مخمورين ومترفين يتبرعون لحدائق حيوان الغرب ولا يتبرعون لأهل فلسطين .. دافعنا عن رجل حاول أن يطوى صفحة الذل العربى ويستقل ببلاده ويجعل العراق مختلفـًا عن كل دول الجوار التى لا شغل لها ولا شاغل غير اللهو والطرب والرقص والبغاء .

      لا أنكر اننى مثل كل شرفاء العالم كنت فى غاية الشوق لرؤية البطل صدام حسين .. لقد اشتقت إليه كثيرًا بعد أن أنستنى صور الأسر الملعونة كل صوره القديمة .. أردت أن أمحو تلك الصور المهينة بصور جديدة تنبت فى نفسى الأمل وتعطينى القدرة على الصمود .

      منذ سقوط صدام أسيرًا فى الثالث عشر من ديسمبر الماضى ولم يعد لدىَّ صور إليه غير تلك الصور البذيئة والمهينة التى بثتها الإدارة الأمريكية لكل فضائيات العالم يوم وقع فى الأسر .. لقد ظلت هذه الصور هى العالقة فى الأذهان والمتواجدة فى الخاطر رغم كل ما تحمله من مذلة وهوان .. لقد أرادوا بها تشويه الهيئة بعد أن فشلوا فى تشويه السيرة ، وقالوا من لم يصدق الأقوال فعليه تصديق الأفعال من خلال مشاهدة تلك الصور التى قام على إخراجها أشد الناس إجرامًا وخسة ووضاعة .

      لقد كانت تلك الصور المهينة والقاسية على درجة من الندالة جعلت النفس تأبى المشاهدة .. كانت صور كاذبة وغير صادقة ولا تعبر بحال من الأحوال عن السيرة الذاتية لبطل تحدى العالم كله من أجل إعلاء شأن بلاده ووضعها فى المكان الذى يليق بماضيها وحاضرها ومستقبلها .

      ظلت صور الأسر هذه ثابتة فى الأذهان وكأنها معلقة على الجدران أو مثبتة على موقع قناة مازالت تحت التجريب حتى جاءت لحظة المحاكمة وتبدل كل شئ بعد أن صحى العالم كله على الطلعة البهية لقائد عظيم لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلاً لا فى الصبر ولا فى الجلد ولا فى القدرة على تحمل كل هذا القدر من الحروب والمحن والكروب والتعامل مع كل تلك المصاعب والمصائب ـ من حرب ثلاثة وثلاثون دولة إلى مناطق حظر طيران إلى حصار لم تعرف له البشرية مثيلاً إلى مواجهات عسكرية غير متكافئة إلى جور الأهل وخيانة دول الجوار إلى بناء كل ما تهدم وإعادة الإعمار إلى توزيع غذاء لشعب كامل يكفى لمدة ستة أشهر ، ونحن هنا فى مصر نأكل يوم بيوم ولا نملك مخزون يكفى ليوم !!

      بدأ القائد شاحبًا ولكن مع نفس أبية ، وهزيلاً ولكن مع إرادة حديدية .. أسمع العالم كله صوته بالقدر الذى سمحت به أمريكا زعيمة العالم الحر والتى خشيت من صوت صدام حتى وهو فى الأسر ..!!

      أعاد صدام حسين العالم كله إلى نقطة البداية وقال : أنا صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق ـ سأله القاضى : وأين تسكن ؟ ... طبعًا سؤال مضحك حتى لو أتى فى سياق شروط المحكمة إلا أنه كان مناسبة عظيمة اغتنمها صدام وقال : أسكن فى كل بيت عراقى !!

      سأله القاضى عن سبب غزوه للكويت .. قال صدام : الكويت جزء من العراق ، والكويتيون قالوا سنجعل العراقية تنزل إلى الشارع بعشرة دنانير ـ صدام دافع عن شرف العراق وأحيا حقوقه التاريخية فكيف تدافع عن هؤلاء الكلاب ؟!!

      لا فض فوك يا سيدى ... هؤلاء الكلاب أساس كل بلاء .. قليل يا أمة العرب من يعيش بيننا الآن ويدافع عن أعراضنا .

      لقد أعاد لنا صدام صورة عزيزة من صور الإسلام كدنا ننساها بفعل جهالات الحكام ... لا يوجد فى الشرق كله الآن حاكم عربى يستطيع أن يفعل ما فعله صدام ـ إعلان الحرب إذا ما كـُشفت عورة مسلمة .. اليوم يا صدام تحول الوطن العربى كله إلى سجن أبو غريب ولا أحد يتحرك !!

      اليوم أصبحنا جميعًا عرايا إلا أنت يا صدام !!

      يا صدام كلنا عرايا أمامك نستر عوراتنا بأكفنا ونذوب خجلاً من العجز والقهر والإذلال !!

      لقد محوت صور الإذلال وأسقطت وأنت فى الأسر كل صور الأسر وعلقت من جديد صورة البطل وأذهبت إلى غير رجعة تلك الصور المهينة والمذلة التى أرادتها لك الإدارة الأمريكية وعدت إلينا بصورتك العربية البهية .

      شاهدناك فتساقطت من حولنا الملابس قطعة وراء قطعة مثلما تتساقط الأوراق فى فصل الخريف .. سقطت قطعة يوم خذلناك واكتفينا بمظاهرة فى الاستاد ، وقطعة أخرى يوم اكتفينا بالشجب والاستنكار ، وقطعة ثالثة يوم تركناك وحدك فى الميدان حتى بعدما فقدت قصى وعدى دفاعًا عن العراق ، وقطعة يوم تركنا أمريكا تجمع لك أشرار العالم من كل أرجاء الدنيا ولم نجمع لك من يساندك من كل بلاد الإسلام .. تركناهم يقاتلونك جميعًا وهم على باطل ، وتركناك تقاتلهم وحيدًا وأنت على حق .. ثم بقيت قطعة أخيرة يسميها البعض ورقة التوت .. احتفظنا بها يوم سقوطك أسير ، وسقطت من بين أيدينا يوم تذكرناك وأنت تـُحاكـَم !!

      سبعة أشهر قضيتها فى الأسر لا ندرى ما الذى حدث لك ولا طريقة معاملتك ولا الأساليب التى مورست ضدك بغرض القهر والإذلال .. لا نعرف حجم الضغوط ولا سبل التعذيب ، ولا ندرى حتى مكانك .. لم نطالب الحكام بالحد الأدنى من الشرف .. لم نطالبهم بأن يدافعوا عنك ويصونوا كرامتك وكرامتهم ويجمعوا شتات أهلك .. تركنا بناتك فى أسوأ دول الجوار .. فى الأردن التى فاق حاكمها الكويت فى الوضاعة والندالة يوم ذهب إلى أمريكا حاملاً معه أسماء النفايات والخونة أمثال الياور وعلاوى وغيرهم ليحكموا العراق .

      لم يعد لدينا ما يسترنا يا صدام ..

      نسينا يوم ضربت إسرائيل مفاعلك النووى عام 1981 ولم نفطن لجهادك القديم وصراعك المتواصل من أجل امتلاك القوة التى تصون بها كرامة العراق ..

      نسينا أن العراق من بعدك أصبح مرتعًا لكل سماسرة العالم وعلى رأسهم شركات ديك تشينى ورامسفيلد ..

      نسينا أن العراق من بعدك أصبح قوميات وأحزاب وبضع دويلات ..

      نسينا يوم رقص الكوايته أثناء الغزو الأمريكى لبلادك رافعين العلم الأمريكى وصور بوش حاملين الزهور لقوات الاحتلال ..

      نسينا حكامنا وهم يتعجلون ضربك ويطالبوا أمريكا بسرعة إنجاز المهمة ..

      نسينا أنك الوحيد الذى كسرت هيبة أمريكا وقلت لها ( لا ) ..

      نسينا أن أمريكا تحاكمك لوقوفك فى وجه المشروع الصهيونى وعدم الاعتراف بإسرائيل ..

      نسينا الصواريخ العراقية التى سقط 39 منها داخل حدود إسرائيل عام 1991 بعد عشر سنوات من ضرب المفاعل العراقى بالتمام والكمال وكأنه تذكير للصهاينة بأن مشروع النهضة باقٍ ولم يزول ..

      نسينا علماء العراق الذين فاقوا كل علماء الأمة وقد تركناهم الآن فريسة للموساد والصهاينة وآل بوش ..

      نسينا كثيرًا وفرطنا كثيرًا وبقيت أنت الفارس النبيل ..

      لقد أدلى كل منا بدلوه فى شأنك .. منا من كذب عن عمد مثل إبراهيم نافع وسعده وسمير رجب وغيرهم كثيرون ، ومنا من صدق الله معك ولم يخذلك مثل جريدة الشعب والأسبوع وبعض الأقلام الشريفة ، ومنا من خان الدين والوطن فى سبيل إرضاء أمريكا مثل كل الحكام العرب ، ومنا من أعرض عن الحديث عنك وآثر السلامة والحياد ورفع قلمه خشية السقوط فى الفتنة وخشية أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتـُحسب عليه المواقف والذلات .

