المعولي: مشروع وطني يستهدف بناء أسرة متماسكة تستطيع مجابهة المشكلات الحياتيَّة-

مسقط - رياض السيابي-
رعى سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، صباح أمس، افتتاح حلقة العمل حول "مشروع الإرشاد الزواجي: إعداد مدربين ومثقفين للمقبلين على الزواج"، والتي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية -ممثلة في دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية لـ30 مشاركا يمثلون وزارات كلٍّ من: التنمية الاجتماعية، والصحة، والعدل، والأوقاف والشؤون الدينية؛ وذلك على مدى 3 أيام في فندق المها بالغبرة.
وتوجَّه المعولي بجملة من الملاحظات؛ منها: أن هذا المشروع الإرشادي يتكون من ثلاث دورات متتابعة، وهو في الحقيقة مشروع وطني وليس مشروع وزارة التنمية الاجتماعية فقط؛ لأنه يستهدف المجتمع بأكمله، ويستهدف أمن هذا المجتمع، ويستهدف بناء أسرة متماسكة قليلة المشكلات، وأيضا قليلة التصدعات الأسرية، والتي في الحقيقة أثرها كبير على أفراد الأسرة والمجتمع.. وأضاف: إن ما نشاهده ونلاحظه اليوم كمؤسسات معنيَّة بالمجتمع من مشكلات الطلاق، والتي وصلت إلى نسب كبيرة جدًّا ومؤرقة للمهتمين بواقع المجتمع، وما نشاهد أيضا من انحرافات سلوكيَّة بين الشباب وطلاب المدارس، ومشكلات قد لا يعرفها المجتمع في فترات سابقة، وعليه فإننا نؤكد أن الأسرة هي نواة المجتمع، والتي لابد أن تقوم بدورها التربوي والقيمي والأخلاقي، وهذا يأتي في إطار الدين الذي هو وقاء وهو حصن حصين لأي فرد؛ فكلما اقترب الإنسان من الدين وتمسك به، قلت المشاكل في المجتمع، وأن السلوك إن لم يكن على أساس ديني وتربوي صحيح ستكون النتيجة معاكسة.
ويؤكد وكيل التنمية الاجتماعية على أن العمل الاجتماعي لا ينجح إلا من خلال عمل مشترك برؤية وأهداف واحدة ليستشرف نتيجة واضحة، وهذه هي الرؤية البعيدة، وعليه فإن هذا المشروع هو مشروع وطني، الهدف منه ليس أن يتحقق غدًا أو بعد الغد، وإنما بعد وقت ستتحقق النتائج في رؤية أسر أكثر تماسكًا ومشاكل النشء أقل حدَّة.
وبيَّن المعولي أن الدول التي تبنت تجارب في مثل هذه البرامج قد حقَّقت نجاحات، وقلت فيها نسب الطلاق، وفيما يتعلق بالطلاق ففي كثير من الأحيان حينما تطرح مشكلات الزوجية يطرح الطلاق، والكثير من الملاحظات التي أبداها القائمون على ملفات التصالح الأسري يقولون بأن الكثير من الأزواج لا يفقهون موضوع الطلاق الشرعي؛ فلو طبق الطلاق الشرعي كما يجب لقلت الكثير من حالات الطلاق، ولكن ما يحدث الآن أن هنالك طلاقًا شرعيًّا يمثل ظاهرة موجودة بين الأزواج للأسف الشديد، وهذه مشكلة في حد ذاتها يجب التنبه لها والتركيز عليها في هذا المشروع التدريبي.
ضعف دور الأسرة
وحثَّ المعولي المشاركين على أن يعملوا على إعداد مدربين ومثقفين ينتشرون في المجتمع؛ حتى يستطيعوا أن يدربوا ويثقفوا، وأيضا استهداف طلاب المدارس في المراحل المتقدمة وطلاب مؤسسات التعليم الجامعي؛ لإيصال هذه الرسالة المهمة بخلاص ووفاء لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.. ومبيناً أن أبواب المدارس والجامعات هي البوابة الأسهل والأوسع في تنفيذ هكذا برنامج، كما يجب استشعار ما يحدث الآن من مشكلات سلوكية كبيرة وخطيرة في المدارس، وإن هذه المشكلات لم تنتج إلا من ضعف في الدور الأسري، وكثير من الناس يقولون إن المسئول عن هذا المشكلات هو الإعلام أو برامج التواصل الاجتماعي أو الصحبة السيئة، وربما هنالك مسببات أخرى، ولكن إذا استطاعت الأسرة أن تقوم بدروها كما يجب لقلت الكثير من المشكلات.
