حوار مع الشيخ الدكتور أيمن الظواهري "8/6/1414هـ"
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الحوار
الذي أجراه مراسل جريدة الحياة اللندنية
مع الدكتور أيمن الظواهري امير جماعة الجهاد بمصر
والذي لم تنشره جريدة الحياة
ونشرته جريدة العربي الاسبوعي المصرية في العدد 21
بتاريخ 8/6/1414هـ ، الموافق 22/11/1993 م مبتوراً
ولبيان الحق نقدم إليكم نص الحوار كاملاً
المـكتـب الإعلامـي
جماعة الجهاد – مصر
نص الأسئلة التي وجهها مراسل جريدة الحياة اللندنية الأستاذ صلاح الدين ، واجابة الدكتور الظواهري :
السؤال الأول : كيف كانت بدايتك في الحركة الإسلامية وفي أي جماعة ، وأرجو إلقاء الضوء بالتفصيل عن هذا بوضوح منذ البداية وحتى الآن ؟
كانت بدايتي في الحركة الإسلامية في هذه الجماعة التي أتشرف بالإنتماء إليها ، وكان ذلك في حوالي سنة 1966 م ، عندما تكونت النواة الأولى لهذه الجماعة بعد مقتل الشهيد سيد قطب رحمه الله ، وكان من أعضاء هذه المجموعة الشهيد يحيى هاشم - الذي كان رئيساً للنيابة العامة - والأخ إسماعيل الطنطاوي والأخ نبيل برعي ، ثم نمت هذه المجموعة إلى أن وصلت إلى الحجم الحالي للجماعة .
وانضم إلينا في فترة لاحقة الأخ عصام القمري رحمه الله ، وبدأ حينئذ في النشاط داخل الجيش ، ثم مرت أحداث الفنية العسكرية واستشهاد الأخ يحيى هاشم ، وقضايا الجهاد في عام 1977 و 1978 ، واستطعنا بفضل الله تجنب هذه الضربات .
وفي النصف الثاني من سنة 1980 م وأوائل 1981 قمت بالسفر إلى أفغانستان للإطلاع على الأوضاع من قرب هناك ، واكتشفت الامكانيات الهائلة التي يمكن أن تستفيد منها الحركة الإسلامية في ساحة الجهاد الأفغاني ، وكل هذا والجماعة تنمو في صمت في الميادنين المدني والعسكري .
ثم جاءت سنة 1981 م وتعرضنا في بدايتها لضربة أمنية ، عرف على إثرها الأخ عصام القمري ، وقبض على بعض رفاقه من الضباط ، مثل الأخ عبد العزيز الجمل والأخ سيد موسى وغيرهم من الضباط ، ولكننا استوعبنا هذه الضربة .
ومع نشاط الجماعة الإسلامية واتحادها مع الأخ عبد السلام فرج بدأ التعاون ينمو بيننا وبينهم عن طريق الدكتور عمر عبد الرحمن والأخ عبود الزمر إلى أن جاءت أحداث 1981 م اغتيال السادات وأحداث أسيوط ، وقبض على عدد من إخواننا بسبب الروابط المشتركة بيننا ، وأمضينا في السجن ثلاث سنوات ، حدث فيها تعارف عن قرب بيننا وبين إخواننا في الجماعات الجهادية ، وكان من نتائج ذلك تلك الثقة العميقة بين الإخوة الذين عاشوا تلك الفتوة سوياً ، وبعد الخروج من السجن بدأنا في تجميع الإخوة من جديد ، وقررنا إستغلال الساحة الافغانية لتدريب أعداد ضخمة من الشباب المسلم، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في ذلك توفيقاً كبيراً .
وها نحن أولاء الآن بعد هذه الرحلة الطويلة على مشارف المعركة الفاصلة بين النظام المصري ومن وراءه أمريكا وإسرائيل وبين الأمة الإسلامية وفي طليعتها الشباب المسلم المجاهد ، وإننا على يقين أن نصرنا قد أزف إن شاء الله ، واكبر دليل على ذلك هو فشل النظام بكل إمكانياته ومساعداته من وقف النمو الصاروخي للحركة الإسلامية المجاهدة ، وأحمد الله تعالى أنني لا زلتُ متشرفاً بالإنتساب لهذه الجماعة ، وكما قال القائل :
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
وإن كنت اعتبر أن الإنتماء الأساسي للمسلم هو الإسلام ولأمة المسلمين ، وأن هذه الجماعات وإن كانت مبنية على عقود وثيقة لا يجوز نقضها إلا أنها مجرد وسائل لقيام دولة الإسلام التي ينتمي إليها كل المسلمين ، ولنا كتاب سيصدر إن شاء الله عن تاريخ هذه الحقبة .
السؤال الثاني : كيف ومتى غادرت مصر ، وإلى اين ، وما هو نشاطك الذي قمت به في الخارج ، واين موقعك الآن ؟
غادرت مصر بمعاونة كثير من أنصار الحركة الإسلامية في المواقع الشعبية والرسمية ، ولذا كان خروجي مفاجأة وصدمة للنظام ، وكان المزعج فيها للنظام أن الأمر بدا قانونياً تماماً ، مما لم يمكن النظام من الإمساك بأي خيط أو كشف تفاصيل العملية ، ويوماً ما قد نستطيع ان نروي هذه الوقائع إن شاء الله .
وقد غادرت مصر في منتصف 1985 م ، ومررت بعدة بلدان حتى وصلت إلى باكستان ، حيث عملت جراحاً لمعالجة الجرحى والمهاجرين الأفغان .
وأنا اقوم في الخارج بخدمة إخواني في الداخل والخارج ومساعدتهم فيمعركتهم ضد النظام المصري من أجل قيام الدولة المسلمة ، وليس لي موقع ثابت ، بل أنا أنتقل بين المواقع المختلفة .
السؤال الثالث : نعلم أن هدف الجماعات الدينية على اختلاف مسمياتها هو اسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية، إلا أن هناك اختلافات ربما فكرية أو عقائدية في اسلوب إسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية ، فما رايك في هذا الموضوع ؟
ليس هناك بين الجماعات المجاهدة الرئيسية خلافات عقائدية أو جوهرية ، بل هي إما خلافات فرعية لا تمنع وحدة المجاهدين أو خلافات عملية ترجع إلى الإجتهاد في فهم الواقع .
السؤال الرابع : لماذا في الأساس تمددت الجماعات ، ولماذا لا يتم بحث إعادة إحياء الفكرة التي طرحها الأخ عبود الزمر قبل نحو ثلاث سنوات من توحيد الجماعات ذات العقيدة الصحيحة ، وما هي معوقات ذلك ؟
تعددت الجماعات لعدة اسباب يطول شرحها ، وترجع لإختلاف ظروف النشأة من حيث المكان والزمان ولإختلاف فهم الواقع أو عدم إقتناع الشباب المسلم بصدق بعض الجماعات القديمة في مواجهة الحكومات العلمانية من الأربعينات حتى الآن ، ونحن ندعوا كل العاملين المخلصين للدخول في جبهة واحدة ضد النظام المصري تقوم على ما ياتي :
أولاً : الإقرار بخروج النظام المصري عن الإسلام وعدم شرعيته والإمتناع عن إسباغ الشرعية عليه بأي وسيلة .
ثانياً : العمل على إسقاط النظام والدعوة لذلك كلّ بما يستطيع .
ثالثاً : تقديم الولاء والنصرة للمسلمين على الولاء للنظام ، وعدم التشنيع على المجاهدين والتقرب للنظام
كلما ازدادت قوة ضربات المجاهدين .
ونحن نعتقد أن هذه الدعوة لا يمكن أن يخالفها مسلم صادق في إسلامه .
وإن كان يغلب على ظننا أن الإخوان – الإخوان المسلمين – لن يوافقوا عليها رغم ذلك ، رغم كل مواقفهم السابقة فإننا نمد إليهم أيدينا ليدخلوا في حلف المجاهدين ضد النظام الموالي لأمريكا وإسرائيل ، ولا ندري في حالة رفضهم اي مبرر سيقدمونه إلى شبابهم ليبرروا به عدم موالاتهم للمجاهدين والإستمرار في التشنيع عليهم .
كما أننا ندعوا علماء الأزهر للدخول في جبهة المجاهدين والمدافعين عن الإسلام ، وينبذوا من بينهم المتزلفين الذين فرضهم النظام على الأزهر وشوهوا صورته ، إن الأمة الإسلامية تنظر إلى الأزهر متسائلة متى يعود لدوره التاريخي لقيادة الأمة ومقاومة الظلم والفساد والدعوة للجهاد لتحرير القدس ؟
كما أننا نهيب بكل مسلم غيور أن ينضم لجبهة الحق ضد النظام المصري الفاسد .
السؤال الخامس : هناك حديث عن الانشقاقات داخل الجماعات الإسلامية ، هل هناك خلافات بين القادة أم ماذا ؟
ليس هناك حديث عن الإنشقاقات بين القادة ، ولكن بالعكس هناك حديث عن التوحد بين الجماعات ذات الثقل ، وكيف يمكن أن يصلوا لوحدة العمل الإسلامي في ظل الظروف الصعبة ؟
السؤال السادس : لماذا حملت جماعة " طلائع الفتح الإسلامي " اسماً معيناً على الرغم من تأكيد أعضائها بأنهم جزء من جماعة الجهاد ؟
لأنهم طلائع الفتح الوشيك بإذن الله ، وأسأل الله أن يكونوا في طليعة القوات الإسلامية التي تستولي على الحكم في مصر قريباً أن شاء الله ، وهذه بمثابة فصائل والوية تصب في قناة واحدة وهي جماعة الجهاد .
السؤال السابع : هل الظروف التي تمر بها مصر حالياً تشابه تلك التي كانت تمر بها في نهاية السبعينات ، والتي أدت في النهاية إلى اغتيال أنور السادات ؟
الظروف الآن أكثر تدهوراً بكثير عن نهاية السبعينات ؛
فمن الناحية السياسية ؛ صارت مصر قاعدة أمريكية بالمعنى الحقيقي ، حيث تتمركز قواتها في مطار غرب القاهرة ، وقاعدة راس بيناس وغيرها من القواعد ، وفي حرب الخليج كانت مصر قاعدة لقصف الشعب العراقي – مع ملاحظة عدم تاييدنا لصدام - .
وأما عن إسرائيل ؛ فقد تعاظم نفوذها في مصر بشكل بشع ، وامتد نفوذها لمعظم الوزارات حتى وصل إلى وزارة الزراعة ووزارة التعليم ، وتساهم إسرائيل الآن في إعادة صياغة عقول أبنائنا .
ومن ناحية الإتفاقات مع إسرائيل ؛ تقوم الحكومة المصرية بدور الوسيط النشط في ترويج الإتفاقات الإستسلامية .
