علماء يكتشفون فوائد السواك والرضاعة الطبيعية

    • علماء يكتشفون فوائد السواك والرضاعة الطبيعية

      علماء يكتشفون فوائد السواك والرضاعة الطبيعية




      السلام عليكم




      “من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” رواه الترمذي.

      إن الصحة عنصر من عناصر الحياة مثل الحرية، الأمن، المأكل، المشرب، والملبس. فالإنسان يحتاج إلى صحته لتحقيق ذاته، لعبادة ربّه، للنهوض بالمجتمع ولعيش الحياة بطريقة أفضل.

      وحسب القول المأثور “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء”.

      وبما أن الإسلام هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالالتزام بأنماط الحياة الإسلامية هو تحقيق لطبيعة الإنسان الأصيلة وانسجام مع سُنن الله تعالى وبالتالي تحقيق صحة أفضل.

      وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نجد حرصه على تناول الغذاء الكامل بدلاً من ذلك المنخول. وعن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعت للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفاً فقال: “ما هذا؟ فقالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع منه لك رغيفاً، فقال: ردّيه فيه ثم اعجنيه”.

      وللألياف في الغذاء فوائد عدة، حيث ان بعض الألياف تعمل كالاسفنجة تمتص كميات كبيرة من الماء، وهذا يحفز حركة الأمعاء ويساعد على عدم الإصابة بالإمساك والمشكلات المرتبطة به. مع الإشارة إلى ضرورة الاعتدال في تناول الألياف، خاصة عند الكبار في السن.

      كما ان الزائدة الدودية تظهر نتيجة تكوين جيوب صغيرة أو جيوب في المناطق الضعيفة في جدار الأمعاء، إذ ان بقايا الطعام المتبقية في هذه الجيوب تسبب التهابات حادة، ويذهب الأطباء إلى أن الغذاء الغني بالألياف يخفف من هذا المرض.

      وفي مرض القولون العصبي تزداد تقلصات عضلات الأمعاء مما يؤدي إلى آلام في البطن وغازات وتعاقب الإسهال والإمساك. فالغذاء الغني بالألياف يفيد في علاج تهيج الأمعاء.

      وهناك اعتقاد كبير بأن الأغذية الغنية بالألياف قد تساعد في تقليل احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء، لأن الألياف تساعد في تقليل الاحتكاك ببعض المواد المسرطنة الموجودة في بقايا الطعام، كما ان سرعة مرور بقايا الطعام تساعد في تقليل مدة بقاء المواد المسرطنة في الأمعاء.

      كما أوضحت الدراسات أن الألياف الغذائية الذائبة في الماء مثل البكتين ونخالة الشوفان تقلل من نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي خطر الإصابة بأمراض القلب.

      وتؤثر الألياف في ضبط الوزن والشهية، لأنها لا تحتوي على كمية كبيرة من الطاقة الحرارية، وتساعد على الإحساس بالشبع. لذلك ينصح الأطباء بتناول الألياف المتوافرة في الخضار والفاكهة والبقوليات وتناولها كاملة.



      السواك



      عن الترمذي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب”. وعن ابن خزيمة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”.

      وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنه “كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل يشوص فمه بالسواك” (متفق عليه).

      و”كان صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك” رواه ابن ماجة. و”كان صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوّك قبل أن يتوضأ”.

      إن الفم، بحكم اتصاله بالعالم الخارجي، يصبح مضيفاً للكثير من الجراثيم التي تكون عاطلة عند الشخص السليم. ولكن تنقلب إلى مؤذية إذا بقيت ضمن وبين الأسنان بقايا طعام وشراب. فإن هذه الجراثيم تعمل على تحويل السكر إلى أحماض عضوية تقوم بإذابة المينا ثم العاج وتتسع بالنخر.

      ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك بسواك من شجرة الأراك، وهي دائمة الخضرة تنمو في بلدان حوض البحر المتوسط وأجزاء من إفريقيا. لها ثمر يؤكل ويؤخذ السواك من جذورها ومن أعضائها الصغيرة.

      العالِم رودات، مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك وحسب ما ورد في المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع 1961 يروي قصته عن السواك ويقول: قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحالة زار بلادهم. وقد عرض للأمر بشكل سافر واتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين. وفكرت، لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية؟ وما ان أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عوداً من تلك الأعواد الخشبية بدأت أبحاثي فوراً، فسحقتها وبللتها، فوجدت أن المسوق المبلل على مزارع الجراثيم يعمل مثل البنسلين وكمضاد حيوي. كما ان في السودان مادة مضادة للعفونة تُسمى العفص تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها. وفيه أيضاً مادة خردلية هي السنجرين، ذات رائحة حادة وطعم حرّاق يساعد على الفتك بالجراثيم. ويتضمن السواك بلورات السيليكا وحماضات الكلس التي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان. والكلوريد مع السيليكا في السواك مواد تزيد بياض الأسنان.

