يوم دام لأطفال سوريا .... واحتمال إرسال مراقبين دوليين - القبس أخبار عالمية

    • يوم دام لأطفال سوريا .... واحتمال إرسال مراقبين دوليين - القبس أخبار عالمية

      دمشق، موسكو- أ ف ب، د ب أ - واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد عمليات القصف الجوي والمدفعي لعدة مناطق سورية، أمس، ما ادى إلى مقتل العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في موازاة اشتباكات في عدد من أحياء العاصمة وريفها، وكذلك في حلب وحماة وحمص، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
      ويأتي ذلك وسط اتهامات دولية للنظام السوري باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية ضد مواطنيه المدنيين، وفي وقت تعتزم 55 دولة الطلب من مجلس الأمن إحالة ملف النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب. وتتزامن هذه التطورات مع روسيا على «ضرورة مواصلة العمل مع الأطراف كافة» لحل النزاع المتفاقم في سوريا منذ 22 شهرا، قولها أن الأمم المتحدة تبحث إرسال قوة دولية إلى سوريا.
      وأدت أعمال العنف الأحد الى مقتل 174 شخصا على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
      ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصادر مستقلة، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
      *
      مجزرة المعضمية
      وأفاد المرصد أن «36 شخصا، بينهم عشرة أطفال وخمس نساء» قضوا جراء قصف بالطيران الحربي على مدينة المعضمية (جنوب غرب دمشق)، موضحا أن أعمار الأطفال تتراوح بين ستة أشهر و14 سنة، يضافون الى أكثر من 3500 طفل، أحصى المرصد سقوطهم منذ بدء النزاع السوري قبل نحو 22 شهرا.
      وأظهر شريط مصور بثه المرصد على موقع يوتيوب الالكتروني، أشخاصا ينتشلون جثة فتى غطاه الركام، بينما عرض شريط آخر جثث ستة أطفال بعضهم ممدد على قطع من القماش والدم يغطي وجوههم. ويسمع شخص يقول «هؤلاء هم المستهدفون (...) هؤلاء هم من يقاتلهم الأسد، هؤلاء من يقاتلهم طيران الميغ الحربي».
      ويتابع الصوت «لا يوجد مكان ينزح إليه الأهالي، نتعرض للقصف في شكل عنيف في كل الأحياء وكل المباني. لا توجد أي منطقة آمنة».
      وقالت وكالة سانا من جهتها إن «إرهابيين*من*داريا أطلقوا*قذيفة باتجاه*المعضمية أصابت مبنى*مدنيا»، مما أدى «الى*وقوع*ضحايا بينهم*أطفال*ونساء»!
      *
      مقتل 4 من عائلة واحدة
      من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل أربعة مواطنين من عائلة واحدة، بينهم طفلان أحدهما في السادسة والآخر في السابعة، في قصف مدفعي على بلدة حوش عرب في ريف دمشق.
      كما قتل عدد من المدنيين بينهم 3 أطفال في غارة على منطقة العتيبة (ريف دمشق)
      وتشهد مناطق واسعة في محيط دمشق وريفها منذ أشهر عمليات عسكرية واسعة تحاول خلالها القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين الذين يستخدمون هذه المناطق كخلفية لعملياتهم في اتجاه العاصمة. وحققت القوات النظامية أخيرا تقدما في المعضمية وداريا المجاورة، من دون السيطرة عليهما بشكل كامل.
      *
      قنابل عنقودية
      واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات النظام السوري باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية تتسم بالعشوائية وعدم التمييز، وتحتوي ذخائر صغيرة انفجارية، وذلك خلال هجومين شنتهما في محافظتي إدلب وحماة خلال الشهرين الماضيين.
      وأوضحت المنظمة أن ثمة أدلة تشير إلى استخدام القوات السورية لقاذفات الصواريخ طراز «بي إم 21 غراد» متعددة الفوهات لإطلاق القذائف العنقودية في هجمات بالقرب من إدلب في ديسمبر، وفي بلدة اللطامنة شمال غرب حماة في 3 يناير الجاري.
      وأضافت أن هذه الهجمات هي الأولى التي يتم رصدها لاستخدام القوات السورية للذخائر العنقودية أرضية الإطلاق. وكشفت عن أنه لا توجد معلومات متاحة عن كيفية أو توقيت حصول سوريا على هذه الذخائر العنقودية «التي تم تصنيعها في مصر».
      *
      العمل مع الأطراف كافة
      سياسيا، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة أنترفاكس بأن الأمم المتحدة تدرس إرسال مجموعة كبيرة من المراقبين إلى سوريا، مشيرا إلى أن مجلس الأمن سيجتمع قبل نهاية الشهر الجاري لمناقشة تقرير المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.
      واستقبل بوغدانوف السفير السوري في موسكو رياض حداد، وبحث معه تطورات الوضع في سوريا وحولها، ونتائج جولة المشاورات الثلاثية التي جرت يوم الجمعة الماضي في جنيف.
      من جهة ثانية ، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأندونيسي مارتي ناتاليغافا على ضرورة مواصلة العمل مع الأطراف السورية كافة.
      وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف شدد على «عدم وجود بديل لمواصلة العمل مع الأطراف السورية كافة، بهدف الوقف الفوري لأعمال العنف، وبداية حوار سوري عام بدون شروط مسبقة، لتسوية القضايا الأكثر حدة على جدول الأعمال الوطني». وكان لافروف صرح الأحد بان شركاء موسكو في البحث عن حل للأزمة السورية «مقتنعون بأنه لا بد أولا من استبعاد الأسد عن العملية السياسية. إنه شرط مسبق غير وارد في بيان جنيف (الذي اقرته الدول الكبرى في يونيو الماضي)، كما انه يستحيل تنفيذه، لأنه ليس بيد أحد». وجاء ذلك بعد يومين من لقاء ضم في جنيف نائب الوزير الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والموفد الدولي الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي. واكد الابراهيمي في ختامه ان «لا حل عسكريا» للأزمة السورية، مستبعدا في الوقت نفسه أن يكون ثمة حل قريب.