أدق أطوار الزواج
وقد افتتحت الحلقة بكلمة ألقاها الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، أوضح من خلالها أن الزواج يمثل الركيزة الأساسية للأسرة المستقرة من أجل تحقيق المودة والرحمة، وتعتبر مرحلة بدء الحياة الزوجية -في أغلب الأسر المعاصرة- من المراحل الشاقة التي يتعرض فيها الزوجان لاختبارات صعبة في التأقلم والتكيف، كما تعد هذه المرحلة من الناحية الاجتماعية من أدق أطوار الزواج؛ فإما توافق وتعاون يدعم الحياة الأسرية، ويعمل على استمرارها واستقرارها، وإما خلاف وعناد وأنانية بين الزوجين تتفكك على آثارها الأسرة ويحدث الطلاق.
وذكر مدير عام التنمية الأسرية أن الأسر الحديثة التكوين تعاني العديد من المشكلات، وعلى رأسها الطلاق المبكر، والذي أصبح يمثل مشكلة واضحة وخطيرة تثير القلق؛ فقد كشفت الإحصاءات الرسمية عن معدلات متزايدة لحالات الطلاق سنويا، ومن اللافت للنظر أن معظم حالات الطلاق التي تقع في العلاقات الزوجية في الفترة الأولى من الحياة الزوجية، وربما كانت في السنة الأولى أو أقل من ذلك؛ وهو الأمر الذي يزعج كل المهتمين بالشأن الأسري؛ لما تقرر أن الأصل في (عقد الزواج) الديمومة والثبات لتحقيق أهدافه المأمولة من استقرار وسعادة تنعكس على جميع على جميع أفراد الأسرة الزوجين والأبناء وكذلك المجتمع.
وتطرق الدكتور الهنائي -في معرض كلمته- إلى ثلاث مشكلات تواجه الأسر حديثة التكوين ويخشاها أيضا المقبلون على الزواج؛ وهي: المشكلات المرتبطة بتوزيع الأدوار والمسؤوليات بين الزوجين، والمتمثلة في محاولة كل منهما في إلقاء المسؤوليات على الآخر، أو الاستئثار بالمسؤولية كاملة، والمشكلات المرتبطة بالإنفاق وعدم الترشيد حيث ارتفاع سقف طموحات ومطالب الزوجة أحيانا، وسوء الإنفاق من جانب الزوج أحيانا أخرى، إلى جانب مشكلات الشعور بالملل ورغبة أحد الزوجين أو كليهما في التحرر من مسؤوليات الزواج والعيش بحرية.
أهداف المشروع
ويؤكد مدير عام التنمية الأسرية أنه من الضروري أمام هذه المشكلات تكثيف الجهود نحو تهيئة وإعداد الطرفين المقبلين على الزواج من الجنسين ببعض المعارف، وإكسابهم المهارات المختلفة التي تعينهم على بدء حياة أسرية مستقرة ومستمرة لينتج عنه تفاعل أفضل مع متطلبات الحياة الجديدة التي سيعيشونها.
ومن هنا جاء اهتمام الوزارة بإعداد مشروع الإرشاد الزواجي، والذي يهدف إلى إعداد مثقفين ومدربين في مجال الإرشاد الزواجي؛ من خلال مدِّهم بالمعرفة الجيدة بالمفاهيم والمهارات الأساسية للعمل في هذا المجال بما يحقق إعداد الشباب المقبلين على الزواج من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة تحديات ومتطلبات هذه المرحلة بنجاح، وتوعية الشباب والفتيات حول أهمية مراعاة الأسس السليمة والضوابط الشرعية في اختيار شريك الحياة، ومردود ذلك على الاستقرار الأسري بعد الزواج، وأيضا تعريف المقبلين على الزواج بأهمية الزواج وابعاده الاجتماعية والنفسية والشرعية والقانونية، والتوعية بحقوق وواجبات كلا الزوجين، إضافة إلى حقوق الزوجة على زوجها وحقوق الزوج على زوجته، إلى جانب زيادة الوعي بأهمية الكشف الطبي وإجراء الفحوص اللازمة للمقبلين على الزواج.