      أما بالنسبة لى فقد كانت الصورة واضحة تمام الوضوح بعد أن وضعت قناعتى فى قاعدة لم تخدعنى أبدًا مفادها أن ما تحبه أمريكا علينا أن نكرهه ، وما تكرهه أمريكا علينا أن نحبه ، فأمريكا مثلاً تحب شارون وجابر الكويت وخادم الحرمين ومبارك وبلير وعلى عبدالله والملك عبدالله وكل من على شاكلتهم ، وتكره أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى وعمر عبد الرحمن وصدام حسين وكل من سار على هديهم ، ولابد أن نحدد موقفنا على ضوء تلك القاعدة دون الخوض فى التفاصيل .. ما تحبه أمريكا نكرهه ، وما تكرهه أمريكا نحبه .

      لقد دافعت فى البداية عن صدام بحسن الظن فيه وهذا طبيعى ، وكرهت أمريكا بسوء الظن فيها وهذا منطقى .. هناك من فعل عكس ذلك وأحسن الظن بأمريكا وهى العدو ، وأساء الظن فى صدام وهو المسلم .. المسألة لا تحتاج لمجهود حتى نفهم الحقيقة .. الحقيقة أن صدام أذل أمريكا ولم يذل شعبه ، وخان الحكام فى العهد الذى قطعوه لأمريكا ولم يخن أمته .. صدام فرط فى العملاء ولم يفرط فى العلماء ، ومن ينظر اليوم إلى العراق لا يجد على الساحة غير الشواذ والساقطين وكل من يحمل جنسية الأعداء ولا يجد حرجًا فى خيانة الأوطان .. لقد كان صدام كفيلاً بتأديب أمريكا مهما كانت قوتها لولا خيانة الحكام العرب ، ورغم كل ما قدموه لأمريكا من خدمات فمازالت أمريكا عاجزة حتى اليوم عن فرض إرادتها على شبر واحد فى العراق .. يدخل بوش سرًا ويخرج بريمر سرًا وتنقل السلطة سرًا ، وكل شئ يتم فى الخفاء بفعل ضربات المقاومة التى جعلت صدام قويًا حتى اليوم ـ يصف الكوايته بالكلاب ويصف بوش بالمجرم وكل ذلك وهو رهن الحبس والأسر والاعتقال !!

      إن صدام وهو فى محنته أقوى من أى زعيم عربى ، ولولا الشر العربى ما انتشر الشر الأمريكى .. لقد طلب صدام منا أن نكف شرنا عنه وألا نخونه أو نظاهر عليه ونقدم العون للأعداء .. لم يطلب منا المساعدة وهى واجبة علينا ، وطلب منا الحياد وهو عار علينا .

      تقول الشاعرة العراقية ساجده الموسوى فى قصيدة "يا حوم إتبع" التى أهدتها إلى أبطال الفلوجه تنعى حظ العراقيين من الإخوة العرب وتقول :

      آهٍ ليس من الأعداء .. فهم أعداء

      آهٍ من إخوة يوسف

      ألقوه بجب الأعداء وحيدًا وتغاضوا

      قلنا كونوا الغمد ونحن السيف

      تركونا والقلب جريح موجعْ

      وعلى كل جبين منا

      قطرات من شمم تلمعْ

      ***

      قلنا يا أهل رويدًا

      السيف بلا غمد يقطع

      لكن الغمد بلا سيف ماذا سينفع؟

      ونهضنا من حلق الجب

      صفوفـًا فصفوفـًا

      نتسابق تحت رصاص الأعداء ولا نفزعْ

      سنصب الزيت على هامات السراق

      بل شرقوا بالزيت وغصوا

      فلينظر من ينظر

      وليسمع من يسمعْ .



      صدقتى يا مجيده ، فهذا هو حال أمتنا وحال إخوة صدام فى الإسلام !!

      إننى أرى فى وجه صدام عِـزة المؤمن وصلابة المسلم وثبات المجاهد ..

      أرى فى وجهه وجه القائد الذى يعشق الفروسية ويهوى السباحة ويتقن الرماية ، وكلها من تعاليم الإسلام .. فمَن من حكامنا يفعل ذلك ؟!!

      صدام حتى وهو فى الأسر لم يحنى الجبين ولم يخفض الرأس ولم يقبل الإهانة ..

      لم يحج للبيت الأبيض يومًا ولم يداعب اليهود سرًا ولا جهرًا ..

      صان ثروات بلاده وأنفق على العِلم النافع قدر ما أنفق أهل الخليج على الغوانى والساقطات ..

      تحدى الحصار ولم يهب النزال وتبدل عليه رؤساء أمريكا كلب وراء كلب ـ يتبدلون عليه مثلما تتبدل على أقدامه الأحذية ، ولم تهن عزيمته ..

      أقيمت على بلاده أكثر من حرب عالمية ولم تـُكسر إرادته ..

      يتجول وسط قومه دون خوف حتى فى أشد الأوقات وأصعبها ، وقد شاهدناه وشاهده العالم كله وهو يتجول وسط شعبه وهم يحملون السلاح قبل سقوط بغداد بساعات قليلة ، فلماذا لم يقتلوه ؟!! .. أرونى حاكم عربى واحد يمكنه اليوم التحرك وسط شعبه دون غلق الطرق وقفل المنافذ !!

      صدام لم يهرب من العراق مثلما هرب جابر من الكويت .. قدم أولاده للحق شهداء ولم يقدمهم لأمريكا سفراء ..

      لقد أعطى صدام حسين ـ أثناء محاكمته ـ درسًا لكل من تصور يومًا أن صدام سيكون عبرة لباقى الحكام .. لم يقف خلف القضبان ـ بل وقف أمام القضبان ، وفى دقائق معدودة سحب البساط من تحت أقدام الجميع وأصبح هو القاضى وأصبح القاضى متهم !!

      لقد كان صدام حسين قيمة عالية لم نـُحسن استغلالها وتوظيفها ... خذلناه ونصرنا الأعداء ، وعاديناه وصادقنا الخونة .

      أقدارنا .. أنه كلما خرج من بيننا حاكم شريف تكفلت الأنظمة بسحقه وتكاتفت مع الأعداء من أجل حصاره وتدميره ، وكأن الشرط الدائم ألا يكون فى منطقتنا المنكوبة حاكم رجل .. بل حاكم ديوث !!

      أتمنى من كل حر أن يتقى الله فى صدام وأسامه بن لادن وأيمن الظواهرى وكل المجاهدين الشرفاء وألا يشارك الأعداء فى قتلهم وهم أحياء وأن يدعو الله لهم بالنصر والتسديد وألا يمكن منهم الأعداء .

      إننا لم نشاهد جرائم صدام حسين إنما شاهدنا بطولاته وإنجازاته ، وحتى الجرائم التى نسبوها إليه .. نسبوها دون ذكر أسباب .. قالوا إنه قتل فلان ولم يقولوا لماذا ، وقالوا عذب فلان ولم يقولوا لماذا ، وإن كانوا ضحاياه من نوعية أعضاء مجلس الحكم والياور وعلاوى .. فكم أنت عظيم يا صدام ، وإن كانوا أعوانه ممن يقودون الآن حركة المقاومة إلى جانب الآخرين .. فكم أنت رائع يا صدام .

      إننى لا أخشى على العراق من أمريكا وإنما أخشى عليه من تلك الفئة الضالة التى تريد أن تحكم العراق والتى تقول عكس ما تضمر وتتحدث بعكس ما تخفى ، وغاية ما تتمناه هذه العصابة أن تستقر أحوال البلاد على هذا الوضع المشين وأن يستقر الحكم فيها لمجموعة الخونة والعملاء وتصبح الحكومة العراقية مثل باقى الحكومات العربية وأن ينضم الياور إلى باقى الحكام العرب حتى يدين الكل بالطاعة والولاء لأمريكا ، ولذلك وجب على العراقيين أن يقاتلوا بكل ما فى وسعهم من أجل إفساد هذا المخطط الآثم ، وأن يقاتلوا علاوى وأعضاء حكومته بأظافرهم وأسنانهم لأن الاستقرار اليوم هو مطلب الخونة ، وما يحتاجه الياور وعلاوى ليس إلا قليلا من الوقت يتمكنوا فيه من تثبيت أقدام الباطل وتعقب رجال الحق وتسليم البلاد على طبق من ذهب لبوش وأعوانه .

      إن أغلب القادة العرب يعملون الآن فى هذا الاتجاه وكل منهم يفكر فى إرسال قوات من بلاده لمساندة الياور وعلاوى تحت مسمى حفظ الأمن فى العراق ، ولا أدرى ما سر هذه الخبرات الأمنية التى هبطت على حكامنا من السماء والتى تتباهى بها كل الأنظمة العربية وتحاول تصديرها إلى مناطق المقاومة فى العراق وفلسطين .. الأردن يعرض خدماته ومصر تعرض خدماتها واليمن يعرض خدماته ، والخبرات الأمنية لمن لا يعلم هى الاسم الحركى لعمليات سلخ الضحايا وسحق الشعوب وخنق المقاومة ومطاردة الشرفاء وتجهيز السجون والمعتقلات والتدريب على الأدوات التى تستخدم فى التعذيب ، وتلك هى الخبرات الأمنية التى تتباهى بها الأنظمة العميلة والحكومات الفاشية .

      إن الخوف على العراق اليوم يأتى من كل من يدعى أنه عراقى وهو منافق ويدعى أنه وطنى وهو عميل .. يدين عمليات المقاومة متمسحًا فى الضحايا الأبرياء ورجال الشرطة الأوفياء وهو يعلم أن كل العمليات القذرة فى العراق إنما تتم بأيادى قذرة تحركها الموساد وأن المقاوم العراقى لا يمكن أن يستهدف الأبرياء ويستنزف مخزون الأسلحة فى قتل أبناء وطنه وعشيرته .

