Sun, 02 ديسمبر 2012
الجائزة الكبرى للفارسي والمركز الأول للعمرية والشرجي
كتب: محمد الحضرمي -
قدمت اللوحة الفائزة بالجائزة الكبرى للمصور الضوئي ياسر بن ناصر الفارسي، أكثر من دلالة ومعنى، فهي أيضا تسجل تقدما مطردا ومتتابعا لفن التصوير الضوئي بالأبيض والأسود، حيث شهدنا خلال التجارب الماضية فوز الكثير من اللوحات الضوئية التي استخدمت فيها تقنية التصوير بالأبيض والأسود، ليس على مستوى مسابقة محلية فحسب، بل في مسابقات دولية، آخرها المشاركة العمانية لمجموعة من الشباب الذي فازوا خلال العام الماضي بالمراكز الأولى على مستوى العالم، اللوحة الفائزة للفارسي تسير في ذات الاتجاه، حيث تعكس الصورة الشحنة الكبيرة من المعاناة والتعب الذي يعاني منه صائد الاسماك بعد رحلة العودة إلى البر، حيث يكون قد قضى ليلته في خضم البحر، يحمل الصياد كمية كبيرة من الأسماك، أحنت ظهره، ومع ذلك يظهر تفاؤله بالحياة، وهو يبتسم أمام عدسة الكاميرا، التي سجلت جانبا مشرقا من وجه الملثم، إذ لم تظهر منه سوى إحدى عينيه، وفمه الباسم، وهذا انتصار على الحياة، وتحد كبير من أجل كسب لقمة العيش، هذه الصورة استحقت بحسب رؤية لجنة التحكيم على الجائزة الكبرى، في احتفالية افتتاح المعرض السنوي التاسع عشر للتصوير الضوئي، الذي نظمته جمعية التصوير الضوئي، أعلنت مساء أمس، أقيمت في مقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وذلك برعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وحضور سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وحضور كبير من المصورين والفنانين.

الفائزون في المحور المفتوح
أقيمت المسابقة على محورين، المحور المفتوح، والتجريد، وكليهما يتممان بعضهما البعض، ففي المحور المفتوح أحرزت صورة نادية بنت محمد العمرية على المركز الأول، شكلتها بالأبيض والأسود وقدمت تعبيرا عن حالة الرغبة للانعتاق، والحلم بالحرية الذاتية، حرية الفكرة قبل حرية الحركة، رامزة لذلك صورة الطيور التي أطلقتهما المصورة من قفصهما المعلق، ومع أن الطيور حلقت بعيدا، وتناثرت في أرجاء المشهد إلا أن ثمة طائر آخر بقي عالقا في يدها، لعله يرمز إلى حالة التوحد بالوجد والشغف، إذ ثمة طائر وحيد يبقى عالقا في اليد، كما حصلت لوحة آمنة بنت سالم باعمر على المركز الثاني في المحور المفتوح، الصورة تجسد وجه امرأة عمانية، محاط ببرقع صغير يغطي اجزاء من وجهها المشرق، كما حصلت لوحة الحارث بن عبدالله الحارثي على المركز الثالث، ونالت لوحتا حمد بن سلام السليمي وحمد بن محمد الغماري على الجائزة الشرفية.
الفائزون في محور التجريد
وفي محور التجريد أحرزت صورة محمد بن تميم الشرجي على المركز الأول، رسمت درجا مزخرفا، التقطت الصورة من أسفل الدرج، وجسدت انحناءه الحلزوني، فبدت الصورة أشبه بكائن بحري عملاق يحمل ألونا طاووسية أخاذة، كما حصلت لوحة حامد بن أحمد الشحري على المركز الثاني، ونالت لوحتان لمنيرة بنت حمد الشماخية والخطاب بن صالح المعمري على الجائزة الشرفية.
وفي الاحتفالية التي أقيمت في مقر الجمعية العمانية للفنون التشكلية ألقى السيد ابراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية التصوير الضوئي، الممثل الرسمي للسلطنة في (الفياب)، كلمة أمام الحضور، أكد فيها أن هذه المسابقة تعد هي أهم فعالية تقدمها جمعية التصوير الضوئي بالسلطنة، وهي تقليد عريق بين المرامج التي تقدمها الجمعية للمجتمع الفوتوغرافي والمهتم بالفنون البصرية، حيث أصبحت المسابقة متاحة للجميع.
