في نهاية العام.. هل تتقدم ماليا؟ جديد علي المسكري

    • في نهاية العام.. هل تتقدم ماليا؟ جديد علي المسكري



      كل عام وأنتم بخير ورخاء.

      ها هو العام ينقضي ، فكيف ترى إنجازاتك المالية التي حققتها خلال الإثني عشر شهرا الماضية؟ وكيف تقيس تقدمك المالي خلالها؟

      ونحن إذ نرجوا لك المزيد والمزيد من الوفرة والنماء المالي خلال الأعوام القادمة ، فإننا نقدم لك اليوم أفكرا سهلة لمراجعة وتقييم مسيرتك المالية خلال العام المشرف على الذهاب ، إنها نقاط واضحة تقيس على ضوئها نجاحاتك وإخفاقاتك المالية ، وهذا ما سوف يمنحك رؤية أكثر نضجا تجاه خطتك المالية ، ويساعدك بالتالي على ضبط مسارك المالي على أفضل الخيارات.

      ماذا كانت أهدافك خلال هذا العام المؤذن بالرحيل؟؟

      إن الأهداف المالية التي تنتخبها لنفسك بعناية تامة ، وتضعها نصب عينيك ، سوف تكون هي بوصلتك الدقيقة التي تدلك إلى الإتجاه السليم الذي يجب أن تسلكه ، فكلما تقدمت خطوات في نفس إتجاه أهدافك فهذا مؤشر صريح على أنك تحرز التقدم المطلوب ، وأنك تستحق التهنئة مقدما ، فأنت في طريقك نحو الإستقلال المالي الرحب.

      من المؤسف حقا أن كثيرا من الأشخاص ليست لهم أهداف مالية حقيقية ، ولا يملكون رؤية واضحة حول مستقبلهم المالي ، ولذلك فإنهم لن يحصلوا على أكثر مما تتبرع لهم به الحياة بطريقة شبه عشوائية!!

      خلال هذا الشهر ، وقبل دخول العام الجديد ، يتوجب عليك أن تراجع أهدافك المالية ، وتعيد النظر في قوتها وجدواها ، وتقيس مدى تقدمك نحو الوصول إليها ، إسأل نفسك: ما هي الخطوات المقبولة التي قمت بها من أجل تحقيق أهدافي المالية؟ فبهذا تضع نفسك مجددا على المسار السليم ، وتنعش خطتك المالية بروح حماسية جديدة.

      رفع مستوى الدخل.

      من الأهداف المالية العامة والأساسية في أي خطة مالية هو رفع مستوى الدخل ، وقد يكون ذلك من خلال عمل إضافي ، أيا كان نوعه ، أو من خلال المساهمة في تمويل مشروع ، أو من خلال الإستثمار ، أي بشراء أصل مالي مولد للدخل ، وهذا الخيار الأخير هو الأكثر ذكاء.

      ماذا عنك أنت؟! هل حققت أي دخل إضافي مقبول خلال الأشهر القليلة الفائتة؟؟

      الأمر الذي نتمنى أن يعرفه الجميع مبكرا هو أن رفع مستوى الدخل بات يعتبر في عالم اليوم من الامور السهلة ، فهناك خيارات لا متناهية من أجل هذه الغاية ، وإذا كنت في حيرة من أمرك فلا تتردد في سؤال أهل الخبرة في هذا الإختصاص ، فقد تحصل على إجابات رائعة تقفز بك إلى الرخاء المالي الذي طالما كنت تتمناه.

      زيادة المدخرات.

      مهما كان دخلك ممتازا ، فإنك بدون الإدخار لن تتمكن من السيطرة على أوضاعك المالية ، ولن تتمكن من تنمية أموالك ، حيث أن إدخار ما نسبته 10% إلى 20% لا يعتبر أمرا غير عادي ، ولكنه خطة ممتازة للتقدم الطبيعي في خط التنمية المالية ، وهو ما تحدثنا عنه في العدد الماضي.

      إذا كانت مدخراتك تساوي 10 أضعاف دخلك الشهري فأنت في وضع مقبول ، أما إذا كانت تساوي أكثر من 20 ضعفا من دخلك الشهري فنبارك لك نجاحك المالي مقدما ، لأنك تستطيع من خلال إستثمار هذا المبلغ أن تحصل على دخل جديد يفوق دخلك الحالي.

      إنه مؤشر حقيقي ، فإذا كانت مدخراتك قد سجلت نموا دوريا متناسقا خلال الأشهر الفائتة ، فأنت في الإتجاه السليم ، وإلا فيجب عليك إعادة النظر في خطتك المالية ، وإقرار نسبة معقولة من دخلك الدوري للإدخار.

      شراء الاصول.

      الاصول المالية هي الدجاجات التي تبيض الذهب!! وهي السر الذي يفسر الأرصدة الضخمة التي تغص بها حسابات الأغنياء! فهل إشتريت إحداها خلال الأشهر القليلة الماضية؟؟

      الأصل المالي هو كل شيء يمكن شراؤه من أجل توليد دخل إضافي ، أو أي شيء يمكن شراؤه من أجل بيعه بسعر أكبر ، إنه الإستثمار بكل بساطة.

      قد تكون الاصول المالية العقارية من أفضل الخيارات ، مثل شراء بيت بقصد تأجيره ، أو شراء أرض بقصد بيعها بسعر أعلى ، ولكن الخيارات المتاحة أوسع من ذلك بكثير ، فهناك الخيارات الغالية ذات العائد المالي العالي ، وهناك الخيارات القريبة من متناول الشخص العادي بسبب سعرها المتواضع ، وهناك الاصول التي لا تحمل مخاطرة تذكر ، وباستطاعة الوسيط المالي أن يرشدك إلى أفضل الحلول المناسبة لك ، خصوصا وأنت السلطنة تشهد تنمية بنيوية ومشاريع ضخمة ، سوف توفر المزيد والمزيد من الفرص الإستثمارية الممتازة.

      شراء الاصول هو المصدر الموثوق لتنمية أموالك ، وهو الطريق المجربة للوصول إلى أي مستوى مالي تطمح إليه ، ويمكنك أن تنظر إلى الأصل المالي على أنه مصنع للنقود ، لأنه سوف ينتج لك الكثير منها.

      النهاية هي وجه آخر للبداية.

      وأخيرا يمكننا القول هنا أن البدايات تأتي بعد النهايات ، فلا تتأسف على ما فات ، فبداية العام القادم تأتي مع نهاية العام الجاري ، إبدأ من اليوم في الإهتمام بمستقبلك المالي ، ارسم صورة واضحة لما تود أن تمتلكه من المال ، وخلال العدد القادم سوف نتحدث بإذن الله تعالى عن بعض الأفكار المبسطة التي تساعد على وضع خطة مالية يمكن الوثوق بها.

      وكل عام وأنتم بخير ونماء وسعادة

      ( كان هذا هو الموضوع الذي نشر لي في مجلة (الخزينة) لعدد شهر نوفمبر 2012 )






      المصدر : علي المسكري