الوداع 2012 - جديد فشكول

    • الوداع 2012 - جديد فشكول

      هي من المرات القليلة التي أجدني أمام لوحة المفاتيح دون أن أجد الكثير من الكلمات لكتابتها هنا، رغم أن هناك الكثير مما حدث في الفترة الأخيرة والذي كان يستدعي تدوينه، على الأقل ليظل ذكرى في حياتي أستحقت التدوين .. قد أعتدت معكم على تدوينة ختامية لكل سنة ميلادية، ولكن هذا العام 2012 كان عاماً مميزاً بحق، وبالأخص الأشهر الأخيرة منه، حيث تعلمت الكثير وتغيرت كثيراً في فترة قصيرة.


      مازلت في حيرة مالذي أستطيع تدوينه هنا للتاريخ، تاريخي أنا بالطبع، ولا أظنه يعني شيئاً يذكر للكثيرين منكم، ولكن سأحاول أن أثرثر تماما كما قد أفعل فيما لو كان أحدكم أمامي وجهاً لوجه، أكثر ما يميز هذه السنة أني كثيراً ما كنت بين عالمي الحقيقة والخيال، لدرجة أشعر أحياناً أني أعيش في عالم من الوهم والخيال، كانت سنة غريبة خليطة من أشياء عديدة، في النهاية حققت شيئاً مما أريد وأنا متفائل بالقادم أكثر من أي وقت مضى، ربما ليس هناك ما يدفعني للتفاؤل كثيراً بخصوص الواقع، ولكني قد أكون أدركت السر، واستطيع القول أني ربما أكثر تحكماً بواقع حياتي منذ أن بدأ هذا العام، وأني متمسك بالحياة للغاية، وأتمنى لو أن الطب يواكب رغبتي بالعيش لمدة 400 سنة قادمة على الأقل ولا أتمنى أن تقوم القيامة قبل ذلك، فالحياة جميلة جداً.


      نعم هناك الكثير من الأحزان المؤلمة التي قد تكون مزمنة ولكن في مرحلة ما ينبغي علينا غلق الدفاتر ومتابعة الحياة، كما قد فعلت تقريبا مؤخرا، النسيان، أحيانا كل ما عليك فعله هو إتخاذ القرار ثم التعايش معه .. هكذا، مُقدمٌ على الحياة، ولكن أخشى ان لا يسعني خيالي لأقرر مالذي اريد فعله فيها، وقد أكون مقبل على قرارات خطيرة قد يصفها الكثيرون بالمجنونة، ولكنها حياتي أفعل فيها ما اشاء.


      سأقول لكم، إن الإهتمام بجودة الحياة لهو أمر مهم نتجاهله كثيراً، بدواعي التضحية، الحب، المسئوليات .. الخ، ولكنه أمر في بالغ الأهمية أن تسعوا من أجل حياة هانئة بلا آلام أو منغصات، إن كانت مسألة حقد، فانساها ودعها ربما تحمل منها ما لا يجب أن تحمل وما يأخذ منك أكثر مما تأخذ، وإن كان حباً، فدع البكاء على الأطلال، فأنت لن تعرف أبداً كيف كانت ستكون حياتك بهذا الحب أو بدونه، صدقني لن تعرف أبداً، وإن كانت قلقاً، فما هو وارد قد يتعدى خيالك، ولن تستطيع تصور كل ما يمكن له أن يحدث، فقط عش يومك، جارني هكذا وحاول أن تفهم ما أرمي إليه، ما أقصده بصفة عامة، دع هدفك أن تسعد في هذه الحياة، وهذا هدف بالغ الأهمية.


      انشروا السعادة وساعدوا أصدقائكم في النجاح وأن ينالوا حظهم من هذه الدنيا، ولا تتحدوهم أبداً أن يفشلوا، ولا تكونوا سلبيين تجاه ما يطمحون إليه، فلا تدرون من منهم من يرى فيكم قدوة أو أملاً يشع في حياته، أشكر الكثير منكم من يوجد فعلاً على حياتي الإفتراضيه أو المحيطين بي، من تعلمت منهم الكثير، أشكر من دعمني بكلمة طيبة صادقة، أو أمنية صادقة أخذت من نفسي شيئاً من أسى أو بعض وهن .. بالغ الشكر لمن لا زال في حياتي رغم كل شيء، وأتمنى لمن إنقطع بيني وبينه التواصل أن يظل ذاكراً للأيام الخوالي فأنا ما زلت أكن لتلك الأيام التقدير والإحترام وأتمنى أن يكونوا على أطيب حال وبأتم الصحة والسعادة.


      وداعاً لعام آخر .. كان نهايات للكثير، وبدايات لشيء ما، ربما يكون كثيراً في يومٍ ما .. والحمد لله!







      المصدر : فشكول