      إن رجل الشرطة العراقى الذى وضعته أمريكا لتثبيت أقدامها فى العراق يجب أن يكون المستهدف الأول لعمليات المقاومة العراقية ، ويجب أن يفهم ذلك الجميع حتى لا تضللنا الشعارات وتخدعنا المسميات .. الآن لا شئ يسبق المقاومة بعد أن أظهرت المشكلة العراقية حقائق خطيرة وكثيرة ، فمن كان يصدق ـ قبل ذلك ـ أن السلطات السعودية كانت على هذا القدر من العمالة والخيانة ؟!! ... ومن كان يصدق أن النظام المصرى قد بلغ من الترهل والتدنى مبلغـًا لا يمكن تصوره ؟!! ... ومن كان يتصور أن الأنظمة العربية التى لم تفلح فى يوم من الأيام على الاتفاق على شئ واحد اتفقت فيما بينها على الولاء الكامل لأمريكا ؟!! ... من كان يصدق أن خيط الخيانة الأردنى الذى يمتد من جـِد إلى جـِد مازال قويًا ولم ينقطع حتى بعد انتقال القيادة من خائن إلى خائن ؟!! ... من كان يصدق أن أغلب المثقفين العرب خانوا الأمة وأصبحوا بمثابة الطابور الخامس الذى يمهد الطريق للأعداء ؟!!

      إن المشكلة العراقية كشفت الكثير والكثير ، وبقدر ما كشفت زيف الأنظمة كشفت أيضًا عورات الشعوب التى لم تتحرك بما فيه الكفاية لردع الحكام وإجبارهم على تغيير مواقفهم .

      لقد فرط الكل وخان وكأن التفريط وباء لم يترك أمير ولا خفير ولم يميز بين حاكم ومحكوم .. الكل فرط وخان وأصبحنا اليوم أمام صدام عرايا من كل شئ .. عرايا من القيم وعرايا من المبادئ وعرايا من الشرف وعرايا من النخوة والرجولة ، ولن يشفع لنا عند الله تخوفنا من القبضة الأمنية للحكام ، ولن يبرر تقاعسنا الخوف من الفتنة ، فلرب فتنة أقل من فتنة ، وربما كانت الفتن التى نخشاها أقل ضررًا من الفتن التى نحياها .

      كلنا عرايا يا صدام إلا أنت ، والويل لنا إن لم يغفر الله لنا .
    • السلطان المنصور كتب:

      الثبات على الحق نعمة ، والسقوط فى الفتنة نقمة ، ولقد كان دفاعنا منذ اللحظة الأولى عن صدام حسين نابعًا من قيمنا العربية والإسلامية .. كان دفاعًا يحمل الكثير من المبادئ والقيم الإنسانية ... أرادت أمريكا ألا يكون هناك صوتـًا يعلو فوق صوتها .. أرادت أن نستوعب الدرس ونتعلم الطاعة .. لم نعبأ بما أرادته أمريكا وجعلنا كلمة الله هى العليا وكلمة الذين ظلموا هى السفلى ، ووضعنا صورة بوش الأب والابن تحت أحذيتنا ، وواجهنا بأقلامنا المتواضعة آلة الزيف الإعلامى التى لا تستحى من فعل أى شئ .. واجهنا أناس لا يستحون من الكذب ولا يخجلون من العمالة ولا يتوارون من العار .. أناس يحركهم الإعلام الأمريكى والدينار الكويتى وأنظمة حكم عميلة استهدفت شخص القائد الأسطورة صدام حسين .

      تحملنا سفالات اللصوص وتطاول الخونة وواجهنا أمواج عالية يحركها الباطل فى كل اتجاه ... لم نصمت ولم نتراجع وثبتنا على العهد ووقفنا إلى جانب الحق والعدل .

      لم يكن دفاعنا عن صدام غير دفاع حق قائم على قناعة ومبدأ .. لم ندافع عنه وهو يحارب إيران .. دافعنا عنه وهو يبنى العراق ويصون كرامة الإنسان العربى ويزود عن العراق ويقف فى وجه الأطماع الأمريكية .. الحكام العرب فعلوا عكس ذلك .. أمدوه بالمال والسلاح والخبرة والتأييد وهو يحارب إيران ، ثم خذلوه ـ لعنهم الله ـ وهو يدافع عن بلاده أمام الغزو الأمريكى .. لم ندافع عن صدام وإنما دافعنا عن رمز ، ولم ندافع عن بئر بترول وإنما دافعنا عن بلد عظيم يقع حبه فى قلب كل مسلم غيور على وطنه ودينه وشرفه .. لم ندافع عن جابر الكويت الذى هرب وترك قومه وإنما ندافع عن صدام الأسد الذى بقى وسط أهله يدافع عنهم بشرف وأمانة .. لم ندافع عن قوم مخمورين ومترفين يتبرعون لحدائق حيوان الغرب ولا يتبرعون لأهل فلسطين .. دافعنا عن رجل حاول أن يطوى صفحة الذل العربى ويستقل ببلاده ويجعل العراق مختلفـًا عن كل دول الجوار التى لا شغل لها ولا شاغل غير اللهو والطرب والرقص والبغاء .

      لا أنكر اننى مثل كل شرفاء العالم كنت فى غاية الشوق لرؤية البطل صدام حسين .. لقد اشتقت إليه كثيرًا بعد أن أنستنى صور الأسر الملعونة كل صوره القديمة .. أردت أن أمحو تلك الصور المهينة بصور جديدة تنبت فى نفسى الأمل وتعطينى القدرة على الصمود .

      منذ سقوط صدام أسيرًا فى الثالث عشر من ديسمبر الماضى ولم يعد لدىَّ صور إليه غير تلك الصور البذيئة والمهينة التى بثتها الإدارة الأمريكية لكل فضائيات العالم يوم وقع فى الأسر .. لقد ظلت هذه الصور هى العالقة فى الأذهان والمتواجدة فى الخاطر رغم كل ما تحمله من مذلة وهوان .. لقد أرادوا بها تشويه الهيئة بعد أن فشلوا فى تشويه السيرة ، وقالوا من لم يصدق الأقوال فعليه تصديق الأفعال من خلال مشاهدة تلك الصور التى قام على إخراجها أشد الناس إجرامًا وخسة ووضاعة .

      لقد كانت تلك الصور المهينة والقاسية على درجة من الندالة جعلت النفس تأبى المشاهدة .. كانت صور كاذبة وغير صادقة ولا تعبر بحال من الأحوال عن السيرة الذاتية لبطل تحدى العالم كله من أجل إعلاء شأن بلاده ووضعها فى المكان الذى يليق بماضيها وحاضرها ومستقبلها .

      ظلت صور الأسر هذه ثابتة فى الأذهان وكأنها معلقة على الجدران أو مثبتة على موقع قناة مازالت تحت التجريب حتى جاءت لحظة المحاكمة وتبدل كل شئ بعد أن صحى العالم كله على الطلعة البهية لقائد عظيم لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلاً لا فى الصبر ولا فى الجلد ولا فى القدرة على تحمل كل هذا القدر من الحروب والمحن والكروب والتعامل مع كل تلك المصاعب والمصائب ـ من حرب ثلاثة وثلاثون دولة إلى مناطق حظر طيران إلى حصار لم تعرف له البشرية مثيلاً إلى مواجهات عسكرية غير متكافئة إلى جور الأهل وخيانة دول الجوار إلى بناء كل ما تهدم وإعادة الإعمار إلى توزيع غذاء لشعب كامل يكفى لمدة ستة أشهر ، ونحن هنا فى مصر نأكل يوم بيوم ولا نملك مخزون يكفى ليوم !!

      بدأ القائد شاحبًا ولكن مع نفس أبية ، وهزيلاً ولكن مع إرادة حديدية .. أسمع العالم كله صوته بالقدر الذى سمحت به أمريكا زعيمة العالم الحر والتى خشيت من صوت صدام حتى وهو فى الأسر ..!!

      أعاد صدام حسين العالم كله إلى نقطة البداية وقال : أنا صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق ـ سأله القاضى : وأين تسكن ؟ ... طبعًا سؤال مضحك حتى لو أتى فى سياق شروط المحكمة إلا أنه كان مناسبة عظيمة اغتنمها صدام وقال : أسكن فى كل بيت عراقى !!

      سأله القاضى عن سبب غزوه للكويت .. قال صدام : الكويت جزء من العراق ، والكويتيون قالوا سنجعل العراقية تنزل إلى الشارع بعشرة دنانير ـ صدام دافع عن شرف العراق وأحيا حقوقه التاريخية فكيف تدافع عن هؤلاء الكلاب ؟!!

      لا فض فوك يا سيدى ... هؤلاء الكلاب أساس كل بلاء .. قليل يا أمة العرب من يعيش بيننا الآن ويدافع عن أعراضنا .

      لقد أعاد لنا صدام صورة عزيزة من صور الإسلام كدنا ننساها بفعل جهالات الحكام ... لا يوجد فى الشرق كله الآن حاكم عربى يستطيع أن يفعل ما فعله صدام ـ إعلان الحرب إذا ما كـُشفت عورة مسلمة .. اليوم يا صدام تحول الوطن العربى كله إلى سجن أبو غريب ولا أحد يتحرك !!

