الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية-
لا أدري إن كان الواقع الذي عكسته نتائج مشروع حصر الباحثين عن عمل مخيفا أم مطمئنا؟ فمن جهة؛ ارتفاع نسبة الإناث التي بلغت 64% من إجمالي الباحثين عن عمل ومقارنة بـ 36% لنظرائهنّ من الذكور بالفعل مخيف جدًا؛ لأنّ هذا مؤشر إلى أنّ عددًا كبيرًا من إناث بلدي باحثات عن عمل، ووفقا لما أشارت إليه تصريحات أحد المسؤلين بهيئة سجل القوى العاملة الوطنية حين قال إنّ عددا كبيرًا من المتقدمات للتسجيل كباحثات عن عمل أثناء عملية الحصر هنّ "ربّات منازل".. بالإضافة إلى أنّ هناك أكثر من 35 ألفًا من الباحثات هنّ متزوجات ولديهنّ عائلات، وجزء كبير منهنّ من حملة الشهادات اللائي مضت عليهن 5 سنوات فأكثر، وهذا بالفعل يتطلب إلحاقهنّ ببرامج تدريب وتأهيل تمكنهنّ من الانخراط في سوق العمل بجدارة. ومن جهة أخرى أجد هذه النسبة مطمئنة جدًا؛ حين ألحظ أنّ عددًا منهنّ يحملن شهادات ومؤهلات وذوات كفاءة تؤهلهن للانخراط في سوق العمل حينما يجدن فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاتهنّ وتخصصاتهنّ المختلفة.
الجدير بالذكر أنّه ليس عيبًا أو مضحكًا حين اشترطت أغلبية المتسجلات كباحثات عن عمل أثناء تعبئة البيانات أن تكون مقار تلك الوظائف بالقرب من منازلهنّ، وقد يكون ذات التوجه عند عدد كبير من الذكور، وبالفعل ستكون لفتة رائعة لو أنّ الجهات المعنية تنظر في إمكانية توظيف النساء وفقًا للمناطق السكنية متى ما توفرت فرص العمل التي تناسب مؤهلاتهنّ والاشتراطات الوظيفية. وذلك مراعاة لأحوالهنّ الأسرية والاجتماعية.. المهم أنّ بنات بلدي يرغبن في الحصول على فرصة عمل للمساهمة في بناء ذاتهن.. وأسرهنّ.. ووطنهنّ في نفس الوقت.. فلمَ نحرمهنّ من هذا الطموح؟!
من هنا يمكننا القول إنّ هناك تباينًا في وجهات النظر من قبل المسؤول والمواطن العادي؛ حول نتائج مشروع حصر الباحثين عن عمل، فمنهم من يرى أنّ 135 ألف باحث عن عمل رقم كبير، يصعب استيعابه وإلحاقه بفرص عمل مناسبة، واتفق مع الجانب الآخر الذي لم يجد هذا العدد مفاجئًا، حيث كانوا يتوقعون أكثر من ذلك، ولكنّه جاء في حدود المعقول، وبالفعل كلنا ثقة بأنّ سوق العمل قادر فعليًا على استيعاب هذا العدد، وذلك اعتمادًا على التخصصات والشروط التي وضعتها جهات التوظيف.
لذا يجب علينا ألا نرى هذا العدد من الباحثين عن عمل كعبء على الدولة، وإنّما يجب تسليط الضوء على الجانب الإيجابي ونعتبرهم ثروة وطنية قادمة يجب استغلالها بالطريقة الصحيحة، ليساعدوا في زيادة إنتاجية الاقتصاد العماني، وليساهموا في تطوير مهاراتهم وإثبات وجودهم، والمشاركة في بناء وطنهم. والأهم من ذلك يجب أن ندرك كيف نوجه هذه الطاقات في الاتجاه الصحيح.
همسة لكل " باحث عن عمل"
135 ألف باحث عن عمل.. أخاف البعض.. وطمأن البعض الآخر..
ولكن الجميل أنّهم يشكلون قوة أخرى قادمة؛ للمساهمة في بناء الوطن.
