ترقبوا ~ خنساء فلسطين ~ أم نضال فرحات

    • ترقبوا ~ خنساء فلسطين ~ أم نضال فرحات

      بسم الله الرحمن الرحيم

      حين تلتقي القمم لتجسّد عملاً فنياً راقياً، وإنتاجاً مؤثّراً في وجدان المستمع والمشاهد يتجلّى في دموع غزيرة تسّاقط على وجنتيه.. حين تلتقي هذه القمم، لا نملك إلا أن نكتب عنها.
      شريط ((خنساء فلسطين))، جمع في طياته قمم الشعر الشعبي الإسلامي، مع أمهر المنشدين الإسلاميين المحترفين في موضوع يعتبر ذروة التضحية والجهاد في انتفاضة الأقصى، وذروة ما يمكن أن تقدّمه أمّ في سبيل الله.. إنها أم فلسطين؛ أم نضال فرحات.

      مريم العموري، كاتبة السيناريو التي أبدعت في إنتاجها السابق عن الشهيد المهندس بعنوان ((عياش والوطن))، واصلت إبداعها الوجداني وشاركها في كتابة الأناشيد الشعبية شاب سطع نجمه منذ بضع سنوات، فتربّع على صدارة الشعر الشعبي، خليل عابد الذي احترف الأناشيد الإسلامية الجهادية الفلسطينية الشعبية.
      التقى السيناريو مع تعليق صوت الفنان علي شقير وإنشاد الفنانين وألحان كل من عبد الفتاح عوينات، أيمن رمضان، سميح زريقات، عمر الصعيدي وبراء عويد والطفلة ميس شلش.


      تضمن الشريط سبعة أناشيد قصيرة ووصلة شعبية طويلة بعنوان ((عاليادي))، وهي عبارة عن حوارية مؤثرة شارك فيها خمسة منشدين تلامس بشفافية ووجدانية محطات من حياة أم نضال.. كاستشهاد القائد القسامي عماد عقل في بيتها، واعتقال أبنائها وإرسال محمد إلى عملية مستوطنة ((عتصيون))، واستشهاد ابنها نضال (أول من صنّع صاروخ القسام).

      وفيما يلي بعض مطلع هذه الوصلة..

      الأم:
      عاليادي اليادي اليادي عاليادي
      لـمِّتكُم كُحله ابعينين ابلادي
      هاهي يا قلبي هاذولا اولادي
      ع تراب الوطن دايم يفدونا

      الجميع:
      ما في يا يمة امخبّى عليكِ
      إحنا شبابِك صنعِت إيديكِ
      ع اكتاب المولى اربينَ افعينيكِ
      إنتِ الأساسُ واحنا لِغصونا

      الأم:
      عماد اتفضل عِنـَّا وعلِّمنا
      حبِّ الشهادة ايغنّي ال موطنَّا
      تِعلِن للدنيا نصِر أو جنّة
      علّمنا بالله افنون المَنونا

      عماد:
      ابنك يا خالة ما هوّ اصغيّر
      حبِّ الشهاده استحلى واتخيَّر
      ماشي ع دربي وما رح أتحيّر
      والمصحف جنبي مع المرتينا


      رغم أن هذا الشريط ليس أول شريط عنها، فقد سبقه الشريط المصري ((صحوة الشرق)) الذي خصّ أم نضال بجزء مهم منه، بالإضافة إلى تسجيلٍ صوتي عبر اتصال المنشد بها.. إلا أن هذا الشريط هو الأول المخصص بكامله عنها.
      أم نضال لم تسمع الشريط بعد، قالت بتواضعها المعروف: لقد أعطوني أكثر مما أستحق!..
      لكن مريم العموري كاتبة السيناريو ومعظم الأناشيد –كما كل أبناء أم نضال في فلسطين والشتات- يقولون إنها تستحق أكثر من ذلك بكثير
      .
      وقد خصّت مريمُ ((فلسطين المسلمة)) برأيها في الكتابة عن أم نضال بهذه الرسالة التي نختم بها المقال:
      لم يكن سهلاً عليّ أبداً وأنا أعِدُّ لعملٍ فني عن حياة أم نضال، أن أرسلَ في شأنها الرفيع شعري ونثري، أحاول ما وسعني أن أرتقي إلى مقام خـُلّصِ الخالصات.. أغرف بعضاً من نور وجهها المتوهج إيماناً وطمأنينة ما ينير لي طريق الحرف..
      حاولتُ، ولكن هل للثرى أن يطال الثريّا في علياء عليائها!!..

      كم بكيتُ وأنا أكتب لها.. وتشهد لي أوراقي إذ مازجت حبرها دموعي.. لم أدرِ من أين أبدأ ولا كيف..
      أنّى لي أن أوفيَ حقَّ هذه العظيمة بكلماتي وكل حياتها مواقف بطولة تفرّدت بها وحدها على العالمين..
      لم تكن أمّاً لمن هم من لحمها ودمها وحسب.. لكنها كانت أمّاً لكل المجاهدين. فتحت لهم قلبها وبيتها، وأولتهم حنانها وتشجيعها وكلّ فخرها بهم، تستلهم منهم طرائق الفداء.. تخبئها في وعيها المتيقظ، وتسقيها أولادَها مع الهواء الذي يتنفسون.. بعد أن تكون قد صَبغتها صِبغَتها الخاصة النادرة.
      شاءت أن تكون جندية لله لا أقل.. تذر نفسها وأغلى ما تملك رخيصاً لله.. فكانت للنضال أمّاً وأباً، وكانت بأدبها وخلقها وإيمانها كأنها سليلةُ بيت النبوّة، وبكبريائها وإبائها وقوتها ملكةً على الأرض إذ مدّت الأرضَ بأبطالها.. وأخلاقِ أبطالها.. وعتاد أبطالها..فكانت من أمامهم خير ملهم ومن ورائهم هاتف الجهاد الذي لا ينفك يستحثهم للبذل والشهادة..

      ماذا ترانا نقول في شأن هذه المرأة العظيمة، ونحن إن قلنا لا نعدو عن قطرة في بحر أو وريقةٍ في غابة!!.
      أرجو أنا وزملائي في ((الصوت الجديد))، الذين شاركتهم وشاركوني هذا العمل الفني، أن نكون قد وفقنا في أن ننقل للعالم ولو شيئاً يسيراً من روعة أمنا الحبيبة أم نضال، بما يليق بمقامها.. والحمد لله الذي جعل في الأمة مجاهدة عظيمة مثلها.. هو المتفضّل من قبل ومن بعد..

      منقول

      ترقبوا المقاطع الأولى على حبيبة نت ان شاء الله تعالى ..
      habibah.net

      أخوكم