      اليوم أصبحنا جميعًا عرايا إلا أنت يا صدام !!

      يا صدام كلنا عرايا أمامك نستر عوراتنا بأكفنا ونذوب خجلاً من العجز والقهر والإذلال !!

      لقد محوت صور الإذلال وأسقطت وأنت فى الأسر كل صور الأسر وعلقت من جديد صورة البطل وأذهبت إلى غير رجعة تلك الصور المهينة والمذلة التى أرادتها لك الإدارة الأمريكية وعدت إلينا بصورتك العربية البهية .

      شاهدناك فتساقطت من حولنا الملابس قطعة وراء قطعة مثلما تتساقط الأوراق فى فصل الخريف .. سقطت قطعة يوم خذلناك واكتفينا بمظاهرة فى الاستاد ، وقطعة أخرى يوم اكتفينا بالشجب والاستنكار ، وقطعة ثالثة يوم تركناك وحدك فى الميدان حتى بعدما فقدت قصى وعدى دفاعًا عن العراق ، وقطعة يوم تركنا أمريكا تجمع لك أشرار العالم من كل أرجاء الدنيا ولم نجمع لك من يساندك من كل بلاد الإسلام .. تركناهم يقاتلونك جميعًا وهم على باطل ، وتركناك تقاتلهم وحيدًا وأنت على حق .. ثم بقيت قطعة أخيرة يسميها البعض ورقة التوت .. احتفظنا بها يوم سقوطك أسير ، وسقطت من بين أيدينا يوم تذكرناك وأنت تـُحاكـَم !!

      سبعة أشهر قضيتها فى الأسر لا ندرى ما الذى حدث لك ولا طريقة معاملتك ولا الأساليب التى مورست ضدك بغرض القهر والإذلال .. لا نعرف حجم الضغوط ولا سبل التعذيب ، ولا ندرى حتى مكانك .. لم نطالب الحكام بالحد الأدنى من الشرف .. لم نطالبهم بأن يدافعوا عنك ويصونوا كرامتك وكرامتهم ويجمعوا شتات أهلك .. تركنا بناتك فى أسوأ دول الجوار .. فى الأردن التى فاق حاكمها الكويت فى الوضاعة والندالة يوم ذهب إلى أمريكا حاملاً معه أسماء النفايات والخونة أمثال الياور وعلاوى وغيرهم ليحكموا العراق .

      لم يعد لدينا ما يسترنا يا صدام ..

      نسينا يوم ضربت إسرائيل مفاعلك النووى عام 1981 ولم نفطن لجهادك القديم وصراعك المتواصل من أجل امتلاك القوة التى تصون بها كرامة العراق ..

      نسينا أن العراق من بعدك أصبح مرتعًا لكل سماسرة العالم وعلى رأسهم شركات ديك تشينى ورامسفيلد ..

      نسينا أن العراق من بعدك أصبح قوميات وأحزاب وبضع دويلات ..

      نسينا يوم رقص الكوايته أثناء الغزو الأمريكى لبلادك رافعين العلم الأمريكى وصور بوش حاملين الزهور لقوات الاحتلال ..

      نسينا حكامنا وهم يتعجلون ضربك ويطالبوا أمريكا بسرعة إنجاز المهمة ..

      نسينا أنك الوحيد الذى كسرت هيبة أمريكا وقلت لها ( لا ) ..

      نسينا أن أمريكا تحاكمك لوقوفك فى وجه المشروع الصهيونى وعدم الاعتراف بإسرائيل ..

      نسينا الصواريخ العراقية التى سقط 39 منها داخل حدود إسرائيل عام 1991 بعد عشر سنوات من ضرب المفاعل العراقى بالتمام والكمال وكأنه تذكير للصهاينة بأن مشروع النهضة باقٍ ولم يزول ..

      نسينا علماء العراق الذين فاقوا كل علماء الأمة وقد تركناهم الآن فريسة للموساد والصهاينة وآل بوش ..

      نسينا كثيرًا وفرطنا كثيرًا وبقيت أنت الفارس النبيل ..

      لقد أدلى كل منا بدلوه فى شأنك .. منا من كذب عن عمد مثل إبراهيم نافع وسعده وسمير رجب وغيرهم كثيرون ، ومنا من صدق الله معك ولم يخذلك مثل جريدة الشعب والأسبوع وبعض الأقلام الشريفة ، ومنا من خان الدين والوطن فى سبيل إرضاء أمريكا مثل كل الحكام العرب ، ومنا من أعرض عن الحديث عنك وآثر السلامة والحياد ورفع قلمه خشية السقوط فى الفتنة وخشية أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتـُحسب عليه المواقف والذلات .

      أما بالنسبة لى فقد كانت الصورة واضحة تمام الوضوح بعد أن وضعت قناعتى فى قاعدة لم تخدعنى أبدًا مفادها أن ما تحبه أمريكا علينا أن نكرهه ، وما تكرهه أمريكا علينا أن نحبه ، فأمريكا مثلاً تحب شارون وجابر الكويت وخادم الحرمين ومبارك وبلير وعلى عبدالله والملك عبدالله وكل من على شاكلتهم ، وتكره أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى وعمر عبد الرحمن وصدام حسين وكل من سار على هديهم ، ولابد أن نحدد موقفنا على ضوء تلك القاعدة دون الخوض فى التفاصيل .. ما تحبه أمريكا نكرهه ، وما تكرهه أمريكا نحبه .

      لقد دافعت فى البداية عن صدام بحسن الظن فيه وهذا طبيعى ، وكرهت أمريكا بسوء الظن فيها وهذا منطقى .. هناك من فعل عكس ذلك وأحسن الظن بأمريكا وهى العدو ، وأساء الظن فى صدام وهو المسلم .. المسألة لا تحتاج لمجهود حتى نفهم الحقيقة .. الحقيقة أن صدام أذل أمريكا ولم يذل شعبه ، وخان الحكام فى العهد الذى قطعوه لأمريكا ولم يخن أمته .. صدام فرط فى العملاء ولم يفرط فى العلماء ، ومن ينظر اليوم إلى العراق لا يجد على الساحة غير الشواذ والساقطين وكل من يحمل جنسية الأعداء ولا يجد حرجًا فى خيانة الأوطان .. لقد كان صدام كفيلاً بتأديب أمريكا مهما كانت قوتها لولا خيانة الحكام العرب ، ورغم كل ما قدموه لأمريكا من خدمات فمازالت أمريكا عاجزة حتى اليوم عن فرض إرادتها على شبر واحد فى العراق .. يدخل بوش سرًا ويخرج بريمر سرًا وتنقل السلطة سرًا ، وكل شئ يتم فى الخفاء بفعل ضربات المقاومة التى جعلت صدام قويًا حتى اليوم ـ يصف الكوايته بالكلاب ويصف بوش بالمجرم وكل ذلك وهو رهن الحبس والأسر والاعتقال !!

      إن صدام وهو فى محنته أقوى من أى زعيم عربى ، ولولا الشر العربى ما انتشر الشر الأمريكى .. لقد طلب صدام منا أن نكف شرنا عنه وألا نخونه أو نظاهر عليه ونقدم العون للأعداء .. لم يطلب منا المساعدة وهى واجبة علينا ، وطلب منا الحياد وهو عار علينا .

      تقول الشاعرة العراقية ساجده الموسوى فى قصيدة "يا حوم إتبع" التى أهدتها إلى أبطال الفلوجه تنعى حظ العراقيين من الإخوة العرب وتقول :

      آهٍ ليس من الأعداء .. فهم أعداء

      آهٍ من إخوة يوسف

      ألقوه بجب الأعداء وحيدًا وتغاضوا

      قلنا كونوا الغمد ونحن السيف

      تركونا والقلب جريح موجعْ

      وعلى كل جبين منا

      قطرات من شمم تلمعْ

      ***

      قلنا يا أهل رويدًا

      السيف بلا غمد يقطع

      لكن الغمد بلا سيف ماذا سينفع؟

      ونهضنا من حلق الجب

      صفوفـًا فصفوفـًا

      نتسابق تحت رصاص الأعداء ولا نفزعْ

      سنصب الزيت على هامات السراق

      بل شرقوا بالزيت وغصوا

      فلينظر من ينظر

      وليسمع من يسمعْ .



      صدقتى يا مجيده ، فهذا هو حال أمتنا وحال إخوة صدام فى الإسلام !!

      إننى أرى فى وجه صدام عِـزة المؤمن وصلابة المسلم وثبات المجاهد ..

      أرى فى وجهه وجه القائد الذى يعشق الفروسية ويهوى السباحة ويتقن الرماية ، وكلها من تعاليم الإسلام .. فمَن من حكامنا يفعل ذلك ؟!!

      صدام حتى وهو فى الأسر لم يحنى الجبين ولم يخفض الرأس ولم يقبل الإهانة ..

      لم يحج للبيت الأبيض يومًا ولم يداعب اليهود سرًا ولا جهرًا ..

      صان ثروات بلاده وأنفق على العِلم النافع قدر ما أنفق أهل الخليج على الغوانى والساقطات ..

      تحدى الحصار ولم يهب النزال وتبدل عليه رؤساء أمريكا كلب وراء كلب ـ يتبدلون عليه مثلما تتبدل على أقدامه الأحذية ، ولم تهن عزيمته ..

