AGADEER كتب:

أمي الحبيبه.. في مكان لايعرف المساء والصباح أكتب إليك أيتها الأم الرؤوم. لم يكن هذا الموضوع سوى منشط للذاكرة، منذ أن غادرت بيتنا وأنت حاضرة غائبة، لازلت أذكر رحيلك، كنت جميلةً جداً كما لم أرك من قبل، كان وجهك مشرقاً، خف الاصفرار وربما أنا لم أره، لم أكن أسمع أنينك، كان صمتك مميتاً لي يومها ياأمي، أدركت بعدها سر صمتك طوال حياتك في أمور كثيرة، أشعر أني افتقدك كثيراً كثيراً.

أمي الغالية.. كبرت يا أمي وكبرت معي شقاوتي ولازلت كلما كبرت دمرت أكثر، كبرت شقاوتي ياأمي لم تعد لي تلك الهواية في أكل الضفادع ولم أعد ياأمي أخرج من البيت كثيراً، حتى عندما أخرج الان استأذن قبل الخروج. لكن ظهرت شقاوات كثيرة مارستها فمارسني الحزن ياأمي . كبرت ياأمي وصغر حجم الفرح بداخلي.

أمي القريبة.. لازلت بين الفينة والأخرى أستغل وفاة أحدهم لأجلس عند قبرك، هل تسمعين شوقي لك حينها ياأمي، هل شممت رائحة الياسمين التي وضعتها في آخر مرة عندما رحل الجميع عن المقبرة، هل سمعت أسراري التي لم أقلها بعد لأحد يا أمي , أنا شعرت بك قريبة حينها، رأيت قبرك ياأمي كما المنز الذي لايزال في بيتنا. أوووووووه ياأمي بيتنا تغير قليلاً عن ذلك الذي تعرفيه، توسع وأجرينا عليه اصلاحات عديدة، لكنه ظل محتفظاً بالشكل الذي كان قبل أن يأخذوك عنا.

أمي الحبيبة .. أعذريني وأعرف أن عاذرةً إياي، أنا أستخدم مندوسك لأضع عليه أشيائي الخاصة، نفس المندوس القديم ياحبيبتي الذي كنت تضعين فيه الصيغة، أشم رائحتك عندما أفتحه، لم يتغير المندوس يا أمي وتغيرت أنا بما احتواه مندوسك، لا أشعر بالأمان على أشيائي إلا هناك.

أمي .. طابت تربتك وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة .. أحبك جدا يا أمي وأشتاق لك.