المسافر
تدلت الهموم ذات وجع ، باعدت بيني وبين أسفاري ، فمزقتني شر ممزق ، اقتسمتُ خبز الوجع مع حرفي ، واحترفتُ البكاء/ الشقاء ، رغبة في نفسي للبقاء ..!.. مآس تتشكل في أحداقي ، ألم يستوطن أوراقي كل الأشياء ضدي .. حتى أنا ، في الأماكن وحدي .. وتضيع في فضاءات الحزن ابتسامة كانت لتسلب الحقد من قلبي ، وحده البوح من صافحني .. وحدها المرآة من رأتني .. احترفُ الغياب وعقارب السنوات ، أصحو كل مساء على صوت الكنار .. على صوت الأموات ، ذات يوم سأصفع الواقع ، واتجرع علقم الحقيقة ، واغادر هذه المدارات دون رجوع ..!
يصفعه البوح
ويهلل للنوح
يشعله الصمت المستعر
في أحداق السنين
ينتظر الحرية
يلوح ببقايا من فتات الذكرى
وينصب في داخله
في أعماقه
الحقد الدفين
يخترق السـ(ـقـ)ـم عظامه
ويشربه كل مساء
تشربه كل أيامه
يسمع أنيناً هنا
فيكون قلقاً
يزوره الأرق في المنام
تخفيه تضاريس الأيام التي مضت
ويصبح شيئاً لا يعرفه
تتوهج النار في قلبه
تضيء الحطام الذي يبحر في مسالك عينه
وترشده إلى دربه
ليسير إلى طرقات الأنين
ويموت البوح داخله
يموت الحنين
يمطره ألف سؤال
يتسرب من نافذة كلماته
يغسل صمته المريب
" صمت الغريب"
نسيم الخيال
يداعب الفوضى التي تسكنه
ويلمح طيفاً زاره هذا المساء
طيف جده / عليه رحمة الله
يتأمل في تعابير وجهه المهيب
يطهره .. ويمسح ذنوبه
بلحيته البيضاء
يتقدمه خطوة
ويناديه للصلاة
تقوده ابتسامته الوقورة إلى حيثه
وخلفه .. يزرع الحياة