      أقيمت على بلاده أكثر من حرب عالمية ولم تـُكسر إرادته ..

      يتجول وسط قومه دون خوف حتى فى أشد الأوقات وأصعبها ، وقد شاهدناه وشاهده العالم كله وهو يتجول وسط شعبه وهم يحملون السلاح قبل سقوط بغداد بساعات قليلة ، فلماذا لم يقتلوه ؟!! .. أرونى حاكم عربى واحد يمكنه اليوم التحرك وسط شعبه دون غلق الطرق وقفل المنافذ !!

      صدام لم يهرب من العراق مثلما هرب جابر من الكويت .. قدم أولاده للحق شهداء ولم يقدمهم لأمريكا سفراء ..

      لقد أعطى صدام حسين ـ أثناء محاكمته ـ درسًا لكل من تصور يومًا أن صدام سيكون عبرة لباقى الحكام .. لم يقف خلف القضبان ـ بل وقف أمام القضبان ، وفى دقائق معدودة سحب البساط من تحت أقدام الجميع وأصبح هو القاضى وأصبح القاضى متهم !!

      لقد كان صدام حسين قيمة عالية لم نـُحسن استغلالها وتوظيفها ... خذلناه ونصرنا الأعداء ، وعاديناه وصادقنا الخونة .

      أقدارنا .. أنه كلما خرج من بيننا حاكم شريف تكفلت الأنظمة بسحقه وتكاتفت مع الأعداء من أجل حصاره وتدميره ، وكأن الشرط الدائم ألا يكون فى منطقتنا المنكوبة حاكم رجل .. بل حاكم ديوث !!

      أتمنى من كل حر أن يتقى الله فى صدام وأسامه بن لادن وأيمن الظواهرى وكل المجاهدين الشرفاء وألا يشارك الأعداء فى قتلهم وهم أحياء وأن يدعو الله لهم بالنصر والتسديد وألا يمكن منهم الأعداء .

      إننا لم نشاهد جرائم صدام حسين إنما شاهدنا بطولاته وإنجازاته ، وحتى الجرائم التى نسبوها إليه .. نسبوها دون ذكر أسباب .. قالوا إنه قتل فلان ولم يقولوا لماذا ، وقالوا عذب فلان ولم يقولوا لماذا ، وإن كانوا ضحاياه من نوعية أعضاء مجلس الحكم والياور وعلاوى .. فكم أنت عظيم يا صدام ، وإن كانوا أعوانه ممن يقودون الآن حركة المقاومة إلى جانب الآخرين .. فكم أنت رائع يا صدام .

      إننى لا أخشى على العراق من أمريكا وإنما أخشى عليه من تلك الفئة الضالة التى تريد أن تحكم العراق والتى تقول عكس ما تضمر وتتحدث بعكس ما تخفى ، وغاية ما تتمناه هذه العصابة أن تستقر أحوال البلاد على هذا الوضع المشين وأن يستقر الحكم فيها لمجموعة الخونة والعملاء وتصبح الحكومة العراقية مثل باقى الحكومات العربية وأن ينضم الياور إلى باقى الحكام العرب حتى يدين الكل بالطاعة والولاء لأمريكا ، ولذلك وجب على العراقيين أن يقاتلوا بكل ما فى وسعهم من أجل إفساد هذا المخطط الآثم ، وأن يقاتلوا علاوى وأعضاء حكومته بأظافرهم وأسنانهم لأن الاستقرار اليوم هو مطلب الخونة ، وما يحتاجه الياور وعلاوى ليس إلا قليلا من الوقت يتمكنوا فيه من تثبيت أقدام الباطل وتعقب رجال الحق وتسليم البلاد على طبق من ذهب لبوش وأعوانه .

      إن أغلب القادة العرب يعملون الآن فى هذا الاتجاه وكل منهم يفكر فى إرسال قوات من بلاده لمساندة الياور وعلاوى تحت مسمى حفظ الأمن فى العراق ، ولا أدرى ما سر هذه الخبرات الأمنية التى هبطت على حكامنا من السماء والتى تتباهى بها كل الأنظمة العربية وتحاول تصديرها إلى مناطق المقاومة فى العراق وفلسطين .. الأردن يعرض خدماته ومصر تعرض خدماتها واليمن يعرض خدماته ، والخبرات الأمنية لمن لا يعلم هى الاسم الحركى لعمليات سلخ الضحايا وسحق الشعوب وخنق المقاومة ومطاردة الشرفاء وتجهيز السجون والمعتقلات والتدريب على الأدوات التى تستخدم فى التعذيب ، وتلك هى الخبرات الأمنية التى تتباهى بها الأنظمة العميلة والحكومات الفاشية .

      إن الخوف على العراق اليوم يأتى من كل من يدعى أنه عراقى وهو منافق ويدعى أنه وطنى وهو عميل .. يدين عمليات المقاومة متمسحًا فى الضحايا الأبرياء ورجال الشرطة الأوفياء وهو يعلم أن كل العمليات القذرة فى العراق إنما تتم بأيادى قذرة تحركها الموساد وأن المقاوم العراقى لا يمكن أن يستهدف الأبرياء ويستنزف مخزون الأسلحة فى قتل أبناء وطنه وعشيرته .

      إن رجل الشرطة العراقى الذى وضعته أمريكا لتثبيت أقدامها فى العراق يجب أن يكون المستهدف الأول لعمليات المقاومة العراقية ، ويجب أن يفهم ذلك الجميع حتى لا تضللنا الشعارات وتخدعنا المسميات .. الآن لا شئ يسبق المقاومة بعد أن أظهرت المشكلة العراقية حقائق خطيرة وكثيرة ، فمن كان يصدق ـ قبل ذلك ـ أن السلطات السعودية كانت على هذا القدر من العمالة والخيانة ؟!! ... ومن كان يصدق أن النظام المصرى قد بلغ من الترهل والتدنى مبلغـًا لا يمكن تصوره ؟!! ... ومن كان يتصور أن الأنظمة العربية التى لم تفلح فى يوم من الأيام على الاتفاق على شئ واحد اتفقت فيما بينها على الولاء الكامل لأمريكا ؟!! ... من كان يصدق أن خيط الخيانة الأردنى الذى يمتد من جـِد إلى جـِد مازال قويًا ولم ينقطع حتى بعد انتقال القيادة من خائن إلى خائن ؟!! ... من كان يصدق أن أغلب المثقفين العرب خانوا الأمة وأصبحوا بمثابة الطابور الخامس الذى يمهد الطريق للأعداء ؟!!

      إن المشكلة العراقية كشفت الكثير والكثير ، وبقدر ما كشفت زيف الأنظمة كشفت أيضًا عورات الشعوب التى لم تتحرك بما فيه الكفاية لردع الحكام وإجبارهم على تغيير مواقفهم .

      لقد فرط الكل وخان وكأن التفريط وباء لم يترك أمير ولا خفير ولم يميز بين حاكم ومحكوم .. الكل فرط وخان وأصبحنا اليوم أمام صدام عرايا من كل شئ .. عرايا من القيم وعرايا من المبادئ وعرايا من الشرف وعرايا من النخوة والرجولة ، ولن يشفع لنا عند الله تخوفنا من القبضة الأمنية للحكام ، ولن يبرر تقاعسنا الخوف من الفتنة ، فلرب فتنة أقل من فتنة ، وربما كانت الفتن التى نخشاها أقل ضررًا من الفتن التى نحياها .

      كلنا عرايا يا صدام إلا أنت ، والويل لنا إن لم يغفر الله لنا .






      لقد صدقت أيها السلطان في معظم ما أوردته فعلى الاقل كان الرجل يدافع عن الامه وكرامتها :1chainned
    • مرحبا أخي كرامة/

      المقالة للاستاذ الفاضل محمد شنب، وهو رجل معتدل رزين عميق الفكر والتحليل ، صادق الكلمة، صافي العروبة خالصها، لايخشى بمقولة الحق لومة لائم.
      لقد قرآت السطور عدة مرات، وبكل مرة أجد لها رونقا وطلاوة ومعان عميقة صادقة منصفة، فأردت مشاركة القراء بها، رغبة بتعميم الفائدة إن شاء الله.
      ما أشد ما خذلنا الرجل، وأي رجل هو ونعم الرجال، حفظ الله الرئيس العراقي.
    • شكرا لك .. جزيل الشكر .. أخي العزيز

      *-*

      و لتعرف أن ما قلته .. ما هو إلا نقطة في بحر .. في حق صدام ..

      لا .. بل في حق العراق ..

      العراق ..هو الوطن العربي / الإسلامي ان شئت ...

      *-*

      تحياتي لك و أمنياتي
    • حيا الله نباك وأصلك أخي وحيد، وبورك والداك، لايذكر الحق بزمن أصبح فيه قول الحق جريرة يحاسب عليها قائلها، من الأميريكان والصهاينة وذيولهم، إلا من نذر لقول الحق نفسه وطابت بذلك.