وعن مراحل المشروع، أشار في كلمته إلى أن المشروع ينقسم إلى ثلاث مراحل؛ تبدأ من المرحلة التمهيدية، والتي ستركز في البداية على موضوع (الطلاق: أسبابه وآثاره)، ومن ثم التطرق للمفاهيم والنظريات الأساسية الأساسية في الإرشاد الزواجي. وبعدها؛ سوف يتم مناقشة ودراسة الاحتياجات الأساسية للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا مع التركيز على أهمية تأهيل هذه الفئة لتمكينهم من بناء علاقات أسرية ناجحة تفيدهم وتفيد مجتمعاته، والتركيز على المهارات العملية؛ حيث سيتم تدريب المشاركين عمليًّا حول كيفية إعداد وتصميم برامج تثقيفية.
وتوجه الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية، في ختام كلمته، إلى ضرورة الاهتمام ببرامج التربية الأسرية وبرامج الإرشاد الزوجي في المؤسسات التي تعمل في مجال الأسرة؛ لإكساب المقبلين على الزواج وحديثي الزواج مهارات الحياة الزوجية الأسرية ؛ لتعود بثمراتها على مجتمعاتنا ولننعم بمجتمع آمن اجتماعيا.
وبعد ذلك، قدَّمت الدكتورة أصيلة بنت جمعة المغيرية مديرة دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية لراعي الحفل والمشاركين عرضًا شاملًا عن برنامج الإرشاد الأسري.
وبعد ذلك، استعرضت الدكتورة أصيلة جملة المضامين التي تتناولها المراحل التدريبية الثلاث لهذا المشروع، والذي يستهدف الشباب والشابات المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا.
خدمات الإرشاد والاستشارات
وبعد ذلك، بدأ المحور الأول للحلقة؛ وخلاله تعرَّف المشاركون على خدمات دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، والتي تقوم بتقديم الخدمات الإرشادية والاستشارية عن طريق المقابلات المكتبية، والزيارات المنزلية، وعن طريق الهاتف المجاني، إضافة إلى البرامج التوعوية والوقائية المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والنفسية لمختلف فئات المجتمع، والتي تقدَّم في مختلف المؤسسات؛ مثل: المدارس، والجامعات، والكليات، وجمعيات المرأة العمانية.. وغيرها. وبعدها تطرق المشاركون للتعرف على آثار الطلاق على الأسرة والمجتمع، وعرض فيلم عن آثار الطلاق، إلى جانب التطرق لنظريات الإرشاد الزواجي.
مسقط - رياض السيابي-
رعى سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، صباح أمس، افتتاح حلقة العمل حول "مشروع الإرشاد الزواجي: إعداد مدربين ومثقفين للمقبلين على الزواج"، والتي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية -ممثلة في دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية لـ30 مشاركا يمثلون وزارات كلٍّ من: التنمية الاجتماعية، والصحة، والعدل، والأوقاف والشؤون الدينية؛ وذلك على مدى 3 أيام في فندق المها بالغبرة.
وتوجَّه المعولي بجملة من الملاحظات؛ منها: أن هذا المشروع الإرشادي يتكون من ثلاث دورات متتابعة، وهو في الحقيقة مشروع وطني وليس مشروع وزارة التنمية الاجتماعية فقط؛ لأنه يستهدف المجتمع بأكمله، ويستهدف أمن هذا المجتمع، ويستهدف بناء أسرة متماسكة قليلة المشكلات، وأيضا قليلة التصدعات الأسرية، والتي في الحقيقة أثرها كبير على أفراد الأسرة والمجتمع.. وأضاف: إن ما نشاهده ونلاحظه اليوم كمؤسسات معنيَّة بالمجتمع من مشكلات الطلاق، والتي وصلت إلى نسب كبيرة جدًّا ومؤرقة للمهتمين بواقع المجتمع، وما نشاهد أيضا من انحرافات سلوكيَّة بين الشباب وطلاب المدارس، ومشكلات قد لا يعرفها المجتمع في فترات سابقة، وعليه فإننا نؤكد أن الأسرة هي نواة المجتمع، والتي لابد أن تقوم بدورها التربوي والقيمي والأخلاقي، وهذا يأتي في إطار الدين الذي هو وقاء وهو حصن حصين لأي فرد؛ فكلما اقترب الإنسان من الدين وتمسك به، قلت المشاكل في المجتمع، وأن السلوك إن لم يكن على أساس ديني وتربوي صحيح ستكون النتيجة معاكسة.
