الغذاء و الجنس..

    • الغذاء و الجنس..

      وما إذا كان للعوامل النفسية دور في تشويه تلك الثقافة الجنسية.. يستطرد أن هناك دراسة لقسم أمراض الذكورة بطب القصر العيني تؤكد أن 30% من الذين يعانون من الضعف الجنسي في مصر يعانون منه لأسباب نفسية؛ فاضطرابات القدرة الجنسية مشكلة لا تؤثر على الصحة العامة للمريض فحسب، ولكن تؤثر بشكل واضح على صحته النفسية، وثقته بنفسه، وتواصله بالمجتمع؛ وهو ما ينعكس على العلاقة بين المريض وشريك الحياة، ويؤدي إلى فشل الحياة الزوجية، أو على الأقل توترها الدائم، وهذه المشكلة قد تتفاقم بسبب نقص المعرفة المتعلقة بالصحة الجنسية.

      في الماضي كانت العلاقات الزوجية محددة بين الرجل وزوجته، لكن الأمر اختلف عندما أصبح الزوج يتساوى مع زوجته في الأدوار الاجتماعية كلها، بعد أن كان من قبل يمتلك السيطرة الاجتماعية.. وهذا ينعكس على الأداء الجنسي بالنسبة للزوج؛ فالأداء الجنسي يحتاج إلى الثقة بالنفس، والأعصاب الهادئة، والتوافق بين الزوجين. ولو افتقدنا هذه العوامل فإنه يحدث توتر في الجهاز العصبي، ويعطي إشارات معينة بمواد معينة لها دور في إنهاء العملية الجنسية سريعا، وهو ما يعرف بـ"سرعة القذف"، ولو استطاع هؤلاء الأشخاص الحصول على قدر من الثقة والتوافق النفسي لانتهت هذه المشكلة تمامًا.



      ويضيف أن البعض يربط بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان وقوة أو ضعف الأداء الجنسي، وهذا ليس بصحيح؛ فليس للغذاء -نقصًا أو زيادة- أي تأثير على العملية الجنسية، طالما أن هذا الغذاء في الحدود الطبيعية والمعقولة، لكن لو أن شخصًا لديه أنيميا أو نقص في مواد معينة في جسمه؛ فإنه يتأثر بذلك في العملية الجنسية، وكذلك التخمة في تناول الغذاء؛ فالتغذية السليمة هي المطلوبة، ولكن ما نسمع عنه من تناول النباتات والأعشاب مثل الطحالب البحرية وأجزاء من بعض الحيوانات (التمساح) لا تفيد في شيء بالنسبة للعملية الجنسية.

      كما يعتقد البعض أن تناول بعض المخدرات مثل تدخين الحشيش واحتساء الخمور قبل ممارسة العملية الجنسية يزيد من قوة الأداء الجنسي، وهذا خدعة وأكذوبة ناتجة عن ثقافة موروثة.. فتناول تلك المواد وغيرها يدمر العملية الجنسية؛ لأن هذه المواد تؤدي إلى تدمير خلايا المخ ودائرة الهرمونات في الجسد، وإذا استمر الإنسان في تناولها يحدث له نوع من الشلل العصبي المدمر.

      وفي نهاية حديثه يشير الدكتور بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة إلى اعتقاد البعض أن القدرة الجنسية لا بد أن تنتهي في وقت ما عند تقدم السن، ويقول: حتى وقت قريب كانت فكرة أن يستمتع كبار السن بحياتهم الجنسية فكرة تدعو إلى السخرية، لكن الواقع غير ذلك؛ فالتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الإنسان عندما يتقدم في السن لا تعتبر عائقًا في سبيل الاستمتاع بالحياة الجنسية.. وهناك دراسة أمريكية أجريت على 800 شخص تجاوزت أعمارهم الستين أثبتت أن نسبة 97% منهم لا يزالون ينعمون بالقدرة الجنسية. إذن فليس هناك سن محددة للاعتزال، ولكن المعتقدات الخاطئة، وعدم الثقة بالنفس يمثلان الحاجز النفسي الأكبر أمام الاستمتاع بالحياة الجنسية.




      منقول للافاده فقط