      لم أزعم ولاغيري من المنصفين أن سيادة الرئيس كان من المرسلين المعصومين أو الملائكة الأبرار، ولكنني أضع يدي الأثنتين بالنار وأعلنها مبرءا إياه من الخيانة والخنى والخنوع كغيره من الحكام.
    • امام صدام كلكم عرايا ، ربما !! ليس لي معلومات بهذا الشأن فانتم اعلم بانفسكم... ليس انا من قالها

      اما نحن ، فنحن من نعريي صدام ونأخذ بثأر عراقنا منه ومن جلاوزته.. هذا هو الفرق بيننا وبينكم يا عرايا صدام على قولة كاتب المقالة

      سلامي وتحياتي

      ملاحظة : الكاتب لا يستحق صفة الاعتدال التي رميتها عليه ظلما بحقه وهو يعترف بعدم اعتداله
      1- اطلعنا على قانون غريب اسمه يجب ان نحب ما تكره امريكا ولهذا هو يحب صدام حسين ، امريكا ايظا تكره الظلم لشعبها الامريكي ، اذن يجب عليك وعلى كاتبك ان تحبوا الظلم لشعوبكم

      2- لديك هذا المقال: el3amal.net/modules.php?name=News&file=article&sid=72

      هو لنفس الكاتب يقول فيه ان ما قام به ايمن الظواهري واسامة بن لادن هو افضل من حسني مبارك وخادم الحرميين ، انا اتفق ان هؤلاء الحكام لا يسوون فلس ، ولكن ما يهمني هنا هو امتداح حركة طالبان والحركة هذه ليست ضد امريكا فقط بل لديها افكار تسيير وفقها ، فاذا اردت تقييمها تفضل ادرس كل الجواب ، وان كنت انت ترضى لزوجتك واختك ان تضرب بالعصي على مؤخرتها وهي تخرج للسوق كما فعل طالبان مع الناس حتى يدخلوهم البيت ، واذا قبلت على اهل بيتك ان يقادوا مثل الغنم على يد طالبان ليشدوهم لطريق البيت ، عند ذلك الوقت تفضل هنا وامدح حركة طالبان الاسلامية كما تقول انت والضالة كما اقول انا

      فلا تقل انه كاتب معتدل

      تحياتي
    • الفيحاء كتب:

      امام صدام كلكم عرايا ، ربما !! ليس لي معلومات بهذا الشأن فانتم اعلم بانفسكم... ليس انا من قالها

      اما نحن ، فنحن من نعريي صدام ونأخذ بثأر عراقنا منه ومن جلاوزته.. هذا هو الفرق بيننا وبينكم يا عرايا صدام على قولة كاتب المقالة

      سلامي وتحياتي


      اين انت الان ؟ مجرد سؤال ربما انك لم تملك اجابتة لانك ما زلت تحت قدم بوش واعوانة
    • كسلان جدا كتب:

      اين انت الان ؟ مجرد سؤال ربما انك لم تملك اجابتة لانك ما زلت تحت قدم بوش واعوانة

      انا من اسس الفكر والحضارة ، وانا من رفع السلاح بوجه الظلم حتى سالت الدماء حد الركب في شوارعي ، انا من احتضن ثلاث حروب ، وانا من تحملت جراحي ودافعت عن ارضي ولم اسلمها لأحد حتى اعلن مالك بغداد الخنوع وهرب واختبأ بحفرة تحت الارض ، انا المدينة الفيحاء .. انا البصرة الفيحاء ... فمن انت يا ترى؟ وماذا فعلت؟
    • قاتل الله بني إسرائيل ولعنوا في التوراة والأنجيل والذكر الحكيم بكفرهم وبهتانهم وكذبهم، وإنكارهم للحق وهم يعلمون. قتلوا حيث كانوا يخرجون علينا متلونين كالحرباوات، تارة متعممين وأخري بقبعات ومعتجري الرءوس أيضا، ويعلموننا بأمور ديننا، ويستدركون علينا ما فاتنا من ذكره وفهمه، ويوضحون لنا وهم أظلم الخلق قيم العدل والحرية والديمقراطية، ويسبهون بسرد فضائل الأمانة والوطنية والشرف، وهم أول من خان عهد الله، فكيف بعهودهم مع البشر. أي زمن هذا؟ يأتي معدوم القيم ويقيم أفذاذ الرجال؟
      الاستاذ محمد شنب، لديه لاريب من الأسباب مايجعله يحسن الظن بهؤلاء القوم، وذكرهم بجملة إعتراضية بمعرض حديثه عن الشرفاء، وللقارئ أن يعطي لها بعض الأهمية وأن يزنها على ما إستقر بخلده من العلم، على ألا تطغى جملة إعتراضية على المقال كله، لانناقش القاعدة هنا ولا البعث، بل نتحدث عن رمز صدام لاشخصه، فهل يعي من يشاقق ويجادل؟

      "انا من اسس الفكر والحضارة ، وانا من رفع السلاح بوجه الظلم حتى سالت الدماء حد الركب في شوارعي ، انا من احتضن ثلاث حروب ، وانا من تحملت جراحي ودافعت عن ارضي ولم اسلمها لأحد حتى اعلن مالك بغداد الخنوع وهرب واختبأ بحفرة تحت الارض ، انا المدينة الفيحاء .. انا البصرة الفيحاء ... فمن انت يا ترى؟ وماذا فعلت؟"
      لا يحق هذا القول إلا لعراقي عربي شريف، لا مطية ونعل لمن جنده ببضع دراهم، فطفق يسبح بحمد من أطعمه، ويردد كالببغاء مالايفهم، ويقول فلان هرب وأختبآ وخنع وسلم، وهو نفسه مستقر بعمان يستمتع بما يعطيه أسياده من أموال العراقين المنهوبة، بعيدا عن فيحائه الوهمية، فلو صح أن الخواجة فعلا حمل السلاح وأبلى بالكفاح والطاغية بزعمه على كرسيه بعد، فما يحبسه عن الفيحاء المزعومة بعد أن جاء المحررون من وراء البحار، وذهب صدام وتحقق منى الخواجة؟ ألا لعنة الله على الكاذبين.
    • احفظ لسانك دكتور .. ، بما انك لك هذه الشهادات وهذا العمر ، غير طريقة الخطاب احسن

      اطلب منك تقرا المقالة الثانية اللي سألتك بيها عن عمرك وشهادتك ، شوف ردي هناك ، واعلم اني لن اتكلم منذ الان الا بحدود الواقع وما يجري بالحقيقة و بافكار متداولة بين عرب مسلمين ، واي كلام تجريح لن التفت اليها.

      ولا تزايد علينا ، نحن نعرف من نحن وماذا قدمنا للعرب ، نحن العرب واصل العرب ، اذهب لصديقك الكاتب الذي اضنه مصري فليحقق من اي قبيله عربية ينحدر لا اعتقد انه سيجد شيئا... عموما خلينا مرتب يالافكار ومنطقيين اكثر

      ولا تتهم من يخافك الرأي بالكذب انا لم اكذب ، وانت لا تعرف من انا وماذا افعل هنا اذهب لردي عليك بالمشاركة الاخرة واقرا من انا بكل بساطة ، واما بلدي فكا حرر بثورة العشرين بيد عراقيين اصحاب اصل بفتوة وطنية عراقية ومشروع وطني ، فنحن ايضا نتبع اصالتنا بكلمة واحدة لتحقي قنفس الشيء ولكن باسلوب اخر نجده لصالح وطننا ، وكما قلت لك ، لو انصفتني قليلا لقت لي ، ننتظر الحكومة المنتخبة ستتحقق ام لا ، او على الاقل اطرح لي مشروع منطقي بديل غير مدح صدامكم ، وساكون متجاوب معك بافضل صورة

      شكرا
    • قليل ماقيل في حق هذا الانسان العظيم الذي لو انصف.... واقول لو انصف من ماقدمه للعراق والعرب والمسلمين لكان الان بطل قومي عربي ولكن خذلناك ياصدام فلم نكن نحن الذين يعتمد علينا ...

      احبنا حب المال واحببنا حب امريكا واحببنا التفاخر والتكاسل ونسيناك وانت في عز المعركه وغدرنا بك وطعناك من الظهر...

      فهل سيغفر لنا...
    • قليل ما قيل في حق من قال لا في وجه الطغيان .. الدفاع عن صدام ليس دفاعا الا عن الذات العربية المنفية عن أصول الكرامة التي داستها أقدام من باعوا الضمائر وتحالفوا مع من انعدمت فيهم الضمائر ..
      كنت أتمنى من الجميع أن يقرأ في المقالة ما هو أبعد من الدفاع عن صدام حسين ..ليس المقصود من قرائتنا لأي مقال أن نبدأ بالتشنيع على الكاتب وفكره إذ لم نجد في المقال ما يشفي غليل قلوبنا ولكن المقصود أن نغوص إلى أعماق الكلمات لنخرج منها حروفا تنير طريقنا ....
      ولسنا حكاما على ضمائر الناس :)

      تقبلوا تحياتي
    • $$-e
      أختي العزيزة أنوار طاب يومك/
      هذا هو التحليل السليم، والقراءة المتمعنة لأي نص، أحيي فيك هذة الروح وهذا الفهم وبعد النظر والنظرة الثاقبة.