ويؤكد وكيل التنمية الاجتماعية على أن العمل الاجتماعي لا ينجح إلا من خلال عمل مشترك برؤية وأهداف واحدة ليستشرف نتيجة واضحة، وهذه هي الرؤية البعيدة، وعليه فإن هذا المشروع هو مشروع وطني، الهدف منه ليس أن يتحقق غدًا أو بعد الغد، وإنما بعد وقت ستتحقق النتائج في رؤية أسر أكثر تماسكًا ومشاكل النشء أقل حدَّة.
وبيَّن المعولي أن الدول التي تبنت تجارب في مثل هذه البرامج قد حقَّقت نجاحات، وقلت فيها نسب الطلاق، وفيما يتعلق بالطلاق ففي كثير من الأحيان حينما تطرح مشكلات الزوجية يطرح الطلاق، والكثير من الملاحظات التي أبداها القائمون على ملفات التصالح الأسري يقولون بأن الكثير من الأزواج لا يفقهون موضوع الطلاق الشرعي؛ فلو طبق الطلاق الشرعي كما يجب لقلت الكثير من حالات الطلاق، ولكن ما يحدث الآن أن هنالك طلاقًا شرعيًّا يمثل ظاهرة موجودة بين الأزواج للأسف الشديد، وهذه مشكلة في حد ذاتها يجب التنبه لها والتركيز عليها في هذا المشروع التدريبي.
ضعف دور الأسرة
وحثَّ المعولي المشاركين على أن يعملوا على إعداد مدربين ومثقفين ينتشرون في المجتمع؛ حتى يستطيعوا أن يدربوا ويثقفوا، وأيضا استهداف طلاب المدارس في المراحل المتقدمة وطلاب مؤسسات التعليم الجامعي؛ لإيصال هذه الرسالة المهمة بخلاص ووفاء لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.. ومبيناً أن أبواب المدارس والجامعات هي البوابة الأسهل والأوسع في تنفيذ هكذا برنامج، كما يجب استشعار ما يحدث الآن من مشكلات سلوكية كبيرة وخطيرة في المدارس، وإن هذه المشكلات لم تنتج إلا من ضعف في الدور الأسري، وكثير من الناس يقولون إن المسئول عن هذا المشكلات هو الإعلام أو برامج التواصل الاجتماعي أو الصحبة السيئة، وربما هنالك مسببات أخرى، ولكن إذا استطاعت الأسرة أن تقوم بدروها كما يجب لقلت الكثير من المشكلات.
أدق أطوار الزواج
وقد افتتحت الحلقة بكلمة ألقاها الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، أوضح من خلالها أن الزواج يمثل الركيزة الأساسية للأسرة المستقرة من أجل تحقيق المودة والرحمة، وتعتبر مرحلة بدء الحياة الزوجية -في أغلب الأسر المعاصرة- من المراحل الشاقة التي يتعرض فيها الزوجان لاختبارات صعبة في التأقلم والتكيف، كما تعد هذه المرحلة من الناحية الاجتماعية من أدق أطوار الزواج؛ فإما توافق وتعاون يدعم الحياة الأسرية، ويعمل على استمرارها واستقرارها، وإما خلاف وعناد وأنانية بين الزوجين تتفكك على آثارها الأسرة ويحدث الطلاق.
وذكر مدير عام التنمية الأسرية أن الأسر الحديثة التكوين تعاني العديد من المشكلات، وعلى رأسها الطلاق المبكر، والذي أصبح يمثل مشكلة واضحة وخطيرة تثير القلق؛ فقد كشفت الإحصاءات الرسمية عن معدلات متزايدة لحالات الطلاق سنويا، ومن اللافت للنظر أن معظم حالات الطلاق التي تقع في العلاقات الزوجية في الفترة الأولى من الحياة الزوجية، وربما كانت في السنة الأولى أو أقل من ذلك؛ وهو الأمر الذي يزعج كل المهتمين بالشأن الأسري؛ لما تقرر أن الأصل في (عقد الزواج) الديمومة والثبات لتحقيق أهدافه المأمولة من استقرار وسعادة تنعكس على جميع على جميع أفراد الأسرة الزوجين والأبناء وكذلك المجتمع.
وتطرق الدكتور الهنائي -في معرض كلمته- إلى ثلاث مشكلات تواجه الأسر حديثة التكوين ويخشاها أيضا المقبلون على الزواج؛ وهي: المشكلات المرتبطة بتوزيع الأدوار والمسؤوليات بين الزوجين، والمتمثلة في محاولة كل منهما في إلقاء المسؤوليات على الآخر، أو الاستئثار بالمسؤولية كاملة، والمشكلات المرتبطة بالإنفاق وعدم الترشيد حيث ارتفاع سقف طموحات ومطالب الزوجة أحيانا، وسوء الإنفاق من جانب الزوج أحيانا أخرى، إلى جانب مشكلات الشعور بالملل ورغبة أحد الزوجين أو كليهما في التحرر من مسؤوليات الزواج والعيش بحرية.