ومن الناحية الإقتصادية ؛ فقد تدهور الوضع تماماً ، ووصل الأمر إلى بيع القطاع العام والمرافق الاساسية في السوق بثمن بخس ، دون النظر إلى العواقب الإجتماعية الخطيرة التي سينشأ عنها بطالة مئات الألوف من العمال ، ناهيك عن التبعية الإقتصادية الناجمة عن تدمير العمود الفقري للإقتصاد المصري ، بالإضافة إلى أن الذين يرسى عليهم العطاء غالباً هم اليهود – كما في صحراء الصالحية –
وعن المستوى الأمني ؛ توحشت أجهزة الأمن ضد الشباب المسلم الذي يقبع خمسون ألفاً منهم الآن في سجون مصر ، يعيشون في أسوأ الحالات ويتعرضون لتعذيب بشع مما أدى للإنتفاضات الرهيبة في السجون التي سقط فيها العديد من القتلى .
كما تدهور القضاء ؛ وأحيلت القضايا للمجالس العسكرية التابعة لأوامر رئيس الجمهورية مباشرة ، والتي حكمت على أكثر من خمسة وعشرين شاباً بالأعدام خلال عدة اشهر ، حرم بعضهم حتى من حق التظلم .
وعلى المستوى الثقافي ؛ تحولت مصر لماخور كبير ، وصارت اسماء الراقصات أشهر من العلماء ، تضخمت دخولهن ، وزاد نفوذهن السياسي ، حتى أن " لوسي أرتين " لها فتوى خاصة من المفتي ، ويصل نفوذ " فاتنة قويسنا " إلى وزير الداخلية .
وقد أدى هذا الوضع المتردي سياسياً وسياسة الإذلال التي تتبعها الحكومة إلى العديد من الإنتفاضات الشعبية في " أدكو " و " أبو حماد " و " الكوم الأحمر " و " عين شمس " ، حتى فرض حظر التجول على عدة مناطق – كما يحدث في ديروط –
فكل هذا التدهور سيؤدي إن شاء الله إلى إنفجار أعنف بكثير من اغتيال السادات ، وكما قال أبو القاسم الشابي :
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح
حذار فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجني الجراح
وقد أصدرنا في رمضان الفائت كتابنا المشهور بـ " الكتاب الأسود ؛ قصة تعذيب المسلمين في عهد حسني مبارك " ، وهو مليئ بمئات الوقائع البشعة عن تعذيب كافة طوائف الشعب .
السؤال الثامن : ما هي مطالب " الجهاد " على وجه التحديد ، وهل تختلف عن مطالب " الجماعة الإسلامية " ، وهل يمكن أن توجد نقطة التقاء مع النظام ؟
مطالب جماعة الجهاد على وجه التحديد قد لخصناها في بياننا الصادر في 4 سبتمبر 1993 م ، والتي حددنا فيه أهدافنا وقلنا أن هدفنا الأول هو :
العمل على إقامة دولة الإسلام - دولة الخلافة - التي تعمل على ؛ نشر عقيدة التوحيد ، والحكم بشريعة الإسلام ، وتحرير أراضي المسلمين ، وتحرير الأمة الإسلامية من التبعية الاقتصادية ، ونشر الفضيلة والأخلاق الإسلامية ، والتقسيم العادل للثروة ، وإرساء العدالة الاجتماعية ، وتحقيق التكافل الاجتماعي ، ورفع الظلم عن الطبقات الفقيرة المحرومة ، وتشجيع العلم ورفع مكانة العلماء ، وحترام القضاء الشرعي الذي يحفظ الحقوق ويساوي بين الخصوم ، وصيانة الحريات الأساسية للناس وفق أحكام الشريعة ومنع العدوان على تلك الحريات .
هذه هي المطالب الأساسية للناس وفق أحكام الشريعة ، وهذه المطالب لا يختلف عليها اي مسلم .
أما نقطة الإلتقاء الوحيدة مع النظام ؛ فإن عليه أن يسلم الحكم للمجاهدين قبل أن تفوت منه آخر فرصة للقرار .
السؤال التاسع : ما هي حقيقة موضوع الأخ عبود الزمر ، الجماعة الإسلامية تؤكد أنه عاد إلى مجلس شورى الجماعة وقبل بولاية الدكتور عمر عبد الرحمن ، في حين أن الأخ مجدي سالم قال لنا أن هذا لم يحدث وأن عبود ما زال زعيماً روحياً لـ " الجهاد " وإنكم قائد الجماعة وزعيمها في نفس الوقت ؟
الأخ عبود الزمر أخ فاضل يعتز الجميع بأخوته بغض النظر عن إنتمائه التنظيمي ، والأخ عبود من أنشط الداعين إلى وحدة الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد ، ولذا اتوقع أن تنتهي مسألة تفسير موقفه بنجاح مسعاه الميمون إن شاء الله في توحيد الجماعتين .
وأنا أدعوا الإخوة جميعاً إلى عدم الإنشغال بهذه المسائل الصغيرة وتفريغ همهم الأساسي لمعركتهم الكبرى ضد أعداء الإسلام .
السؤال العاشر : أثير قبل عدة أشهر موضوع المصالحة بين النظام والجماعات الدينية ، فما هو رايكم ، وعل أي أساس يمكن أن تقوم هذه المصالحة ؟
رأينا أنه لا مصالحة مع النظام المصري ، والفرصة الاخيرة للنظام هي أن يغادر قادته مصر فوراً قبل وقوع القصاص بهم ، او أن يعلنوا توبتهم واستتعدادهم لقبول الأحكام الشرعية عليهم ، ومن المعلوم أن الشريعة تفتح باب التوبة للمفسدين قبل القدرة عليهم ، أما بعد القدرة فلا بد من القصاص .
ولذا أكرر إن هذه هي الفرصة الأخيرة للنظام للإستفادة من عفو المجاهدين عنهم .
السؤال الحادي عشر : لماذا لا تكون بداية الامر والمبادرة من جانب الجماعات الدينية ، وتعلم مثلاً عن إيقاف عمليت العنف تماماً لفترة محددة ترى خلالها رد فعل النظام بدلاً من استمرار العنف والعنف المضاد ؟
الجهاد الذي يسمونه عنفاً هو الحكم الشرعي في حق هذا التظام الذي أتاح لأمريكا إحتلال مصر واستسلم لإسرائيل .
السؤال الثاني عشر : إذا كانت المصالحة واردة ، هل يمكن لـ " الحياة " أن تتبنى الفكرة وتكون وسيطاً بين الطرفين ، وما هي مقترحاتكم حول هذا الأمر في حالة الموافقة ؟
أعتقد أنه لا مجال لهذا السؤال اصلاً .
السؤال الثالث عشر : يتهم النظام أعضاء الجماعات الإسلامية الذين سافروا إلى أفغانستان وباكستان بأنهم يؤتكبون أعمال العنف بعد عودتهم إلى مصر ، وتم إلقاء القبض على عدد كبير منهم واتهموا في قضايا ، فما تقييمك لهذا الموضوع ، وما حقيقة ما حدث في باكستان وأفغانستان ؟
ومن الذي قام بحادثة الفنية ، واغتيال السادات ، وانتفاضة 1981 م الإسلامية ، ومن الذي حاول إغتيال حسن أبو باشا ، هل هم الذين تدربوا في أفغانستان ؟
إن أسباب السخط كامنة في مصر ، والنظام يحاول أن ينسبها لعوامل خارجية متناسياً الفساد الرهيب المتراكم داخل مصر ، والذين ذهبوا إلى أفغانستان ذهبوا ليجاهدوا وليعودا ليغيروا الفساد المستشري داخل بلادهم .
السؤال الرابع عشر : أثناء محاكمة الأخوة في " طلائع الفتح " يهتفون باسمك واسم الأخ عبود الزمر ، فما تعليقك ؟
هذا شرف لا أستحقه .
السؤال الخامس عشر : على خلاف عدد كبير من قادة الجماعات الدينية فإنه من الملاحظ أنك حتى الآن لم توجه إليك أي تهم محددة في قضية بعينها ، بالطبع باستثناء الكلام الذي ياتي على لسان أجهزة الأمن ، فما
رايك ؟
نحن لسنا متعمين بل إن المتهمين والمجرمين هم أركان النظام وزبانيته والذين يشرعون وينفذون القانون الوضعي ، لذا فنحن لا نهتم بتهم توجه أو لا توجه ، فنحن الأبرياء وهم المدانون ، نحن نقاتل عن شريعة الإسلام وهم خارجون عليها .
السؤال السادس عشر : هل تقبل بالعودة إلى مصر في حال إعلان السلطان المصرية عدم التعرض لك أو الزج باسمك في قضايا وهمية ؟
سوف ادخل مصر إن شاء الله فاتحاً رغم انف النظام ، { عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين } .
السؤال السابع عشر : كيف كان التخطيط لعملية محاولة أغتيال حسن الألفي ، وهل بالفعل أنك اصدرت تكليفاً للأخ نزيه نصحي راشد بتنفيذ العملية مع زملائه ؟
كان التخطيط على أساس القيام بعملية إستشهادية .
نعم لقد كلفنا الأخ نزيه بالقيام ، بالعملية .
السؤال الثامن عشر : سارعت الجماعة الإسلامية وأعلنت مسئوليتها عن عملية الألفي ، ثم عادت واصدرت بياناً آخر أوضحت فيه أنها لم تعلن مسئوليتها ، فما رأيك في هذا التناقض ؟
هذا ليس تناقضاً ، فلم تعلن الجماعة الإسلامية مسؤوليتها ، وإنما فهم هذا من بيانها على غير ما أرادت ، فأصدرت بياناً يقطع اللبس ، وهذا دليل على نزاهتهم كما نظن بهم دائماً .
السؤال التاسع عشر : ملاحظة شخصية لي ، وهي أن المكتب الإعلامي لجماعة الجهاد لم يبدأ أو يصدر بيانات إلا أخيراً ، على الرغم من أن الجماعة الإسلامية تمارس نشاطاً إعلاميا طوال السنوات الثلاث الماضية وبكثافة ، لماذا ، وهل امكانات الجماعة الإسلامية أكبر وأكثر ؟
هذه مسألة تفصيلية ، ونحن نعتقد أننا والأخوة الأفاضل في الجماعة الإسلامية نكمل بعضنا البعض ، وكل نجاح لأي منا هو رصيد للمسلمين جميعاً .
السؤال العشرين : من الملاحظ أن معظم العمليات كانت من تنفيذ الجماعة الإسلامية ، منذ اغتيال الدكتور علاء محيي الدين عام 1990 م وحتى الآن ، وكان نشاط " الجهاد " محدوداً للغاية ، حتى جاءت عملية " الألفي " ، فلماذا كان نشاط الجماعة الإسلامية هو الأكثر ، ولماذا ركز الإعلام على الدكتور عمر عبد الرحمن في أمريكا ونشاط أتباعه داخل مصر ؟
الجماعة الإسلامية ذات عطاء ضخم واسع .
ونحن نميل للإعداد المتكامل – وبشهادة أجهزة الأمن – والضربات التي تهز النظام .
وهذا يدل على التكامل بيننا .
واما تركيز الإعلام على الدكتور عمر ، فلأنه يستحق هذا التركيز ، لما له من مجهود متصل ، وتضحيات لا تنقطع في سبيل نشر الدعوة ومقاومة الظالمين ، والصدع بكلمة الحق التي تخشاها أمريكا وحكومة مبارك .