وأكد أن ما يميز مسابقة هذا العام هو زخم المشاركة، حيث قارب عدد الصور المشاركة إلى ألف صورة ضوئية.
مشاهد ضوئية متنوعة

ضم المعرض أكثر من مائة عمل فني، وقدمت وجوها كثيرة، وجوه لكبار وصغار السن، وجوه لفتيات ملونات بالدهان، وجوه لنساء مبرقعات، ومشاهد مختلفة لبعض الفنون الشعبية كالرزحة وسواها، ومشاهد من البيئة العمانية، المعالم الدينية كالجوامع، والأثرية كالقلاع والحصون، ومشاهد من الطبيعة العمانية، في البر والبحر، وفي الاخضرار واليباس، مشاهد في الليل والنهار، تنوعت بتنوع اهتمامات المصورين، كما ضم المعرض صورا أحرزت سابقا على مراكز متقدمة، وما يزال بعض الفنانين مولعين بتصوير الوجوه، التي أصبحت أشبه بالموضة، أو تصوير التفاصيل الدقيقة.
ولا تزال إدارة الجمعية متشبثة بفكرة التسميتين: المحور المفتوح والتجريد، مع أنهما تسميتان لأشياء متشابهة ومتقاربة، ومما لاشك فيه فإن المصور بحاجة إلى مزيد من المعرفة، حتى يصبح مصورا مبدعا، وليس تقليديا، إذ لا يكفي أن يجيد التقاط الصورة واختيار الزاوية والزمن المناسبين، بل بحاجة إلى تطوير الفكرة، وهذا ما نلمسه في بعض المصورين المبدعين، كعدسة نادية العمرية، وعدسة رحمة الهادية التي افتقدنا حضورها في هذا المعرض، وكذلك عدسات كبار المصورين الضوئيين، الذين لهم بصمة في مسيرة التصوير الضوئي في السلطنة.
الجائزة الكبرى للفارسي والمركز الأول للعمرية والشرجي
كتب: محمد الحضرمي -
قدمت اللوحة الفائزة بالجائزة الكبرى للمصور الضوئي ياسر بن ناصر الفارسي، أكثر من دلالة ومعنى، فهي أيضا تسجل تقدما مطردا ومتتابعا لفن التصوير الضوئي بالأبيض والأسود، حيث شهدنا خلال التجارب الماضية فوز الكثير من اللوحات الضوئية التي استخدمت فيها تقنية التصوير بالأبيض والأسود، ليس على مستوى مسابقة محلية فحسب، بل في مسابقات دولية، آخرها المشاركة العمانية لمجموعة من الشباب الذي فازوا خلال العام الماضي بالمراكز الأولى على مستوى العالم، اللوحة الفائزة للفارسي تسير في ذات الاتجاه، حيث تعكس الصورة الشحنة الكبيرة من المعاناة والتعب الذي يعاني منه صائد الاسماك بعد رحلة العودة إلى البر، حيث يكون قد قضى ليلته في خضم البحر، يحمل الصياد كمية كبيرة من الأسماك، أحنت ظهره، ومع ذلك يظهر تفاؤله بالحياة، وهو يبتسم أمام عدسة الكاميرا، التي سجلت جانبا مشرقا من وجه الملثم، إذ لم تظهر منه سوى إحدى عينيه، وفمه الباسم، وهذا انتصار على الحياة، وتحد كبير من أجل كسب لقمة العيش، هذه الصورة استحقت بحسب رؤية لجنة التحكيم على الجائزة الكبرى، في احتفالية افتتاح المعرض السنوي التاسع عشر للتصوير الضوئي، الذي نظمته جمعية التصوير الضوئي، أعلنت مساء أمس، أقيمت في مقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وذلك برعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وحضور سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وحضور كبير من المصورين والفنانين.