أهداف المشروع
ويؤكد مدير عام التنمية الأسرية أنه من الضروري أمام هذه المشكلات تكثيف الجهود نحو تهيئة وإعداد الطرفين المقبلين على الزواج من الجنسين ببعض المعارف، وإكسابهم المهارات المختلفة التي تعينهم على بدء حياة أسرية مستقرة ومستمرة لينتج عنه تفاعل أفضل مع متطلبات الحياة الجديدة التي سيعيشونها.
ومن هنا جاء اهتمام الوزارة بإعداد مشروع الإرشاد الزواجي، والذي يهدف إلى إعداد مثقفين ومدربين في مجال الإرشاد الزواجي؛ من خلال مدِّهم بالمعرفة الجيدة بالمفاهيم والمهارات الأساسية للعمل في هذا المجال بما يحقق إعداد الشباب المقبلين على الزواج من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة تحديات ومتطلبات هذه المرحلة بنجاح، وتوعية الشباب والفتيات حول أهمية مراعاة الأسس السليمة والضوابط الشرعية في اختيار شريك الحياة، ومردود ذلك على الاستقرار الأسري بعد الزواج، وأيضا تعريف المقبلين على الزواج بأهمية الزواج وابعاده الاجتماعية والنفسية والشرعية والقانونية، والتوعية بحقوق وواجبات كلا الزوجين، إضافة إلى حقوق الزوجة على زوجها وحقوق الزوج على زوجته، إلى جانب زيادة الوعي بأهمية الكشف الطبي وإجراء الفحوص اللازمة للمقبلين على الزواج.
وعن مراحل المشروع، أشار في كلمته إلى أن المشروع ينقسم إلى ثلاث مراحل؛ تبدأ من المرحلة التمهيدية، والتي ستركز في البداية على موضوع (الطلاق: أسبابه وآثاره)، ومن ثم التطرق للمفاهيم والنظريات الأساسية الأساسية في الإرشاد الزواجي. وبعدها؛ سوف يتم مناقشة ودراسة الاحتياجات الأساسية للمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا مع التركيز على أهمية تأهيل هذه الفئة لتمكينهم من بناء علاقات أسرية ناجحة تفيدهم وتفيد مجتمعاته، والتركيز على المهارات العملية؛ حيث سيتم تدريب المشاركين عمليًّا حول كيفية إعداد وتصميم برامج تثقيفية.
وتوجه الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية، في ختام كلمته، إلى ضرورة الاهتمام ببرامج التربية الأسرية وبرامج الإرشاد الزوجي في المؤسسات التي تعمل في مجال الأسرة؛ لإكساب المقبلين على الزواج وحديثي الزواج مهارات الحياة الزوجية الأسرية ؛ لتعود بثمراتها على مجتمعاتنا ولننعم بمجتمع آمن اجتماعيا.
وبعد ذلك، قدَّمت الدكتورة أصيلة بنت جمعة المغيرية مديرة دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية لراعي الحفل والمشاركين عرضًا شاملًا عن برنامج الإرشاد الأسري.
وبعد ذلك، استعرضت الدكتورة أصيلة جملة المضامين التي تتناولها المراحل التدريبية الثلاث لهذا المشروع، والذي يستهدف الشباب والشابات المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا.
خدمات الإرشاد والاستشارات
وبعد ذلك، بدأ المحور الأول للحلقة؛ وخلاله تعرَّف المشاركون على خدمات دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، والتي تقوم بتقديم الخدمات الإرشادية والاستشارية عن طريق المقابلات المكتبية، والزيارات المنزلية، وعن طريق الهاتف المجاني، إضافة إلى البرامج التوعوية والوقائية المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والنفسية لمختلف فئات المجتمع، والتي تقدَّم في مختلف المؤسسات؛ مثل: المدارس، والجامعات، والكليات، وجمعيات المرأة العمانية.. وغيرها. وبعدها تطرق المشاركون للتعرف على آثار الطلاق على الأسرة والمجتمع، وعرض فيلم عن آثار الطلاق، إلى جانب التطرق لنظريات الإرشاد الزواجي.