السؤال الحادي عشر : اعتبر البعض أن قيام " الجهاد " بعملية " الألفي " يشير إلى أن جماعة الجهاد أرادت العودة إلى الساحة عن طريق عملية كبيرة ومؤثرة بنفس الاسلوب تقريباً الذي تتبعه الجماعة الإسلامية ، فما رايك ؟
نحن لم نغب عن الساحة حتى نعود إليها ، ونشاطنا يشهد به العدو قبل الصديق .
وإذا أعتبرت أن الهجوم على الألفي اتباع لاسلوب الجماعة الإسلامية ، فإنه يشرفني إن نتبع اساليبهم ونتعلم منهم ونتكامل معهم .
السؤال الثاني والعشرين : ما هي قصة قوائم الاغتيالات ، هل توجد بالفعل ، وهل قتل وزير أو مسئول يهز النظام ويساعد على إقامة دولة إسلامية ؟
ليست المسألة قضية قوائم ، ولكن قضية نظام مكن أمريكا من إحتلال مصر لتحارب الإسلام واستسلم لإسرائيل ، ومكن من بسط نفوذها في المنطقة العربية ، لوقف الصحوة الإسلامية ، وكل من شارك في هذه الجريمة يعرف نفسه .
أما قتل وزير أو مسئول ؛ فهو البداية التمهيدية لعملية التغيير .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً وياتيك بالأنباء ما لم تزود
السؤال الثالث والعشرون : بعد وفاة الأخ أحمد فاروق ، أعلنت وزارة الداخلية أن جماعة الجهاد هي التي نفذت حوادث التفجيرات التي وقعت في الاشهر الأخيرة ، وذكرت أن فاروق أعترف بذلك ، كما أعلنت أن الجماعة كانت تخطط لأغتيال بطرس غالي أثناء وجوده في مصر ، فما رأيك ؟
حوادث التفجيرات الأخيرة هي بتدبير مشترك من النظام المصري والموساد لتشويه الحركة الجهادية ، ومما لا شك فيه إنه ليحزنني سقوط أبرياء في مثل هذه الحوادث .
وحيث أننا من أبناء الشعب المصري بكافة طوائفه ، فلا يعقل أن نقتل أنفسنا وإخواننا وأبنائنا .
وقد استنكرنا في بيان صادر عن جماعتنا ووزع على وكالات الأنباء ؛ أننا نستنكر حادثة أنفجار شبرا وسقوط ضحايا أبرياء في المبادين العامة ، وقلنا أن حربنا ليست ضد الشعب ، بل حربنا ضد النظام المصري العميل لأمريكا وإسرائيل .
لذا فإن هجماتنا ضد النظام المحارب لشرع الله والمعادي لشباب الإسلام ، والسافك لدمائه ، والمنفذ لسياسة أمريكا وإسرائيل ، تقع ضمن مناطق العمل العسكري .
ونحن أهبنا ونهيب وسنهيب بإخواننا من الشعب المصري أن يبتعدوا عن مناطق العمل الجهادي العسكري ضد النظام – وهي المناطق التي يتواجد فيها اركان النظام وعملاؤه أو التي يتحركون فيها –
ويا أخي الكريم ؛ من الذين يقتل الشعب المصري ويحاربه في دينه ؟!
قل لي من اعتدى على الشعب في " الكوم الأحمر " و " كوم حماده " و " دمنهور " ؟
من الذي اعتدى على المرأة التي نشرت صورتها في جريدة الشعب بقسم " قليوب البلد " ؟
من الذي يقاتل الشباب المسلم في وضح النهار ؟
وقد أصدرنا كتاباً عن التعذيب في عهد حسني مبارك اسميناه " الكتاب الاسود " ، يدين هذا النظام وغعتدائه على أفراد الشعب بكافة طوائفه ، فمن الذي يقتل إذن الابرياء ؟!
فنحن يا أخي الكريم نريد العزة لهذا الشعب ، وندعوه اكي يزيل هذه الحكومة الفاسدة ، والتي تتاجر باسمه على صفحات الجرائد ووسائل إعلامها ، بينما تكتظ سجونها بقرابة خمسين الف مسلم يعذبون بسبب إسلامهم .
وقد قمنا في بياننا عقب الهجوم على الألفي بتنبيه السعب بعدم الإقتراب من اماكن تواجد وتحرك طواغيت النظام ، لأن هذه من مناطق العمل الجهادي .
وأنا أكرر مرة أخرى بأننا ندعوا الشعب المصري لكي يقف مع إخوانه المجاهدين حتى يسقط هذا النظام المصري - عميل أمريكا وإسرائيل –
أما أحمد فاروق ؛ فقد مات تحت وطأة التعذيب بالصعق الكهربائي ، والحكومة تستخف بعقول الشعب فتسمي الموت بالصعق الكهربائي " صدمة عصبية " !
أما بطرس غالي ؛ فالمسلمون في البوسنة وأفغانستان والعراق والصومال وفلسطين ومصر يترقبون يوم الخلاص منه .
السؤال الرابع والعشرون : هل اعتماد " الجهاد " على الأخ نزيه نصحي راشد - وهو من الكوادر المهمة - في تنفيذ عملية " الألفي " يدل على أن الجماعة لا تملك رصيداً من الشباب قادر على تنفيذ مثل هذه العملية ؟
سندع الميدان يتكلم ، فهل توقف المسلمون في مصر عن تقديم الشهداء والأبطال منذ سليمان الحلبي مروراً بإبراهيم الورداني وأسرة عنايت وحسن البنا وسيد قطب وخالد ورفاقه وعصام القمري حتى نزيه وضياء .
فإذا ذهب نزيه فسيخرج ألف نزيه بإذن الله .
إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لافعال الكرام فعول
السؤال الخامس والعشرين : لوحظ في البيان الأول لجماعة الجهاد حول عملية " الألفي " ذكر أن أثنين من أعضاء الجماعة استشهدوا في العملية ، وهما نزيه راشد وطارق حسن الفحل ، ثم ثبت أن من قتل مع نزيه هو الأخ ضياء الدين حافظ ، ما هذا التضارب ولماذا ، وهل تعتمدون على ما تذيعه الإذاعات وتنشره الصحف وتنقله وكالات الأنباء أم أن لديكم بالفعل معلومات مسبقة عن القائمين بالعملية ومنفذيها ؟
كان هذا محاولة لتغطية وجود الأخ طارق الفحل ، والنظام هو الذي يفتقد إلى المعلومات .
وطارق الفحل ذكر أسمه كـ " هارب " في القضية الثانية من مسلسل طلائع الفتح ، ولذا حاولنا أن نغطي على وجوده ، وسوف تسمع اسم طارق الفحل إن شاء الله بين الفاتحين لمصر أو المستشهدين تحت راية الإسلام بإذن الله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى تحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً } .
السؤال السادس والعشرين : ما هو تقييمك لرد الفعل الشعبي تجاه العمليات التي يذهب ضحاياها أبرياء من أفراد الشعب ؟
الشعب يتعاطف معنا ويؤيدنا ويفرح بانتصارنا ، ونحن جميعاً نتألم للإصابات لافراد الشعب اثناء العمليات ، ورغم تحذيراتنا المتكررة لأفراد العشب بأن يبتعدوا عن مناطق العمل العسكري .
وإذا أراد النظام ـن بعرف مدى تأييد الشعب لنا ، فنحن نتحداه فقد أن يلغي قانون الطوارئ ويسمح بالتظاهرات والمؤتمرات ، وسوف يشاهد قوة الإنتفاضة الشعبية التي ستطيح به .
السؤال السابع والعشرون : هناك من يرى أن الجماعات الدينية فقدت الكثير من شعبيتها الت كانت حققتها بعد أن لجئت هذه الجماعات إلى العنف ، فما رأيك ؟
رأيي ؛ اننا نتحدى النظام أن يلغي الإعتقالات وقانون الطوارئ ، ولا يتعرض للتظاهرات والمؤتمرات ، وسوف يظهر مدى التأييد الشعبي الكاسح لنا إن شاء الله ، وسوف يرى العالم مدى هذا التأييد .
السؤال الثامن والعشرون : نسمع من تنظيمات دينية ، يقال أنها أجنحة ااـ " جهاد " مثل ؛ القمريين وجند الله وحزب الله والعائدون من افغانستان إضافة إلى طلائع الفتح ، فما تعليقك ؟
جماعة الجهاد لها فصائل تنظيمية تتبعها ، تعطيها اسماء تشد من ازرها ، مثل طلائع الفتح ، ومجموعة عصام القمري ، وهذه تفاصيل تنظيمية .
وهناك أسماء لا صلة لنا بها .
ولكن المهم أن الشباب المجاد قد اجتمع على جهاد هذا النظام الخارج على الإسلام ، والذي سمح لأمريكا بإحتلال مصر .
السؤال التاسع والعشرون : عكليات ضرب السياحة تبنتها بالكامل " الجماعة الإسلامية " التي حددت موقفها من مسألة السياحة عبر عدة بيانات ، ولكن حتى الآن لم يتبين موقف الجهاد منها ؟
نحن نحترم اجتهاد " الجماعة الإسلامية " ، ولكننا لم نقم بهذه العمليات .
السؤال الثلاثون : فقدت جماعة طلائع الفتح معظم كوادرها الذين يحاكمون حالياً أمام القضاء المصري ، كيف تتوقعون نشاط الجماعة في الفترة المقبلة ؟
لقد قام نزيه ورفاقه بعملية " الألفي " واسمه مدرج في قضية طلائع الفتح ، وسيرى النظام أبطال طلائع في الميدان كما رأى نزيه ورفاقه إن شاء الله ، وكما قال الشاعر :
رجال إذا جاش الردى فهم هم رجال يرون الذل عاراً وسبة
ولا يرهبون الموت والموت مقدم
السؤال الحادي والثلاثون : هناك من يرى أن الخلافات بين الجماعات الدينية وبعضها ، هي أحد أسباب ضعفها ، وأن هذا يتيح للنظام مواجهتها وهي ضعيفة بدلاً من مواجهة جماعة واحدة قوية ، فما رأيك ؟
إن من أهم أهدافنا توحيد العمل الجهادي – وخاصة بين جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية – وقد سبق أن طرحت تصوراً لتحالف إسلامي يضم كل العاملين في الحقل الإسلامي ، وذكرت أني لا أتوقع أن يقبل " الإخوان المسلمون " هذا العرض .
السؤال الثاني والثلاثون : يصر النظام على المواجهة الشاملة مع الجماعات الإسلامية ، فما موقفكم ، وإلى أي مدى يمكن للمواجهة أن تستمر ؟
نحن أكثر منه اصراراً على ذلك ، { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } .
أما إلى اي مدى تستمر ، فقد أرشدنا القرآن إلى ذلك في قوله تعالى { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } .
السؤال الثالث والثلاثون : ما هي علاقة " الجهاد " في مصر بالجماعات الدينية الأخرى التي تحمل نفس الأسم في دول عربية وإسلامية أخرى – مثل الجهاد الفلسطيني واليمني والمورتاني وغيرها – وهل هناك تنسيق بينها ـ وإلى أي مدى ؟
بيننا وبينهم كما ذكره القرآن الكريم ، { إنما المؤمنون أخوة } .
