كتاب الفعل الثالث عشر - جديد وليد النبهاني

    • كتاب الفعل الثالث عشر - جديد وليد النبهاني









      يتحدثون عن الصبح كما لو كان إلها دائما ملصقا بالسماء. خارج حسابات الكون أنتم وداخل حساب لغتكم المعتصمة بحبال الأراجيح.
      كان العالم قرية.. ثم صار قرى ومدنا.. ثم عاد قرية..وسينتهي ذرة لامتناهية الصغر بفعل حمق البشر وميلهم إلى الشر.
      قربان البشر الأول كان لحما. وسيظل الإنسان يتقرب باللحم. فالصيد مهنته الأولى والأخيرة. هكذا أجبر البشر على تقديس الدم وذم الأرض وزرعها.
      هذه الأرض سجن كبير. أريد لها أن تكون منفى للمخطئين الذين بدل أن يحلموا بالحرية والعودة إلى الوطن الذي جاؤوا منه راحوا يقتسمون السجن ويملكونه.
      لقد غرروا بك أيها البشري. فنسيت وطنك الأول وانشغلت عنه بالسجن الكبير. غير مبال بالوصايا التي أمليت عليك لتعود إلى الوطن أو تبقى في السجن.
      سجين أنت أيها الإنسان في الأرض التي نفيت إليها. وما زلت تسجن بعضك مقلدا سجانك الكبير. اختبأت في الكهف وعمرت سجنك حتى كبر ومازال قلقك هو نفسه.
      حننتَ إلى الأعلى فأسميته سماء. رأيتَ طائرا يطير فيها فأسميت جناحيه حرية. إنما لغتك سجنك أنت من يصنعهما.





      المصدر : مدونة وليد النبهاني