الملحقية الثقافية العُمانية بماليزيا تحتفل بالعيد الوطني الـ42 المجيد - جديد جريدة الرؤية

    • الملحقية الثقافية العُمانية بماليزيا تحتفل بالعيد الوطني الـ42 المجيد - جديد جريدة الرؤية


      كوالالمبور - صالح الفارسي-

      أقامت الملحقية الثقافية لسلطنة عُمان ليلة عُمانية يوم الثلاثاء الماضي وسط زخات المطر المتناثرة على فندق الماريوت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور؛ تمثلت في الاحتفال الطلابي بمناسبة العيد الوطني الثاني والأربعين المجيد للبلاد، تحت رعاية سعادة أفلح بن سليمان الطائي سفير السلطنة لدى ماليزيا، وحضور عدد من الملحقين الثقافيين والطلاب العُمانيين الدارسين في ماليزيا.
      وقد تعددت وتنوعت فقرات الحفل الذي بدأ بالسلام السلطاني، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، وبعد ذلك ألقى الدكتور خميس بن صالح البلوشي كلمة قال فيها: لا يوجد في عصرنا هذا شيء مستحيل، طالما سعينا إلى العلم بالجد والاجتهاد والعمل المتقن. ولكن في الوقت نفسه يجب أن تسخّروا العلم في خدمة الوطن والإنسانية واجتناب انتهاك الحرمات بكل معانيها. فاجعلوا من التقدم التكنولوجي الكبير فرصة إيجابية لخدمة الوطن والانسانية. وحذار ثم حذار من الوقوع في براثين العبث بالتكنولوجيا وانتهاك حرمات الإنسان فإنه بئس مسلك ويؤدي إلى بئس المصير. وكثيرٌ ما تهدمت بيوت العز والشرف وتشتت أسر بريئة وتدمرت أمجاد الشعوب بسبب سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة والانفراط في العواطف الهدامة وغير المدروسة والتي تبدو أنها حسنة، لكنها في الواقع مقنّعة بالحسن والعياذ بالله.
      وأضاف موجها حديثه للطلاب: إن وطنكم وأولياء أموركم عاقدون الأمل عليكم بأن تقدموا عن وطنكم أفضل الصور وأكرم الأخلاق وأمثلها؛ لأن الأمم بالأخلاق إن صلحت قامت وتقدمت وأن فسدت تهدمت في لمح البصر، ولا تنسوا أن تكونوا شاكرين لله على النعم التي أنعمها على وطننا الغالي وانتهزوا الفرصة العلمية لديكم والتي لم يحصل عليها الكثير من البشر في مختلف الدول. فانشدوا باسم عُمان الحبيبة وباني نهضتها الحديثة وافتخروا بعطاءات بلدكم اللامحدودة ولنفتخر جميعاً بأننا عُمانيون والحمد لله. إن لبلدكم مجدًا عظيمًا بناه أسلافكم على مر العصور بالعلم والعمل المخلص والتحلي بمكارم الأخلاق. وعزز هذا المجد العظيم وأرسى دعائمه العصرية بكل إتقان ابن عُمان البار المحب لوطنه وشعبه الوفي مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه. إنه وعد شعبه فأوفى بوعده وبنا فأتقن البنيان. فهبوا يا أبناء عُمان الأوفياء وكونوا صفًا واحداً كما عهدناكم خلف قائدكم العظيم جلالة السلطان لبناء عُمان الحبيبة.
      كما ألقى الطالب عبد العزيز بن أحمد بانزك الأمير البلوشي كلمة الطلاب نيابة عن زملائه، فيما ألقت الطالبة ضحى بنت خميس البلوشي كلمة الطالبات باللغة الإنجليزية والتي عبروا فيها عن فرحتهم بالعيد الوطني الثاني والأربعين للسلطنة كما جددوا ولائهم وعهدهم لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وعبَّروا عن ثنائهم وشكرهم لجلالته على كافة الفرص التي منحهم إياها جلالته من منح، وإعانات، وبعثات دراسية هذا عدا الاهتمام بأمورهم الاجتماعية والثقافية والحضارية داخل وخارج السلطنة وبرعاية جلالته الحنونة للوطن والشعب وقيادة شعبه نحو التقدم والازدهار وبناء عُمان الحضارة والمستقبل تحت ظل قيادته الرشيدة. متمنين لجلالته الصحة والعافية والعمر المديد.
      وتم عرض فيلم قصير عن تاريخ السلطنة، يبين واقع حالها في الحقبة الزمنية لفترة السبعينيات ومقارنة ذلك الوضع بالتنمية التي شملتها في العهد الراهن.
      ومن بين فقرات الحفل المتنوعة التي استمتع بها الحضور ألقيت قصائد شعرية من قبل الطلاب والطالبات، وقد كانت هناك مساجلات شعرية وطنية بين طالبتين أبرزتا التعبير عن الاخلاص وحب الوطن والوفاء لقائد النهضة المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
      وعلى شكل فكاهي جسدت مسرحية (حدد هدفك) الإطار التربوي للطلبة الدارسين خارج السلطنة، وتعامل فيها الطلبة بشكل ابداعي وروعة في تمثيل الأدوار المنوطة لكل منهم، وهدفت لإيصال الفكرة إلى الطلاب بأهمية النمو المعرفي لديهم والمثابرة والمذاكرة خلال مرحلتهم الدراسية للحصول على النتائج الجيدة، والالتزام بالأخلاق الحميدة، وأن يكون الطالب العُماني ممثلاً لبلده في أحسن صورة، وعدم الانجراف وراء شهوات النفس التي تؤدي في نهاية المطاف إلى طريق لا يحمد عقباه.
      كما كان الطلاب يبتهجون بفرحة العيد الوطني من خلال شرائهم المقتنيات التي توضح الموروث العُماني أبرزت هذه الفقرة الاهتمام الكبير لدى الطلاب بشراء الأعلام الوطنية والأشياء الأثرية الأخرى التي ترمز إلى اسم الوطن من خلال قيام الطالبات بشراء تلك نيات وهن يرتدين الملابس التقليدية لكل محافظة من محافظات السلطنة .
      ولم يخل الحفل من الموروث الشعبي، وقد قدمت فيها الفنون التقليدية العُمانية المتمثلة في فنون (الشرح، العازي، الندبة، الرزحة)، وأعطى حسن أداء الطلاب لهذه الفنون جمالاً رائعاً أبرزوا فيه تمسك العُماني بموروثه التقليدي الأصيل، وقد كانوا عند حسن ظن الحضور الذي استمتع بهذه الفقرة.