السؤال الرابع والثلاثون : أبلغنا الأخ طلعت فؤاد قاسم أن الجماعة الإسلامية نظمت ندوة في " كوبنهاجن " حول موضوع أتفاق " غزة أريحا " ، وكانت الجماعة الإسلامية أعلنت في عدة بيانات رفضها للاتفاق ، فما هو موقفكم ، ولماذا لم تبادرا بإعلانه ؟
نحن اصلاً نرفض وجود " دولة إسرائيل " التي زرعها أعداء الإسلام ، وندوتنا ستكون في الميدان ، وبياناتنا ستكون في صدور إسرائيل وعملائها إن شاء الله { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } .
السؤال الخامس والثلاثون : ماذا عن الصعيد ، وهل الجماعة ال‘سلامية هي الأكثر نفوذاً هناك ، وما هي ظروفه ، وتحليلك لاستمرار المواجهات هناك ، هل هناك ثار مستمر بين أعضاء الجماعات أو عوام الناس من جانب وبين الشرطة من جانب آخر ؟
الجماعة الإسلامية لها نفوذ في كل مكان يتواجدون فيه ، والمجاهدون – سواء كانوا في تنظيمهم أم لا – يوالونهم لما يتمتعون به من حب إخوانهم وتقديرهم ، والذي بيننا وبينهم هو أخوة الإسلام التي تعلوا على الإنتماء التنظيمي .
والذي يحدث في الصعيد هو إنتفاضة شعبية إسلامية تحاول الحكومةأن تكتم أخبارها .
السؤال السادس والثلاثون : هل هناك مجلس شورى خاص بـ " الجهاد " غير مجلس شورى الجماعة الإسلامية ، وممن يتكون ؟
أسأل الله العظيم أن يكون لهما مجلساً واحداً قريباً إن شاء الله .
السؤال السابع والثلاثون : من يصدر الفتاوي بالقتل ، وعلى أي أساس ، في الجماعة الإسلامية ذكروا أن اللجنة الشرعية – التي تتكون من 12 عالماً – هي التي تصدر فتاوي القتل ، بناءً على أسس محددة ، فهل هذا صحيح ، وهل هناك لجنة أخرى للجهاد ، وممن تتكون ؟
إذا كان إخوة الجماعة قد ذكروا ذلك فنحن نصدقهم .
أما لجنتنا فهي علماء المسلمين العاملين ، ولعل الناس أن يطلعوا على مفاجأت إذا قُدر للتاريخ أن يكتب ! ويا أخي ارجع إلى إصداراتنا :
كتاب ؛ العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله تعالى
تحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت ؛ سنة ربانية لا تتبدل .
نشرة بمناسبة استشهاد الأخ عصام القمري
نشرة بمناسبة قضية شركات توظيف الأموال الإسلامية بمصر .
كشف الزور والبهتان عن حلف الكهنة والسلطان – نشرة حول بيان علماء الأزهر في 1/1/1989 م –
نصح الأمة في اجتناب فتوى الشيخ ابن باز في جواز دخول مجلس الأمة .
السرية في العمل الإسلامي .
الحوار مع الطواغيت ؛ مقبرة الدعوة والدعاة .
الرد على شبهة خطيرة للألباني بشأن السكوت عن الحكام المرتدين .
تعقيب على دكتور سفر الحوالي على كتاب " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان " للدكتور عبد الله عزام رحمه الله .
الحصاد المر ؛ الإخوان المسلمون في ستين عاماً .
وصدر حديثاً : الكتاب الأسود ؛ تعذيب المسلمين في عهد حسني مبارك .
بالإضافة إلى انتاجنا السمعي من أشرطة إذاعة المجاهدين .
السؤال الثامن والثلاثون : ما رايك في الأحكام التي صدرت ببراءة المتهمين في قضية المحجوب ؟
هؤلاء الإخوة أبرياء ولا يحتاجون إلى هذا الحكم – سواء قتلوا أم لم يقتلوه – أما المجرمون فهم أركان النظام المحارب للإسلام والذي أدخل أمريكا لمصر .
السؤال التاسع والثلاثون : ما رأيك في نشاط جماعة الإخوان المسلمين ، وما هي أوجه الخلاف والاتفاق معهم ؟
نحن لا نرضى عن نشاط الإخوان المسلمين لأسباب فصلناها في كتابنا الصادر تحت عنوان " الحصاد المر " ، ورغم ذلك نحن ندعوهم للإنضمام لجبهة المجاهدين – جبهة الحق – على الشروط التي ذكرناها انفاً .
السؤال الأربعون : هناك كلام كثير حول تمويل الجماعات الديمية ، ووقوف دول وراءه ، وإذا كانت الإجابة بالنفي ، إذا من اين يتم التمويل ، القول بأن اشتراكات ومساهمات كفيلة بذلك غير قنع ، ولا بد من إجابة مقنعة ؟
التمويل يأتي من أفراد الشعب المصري الساخط على النظام المنحرف عن الإسلام والرافض للإحتلال الأمريكي وللإستسلام لإسرائيل ، وهذا الشعب هو الذي يوفر للمجاهدين ما يحتاجونه .
السؤال الحادي والأربعون : هل يختلف أسلوب " الجهاد " عن الجماعة الإسلامية لشأن تنفيذ عمليات عسكرية ؟
نحن كفرسي رهان ، نختلف كما يختلف المتنافسون في الخير إبتغاء مرضاة الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } .
السؤال الثاني والأربعون : هل لظروف النشأة الاجتماعية والاقتصادية دور مباشر في الالتزام الديني ؟
هكذا اتباع الرسل همفقراء الناس والمستضعفين ، بينما ينصر المترفون والمستكبرون الباطل على غالب الأمر وعمومه ، كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يردون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } .
وكما قال الله عن موسى عليه السلام وفرعون { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } .
وكما قال سبحانه وتعالى حاكياً عن قوم نوح عليه السلام : { قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } .
فالطبقات المحرومة هي أكثر الطبقات إحتياجاً إلى العدل ، والإسلام دين العدل ، بدأ من عقيدة التوحيد الذي هو اساس العدل ، باعتبار أن الشرك هو اساس الظلم ، حتى شرائعه المختلفة في مناحي الحياة المتنوعة .
بينما يحاول الاثرياء - عادة - المحافظة على الأوضاع القائمة المبنية على الظلم الذي اساسه الشرك كما قال الله تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } والذي يمتد إلى العدوان على الناس وأكل أموالهم بالباطل إلى غير ذلك ، كما قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } .
السؤال الثالث والأربعون : هناك من يرى أن السجون واحوالها مناخ مناسب للتطرف ، فما رأيك ؟
مصر كلها اصبحت سجناً كبيراً يحرسه الأمريكان ، ويعيث اليهود فيه فساداً .
والمتطرفون هم أركان النظام الذين خالفوا شريعة الله وساموا شعبهم الهوان .
السؤال الرابع والأربعون : من هو المتطرف ومن هو الإرهابي ؟
المتطرف ؛ هو المتعدي للحق ، واليق الناس بهذا الوصف هو هذا النظام الذي يقتل الناس في الشوارع ، ويسلخ جلود أبنائهم في المعتقلات ، ويصعقهم حتى الموت بصدمات الكهرباء – التي يسمونها صدمات عصبية –
أما الإرهابي ؛ فهو كل من يُرهَب جانبه ، وقد يكون على حق أو على باطل ، ألم تسمع قول الله تعالى : { واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } .
السؤال الخامس والأربعون : هل اثرت حملات الإعتقال والمحاكم العسكرية والإعدامات على نشاط جماعة الجهاد أو الجماعات الأخرى ؟
نعم ، زادت من إصرارنا على نصرة ديننا وكشف ظلم النظام وفساده .
السؤال السادس والأربعون : كيف يمكن أن يسقط النظام ، ما هو تصورك لهذا الأمر ، وهل هناك فترة تستطيع تحديدها لتحقيق هذا الأمر ؟
سوف يسقط النظام إن شاء الله دفعة واحدة كما يسقط البيت الذي تأكلت أعندته وانهارت جدرانه ، وسوف يتصاعد الإنهيار النفسي داخل صفوف النظام كما تتسارع المتواليات الهندسية .
ونتوقع أن يحدث هذا بأسرع مما يتوقع المراقبون نظراً للفساد الشديد والوهن المستشري في صفوف النظام ، ونظراً لإنتشار الحركة الإسلامية السريع داخل صفوف الجيش والشرطة .
ولأن النظام يستخدم الإرهاب لحمل جنود الشرطة على الإستمرار في الخدمة وهم كارهون ، وسينتهز هؤلاء أقرب فرصة للفرار من الخدمة - كما حدث في انتفاضة الأمن المركزي –
أما الجيش فإن السخط المتزايد داخله نظراً لمحاربة النظام للشباب المسلم ولإهانة الجيش بمنعه من قتال إسرائيل – العدو الأول لمصر وشعبها وجيشها – كل هذا سوف يعجل بالإنفجار إن شاء الله .
أما الشعب الذي يعذب أبنائه في المعتقلات فلن يترك أي فرصة للثأر من النظام .
السؤال السابع والأربعون : ما رأيك في حوادث السطو المسلح على محلات الذهب واستغلاله في تمويل النشاط ، وهل توافق على ذلك ، ولماذا ؟
نحن لم نقم بهذه العمليات ، وسبق أن ذكرنا أن الشعب هو الذي يدعمنا .
السؤال الثامن والاربعون : هناك اربع ضباط متهمون حالياً في قضية أمام المحكمة العسكرية ، وهم أعضاء في الجماعة الإسلامية ، فهل ترى أن الجماعة الإسلامية بدأت في اتباع اسلوب جماعة الجهاد من أجل إقامة الدولة الإسلامية ، وفي حال قيام الدولة الإسلامية هل يمكن أن يؤدي تناحر الجماعات الدينية المتعددة إلى تكرار تجربة أفغانستان ؟
ذكرت أن اساليبنا تتكامل ، وأن تعددت الاساليب ، وهو من باب الأجتهاد العملي .
أما ما حدث في أفغانستان فلن يحدث في مصر إن شاء الله ، وما نحن إلا متنافسون في الخير ، والسابق يمد يده لأخيه .
السؤال التاسع والأربعون : هناك آراء ترى أن اعتماد الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد على الإخوة الذين سافروا إلى أفغانستان يدل على أن الأعضاء داخل مصر ليس لديهم القدرة على إحداث تاثير أو القيام بعمليات مؤثرة ، فما رأيك ؟
هذا ما يمني به النظام نفسه ، ويطمئن به أعوانه ، ولكن الأمر أمر أمة تنتفض ، وشعب يسعى للإسلام ، ومعظم الشباب الذين شاركوا في العمليات الأخيرة لم يذهبوا لأفغانستان .
السؤال الخمسون : هل تغيرت افكارك الآن عما كانت عليه قبل مغادرتك مصر ؟
كل يوم يمر يزيد في ثقتي بقرب نصر الله للمؤمنين ، وإقتناعاُ بزوال هذ النظام الفاسد الذي يزيد فساده يوماً بعد يوم .
