بسم الله الرحمن الرحيم
خطر لي أن القلم مفتاح الصبر لدى ذوي الثقافة أو حتى من اعتاده ولو من غير أولئك .
فسعدت براحة ذلك الخاطر .. لا سيما وليس في استطاعتي أحيانا من قرار سوى العزف على أدق أوتاره .
وريثما تحمل الأرض أو حتى البحر شيئا من هم ، غالبا ما يحمل النفس فوق ما تحتمل ...
وربما كان ذلك أملا كاذبا أو حلما قصير الأجل .. ولكنه عزاء ما بعد اللحظة الأليمة أو ضماد ما بعد الجرح بغض النظر عن مدى عمق ذلك الجرح أو لونه .
ومعها ... ربما انبثق فجر بالنور ، يحمل في صدره إشعاع الحياة التي تذبل الأحلام في مطاردتها ، ويتكدر صفو اللحظات على عتبات انتظارها ...
وهنالك .. وكأني بالنفس تلوك حبة مسكن لا أزال أحمل قارورته الخفية كلما تهديني المناسبات باقة همّ .. غير أني وحتى مناسبة قريبة ..
ذات ألم عريض .. في ليلة دهماء ...
وعندما كان الألم عاريا والأحلام منسوفة تتضور جوعا وترتعش برودة .. قلت رغم شدة وطأة الرزايا ، لا بد لهذه الوحشة اللامعتادة أن تطأطيء نظراتها الشزرة عن وهج ذلك المنظر ، فما لبثت حتى انصرفت إليه . أئن أنين الثكالى ، وأتوجع وجع المطعونين ، فظننت أني سأخرج من الهم بواسطته ما أخرج ، وخيل إلي أنني أسمع رعشة السلوى تدب إلى أدنى قلبي إلا أني ما لبثت أن سقطت على كرسي الخيبة ، باكية متخشبة حيث لا صدى منه يمتد إلا انبلاجات الصباح ، ولا حياة لمن يواسي .
ومن هنا ... وبعد محاولات عديدة وعنيدة .. عرفت بكل هذا العجز البشري أن هناك من بين الآلام ألما تعجز ملوحة حتى المحيط الهادي عن تطهير جراحه ، وأيقنت يقينا إيمانيا أن من المعاناة ما لا يحتمل القلم تجسيده . لا سيما إذا كان الألم خطيئة ليس للإنسان فيها من يد أو حيلة ، بل إذا كانت أنامل الظلم والافتراء تعانقه عناقا حارا وكأنما غاب أحدهما عن الآخر غياب الحبيب المدنف عن حبيبه المهاجر .
يا صديقي لا تلمني --- أي ذنب صار مني ؟
كلما أكتب حرفا --- عدت أمحوه لأني
أغرق الألفاظ دمعا --- كارها عذر التجني
ليصير الحبر بحرا --- ويصير العوم فني
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
: 
: 
: