* رسالة حب *

    • * رسالة حب *

      " رسالة حب "



      أعمل مستشار قانوني بمكتب محاماة بسلطنة عمان منذ أكثر من ثلاث سنوات وفى نهاية العام القضائي المنصرم ذهبت إجازة إلى بلدي مصر وكان ذلك قبل شهر رمضان بأيام وقبل أن اذهب إلى منزلي ذهبت إلى منزل أبى لأسلم على أبى وامى فصلة الرحم من أعظم الأعمال ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله وأجزلت لهم العطاء حتى اثنوا على ودعوا لي بسعة الرزق والبركة وبعد أيام من هذه الزيارة أرسل والدي في طلبي فذهبت إليه على الفور وسألني سؤال : هل معك نقود من سلطنة عمان ؟
      فقلت في نفسي اللهم ما سلم سلم وقلت أن المبالغ التي أعطيتها لوالدي بالأمس القريب لم تذهب ريحها ولكن سرعان ما تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنت ومالك لأبيك" وقلت له : ماذا تبغي يا أبى ؟ قال: أريد ريالاً واحداً
      فتعجبت عجبا شديد لأنه لم يطلب دولارات بل طلب عملة عمانية ولم يطلب خمسون ريالا أو غيرها من الفئات المرتفعة القيمة بل طلب ريالا واحداً فقلت له لماذا يا أبي ريالاً واحدة خذ قيمته بالجنية المصري الريال يساوى 15 جنية سأعطيك 20 جنيها قال: لا بل أريدها عملة سلطنة عمان ويكون عليها صورة السلطان قابوس لاحتفظ بها .
      فعلمت أن الهدف من الحصول على هذه العملة هي الاحتفاظ بها مع مقتنياته الثمينة وسندات ملكية المزارع والمنازل وليس من هدف استبدالها فقلت لوالدي: لماذا تريد أن تحتفظ بالعملة الورقية والتي تحمل صورة صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظة الله ورعاة ؟
      قال لي بلسان عربيا فصيح : هذا الرجل أحبه وأنى من هنا أتابع القنوات الفضائية العمانية واعلم مدى حكمته وحبه لوطنه وحب الوطن له وعلاقاته الخارجية طيبة بدول الجوار وله سمعة طيبة بالخارج.
      فقلت في نفسي هذا حال أبى هذا الرجل المزارع والمسن والامى فهو ليس عالما بالسياسة ولا الاقتصاد وليس لدية شهادات سوى محو الأمية ولم يتحصل على تأشيرة عمل بالسلطنة حتى يكن للسلطنة وقائدها كل هذا الحب والاحترام والتقدير والإجلال وقلت في نفسي فماذا كان يصبح حال أبى لو أعطى أرضا حكومية أو منزلا أو قرضا بدون فائدة أو تم صرف له معاشا وتم توظيف أبنائه وكان يعيش في رغدا من العيش وينعم بنعمة الأمن والأمان وقلت في نفسي أن المواطن العماني يشعر بهذه النعم وهو أكثر حبا للوطن وقائدة المفدى.

      "من كان منكم في نعمة فليرعها "


      لست روائيا أو قصصا أو شاعرا بل أنا رجل قانون ولكن كانت هذه رسالة حب نقلتها إليكم من ارض الواقع من كنانة الله في أرضة إلى قلعة العلم والتراث ومنبع الأخلاق والقيم سلطنة عمان أحب البلاد إلى قلبي عفوا وقلب أبى.

      فبارك الله لكم في وطنكم وقائدكم وكل عام وانتم بخير بمناسبة العيد الوطني المجيد.


      السؤال الذي يطرح نفسه الآن من الذي سوف يعوضني عن هذا الريال ؟؟

      ههههههههههههههههههههههه ...

      محمد أحمد منصور
      محـــــام
      بالإستئناف العالي
      وعضو الإتحاد الدولي للمحامين العرب
      ومستشار قانوني
      ------------------
      تليفون رقم / 00201066096624
      ------------------------
      لا خير في فكرة
      لم يتجرد لها صاحبها
      ولم يجعلها رداءه وكفنه
      بها يعيش .. وفيها يموت
      ( المفكر المصري الكبير : توفيق الحكيم )
    • أنتم إخوتنا والحمدلله أنكم تشعرون بذلك
      لله دُرُكَّ يا سيدي قابوس والذي بعثةً الطمأنينة في النفوس

      أدعوا لكُل دول العالم أن تسكنها الهِدايةَ والأمن والأمان
      والسلام والوئام

      إحترامي