السؤال الحادي والخمسون : هل تملك الجماعات الدينية المختلفة كوادر لديها القدرة على إدارة البلاد في حال قيام دولة إسلامية ؟
وهل يملك رئيس الجمهورية أية كفاءات إدارية ؟! وهل عسكر يوليو كانت لديهم أيه كفاءات ؟
ثم ألم تلاحظ أن الحركة الإسلاميةلها الغالبية العظمى في الجامعات وطبقات المثقفين والنقابات ، ولو تركت انتخابات اتحادات الطلاب والنقابات حرة دون منع أو تزوير لأكتسحتها الحركة الإسلامية بشهادة الجميع .
ألا يدل ذلك على توفر الكفاءات والتخصصات المختلفة لدى الحركة الإسلامية ؟
فالحركة الإسلامية غنية بالكوادر والكفاءات في كافة المجالات والتخصصات ، كما يشهد لها الجميع بالنزاهة والأمانة والعفة .
السؤال الثاني والخمسون : كيف تُقيّم العلاقة بين الجماعات الدينية في مصر وإيران على الرغم من الخلاف المعرفو مع المذهب الشيعي ؟
ليس بيننا وبينهم أية علاقة .
السؤال الثالث والخمسون : الجماعة الإسلامية تقول أنها تختلف عن جماعة الجهاد في أنها تؤمن بالعمل في النور والدعوة علانية ، إضافة إلى العمل العسكري ، على عكس " الجهاد " الذي يفضل العمل السري في الظلام – هذا نص تصريحات نشرتها " الحياة " للأخ صفوت عبد الغني – فما رايك ؟
رأيي أن هذه خلافات تفصيلية واجتهادات في الواقع ، تتغير حسب الظروف والأحوال .
السؤال الرابع والخمسون : ما رأيك في موضوع الدكتور عمر عبد الرحمن حالياً ، وما تقييمك لموقف الولايات المتحدة ؟
دكتور عمر عبد الرحمن يدفع ثمن قولة الحق التي يصدع بها .
وموقف أمريكا منه هو موقف المستكبرين ضد أهل الحق في كل زمان ، كما قال الله تعالى : { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } .
السؤال الخامس والخمسون : رفض الأخ طلعت فؤاد قاسم في حديث مع " الحياة " التعليق على توجيه الاتهام في قضايا التفجيرات إلى الدكتور عمر عبد الرحمن ، على الرغم من أن الجماعة الإسلامية تصدر بيانات عديدة حول أي قضية ولو كانت بسيطة ، فما تعليقك ؟
طالما أن الدكتور عمر عبد الرحمن أنكر صلته بها فنحن نصدقه في ذلك .
السؤال السادس والخمسون : هل ترى أن الجماعات الدينية لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ؟
الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر في هذا الزمان ، والمواجهة بينها وبين الأمة الإسلامية - حتمية الآن أو بعد حين – لأن الله سبحانه وتعالى جرت سنته أن يدفع أهل الباطل بأهل الحق ، { ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } .
وجرت سنة الله أن يقصم ظهور المستكبرين بايدي عباده المستضعفين ، كما حكى عن موسى عليه السلام وفرعون – وهي قصة المؤمنين والكافرين في كل عصر – { إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف منهم طائفة يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } .
السؤال السابع والخمسون : هل دخلت العمليات العسكرية الموجهة ضد المسؤولين مرحلة " العمليات الانتحارية " ، أم ان مسألة العمليات الاستشهادية ليست جديدة على اعتبار ان الإخوة الذين نفذوا عملية " السادات " كان من المعتقد انهم سيقتلون أثناء التنفيذ ؟
نعم فالمسألة ليست جديدة ، ولكن مضى عليها وقت لم تتبع ، فهي قديمة جديدة ، والنظام كان في غفلة من هذا ، ولذا كانت الصدمة شديدة .
السؤال الثامن والخمسون : هل أدى الحوار بن المعتقلين داخل السجون وعلماء الدين الذي جرى قبل عدة سنوات إلى نتائج ملموسة ، وهل يمكن معاودته مرة أخرى ؟
لم يؤدي ولن يؤدي إلى نتائج ، لأن الحوار أصلاً مرفوض بيننا وبينهم ، كما أن الحوار كان تمثيلية حاورت السلطة فيها ، وما أجمل قول الشاعر :
لغة الحوار اليوم لا تجدي مع الأوغاد ، إلا باللظى فتحاوري
السؤال التاسع والخمسون : هل تصلح استراتيجية الجماعات الدينية في السبعينات للتحرك في التسعينات ؟
الإستراتيجية ثابتة ، والتفاصيل هي التي تتغير .
واستراتيجيتنا اليوم تقوم على إزالة هذا النظام الحاكم ، وقد تختلف التكتيكات العسكرية نظراً لإختلاف ظروف الزمان والمكان .
السؤال الستون : هل ترى أن وجود قدر من كوادر الجماعات الدينية خارج مصر – سواء في باكستان أو أفغانستان أو دول أخرى أوربية – في صالح الحركة الإسلامية أو ضدها ، ولماذا ؟
المسلم يقوم بعبادة ربه حيث كان ، فالأرض كلها لله ، والجهاد هو من أعظم العبادات وآكدها ، كما قال تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } ، وكما في حديث معاذ رضي الله عنه : (( ذروة سنام الإسلام الجهاد )) .
ولذا فإن توزيع الإخوة في البلاد سيكرس في صالح الحركة الإسلامية إن شاء الله .
السؤال الحادي والستون : عدد من قادة الجماعة الإسلامية استقروا في الولايات المتحدة أو دول أوربية ، فما موقف " الجهاد " الآن ، وهل يمكن أن يجتمع قادته في أي من الدول الاوربية ليمارسوا نشاطهم هناك ؟
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس باي أرض تموت } .
فالقضية ليست قضية المكان ، ولكن القضية قضية الحرص على خدمة الإسلام في أي موقع .
انتهى حوار جريدة الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الحوار
الذي أجراه مراسل جريدة الحياة اللندنية
مع الدكتور أيمن الظواهري امير جماعة الجهاد بمصر
والذي لم تنشره جريدة الحياة
ونشرته جريدة العربي الاسبوعي المصرية في العدد 21
بتاريخ 8/6/1414هـ ، الموافق 22/11/1993 م مبتوراً
ولبيان الحق نقدم إليكم نص الحوار كاملاً
المـكتـب الإعلامـي
جماعة الجهاد – مصر
نص الأسئلة التي وجهها مراسل جريدة الحياة اللندنية الأستاذ صلاح الدين ، واجابة الدكتور الظواهري :
السؤال الأول : كيف كانت بدايتك في الحركة الإسلامية وفي أي جماعة ، وأرجو إلقاء الضوء بالتفصيل عن هذا بوضوح منذ البداية وحتى الآن ؟
كانت بدايتي في الحركة الإسلامية في هذه الجماعة التي أتشرف بالإنتماء إليها ، وكان ذلك في حوالي سنة 1966 م ، عندما تكونت النواة الأولى لهذه الجماعة بعد مقتل الشهيد سيد قطب رحمه الله ، وكان من أعضاء هذه المجموعة الشهيد يحيى هاشم - الذي كان رئيساً للنيابة العامة - والأخ إسماعيل الطنطاوي والأخ نبيل برعي ، ثم نمت هذه المجموعة إلى أن وصلت إلى الحجم الحالي للجماعة .
وانضم إلينا في فترة لاحقة الأخ عصام القمري رحمه الله ، وبدأ حينئذ في النشاط داخل الجيش ، ثم مرت أحداث الفنية العسكرية واستشهاد الأخ يحيى هاشم ، وقضايا الجهاد في عام 1977 و 1978 ، واستطعنا بفضل الله تجنب هذه الضربات .
وفي النصف الثاني من سنة 1980 م وأوائل 1981 قمت بالسفر إلى أفغانستان للإطلاع على الأوضاع من قرب هناك ، واكتشفت الامكانيات الهائلة التي يمكن أن تستفيد منها الحركة الإسلامية في ساحة الجهاد الأفغاني ، وكل هذا والجماعة تنمو في صمت في الميادنين المدني والعسكري .
ثم جاءت سنة 1981 م وتعرضنا في بدايتها لضربة أمنية ، عرف على إثرها الأخ عصام القمري ، وقبض على بعض رفاقه من الضباط ، مثل الأخ عبد العزيز الجمل والأخ سيد موسى وغيرهم من الضباط ، ولكننا استوعبنا هذه الضربة .
ومع نشاط الجماعة الإسلامية واتحادها مع الأخ عبد السلام فرج بدأ التعاون ينمو بيننا وبينهم عن طريق الدكتور عمر عبد الرحمن والأخ عبود الزمر إلى أن جاءت أحداث 1981 م اغتيال السادات وأحداث أسيوط ، وقبض على عدد من إخواننا بسبب الروابط المشتركة بيننا ، وأمضينا في السجن ثلاث سنوات ، حدث فيها تعارف عن قرب بيننا وبين إخواننا في الجماعات الجهادية ، وكان من نتائج ذلك تلك الثقة العميقة بين الإخوة الذين عاشوا تلك الفتوة سوياً ، وبعد الخروج من السجن بدأنا في تجميع الإخوة من جديد ، وقررنا إستغلال الساحة الافغانية لتدريب أعداد ضخمة من الشباب المسلم، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في ذلك توفيقاً كبيراً .
وها نحن أولاء الآن بعد هذه الرحلة الطويلة على مشارف المعركة الفاصلة بين النظام المصري ومن وراءه أمريكا وإسرائيل وبين الأمة الإسلامية وفي طليعتها الشباب المسلم المجاهد ، وإننا على يقين أن نصرنا قد أزف إن شاء الله ، واكبر دليل على ذلك هو فشل النظام بكل إمكانياته ومساعداته من وقف النمو الصاروخي للحركة الإسلامية المجاهدة ، وأحمد الله تعالى أنني لا زلتُ متشرفاً بالإنتساب لهذه الجماعة ، وكما قال القائل :
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
وإن كنت اعتبر أن الإنتماء الأساسي للمسلم هو الإسلام ولأمة المسلمين ، وأن هذه الجماعات وإن كانت مبنية على عقود وثيقة لا يجوز نقضها إلا أنها مجرد وسائل لقيام دولة الإسلام التي ينتمي إليها كل المسلمين ، ولنا كتاب سيصدر إن شاء الله عن تاريخ هذه الحقبة .
السؤال الثاني : كيف ومتى غادرت مصر ، وإلى اين ، وما هو نشاطك الذي قمت به في الخارج ، واين موقعك الآن ؟
غادرت مصر بمعاونة كثير من أنصار الحركة الإسلامية في المواقع الشعبية والرسمية ، ولذا كان خروجي مفاجأة وصدمة للنظام ، وكان المزعج فيها للنظام أن الأمر بدا قانونياً تماماً ، مما لم يمكن النظام من الإمساك بأي خيط أو كشف تفاصيل العملية ، ويوماً ما قد نستطيع ان نروي هذه الوقائع إن شاء الله .
وقد غادرت مصر في منتصف 1985 م ، ومررت بعدة بلدان حتى وصلت إلى باكستان ، حيث عملت جراحاً لمعالجة الجرحى والمهاجرين الأفغان .
وأنا اقوم في الخارج بخدمة إخواني في الداخل والخارج ومساعدتهم فيمعركتهم ضد النظام المصري من أجل قيام الدولة المسلمة ، وليس لي موقع ثابت ، بل أنا أنتقل بين المواقع المختلفة .
السؤال الثالث : نعلم أن هدف الجماعات الدينية على اختلاف مسمياتها هو اسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية، إلا أن هناك اختلافات ربما فكرية أو عقائدية في اسلوب إسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية ، فما رايك في هذا الموضوع ؟
ليس هناك بين الجماعات المجاهدة الرئيسية خلافات عقائدية أو جوهرية ، بل هي إما خلافات فرعية لا تمنع وحدة المجاهدين أو خلافات عملية ترجع إلى الإجتهاد في فهم الواقع .
السؤال الرابع : لماذا في الأساس تمددت الجماعات ، ولماذا لا يتم بحث إعادة إحياء الفكرة التي طرحها الأخ عبود الزمر قبل نحو ثلاث سنوات من توحيد الجماعات ذات العقيدة الصحيحة ، وما هي معوقات ذلك ؟
تعددت الجماعات لعدة اسباب يطول شرحها ، وترجع لإختلاف ظروف النشأة من حيث المكان والزمان ولإختلاف فهم الواقع أو عدم إقتناع الشباب المسلم بصدق بعض الجماعات القديمة في مواجهة الحكومات العلمانية من الأربعينات حتى الآن ، ونحن ندعوا كل العاملين المخلصين للدخول في جبهة واحدة ضد النظام المصري تقوم على ما ياتي :
أولاً : الإقرار بخروج النظام المصري عن الإسلام وعدم شرعيته والإمتناع عن إسباغ الشرعية عليه بأي وسيلة .
ثانياً : العمل على إسقاط النظام والدعوة لذلك كلّ بما يستطيع .
ثالثاً : تقديم الولاء والنصرة للمسلمين على الولاء للنظام ، وعدم التشنيع على المجاهدين والتقرب للنظام
كلما ازدادت قوة ضربات المجاهدين .
ونحن نعتقد أن هذه الدعوة لا يمكن أن يخالفها مسلم صادق في إسلامه .
وإن كان يغلب على ظننا أن الإخوان – الإخوان المسلمين – لن يوافقوا عليها رغم ذلك ، رغم كل مواقفهم السابقة فإننا نمد إليهم أيدينا ليدخلوا في حلف المجاهدين ضد النظام الموالي لأمريكا وإسرائيل ، ولا ندري في حالة رفضهم اي مبرر سيقدمونه إلى شبابهم ليبرروا به عدم موالاتهم للمجاهدين والإستمرار في التشنيع عليهم .
كما أننا ندعوا علماء الأزهر للدخول في جبهة المجاهدين والمدافعين عن الإسلام ، وينبذوا من بينهم المتزلفين الذين فرضهم النظام على الأزهر وشوهوا صورته ، إن الأمة الإسلامية تنظر إلى الأزهر متسائلة متى يعود لدوره التاريخي لقيادة الأمة ومقاومة الظلم والفساد والدعوة للجهاد لتحرير القدس ؟
كما أننا نهيب بكل مسلم غيور أن ينضم لجبهة الحق ضد النظام المصري الفاسد .
السؤال الخامس : هناك حديث عن الانشقاقات داخل الجماعات الإسلامية ، هل هناك خلافات بين القادة أم ماذا ؟
ليس هناك حديث عن الإنشقاقات بين القادة ، ولكن بالعكس هناك حديث عن التوحد بين الجماعات ذات الثقل ، وكيف يمكن أن يصلوا لوحدة العمل الإسلامي في ظل الظروف الصعبة ؟
السؤال السادس : لماذا حملت جماعة " طلائع الفتح الإسلامي " اسماً معيناً على الرغم من تأكيد أعضائها بأنهم جزء من جماعة الجهاد ؟
لأنهم طلائع الفتح الوشيك بإذن الله ، وأسأل الله أن يكونوا في طليعة القوات الإسلامية التي تستولي على الحكم في مصر قريباً أن شاء الله ، وهذه بمثابة فصائل والوية تصب في قناة واحدة وهي جماعة الجهاد .
السؤال السابع : هل الظروف التي تمر بها مصر حالياً تشابه تلك التي كانت تمر بها في نهاية السبعينات ، والتي أدت في النهاية إلى اغتيال أنور السادات ؟
الظروف الآن أكثر تدهوراً بكثير عن نهاية السبعينات ؛
فمن الناحية السياسية ؛ صارت مصر قاعدة أمريكية بالمعنى الحقيقي ، حيث تتمركز قواتها في مطار غرب القاهرة ، وقاعدة راس بيناس وغيرها من القواعد ، وفي حرب الخليج كانت مصر قاعدة لقصف الشعب العراقي – مع ملاحظة عدم تاييدنا لصدام - .
وأما عن إسرائيل ؛ فقد تعاظم نفوذها في مصر بشكل بشع ، وامتد نفوذها لمعظم الوزارات حتى وصل إلى وزارة الزراعة ووزارة التعليم ، وتساهم إسرائيل الآن في إعادة صياغة عقول أبنائنا .
ومن ناحية الإتفاقات مع إسرائيل ؛ تقوم الحكومة المصرية بدور الوسيط النشط في ترويج الإتفاقات الإستسلامية .
ومن الناحية الإقتصادية ؛ فقد تدهور الوضع تماماً ، ووصل الأمر إلى بيع القطاع العام والمرافق الاساسية في السوق بثمن بخس ، دون النظر إلى العواقب الإجتماعية الخطيرة التي سينشأ عنها بطالة مئات الألوف من العمال ، ناهيك عن التبعية الإقتصادية الناجمة عن تدمير العمود الفقري للإقتصاد المصري ، بالإضافة إلى أن الذين يرسى عليهم العطاء غالباً هم اليهود – كما في صحراء الصالحية –
وعن المستوى الأمني ؛ توحشت أجهزة الأمن ضد الشباب المسلم الذي يقبع خمسون ألفاً منهم الآن في سجون مصر ، يعيشون في أسوأ الحالات ويتعرضون لتعذيب بشع مما أدى للإنتفاضات الرهيبة في السجون التي سقط فيها العديد من القتلى .
كما تدهور القضاء ؛ وأحيلت القضايا للمجالس العسكرية التابعة لأوامر رئيس الجمهورية مباشرة ، والتي حكمت على أكثر من خمسة وعشرين شاباً بالأعدام خلال عدة اشهر ، حرم بعضهم حتى من حق التظلم .
وعلى المستوى الثقافي ؛ تحولت مصر لماخور كبير ، وصارت اسماء الراقصات أشهر من العلماء ، تضخمت دخولهن ، وزاد نفوذهن السياسي ، حتى أن " لوسي أرتين " لها فتوى خاصة من المفتي ، ويصل نفوذ " فاتنة قويسنا " إلى وزير الداخلية .
وقد أدى هذا الوضع المتردي سياسياً وسياسة الإذلال التي تتبعها الحكومة إلى العديد من الإنتفاضات الشعبية في " أدكو " و " أبو حماد " و " الكوم الأحمر " و " عين شمس " ، حتى فرض حظر التجول على عدة مناطق – كما يحدث في ديروط –
فكل هذا التدهور سيؤدي إن شاء الله إلى إنفجار أعنف بكثير من اغتيال السادات ، وكما قال أبو القاسم الشابي :
ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح
حذار فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجني الجراح
وقد أصدرنا في رمضان الفائت كتابنا المشهور بـ " الكتاب الأسود ؛ قصة تعذيب المسلمين في عهد حسني مبارك " ، وهو مليئ بمئات الوقائع البشعة عن تعذيب كافة طوائف الشعب .
السؤال الثامن : ما هي مطالب " الجهاد " على وجه التحديد ، وهل تختلف عن مطالب " الجماعة الإسلامية " ، وهل يمكن أن توجد نقطة التقاء مع النظام ؟
مطالب جماعة الجهاد على وجه التحديد قد لخصناها في بياننا الصادر في 4 سبتمبر 1993 م ، والتي حددنا فيه أهدافنا وقلنا أن هدفنا الأول هو :
العمل على إقامة دولة الإسلام - دولة الخلافة - التي تعمل على ؛ نشر عقيدة التوحيد ، والحكم بشريعة الإسلام ، وتحرير أراضي المسلمين ، وتحرير الأمة الإسلامية من التبعية الاقتصادية ، ونشر الفضيلة والأخلاق الإسلامية ، والتقسيم العادل للثروة ، وإرساء العدالة الاجتماعية ، وتحقيق التكافل الاجتماعي ، ورفع الظلم عن الطبقات الفقيرة المحرومة ، وتشجيع العلم ورفع مكانة العلماء ، وحترام القضاء الشرعي الذي يحفظ الحقوق ويساوي بين الخصوم ، وصيانة الحريات الأساسية للناس وفق أحكام الشريعة ومنع العدوان على تلك الحريات .
هذه هي المطالب الأساسية للناس وفق أحكام الشريعة ، وهذه المطالب لا يختلف عليها اي مسلم .
أما نقطة الإلتقاء الوحيدة مع النظام ؛ فإن عليه أن يسلم الحكم للمجاهدين قبل أن تفوت منه آخر فرصة للقرار .
السؤال التاسع : ما هي حقيقة موضوع الأخ عبود الزمر ، الجماعة الإسلامية تؤكد أنه عاد إلى مجلس شورى الجماعة وقبل بولاية الدكتور عمر عبد الرحمن ، في حين أن الأخ مجدي سالم قال لنا أن هذا لم يحدث وأن عبود ما زال زعيماً روحياً لـ " الجهاد " وإنكم قائد الجماعة وزعيمها في نفس الوقت ؟
الأخ عبود الزمر أخ فاضل يعتز الجميع بأخوته بغض النظر عن إنتمائه التنظيمي ، والأخ عبود من أنشط الداعين إلى وحدة الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد ، ولذا اتوقع أن تنتهي مسألة تفسير موقفه بنجاح مسعاه الميمون إن شاء الله في توحيد الجماعتين .
وأنا أدعوا الإخوة جميعاً إلى عدم الإنشغال بهذه المسائل الصغيرة وتفريغ همهم الأساسي لمعركتهم الكبرى ضد أعداء الإسلام .
السؤال العاشر : أثير قبل عدة أشهر موضوع المصالحة بين النظام والجماعات الدينية ، فما هو رايكم ، وعل أي أساس يمكن أن تقوم هذه المصالحة ؟
رأينا أنه لا مصالحة مع النظام المصري ، والفرصة الاخيرة للنظام هي أن يغادر قادته مصر فوراً قبل وقوع القصاص بهم ، او أن يعلنوا توبتهم واستتعدادهم لقبول الأحكام الشرعية عليهم ، ومن المعلوم أن الشريعة تفتح باب التوبة للمفسدين قبل القدرة عليهم ، أما بعد القدرة فلا بد من القصاص .
ولذا أكرر إن هذه هي الفرصة الأخيرة للنظام للإستفادة من عفو المجاهدين عنهم .
السؤال الحادي عشر : لماذا لا تكون بداية الامر والمبادرة من جانب الجماعات الدينية ، وتعلم مثلاً عن إيقاف عمليت العنف تماماً لفترة محددة ترى خلالها رد فعل النظام بدلاً من استمرار العنف والعنف المضاد ؟
الجهاد الذي يسمونه عنفاً هو الحكم الشرعي في حق هذا التظام الذي أتاح لأمريكا إحتلال مصر واستسلم لإسرائيل .
السؤال الثاني عشر : إذا كانت المصالحة واردة ، هل يمكن لـ " الحياة " أن تتبنى الفكرة وتكون وسيطاً بين الطرفين ، وما هي مقترحاتكم حول هذا الأمر في حالة الموافقة ؟
أعتقد أنه لا مجال لهذا السؤال اصلاً .
السؤال الثالث عشر : يتهم النظام أعضاء الجماعات الإسلامية الذين سافروا إلى أفغانستان وباكستان بأنهم يؤتكبون أعمال العنف بعد عودتهم إلى مصر ، وتم إلقاء القبض على عدد كبير منهم واتهموا في قضايا ، فما تقييمك لهذا الموضوع ، وما حقيقة ما حدث في باكستان وأفغانستان ؟
ومن الذي قام بحادثة الفنية ، واغتيال السادات ، وانتفاضة 1981 م الإسلامية ، ومن الذي حاول إغتيال حسن أبو باشا ، هل هم الذين تدربوا في أفغانستان ؟
إن أسباب السخط كامنة في مصر ، والنظام يحاول أن ينسبها لعوامل خارجية متناسياً الفساد الرهيب المتراكم داخل مصر ، والذين ذهبوا إلى أفغانستان ذهبوا ليجاهدوا وليعودا ليغيروا الفساد المستشري داخل بلادهم .
السؤال الرابع عشر : أثناء محاكمة الأخوة في " طلائع الفتح " يهتفون باسمك واسم الأخ عبود الزمر ، فما تعليقك ؟
هذا شرف لا أستحقه .
السؤال الخامس عشر : على خلاف عدد كبير من قادة الجماعات الدينية فإنه من الملاحظ أنك حتى الآن لم توجه إليك أي تهم محددة في قضية بعينها ، بالطبع باستثناء الكلام الذي ياتي على لسان أجهزة الأمن ، فما
رايك ؟
نحن لسنا متعمين بل إن المتهمين والمجرمين هم أركان النظام وزبانيته والذين يشرعون وينفذون القانون الوضعي ، لذا فنحن لا نهتم بتهم توجه أو لا توجه ، فنحن الأبرياء وهم المدانون ، نحن نقاتل عن شريعة الإسلام وهم خارجون عليها .
السؤال السادس عشر : هل تقبل بالعودة إلى مصر في حال إعلان السلطان المصرية عدم التعرض لك أو الزج باسمك في قضايا وهمية ؟
سوف ادخل مصر إن شاء الله فاتحاً رغم انف النظام ، { عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين } .
السؤال السابع عشر : كيف كان التخطيط لعملية محاولة أغتيال حسن الألفي ، وهل بالفعل أنك اصدرت تكليفاً للأخ نزيه نصحي راشد بتنفيذ العملية مع زملائه ؟
كان التخطيط على أساس القيام بعملية إستشهادية .
نعم لقد كلفنا الأخ نزيه بالقيام ، بالعملية .
السؤال الثامن عشر : سارعت الجماعة الإسلامية وأعلنت مسئوليتها عن عملية الألفي ، ثم عادت واصدرت بياناً آخر أوضحت فيه أنها لم تعلن مسئوليتها ، فما رأيك في هذا التناقض ؟
هذا ليس تناقضاً ، فلم تعلن الجماعة الإسلامية مسؤوليتها ، وإنما فهم هذا من بيانها على غير ما أرادت ، فأصدرت بياناً يقطع اللبس ، وهذا دليل على نزاهتهم كما نظن بهم دائماً .
السؤال التاسع عشر : ملاحظة شخصية لي ، وهي أن المكتب الإعلامي لجماعة الجهاد لم يبدأ أو يصدر بيانات إلا أخيراً ، على الرغم من أن الجماعة الإسلامية تمارس نشاطاً إعلاميا طوال السنوات الثلاث الماضية وبكثافة ، لماذا ، وهل امكانات الجماعة الإسلامية أكبر وأكثر ؟
هذه مسألة تفصيلية ، ونحن نعتقد أننا والأخوة الأفاضل في الجماعة الإسلامية نكمل بعضنا البعض ، وكل نجاح لأي منا هو رصيد للمسلمين جميعاً .
السؤال العشرين : من الملاحظ أن معظم العمليات كانت من تنفيذ الجماعة الإسلامية ، منذ اغتيال الدكتور علاء محيي الدين عام 1990 م وحتى الآن ، وكان نشاط " الجهاد " محدوداً للغاية ، حتى جاءت عملية " الألفي " ، فلماذا كان نشاط الجماعة الإسلامية هو الأكثر ، ولماذا ركز الإعلام على الدكتور عمر عبد الرحمن في أمريكا ونشاط أتباعه داخل مصر ؟
الجماعة الإسلامية ذات عطاء ضخم واسع .
ونحن نميل للإعداد المتكامل – وبشهادة أجهزة الأمن – والضربات التي تهز النظام .
وهذا يدل على التكامل بيننا .
واما تركيز الإعلام على الدكتور عمر ، فلأنه يستحق هذا التركيز ، لما له من مجهود متصل ، وتضحيات لا تنقطع في سبيل نشر الدعوة ومقاومة الظالمين ، والصدع بكلمة الحق التي تخشاها أمريكا وحكومة مبارك .
السؤال الحادي عشر : اعتبر البعض أن قيام " الجهاد " بعملية " الألفي " يشير إلى أن جماعة الجهاد أرادت العودة إلى الساحة عن طريق عملية كبيرة ومؤثرة بنفس الاسلوب تقريباً الذي تتبعه الجماعة الإسلامية ، فما رايك ؟
نحن لم نغب عن الساحة حتى نعود إليها ، ونشاطنا يشهد به العدو قبل الصديق .
وإذا أعتبرت أن الهجوم على الألفي اتباع لاسلوب الجماعة الإسلامية ، فإنه يشرفني إن نتبع اساليبهم ونتعلم منهم ونتكامل معهم .
السؤال الثاني والعشرين : ما هي قصة قوائم الاغتيالات ، هل توجد بالفعل ، وهل قتل وزير أو مسئول يهز النظام ويساعد على إقامة دولة إسلامية ؟
ليست المسألة قضية قوائم ، ولكن قضية نظام مكن أمريكا من إحتلال مصر لتحارب الإسلام واستسلم لإسرائيل ، ومكن من بسط نفوذها في المنطقة العربية ، لوقف الصحوة الإسلامية ، وكل من شارك في هذه الجريمة يعرف نفسه .
أما قتل وزير أو مسئول ؛ فهو البداية التمهيدية لعملية التغيير .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً وياتيك بالأنباء ما لم تزود
السؤال الثالث والعشرون : بعد وفاة الأخ أحمد فاروق ، أعلنت وزارة الداخلية أن جماعة الجهاد هي التي نفذت حوادث التفجيرات التي وقعت في الاشهر الأخيرة ، وذكرت أن فاروق أعترف بذلك ، كما أعلنت أن الجماعة كانت تخطط لأغتيال بطرس غالي أثناء وجوده في مصر ، فما رأيك ؟
حوادث التفجيرات الأخيرة هي بتدبير مشترك من النظام المصري والموساد لتشويه الحركة الجهادية ، ومما لا شك فيه إنه ليحزنني سقوط أبرياء في مثل هذه الحوادث .
وحيث أننا من أبناء الشعب المصري بكافة طوائفه ، فلا يعقل أن نقتل أنفسنا وإخواننا وأبنائنا .
وقد استنكرنا في بيان صادر عن جماعتنا ووزع على وكالات الأنباء ؛ أننا نستنكر حادثة أنفجار شبرا وسقوط ضحايا أبرياء في المبادين العامة ، وقلنا أن حربنا ليست ضد الشعب ، بل حربنا ضد النظام المصري العميل لأمريكا وإسرائيل .
لذا فإن هجماتنا ضد النظام المحارب لشرع الله والمعادي لشباب الإسلام ، والسافك لدمائه ، والمنفذ لسياسة أمريكا وإسرائيل ، تقع ضمن مناطق العمل العسكري .
ونحن أهبنا ونهيب وسنهيب بإخواننا من الشعب المصري أن يبتعدوا عن مناطق العمل الجهادي العسكري ضد النظام – وهي المناطق التي يتواجد فيها اركان النظام وعملاؤه أو التي يتحركون فيها –
ويا أخي الكريم ؛ من الذين يقتل الشعب المصري ويحاربه في دينه ؟!
قل لي من اعتدى على الشعب في " الكوم الأحمر " و " كوم حماده " و " دمنهور " ؟
من الذي اعتدى على المرأة التي نشرت صورتها في جريدة الشعب بقسم " قليوب البلد " ؟
من الذي يقاتل الشباب المسلم في وضح النهار ؟
وقد أصدرنا كتاباً عن التعذيب في عهد حسني مبارك اسميناه " الكتاب الاسود " ، يدين هذا النظام وغعتدائه على أفراد الشعب بكافة طوائفه ، فمن الذي يقتل إذن الابرياء ؟!
فنحن يا أخي الكريم نريد العزة لهذا الشعب ، وندعوه اكي يزيل هذه الحكومة الفاسدة ، والتي تتاجر باسمه على صفحات الجرائد ووسائل إعلامها ، بينما تكتظ سجونها بقرابة خمسين الف مسلم يعذبون بسبب إسلامهم .
وقد قمنا في بياننا عقب الهجوم على الألفي بتنبيه السعب بعدم الإقتراب من اماكن تواجد وتحرك طواغيت النظام ، لأن هذه من مناطق العمل الجهادي .
وأنا أكرر مرة أخرى بأننا ندعوا الشعب المصري لكي يقف مع إخوانه المجاهدين حتى يسقط هذا النظام المصري - عميل أمريكا وإسرائيل –
أما أحمد فاروق ؛ فقد مات تحت وطأة التعذيب بالصعق الكهربائي ، والحكومة تستخف بعقول الشعب فتسمي الموت بالصعق الكهربائي " صدمة عصبية " !
أما بطرس غالي ؛ فالمسلمون في البوسنة وأفغانستان والعراق والصومال وفلسطين ومصر يترقبون يوم الخلاص منه .
السؤال الرابع والعشرون : هل اعتماد " الجهاد " على الأخ نزيه نصحي راشد - وهو من الكوادر المهمة - في تنفيذ عملية " الألفي " يدل على أن الجماعة لا تملك رصيداً من الشباب قادر على تنفيذ مثل هذه العملية ؟
سندع الميدان يتكلم ، فهل توقف المسلمون في مصر عن تقديم الشهداء والأبطال منذ سليمان الحلبي مروراً بإبراهيم الورداني وأسرة عنايت وحسن البنا وسيد قطب وخالد ورفاقه وعصام القمري حتى نزيه وضياء .
