بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالملك و الشاب المذنب على التوبــــة...
يحكي أحد السلف الصالحين في الحديث ما معناه إن شــابا جاء إلى عبدالملك فسأله عمى يحزنه ، فقال : حزنت لذنوبي ، فقال عبدالملك : هل إثمك أكبر من الأرض و السماء ؟ قال : نعم فسأله أخرى قائلا : إثمك أكبر من العرش ؟ قال : نعم ، ثم قال عبدالملك : هل إثمك أكبر أم رحمة الله ؟ فسكت الشاب ، فسأله عبدالملك عن إثمـــه ، فقال : كنت ســارق الأكفان فنبهني و حرضني موتى خمسة القبور على التوبة فخبرهـــــا .. إني حفرت قبرا فرأيت المقبور قد تحول و جهه عن القبلة ، و يعذب نوعا آخر أيضا فرجعت خائفا فسألني هاتف الغيب قائــلا : الم تسأله عن سبب العذاب ؟ فقلت له : لا أستطيع ســؤاله فقال لي الهــاتف : إنه كان يحقر الصـــلاة فيعذب.
فحفرت قبرا ثانيا فرأيت الميت قد صار خنزيرا ، و كان مصفدا بالأطواق ، و الأغلال ، فأردت الرجــوع خوفا منه ، فقال لي الهاتف : لم لا تســأله عن سبب العذاب ؟ فقلت : هذا الســؤال خارج عن قدرتي ، فقال لي الهاتف : هو كان شارب الخمـــر فلم يكن يحرم ما حرم الله تعالى..
فحفرت قبرا ثالثا فميته كان مشدود بمسامير النار و يخرج لسانه من قفاه ، فوليت خائفا فنادني هاتف و طلب مني أن أسأل الميت عن سبب العذاب ، فقلت له : لا أطيق ســـؤاله ، فقال : إنه كان يسعى في غصب أموال الناس..
فحفرت قبرا رابعـــا فإذا أنا بميت يتحرق في النار و تضربه الملائــكة و هو يصيح فتوليت خائفـــا ، فقال لي الهاتف : إسأله عن سبب عذابه ، فأعتذرت إنني لا أطيق ، فقيل لي : إنه كاذب كان يحلف كاذبا..
فحفرت قبرا خامسا فرأيت الميت يضربه الملائكــة بأعمدة النار و الميت يصيح صيحة ، فخفت و توليت ، فنادني هاتف الغيب و ألح على أن أسأله عن سبب العذاب ، فقلت له : ليس في مكنتي ســـؤال ، فقال لي الهاتف بنفسه : إنه كان لا عبا كان يلعب شطرنج و غيره بالرغم من أنه ممنوع في الشارع..تمت
معناه إن الإنسان يعذب لكل إثم إرتكبه بالفؤاد أو العين ، أو الأذن ، أو اللســـان ، أو البطن ، أو الفرج ، أو الأيدي ، أو الأرجـــل ، أي سائر أعضاء الجســـم و يثاب على كل ما آتاه من به..
( روض الريــاحين )