      ولصاحبنا الفيحاوي هذا لدي كلمات تعتمل بالفؤاد، لاأجد حرجا من إعلانها، وعيها أم لم يعيها، سمعها أو أغفلها، حتى لايكون لديه حجة أنه كان من المضللين، ولم يرشده أحد منا.
      مهما بلغت كراهية صدام لديك وسوء ظنك به، إلا أنه ترفع عن خصلة ذميمة هي قاسم مشترك بكل جيرانه وبمعظم حكام العرب إن شئت، وأعني هنا الاستعانة بجيوش أجنبية لقمع الشعب عند تذمره، وأرم سهمك وأنت معصب العينين، تصب به عين الثور، فكل من حولك من الحكام يحتاج لقوات أجنبية لبقائه على كرسيه. لماذا تلعن الأجيال أبا رغال؟ الحقيقة أنه لم يفعل إلا ما أملته عليه حرفته كدليل بالصحراء، ولكنه علم نية أبرهة الأشرم بهدم البيت العتيق، ومع هذا رضي أن يكون دليل أبرهة اليه، ولهذا بالذات نلعنه نحن أيضا بعد كل هذه القرون الطويلة، مع العلم أن أبرهة المشئوم هذا كان حتما سيجد طريقا بدون أبي رغال، ولكن التعاون مع العدو كان ولايزال مذموما، ولاتغفر الجماهير للمتعاونين مهما خلصت نيتهم بعد ذلك.
      مثل إبن العلقمي أقرب للجلباء من أبي رغال، هؤلاء تآمروا عن وعي وسبق إصرار، وعلم مسبق بما يدبر للعراق، وهم من زود العدو بأدق التفاصيل، وزرع الجواسيس، وزور الوثائق مع الموساد ومخابرات الملالي، وحثالات الأكراد، ووقفوا فرحين يباركون زعرهم ينهبون ويحرقون ويغتصبون ويقتلون مع محرري العصر، ويصفق لهم أمثالك، ويستبشر بعدهم.
      نورى السعيد بشهادة أشد خصومة كان أكتر من عمل للعراقين، وبعهده حلت أزمة البيوت والسكن، وكان يشتم علنا ولا يعتقل شاتميه مع أنه تولى الوزارة مرات سبع على ما أذكر، ولكن الجماهير لم ينسها ما فعله لها وهو كثير جدا، ان السعيد جاء على ظهر دبابة إنجليزية، فسحل بشوارع بغداد. السعيد لم يكن مختلسا ولا مزدوج الجنسية ولا يهودي المعتقد كأصحابك، وأرجع لما قاله الجلبي بإسرائيل بنصب تخليد ضحايا النازية، عن دراسته بمدارس اليهود وهذا موثق، تعلم من تدافع بسيف أبي حية النمري عنهم.
      هل تعلم فتانا البصري الفيحاوي العماني المسكن عن مظاهر الفقر والحفاء والجهل والمرض والتسول ومدى إنتشارها بالعاصمة، قبل عام ثمان وستين؟ نظام البعث للمنصف لم يكن شرا كله، وبظله أقيمت المدارس والمعاهد والمستشفيات وعبدت الطرق، وأنقطعت مظاهر الفقر المدقع من الطرقات، وتم بناء قاعدة علمية قوامها جيش من العلماء، وأكاديميات عسكرية بمستوى كامبردج، وأنا أعلم ما أقول.
      عندما أرى طلائع إهلالة من تستبشر بمقدمهم، من تعذيب المعتقلين بلا ذنب سوى أنهم يسكنون العراق، وهتك أعراضهم جنسيا، وليت الأمر إقتصر على الآلاف بقبضتهم، بل تعداه لطوائف الشعب ممن لا يرضى بالاحتلال، لاينقضي عجبي منك، ولا أصدق أنك عربي أم مسلم، الله أعلم بك، ما أوتيت علم الغيب وما أطلعت على القلوب، إن أحكم عليك بما تقول.
      بالسبة للقاعدة وما ينبثق عنها والبعث، لهؤلاء جميعا على تباينهم طرق غير طريقي، ولا أجدني ميالا لأي منهم، ولكنني لن أشي بأحد منهم لو أستطعت، ولو جعلوا لي مال قارون جائزة.
      ختاما هذا ما عندي لك ولن أزيد عليه، فخذه أو دعه، لايعنيني ما تختار بعد. والسلام على من إتبع الهدى.
    • لأثراء معلوماتكم فان صدام وقع اتفاقية الجزائر واعطى بموجبنا نصف شط العرب للايرانيين لتكون ارضا لهم بشكل رسمي ، وبالمقابل يقوموا هم بمهاجمة او صد الاكراد والتضييق عليهم في الشمال ، لأن الاكراد كانت لهم ثورة. فماذا تسمي هذا ، ام انت سلطاننا المنصور لم يسمع بهذه الحادثة

      وللعلم ايضا فبثورة التسعيين الشعبية ضد نظام صدام حيث سقطط حوالي 15 محافظة عاقية وتم تحريرها من ايادي صداممن اصل 18 محافظة عراقية ، عملت القوات الامريكية باسناد مفاجأ لصدام ، كانت الجسور مضروبة ، فرئينا الطائرات الامريكية وهي تنقل دبابات صدام حسين التابعة للحرس الجمهوري فوق النهر لتعبرها للضفة الاخرى ليقمع الانتفاضة الشعبية . ام انت لا تعرف هذا ايضا.

      افتحوا اعينكم جيدا واطلعوا على ما لم يوصله لكم الاعلام ، فانتم في سبات عميق ، تبحثون عن بطل ولا تجدون ، وهذا يفسر اتجاهكم.
    • عن إتفاقية الجزائر ذكرت مايعرفه الكثيرون وهو وصحيح معظمه أو يكاد، الأكراد قتلوا حيث هم كانوا شوكة بخاصرة الأمة يتحالفون دوما مع أعدائها الطامعين. فإتفاقية الجزائر كانت ضرورية تكتيكية على جورها، لاستئصال شرهم حتى حين، وقبل أن يجف حبرها، رحل البرزاني مصطفي لأميريكا ثم لاسرائيل حيث هلك هناك ودفن على الطريقة اليهودية، حيث أنه أيضا حمل رتبة عسكرية إسرائيلية فخرية هناك، أعتقد أنها كابتن، وعجبا أن الطالباني والبرزاني الجديد يحملانها أيضا، أجديد هذا عليك؟ فلتسألهما إذن؟
      إتفاقية الجزائر بمباركة بوميدين، كانت ضرورة وقتها؟ بوقت كان الجيش العراقي ضعيفا جدا، ماذا كنت أنت ستفعل بهذا الموقف الشائك؟ أغلب الظن كنت ستدع الأقليم كله لحثالة الأكراد والاسرائيلين؟ وكنت ستذكر بمعرض إتهاماتك أن صدام تخلى عن الاقليم كردستان لو فعل؟ على أي حال هو مخطآ عندك.....
      كانت الرغبة لدى صدام بتصحيح وضع الاتفاقية جامحة، ولكن قرار حرب الفرس كان متعجلا وبسرا وفيه مبالغة بالقوة الذاتية وضعف العدو، أعتقد أن تعديل الاتفاقية كان من الممكن الوصول اليه بطريق سلمي طويل متعرج، رغم الكراهية الشخصية التي كان الخوميني يكنها لصدام، عقب طرده من النجف تنفيذا لشروط الاتفاقية. الأمر فلت من الزمام بعد القصف المتبادل للمدن العراقية والايرانية، وتدخل السعودية ودول الخليج بإيعاز أميريكي لتغري وتشجع صدام على قرار الحرب، وقد تم ذلك. من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، يشى هذا بضعف الاستخبارات العراقية وعجزها عن جمع معلومات دقيقة عن قوة العدو، وأعتقد أن الفرس خدعوا الجميع بالمبالغة بإظهار جوانب الضعف المصطنع، وبعدائهم لأميريكا، وكيف يعقل أن تزودهم إسرائيل بالعتاد وقطع الغيار والذخيرة، طوال الثمان سنين، وهم أعداء ربتها وأعداؤها كما يعلنون للآن؟

      "وللعلم ايضا فبثورة التسعيين الشعبية ضد نظام صدام حيث سقطط حوالي 15 محافظة عاقية وتم تحريرها من ايادي صداممن اصل 18 محافظة عراقية ، عملت القوات الامريكية باسناد مفاجأ لصدام ، كانت الجسور مضروبة ، فرئينا الطائرات الامريكية وهي تنقل دبابات صدام حسين التابعة للحرس الجمهوري فوق النهر لتعبرها للضفة الاخرى ليقمع الانتفاضة الشعبية ."
      إتق الله بنفسك وقل قولا معقولا، من رأى هذا؟ أنت؟ وهذه الانتفاضة بزعمك من دعمها؟ أليس الأميريكيون والفرس وإسرائيل؟ وفكر بالأمر مليا، كم فرقة مدرعة كانت لازمة لقمع الشغب؟ وما هو عدد الدبابات بكل كتيبة؟ أخبرك أربعون، واللواء المدرع بة عادة ست كتائب ثلاث منها مدرعة والباقي مدفعية ومشاة ميكانيكية وسلاح مهندسين وغيرها، والفرقة الواحدة تضم عدة ألوية؟ فنقل كل هذة الدبابات والدروع والعتاد كما تقول لخمس عشرة محافظة متمردة، يتطلب عشرين ضعفا على الأقل من قدرة أسطول النقل الجوي الأميريكي، وقت مراجعة مبادئ الحساب. أليس كذلك؟
    • انت فعلا متعمق بكتب البعث ومقتنع بما كتبوه ، اليس كذلك !! ويبدوا ان هناك من نجح ان يقنعك بتبرير التخلي عن اراضي عراقية مقابل اتفاقات ، تبيع ارض وطنك ومن ثم تحارب من اجلها ، والله شيء مثير للأشمئزاز بحق رب الكعبة.