الفائزون في المحور المفتوح
أقيمت المسابقة على محورين، المحور المفتوح، والتجريد، وكليهما يتممان بعضهما البعض، ففي المحور المفتوح أحرزت صورة نادية بنت محمد العمرية على المركز الأول، شكلتها بالأبيض والأسود وقدمت تعبيرا عن حالة الرغبة للانعتاق، والحلم بالحرية الذاتية، حرية الفكرة قبل حرية الحركة، رامزة لذلك صورة الطيور التي أطلقتهما المصورة من قفصهما المعلق، ومع أن الطيور حلقت بعيدا، وتناثرت في أرجاء المشهد إلا أن ثمة طائر آخر بقي عالقا في يدها، لعله يرمز إلى حالة التوحد بالوجد والشغف، إذ ثمة طائر وحيد يبقى عالقا في اليد، كما حصلت لوحة آمنة بنت سالم باعمر على المركز الثاني في المحور المفتوح، الصورة تجسد وجه امرأة عمانية، محاط ببرقع صغير يغطي اجزاء من وجهها المشرق، كما حصلت لوحة الحارث بن عبدالله الحارثي على المركز الثالث، ونالت لوحتا حمد بن سلام السليمي وحمد بن محمد الغماري على الجائزة الشرفية.
الفائزون في محور التجريد
وفي محور التجريد أحرزت صورة محمد بن تميم الشرجي على المركز الأول، رسمت درجا مزخرفا، التقطت الصورة من أسفل الدرج، وجسدت انحناءه الحلزوني، فبدت الصورة أشبه بكائن بحري عملاق يحمل ألونا طاووسية أخاذة، كما حصلت لوحة حامد بن أحمد الشحري على المركز الثاني، ونالت لوحتان لمنيرة بنت حمد الشماخية والخطاب بن صالح المعمري على الجائزة الشرفية.
وفي الاحتفالية التي أقيمت في مقر الجمعية العمانية للفنون التشكلية ألقى السيد ابراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية التصوير الضوئي، الممثل الرسمي للسلطنة في (الفياب)، كلمة أمام الحضور، أكد فيها أن هذه المسابقة تعد هي أهم فعالية تقدمها جمعية التصوير الضوئي بالسلطنة، وهي تقليد عريق بين المرامج التي تقدمها الجمعية للمجتمع الفوتوغرافي والمهتم بالفنون البصرية، حيث أصبحت المسابقة متاحة للجميع.
وأكد أن ما يميز مسابقة هذا العام هو زخم المشاركة، حيث قارب عدد الصور المشاركة إلى ألف صورة ضوئية.
مشاهد ضوئية متنوعة

ضم المعرض أكثر من مائة عمل فني، وقدمت وجوها كثيرة، وجوه لكبار وصغار السن، وجوه لفتيات ملونات بالدهان، وجوه لنساء مبرقعات، ومشاهد مختلفة لبعض الفنون الشعبية كالرزحة وسواها، ومشاهد من البيئة العمانية، المعالم الدينية كالجوامع، والأثرية كالقلاع والحصون، ومشاهد من الطبيعة العمانية، في البر والبحر، وفي الاخضرار واليباس، مشاهد في الليل والنهار، تنوعت بتنوع اهتمامات المصورين، كما ضم المعرض صورا أحرزت سابقا على مراكز متقدمة، وما يزال بعض الفنانين مولعين بتصوير الوجوه، التي أصبحت أشبه بالموضة، أو تصوير التفاصيل الدقيقة.
ولا تزال إدارة الجمعية متشبثة بفكرة التسميتين: المحور المفتوح والتجريد، مع أنهما تسميتان لأشياء متشابهة ومتقاربة، ومما لاشك فيه فإن المصور بحاجة إلى مزيد من المعرفة، حتى يصبح مصورا مبدعا، وليس تقليديا، إذ لا يكفي أن يجيد التقاط الصورة واختيار الزاوية والزمن المناسبين، بل بحاجة إلى تطوير الفكرة، وهذا ما نلمسه في بعض المصورين المبدعين، كعدسة نادية العمرية، وعدسة رحمة الهادية التي افتقدنا حضورها في هذا المعرض، وكذلك عدسات كبار المصورين الضوئيين، الذين لهم بصمة في مسيرة التصوير الضوئي في السلطنة.