      وهناك مادة صمغية تغطي المينا وتحمي الأسنان من التسوس، إضافة إلى وجود فيتامين “ج”، ويتضمن السواك مادة تعمل على التئام الجروح في اللثة. كما يتضمن السواك مادة كبريتية تمنع التسوس.

      وهناك دول أوروبية تعمل على تصنيع معجون الأسنان من مسحوق الأراك.



      الأكل والشرب وقوفاً



      عن أنس وقتادة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائماً، قال قتادة: “فقدنا الأكل؟ فقال: ذاك أشرّ وأخبث” رواه مسلم.

      إن الوجه الطبي لهذا النهي يوضحه عدد من الأطباء والعلماء، منهم عبدالرزاق الكيلاني وإبراهيم الراوي، ويتمثل ذلك في أن الجهازين العصبي والعضلي في حالة الوقوف يكونان بحالة من التوتر، بحيث تقلل قابلية الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام والشراب بسلاسة وانسياب.

      فالشرب والأكل وقوفاً يؤديان إلى نزول السائل بعنف إلى قعر المعدة ويصدمها صدماً، ما يؤدي مع الزمن إلى استرخاء المعدة وهبوطها، وما يلي ذلك من عسر هضم.

      والشرب والأكل وقوفاً كذلك يؤثران في سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها.

      وأثناء الوقوف تحدث تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة، محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي.

      الرضاعة الطبيعية



      ومن المعلوم أن الإسلام حثّ على الرضاعة الطبيعية لمدة حولين كاملين، لما للرضاعة الطبيعية من فوائد تحدث عنها الأطباء والاختصاصيون بشكل مفصل، وأصبح معلوماً للجميع أهميتها بالنسبة للطفل والأم على حد سواء.

      وذكر في كتاب نلسون، وهو مرجع مهم في طب الأطفال (1994) أن الأبحاث العلمية أظهرت وجود علاقة قوية بين عدد ومدة الرضاعة من الأم وبين ظهور السكري من النوع الأول في عدد من الدراسات في كل من النرويج والسويد والدنمارك.

      وبعد الدراسات وجدوا أن بروتين لبن البقر يمكن أن يحدث تفاعلاً حيوياً مناعياً يؤدي إلى تحطيم خلايا بيتا البنكرياسية التي تفرز الأنسولين. ويؤكد هذه النظرية وجود أجسام مضادة بنسبة مرتفعة لبروتين لبن البقر في مصل الأطفال المصابين بداء السكري مقارنة مع الأطفال غير المصابين بالمرض كمجموعة مراقبة.

      وأظهرت مجلة “المناعة الذاتية” دراية أجريت في فنلندا (1994) تشير إلى أن بروتين لبن الأبقار يمرّ بحالته الطبيعية من الغشاء المبطن للجهاز الهضمي نتيجة عدم اكتمال هذا الغشاء من خلال ممرات موجودة فيه، حيث ان الأنزيمات لا تستطيع تكسير البروتين إلى أحماض أمينية.

      وتشير المراجع الحديثة إلى أن الأنزيمات والغشاء المبطن للجهاز الهضمي وحركية هذا الجهاز وحيوية الهضم والامتصاص لا يكمل عملها بصورة طبيعية في الأشهر الأولى بعد الولادة، لكنها تكمل تدريجياً حتى نهاية العام الثاني.

      الذبح الحلال



      حرم الشارع تناول الميتة والدم ولحم الخنزير، والسبب في ذلك يظهر لنا عند معرفة المراحل التي تمر بها الميتة، حيث تظهر بعض المركّبات الناشئة ذات رائحة مميزة، وهي سامّة جداً، حتى الغلي الشديد قد لا يؤثر في تحليلها.

      أما في حالة الأسماك، وُجد أنه عند نفوقها يجتمع الدم في خلاصم السمكة، وهذه الخلاصم تُزال عند تنظيفها وبالتالي كأن السمك ذُبح.

      وفي دراسة أجريت في جامعة هانوفر من قِبل عالمين ألمانيين د. سكولتزد، ود. هازم اعتمدا فيها على التخطيط الكهربائي للدماغ، وتخطيط مماثل للقلب للمقارنة بين الألم الذي يسببه الذبح الشرعي الإسلامي والصعق المعتمد في الدول الغربية، حيث وجدا أنه في حالة الذبح وخلال الدقائق الثلاث الأولى لم يحدث أي تغير في تخطيط الدماغ، أما خلال الدقائق الثلاث التالية أظهر التخطيط نوماً عميقاً. في حين ان القلب يظل ينبض لأن الإشارة ما زالت تصل عن طريق العمود الفقري، طارداً الدم خارج الجسم. فعمدوا إلى تصنيف الذبح الشرعي على انه إنساني وصحي.

      أما في حال الصعق فوجدوا في تخطيط الدماغ إشارات دالّة على ألم شديد على إثرها يتوقف القلب حابساً الدم داخل الجسد، وعليه عمدوا إلى تصنيف الصعق على انه أسلوب غير إنساني وغير صحي، مع الإشارة إلى أن تطبيقنا لهذه الأمور هي عبادة بذاتها، بغض النظر عن فوائدها الصحية.


      منقول