مالت النادلة برأسها تجاهي وهي تسألني بصوت يشبه الهمس عما إذا كنت أشرب الكحول أم لا وبنظرتها عيون قوادة خبيرة، لم أعلم بم أجيبها، فأنا لست معتادا على هكذا وضع، بطريقة ما جاوبتها بالنفي، وإذا بها تستقيم واقفة منادية بأعلى صوتها: لدينا سفن أب وشاني وبيبسي وفانتا وكوكولا .. الخ، تمنيت لو أنه كان بإمكاني أن أخرسها، فبحسب ما أرى ليس من الضروري أن يعلم كل الحاضرين هناك أن فشكول لا يشرب الخمر، وليس ذلك من تقوى أكثر من كونه إحتراما للعقل الذي هو ربما كل ما أملك من ثروة.
طلبت مشروبا غازياً بخجل، وهناك الكثير من النظرات التي ترمقني بتساؤل، تجاهلت كل ذلك لأجد بعد ذلك المائدة قد إمتلأت بصنوف الخمور ابيضها وأحمرها وأنا أتسائل هل من الممكن أن يتمتع أحد أصدقائي المطاوعة بالمرونة الكافية لأن يجلسوا على هكذا طاولة دون أن يستعر الإستفزاز في قلبه، وهناك منهم من يلعني أنا وجلستي مع هؤلاء الذين يحتسون الخمر بل ويتفنون بتذوقه !

حسنا بعد هذه المقدمة الساخنة، ارحب بكم أعزائي القراء في مدونة فشكول لعام 2013، كأول تدوينة كما جرت العادة بتدوينة إفتتاحية للسنة، وفي الحقيقة أنا الآن لست منظماً على الأطلاق، واعاني من ضيق شديد في الوقت، وأحتاج إلى جدولة الكثير من الأمور وإعطائها من الوقت دون أن يتأثر مفهوم "جودة الحياة"، فأنا أريد بقوة أن أعيش في سعادة.

ليس هناك إستقرار بالكامل هذه الأيام، ولكني ما زلت أبحث عنه بشغف، ويبدو أنه أسهل للتحقيق أكثر من أي وقت مضى، ينبغي علي الأستثمار في خلق مرونة لكي أتوائم بمحيطي وتحدياته الجديدة، وعلى ما يبدو أصبح من الضروري أن أبحث لي عن حب، عن قصة عشق تأسرني وتضفي علي لحناً جديداً .. ولما للذكريات من ألحان أهديكم الأغنية التالية لابوبكر سالم، فهي تحضر لدي من الذكريات الشيء الكثير:

بعد ذلك أتمنى لكم عاماً سعيداً بكل الحب يا أصدقائي .. لكم مني كل الحب !
في أمان الله.