      لا اجزم بذلك فهناك ايضا العرب ممن باع قلمه مقابل تحويل الحرب ضد ايران الى حرب بين العرب والفرس ، ونسى هؤلاء ان النبي قال لا فرق بين جمعي عربي الا بالتقوى. فمن هي اقوى دولة اسلامية الآن. اليس هؤلاء الذين تسموهم فرس تهكما افضل منا.

      على كل حال ليس هذا موضوعنا ، اي عمل تعتبره تعاون مع اسرائيل لا يعطيك مبرر لترمي به على الاكراد كليهم ، فنحن نعرف كثير من العائلات العراقية الكردية وبالمناسبة بعضهم حتى هنا بالسلطنة وهم عراقيين اكثر من بعض عرب العراق. عموما لا فرق عندنا كلنا نحمل راية عراقنا.

      واذا اردت ان تتهم قادة الاكراد فانا اذكرك بمثالين وربما ثلاثة .. مصر هي اول من فعلها من اسرائيل ، والملك حسين ملك الاردن الذي يتبجح بهاشميته المزعومة ، وقد ذهب ليبكي رئيس اسرائيل الذي اغتيل وظهر بشاطات التلفزة ولديهم اعلام اسرائيل مرفوعة فوق مدنهم ، والاردن ومصر تتوسخ يوميا باقدام الاسرائيليين على كل الصعد ، لماذا لا ترى هذا الانسان وهؤلاء الناس وتسلط لسانك عليهم ، اليس من يدعي العربة والدفاع عن صدام حسين عاشوا بسلام معه ، ام ان هذا حلال لبلدهم لأن من مصلحتهم ولكن عندما تتغير المصلحة من العراق ونفط العراق وكوبونات النفط ، فان الوقت يحن لأقحام اسم العروبة والسلام .. ماهكذا هو الدين والمروئة ، فانظر اليهم جيدا وراقبهم ، فهم كذابيين.

      صدقني هذا افضل لك من ان تراقب تحرك رئيس كردي اتجاه امريكا او اسرائيل وتبرر التجم على شعب كامل بهذا الاسم ، فاذكرك بكلام نبيهم ، وهم اناس مسلميين لا يجوز ان تأخذها بتعصب عليهم ، وبالمناسبة انت وقعت بالفخ وبررت اهداء الاراضي العراقية فوهب الامير ما لا يملك من ارض الوطن لودلة اخرى من اجل مصالحه التي كان يستطيع معالجتها كما عالجها اي رئيس آخر قبله دون اهداء اراضي الدولة الغالية. ومع هذا لم تبرر اهداء اراضي عراقية للاردن ، لا تقل لي الاردن فعل شيء ايضا ، خوفي انه صدام فعها وهو في احدى جلسات سكره.

      اما كلامك الاخير عن امريكا وجي شالعراق ضد الانتفاضة المباركة فانا اقول لك اتق الله لعدة اسباب ، اولا انا لم اقل انهم نقول كل الجيش العراقي فلا تظخم الامر ، وانما قلت لك ما شاهده الناس بام اعينهم من نقل المدرعات العراقية عبر النهر لأكمال الزحف تجاه المدن الثائرة.

      اما قولك ان الانتفاضة مدعومة من الفرس اي ايران وامريكا وسارائيل فهذا ماهو الا كلام قرأته كثيرا في المواقع الوهابية التي لا هم لها الا الصاق ايران لأنهم شيعة باسرائيل ، وهذا الامر ايضا استخدمه حزب البعض في البداية حى يبرروا الحرب ضد ايران ، وكل هذا ليس له ربط بالانتفاظة ، فعندما تثور 15 محافظة وتسكت 3 احداها المنطقة التي جاء صدام منها فهذا اسمه انتفاضة حقيقية تعبر عن الشعب العراقي كله ، وما يريده الشعب العراقي هو ما يجب ان يكون اليست هذه هي الديمقراطية! حكم الاغلبية ام ماذا يا ترى

      ثم كيف يقبلها عقلك ان تضع ايران الدولة المسلمة جنبا الى جنب مع اسرائيل ، هل نسيت حزب الله ووقوف ايران جانب سوريا ، ماذا جرى لعقولكم بالله عليك!

      هل من المعقول ان تعمى الابصار لهذه الدرجة ، فقط لتبرير ما قام به صدام ، يا اخي حولتوا اخطاءه الى دساتير للمعرفة ، فعلا تستحقون حكام فجرة فعلا تستحقون حكام يجلدوكم من الصبح لليل ، انتم لستم اهلا لشيء اسمه حرية ، فلا تعرفون الا حد السيف من الحكام ، وستكونون فرحين بهذا. مبروك عليك دكتور... مع احترامي لك واسف على طوله لساني شوي بحقك.. عذرا
    • سلاما/
      هذة ليست مناظرة بل محاورة، وعرض للأحداث من منظور تجريدي علمي متكامل. اللهم إلا إن لمست بنغسك من المعرفة وااخبرة والعلم مايكفي لأن تستدرك علي وأن تعلمني، فهذا إذن أمر آخر!
      حقيقة لا أعرف عن البعث أبعد من إسم مؤسسه، عفلق مايكل، وما قرأت للأسف لضيق الوقت والانشغال بما هو أهم، قصاصة واحدة مما يتقول به البعث ومريدوه.
      تحليلي للأمور يستند لقواعد علمية صارمة، لا أخالك ستعرفها أبدا، وليس من واجبي شرحها لك، وأنا عندما أصدر حكما ما، فموقفي لايتغير مبدئيا وإنما تكتيكا، ولأنك لاتعرف الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك، مع كل الشرح السابق، فإنك تميل مع الريح حيث تميل. ولو إقتصرنا على مثل الكرد، لصنفانهم على أنهم عدو إستراتيجي طالما أثبت التجارب أن التوصل لحل معه غير ممكن وتاريخه تآمر كله وخيانه، ومع إسرائيل بالذات منذ نشأتها. لايعنيني موقف الكردي البسيط هنا، والمسلم خاصة وهؤلاء لايزيدون على ألف أو ألفين ، هؤلاء لامشكلة معهم، نحن نتحدث عمن يحمل السلاح منهم ويوجهه لنا، ويخوننا عندما تحلك الظروف.
      لاتتحدث معي بقلة أدب ووقاحة ثانية، وتهرف بما لاتعرف وتبرر الخيانة، ليس أسهل من تبرير الخيانة، وما من إبن عاق ولا صديق كاذب ولازوجة مخادعة إلا ولديه أو لديها من المبررات والحجج ما يخدع الشعبي نفسه.
      "مصر هي اول من فعلها من اسرائيل ، والملك حسين ملك الاردن الذي يتبجح بهاشميته المزعومة ، وقد ذهب ليبكي رئيس اسرائيل الذي اغتيل وظهر بشاطات التلفزة ولديهم اعلام اسرائيل مرفوعة فوق مدنهم ، والاردن ومصر تتوسخ يوميا باقدام الاسرائيليين على كل الصعد!" هذه حقيقة، بدآ ضياع الأمة بخيانة السادات، أما سليل الخيانة كابرا عن كابر، فلم يكن أصلا محسوبا لا على العرب ولا المسلمين. وقدم تعاون جده مع الصهاينة مثل قدم تعاون الأكراد معهم.

      ولايغير من الأمر أن كل حكامنا من الخونة الصرحاء، أن ننظر للخيانة على أنها أمر طبيعي، وللتعاون مع العدو الأميريكي على أنه من المباحات، للواقع والتاريخ كانت سيطرة إيران الشاه على شط العرب أمرا واقعا وبحريتهم فيه طوال الوقت، وصدام لم يعطهم مالم يكونوا واقعيا يسيطرون عليه فعلا، وطوال الحرب مع إيران كان تفوق الفرس البحري ملحوظا. وإيران ضمت جزر طنب وأبي موسى عيانا جهارا، لعلمها بقوتها كقوة إقليمية وقاعدة أميريكية. وفوق ذلك سلطت الكرد الشيوعين الذين تجعلهم أنت من الصالحين لاثارة الفتن بالعراق؟ لوكنت مكان صدام فماذا أنت فاعل حيال ذلك؟ أفدنا مادمت قادرا على تعليمنا؟
      لاتتحدث عن الاسلام ما لا تعرف، وأنت تعرف أن القاعدة الشرعية تقول، إذا نزل العدو بديار الاسلام، وجب على أهل الديار جميعا مقاتلته، حتى أن المرأة تخرج بغير إذن زوجها للجهاد والأمة دون إذن ربتها، ووالولد دون إذن أبيه، ولايشترط حسن إسلام الحاكم طالما أعلن الحرب، أن تقاتل الأمة تحت لوائه، واسآل من بجوارك من المسلمين يفتوك، شيعة أو سنة أو أباظية كلهم متفق بهذه النقطة.
      لكن عندما أسمع الحكيم ينهى عن قتل المحتلين ويحض على قتل البعثين رعاعه، لاأشك ثانية أنه من أعداء الاسلام، مع كل نفوري من البعث والعفلقية.
      ختاما ولدنا أقولها لكم لكم دينكم ولي دين، وديني هو الاسلام، وهو سلم على من سالمه، وحرب على من يعاديه ويظاهر أعاديه. وكفى!