
إن كان للسيارات أب روحي فى هذا العالم ألهم الفكرة لمن عملوا عليها ومنحها الحياة ، فبالتأكيد هذا الأب هو عشق السرعة ، والذى ذاب فى دماء كل من أبدع فى هذا المجال وخلق جيل تلو الآخر من الابتكارات عملت معظمها إما على الوصول للمزيد من السرعة أو على جعلها أكثر ألفة فى التعامل مع البشر .
وإذا وضعنا قائمة بأكثر تلك الابتكارات إخلاصاً للسرعة والقوة ، فلربما وجدنا الشواحن التوربينية فى أوائل الصفوف لما تمثله من إبداع هندسي وقدرة حقيقية على قلب كافة الموازين فى اى منافسة تشارك فيها ، فهى ليست مجرد إضافة قد تتوفر أو يخلو منها اى محرك ، بل هى ارتقاء بالقوة من مستوى إلى آخر .

تعد الشواحن التوربينية احد الإضافات الكلاسيكية للمحركات ، ليس فقط لكونها استخدمت بكثرة منذ سنوات ولا لكونها قطعة هندسية لا تحتوى على الكثير من التقنية ، بل لكون الشواحن التوربينية وعلى عكس المعروف يعود تاريخها إلى ما قبل السيارات بحوالى 10 سنوات ، وتحديداً عام 1885 حينما قرر جوتليب دايملر استخدام مضخة فى شحن المزيد من الهواء داخل محرك احتراق داخلي ، وهو ما تطور مع الوقت ووصل إلى ما نعرفه اليوم بالتربو تشارجر .