جاء رجل من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه دابة يسافر عليها قائلاً: «احملني»، فأراد النبي أن يمازح الرجل ويطيب خاطره فقال له: إنا حاملوك على ولد الناقة، استغرب الرجل كيف يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ولد الناقة ليركب عليه، فولد الناقة صغير ولايتحمل مشقة الحمل والسفر، وإنما يتحمل هذه المشقة النوق الكبيرة فقط، فقال الرجل متعجباً: وماأصنع بولد الناقة! وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أنه سيعطيه ناقة كبيرة، فداعبه النبي قائلاً: وهل تلد الإبل إلا النوق؟!» رواه أبوداود.
طعام في الظلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن مامعنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ماعندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}» رواه البخاري
بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بين أصحابه..
إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنه وهو من علماء اليهود
دخل على الرسول عليه الصلاة والسلام .. واخترق صفوف أصحابه.
حتى أتى النبي عليه السلام وجذبه من مجامع ثوبه وشده شدا عنيفا.
وقال له بغلظة : أوفي ما عليك من الدين يا محمد .. إنكم بني هاشم قوم تماطلون في
أداء الديون.
وكان الرسول عليه السلام .. قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم..
ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد..
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وهز سيفه وقال ائذن لي بضرب عنقه يا رسول
الله
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
(مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء)
فقال اليهودي : والذي بعثك بالحق يا محمد ما جئت لأطلب منك دينا إنما جئت لأختبر
أخلاقك ..فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحن بعد ولكني قرأت جميع أوصافك في
التوراة فرأيتها
كلها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أجربها معك..
وهي أنك حليم عند الغضب ... وأن شدة الجهالة لاتزيدك إلا حلما .. ولقد رأيتها
اليوم فيك.. فأشهد أن لاإله إلا الله .. وأنك محمد رسول الله
وأما الدين الذي عندك فقد جعلته صدقة على فقراء المسلمين.
وقد حسن إسلام هذا اليهودي وأستشهد في غزوة تبوك
كان ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونهوذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فمر بباب رجل من الانصارفرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها.
ثم بعد ذلك أخذته الرهبةوخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد الى النبيودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعينيوماً،
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليهوسلم فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك:أن رجلاً من أمتك بين حفرة فيالجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمانالفارسي:
انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمنفليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقالله زفافة، فقال له عمر:هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال لهثعلبة؟
فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان اذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذهالجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح ..وجسدي فيالأجساد.. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد.فانطلق بهما فلما رآه عمرغدا اليه واحتضنه فقال : يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قاللاعلم لي الا أنه ذكرك بلامس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلنيعليه الا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليهالصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟
قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليهوسلم فحركه وانتبه فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟ قال ذنبي يا رسول الله قالأفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةوقنا عذاب النار
قال ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليهوسلم
بل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف الى منزلهفمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك فيثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا اليه ودخل عليه الرسول صلىالله عليه وسلم
فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبةرأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب
قال رسول الله ما تشتكي؟ قال :مثل دبيب النمل بين عظمي ولحميوجلدي
قال الرسول الكريم : ما تشتهي؟
قال مغفرةربي
فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلامويقول لك
لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطايا لقيته بقرابها مغفرة
فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمرالنبي بغسله وكفنه،فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطرافأنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله رأيناكتمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليهوسلم
والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضعقدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكةلتشييعه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويقابلهم
بالابتسامة وكان لايقول إلا حقاً وإن كان مازحاً.
وفي يوم من الأيام جاءت امرأة عجوز من الصحابيات إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: يارسول الله ادع الله
أن يدخلني الجنة، فداعبها صلى الله عليه وسلم قائلاً: إن الجنة
لاتدخلها عجوز، فانصرفت العجوز باكية، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم للحاضرين: أخبروها أنها لاتدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى
يقول { إنَّا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً } أي أنها حين تدخل الجنة
سيعيد الله إليها شبابها وجمالها..»
أن رجلا من البادية - اسمه : زاهر بن حرام - كان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - من البادية ، فيجهزه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج ، فإن زاهرا باديتنا ، ونحن حاضروه ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه ، وكان دميما ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : أرسلني ، من هذا ؟ ! فألتفت ، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عرفه ، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : من يشتري العبد ؟ ، فقال : يا رسول الله ! إذا - والله - تجدني كاسدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن عند الله لست بكاسد .