كتاب الفعل الثاني عشر - جديد وليد النبهاني

    • كتاب الفعل الثاني عشر - جديد وليد النبهاني

      أيها الخطأ هل أنت بخير؟ تعال لأسقيك خمري وأعطيك خبزي لتتماثل للشفاء وتدعو لي بالمغفرة والرحمة. هكذا سأضمن تلاشي أمثالك بعد زمن


      عندما يوقفون الحياة بدبابة أو صاروخ سأعيد الحياة إلى الحياة بطفل ضحوك بأمل يحمل في رأسه شغف للحياة وكره للممات سأرمي السيف والغمد معا


      إن خرجت يا سيف فلا تعد إلى الغمد. جدير بك أن تصاحب خنجرا أو مدية. أنت ظل للحياة وأصل للموت. وأنت يا غمد عد إلى الجلد الذي استؤصلت منه باكيا


      سأكتفي بالحقل. هناك ثورة كامنة في سنابل القمح وعرائش الكرم. لا ينبغي أن تهدأ ثورتي هذي. رغيف يوقظ فكرك في الصباح وكرمة تنام تحت عرشانها حياة


      ظلالنا ليست ورقا مرنا يمكن طيه بسهولة. ظلالنا حقيقتنا الميتة أننا نشبه الليل أننا بلا ملامح. الشمس دليل عرينا المكبوت. ولذلك نخشى الصبح


      ما ينجيك أيتها الملامح ليس العود ولا الخمرة. إنها السحابة التي تحن علينا وتخفف من وطأة هذا الصبح. سنوقفك أيها الزمن ولو استعنّا بكلب الحراسة


      كل الكلام كان حلا حتى حرمنا الحب على القلب. فمضغنا الغل وتجرعنا به السم. وصار الكلام ثقيلا على اللسان كريها كفص ثوم لا ينبغي أن يقال


      عودي إلى الظل أيتها الملامح. اختبئي جيدا من المرآة. سيري بعيدا عن الشمس تحت السراديب والخنادق. ولا تأكلي قطع السحابة إن جعت كي لا يظهر صبحك


      غريبة أنت كالشيطان بين ملائكة يا ملامحنا. سليلة لعنة تلف الكرة الأرضية بخيط دم. يا خبث الوجوه أنت يا مرجومة في سيح بعيد عن البئر المبلطة


      كنت تبتسمين في اليسر وتبكين في العسر. حتى جاءك الظل فجئته ككهف يخبئ الوحي وسط الخفافيش ويرسمك لوحة فنان بدائي على جدرانه. إنك العشق المحال


      لا سواك سوى يا ملامحنا. فاستعيدي الضياء إذا شئت أو اقبعي في الظل كارهة ضحكاتك وبكاءك




































      المصدر : مدونة وليد النبهاني