فإذا ذهب نزيه فسيخرج ألف نزيه بإذن الله .
إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لافعال الكرام فعول
السؤال الخامس والعشرين : لوحظ في البيان الأول لجماعة الجهاد حول عملية " الألفي " ذكر أن أثنين من أعضاء الجماعة استشهدوا في العملية ، وهما نزيه راشد وطارق حسن الفحل ، ثم ثبت أن من قتل مع نزيه هو الأخ ضياء الدين حافظ ، ما هذا التضارب ولماذا ، وهل تعتمدون على ما تذيعه الإذاعات وتنشره الصحف وتنقله وكالات الأنباء أم أن لديكم بالفعل معلومات مسبقة عن القائمين بالعملية ومنفذيها ؟
كان هذا محاولة لتغطية وجود الأخ طارق الفحل ، والنظام هو الذي يفتقد إلى المعلومات .
وطارق الفحل ذكر أسمه كـ " هارب " في القضية الثانية من مسلسل طلائع الفتح ، ولذا حاولنا أن نغطي على وجوده ، وسوف تسمع اسم طارق الفحل إن شاء الله بين الفاتحين لمصر أو المستشهدين تحت راية الإسلام بإذن الله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى تحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً } .
السؤال السادس والعشرين : ما هو تقييمك لرد الفعل الشعبي تجاه العمليات التي يذهب ضحاياها أبرياء من أفراد الشعب ؟
الشعب يتعاطف معنا ويؤيدنا ويفرح بانتصارنا ، ونحن جميعاً نتألم للإصابات لافراد الشعب اثناء العمليات ، ورغم تحذيراتنا المتكررة لأفراد العشب بأن يبتعدوا عن مناطق العمل العسكري .
وإذا أراد النظام ـن بعرف مدى تأييد الشعب لنا ، فنحن نتحداه فقد أن يلغي قانون الطوارئ ويسمح بالتظاهرات والمؤتمرات ، وسوف يشاهد قوة الإنتفاضة الشعبية التي ستطيح به .
السؤال السابع والعشرون : هناك من يرى أن الجماعات الدينية فقدت الكثير من شعبيتها الت كانت حققتها بعد أن لجئت هذه الجماعات إلى العنف ، فما رأيك ؟
رأيي ؛ اننا نتحدى النظام أن يلغي الإعتقالات وقانون الطوارئ ، ولا يتعرض للتظاهرات والمؤتمرات ، وسوف يظهر مدى التأييد الشعبي الكاسح لنا إن شاء الله ، وسوف يرى العالم مدى هذا التأييد .
السؤال الثامن والعشرون : نسمع من تنظيمات دينية ، يقال أنها أجنحة ااـ " جهاد " مثل ؛ القمريين وجند الله وحزب الله والعائدون من افغانستان إضافة إلى طلائع الفتح ، فما تعليقك ؟
جماعة الجهاد لها فصائل تنظيمية تتبعها ، تعطيها اسماء تشد من ازرها ، مثل طلائع الفتح ، ومجموعة عصام القمري ، وهذه تفاصيل تنظيمية .
وهناك أسماء لا صلة لنا بها .
ولكن المهم أن الشباب المجاد قد اجتمع على جهاد هذا النظام الخارج على الإسلام ، والذي سمح لأمريكا بإحتلال مصر .
السؤال التاسع والعشرون : عكليات ضرب السياحة تبنتها بالكامل " الجماعة الإسلامية " التي حددت موقفها من مسألة السياحة عبر عدة بيانات ، ولكن حتى الآن لم يتبين موقف الجهاد منها ؟
نحن نحترم اجتهاد " الجماعة الإسلامية " ، ولكننا لم نقم بهذه العمليات .
السؤال الثلاثون : فقدت جماعة طلائع الفتح معظم كوادرها الذين يحاكمون حالياً أمام القضاء المصري ، كيف تتوقعون نشاط الجماعة في الفترة المقبلة ؟
لقد قام نزيه ورفاقه بعملية " الألفي " واسمه مدرج في قضية طلائع الفتح ، وسيرى النظام أبطال طلائع في الميدان كما رأى نزيه ورفاقه إن شاء الله ، وكما قال الشاعر :
رجال إذا جاش الردى فهم هم رجال يرون الذل عاراً وسبة
ولا يرهبون الموت والموت مقدم
السؤال الحادي والثلاثون : هناك من يرى أن الخلافات بين الجماعات الدينية وبعضها ، هي أحد أسباب ضعفها ، وأن هذا يتيح للنظام مواجهتها وهي ضعيفة بدلاً من مواجهة جماعة واحدة قوية ، فما رأيك ؟
إن من أهم أهدافنا توحيد العمل الجهادي – وخاصة بين جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية – وقد سبق أن طرحت تصوراً لتحالف إسلامي يضم كل العاملين في الحقل الإسلامي ، وذكرت أني لا أتوقع أن يقبل " الإخوان المسلمون " هذا العرض .
السؤال الثاني والثلاثون : يصر النظام على المواجهة الشاملة مع الجماعات الإسلامية ، فما موقفكم ، وإلى أي مدى يمكن للمواجهة أن تستمر ؟
نحن أكثر منه اصراراً على ذلك ، { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } .
أما إلى اي مدى تستمر ، فقد أرشدنا القرآن إلى ذلك في قوله تعالى { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } .
السؤال الثالث والثلاثون : ما هي علاقة " الجهاد " في مصر بالجماعات الدينية الأخرى التي تحمل نفس الأسم في دول عربية وإسلامية أخرى – مثل الجهاد الفلسطيني واليمني والمورتاني وغيرها – وهل هناك تنسيق بينها ـ وإلى أي مدى ؟
بيننا وبينهم كما ذكره القرآن الكريم ، { إنما المؤمنون أخوة } .
السؤال الرابع والثلاثون : أبلغنا الأخ طلعت فؤاد قاسم أن الجماعة الإسلامية نظمت ندوة في " كوبنهاجن " حول موضوع أتفاق " غزة أريحا " ، وكانت الجماعة الإسلامية أعلنت في عدة بيانات رفضها للاتفاق ، فما هو موقفكم ، ولماذا لم تبادرا بإعلانه ؟
نحن اصلاً نرفض وجود " دولة إسرائيل " التي زرعها أعداء الإسلام ، وندوتنا ستكون في الميدان ، وبياناتنا ستكون في صدور إسرائيل وعملائها إن شاء الله { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } .
السؤال الخامس والثلاثون : ماذا عن الصعيد ، وهل الجماعة ال‘سلامية هي الأكثر نفوذاً هناك ، وما هي ظروفه ، وتحليلك لاستمرار المواجهات هناك ، هل هناك ثار مستمر بين أعضاء الجماعات أو عوام الناس من جانب وبين الشرطة من جانب آخر ؟
الجماعة الإسلامية لها نفوذ في كل مكان يتواجدون فيه ، والمجاهدون – سواء كانوا في تنظيمهم أم لا – يوالونهم لما يتمتعون به من حب إخوانهم وتقديرهم ، والذي بيننا وبينهم هو أخوة الإسلام التي تعلوا على الإنتماء التنظيمي .
والذي يحدث في الصعيد هو إنتفاضة شعبية إسلامية تحاول الحكومةأن تكتم أخبارها .
السؤال السادس والثلاثون : هل هناك مجلس شورى خاص بـ " الجهاد " غير مجلس شورى الجماعة الإسلامية ، وممن يتكون ؟
أسأل الله العظيم أن يكون لهما مجلساً واحداً قريباً إن شاء الله .
السؤال السابع والثلاثون : من يصدر الفتاوي بالقتل ، وعلى أي أساس ، في الجماعة الإسلامية ذكروا أن اللجنة الشرعية – التي تتكون من 12 عالماً – هي التي تصدر فتاوي القتل ، بناءً على أسس محددة ، فهل هذا صحيح ، وهل هناك لجنة أخرى للجهاد ، وممن تتكون ؟
إذا كان إخوة الجماعة قد ذكروا ذلك فنحن نصدقهم .
أما لجنتنا فهي علماء المسلمين العاملين ، ولعل الناس أن يطلعوا على مفاجأت إذا قُدر للتاريخ أن يكتب ! ويا أخي ارجع إلى إصداراتنا :
كتاب ؛ العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله تعالى
تحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت ؛ سنة ربانية لا تتبدل .
نشرة بمناسبة استشهاد الأخ عصام القمري
نشرة بمناسبة قضية شركات توظيف الأموال الإسلامية بمصر .
كشف الزور والبهتان عن حلف الكهنة والسلطان – نشرة حول بيان علماء الأزهر في 1/1/1989 م –
نصح الأمة في اجتناب فتوى الشيخ ابن باز في جواز دخول مجلس الأمة .
السرية في العمل الإسلامي .
الحوار مع الطواغيت ؛ مقبرة الدعوة والدعاة .
الرد على شبهة خطيرة للألباني بشأن السكوت عن الحكام المرتدين .
تعقيب على دكتور سفر الحوالي على كتاب " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان " للدكتور عبد الله عزام رحمه الله .
الحصاد المر ؛ الإخوان المسلمون في ستين عاماً .
وصدر حديثاً : الكتاب الأسود ؛ تعذيب المسلمين في عهد حسني مبارك .
بالإضافة إلى انتاجنا السمعي من أشرطة إذاعة المجاهدين .
السؤال الثامن والثلاثون : ما رايك في الأحكام التي صدرت ببراءة المتهمين في قضية المحجوب ؟
هؤلاء الإخوة أبرياء ولا يحتاجون إلى هذا الحكم – سواء قتلوا أم لم يقتلوه – أما المجرمون فهم أركان النظام المحارب للإسلام والذي أدخل أمريكا لمصر .
السؤال التاسع والثلاثون : ما رأيك في نشاط جماعة الإخوان المسلمين ، وما هي أوجه الخلاف والاتفاق معهم ؟
نحن لا نرضى عن نشاط الإخوان المسلمين لأسباب فصلناها في كتابنا الصادر تحت عنوان " الحصاد المر " ، ورغم ذلك نحن ندعوهم للإنضمام لجبهة المجاهدين – جبهة الحق – على الشروط التي ذكرناها انفاً .
السؤال الأربعون : هناك كلام كثير حول تمويل الجماعات الديمية ، ووقوف دول وراءه ، وإذا كانت الإجابة بالنفي ، إذا من اين يتم التمويل ، القول بأن اشتراكات ومساهمات كفيلة بذلك غير قنع ، ولا بد من إجابة مقنعة ؟
التمويل يأتي من أفراد الشعب المصري الساخط على النظام المنحرف عن الإسلام والرافض للإحتلال الأمريكي وللإستسلام لإسرائيل ، وهذا الشعب هو الذي يوفر للمجاهدين ما يحتاجونه .
السؤال الحادي والأربعون : هل يختلف أسلوب " الجهاد " عن الجماعة الإسلامية لشأن تنفيذ عمليات عسكرية ؟
نحن كفرسي رهان ، نختلف كما يختلف المتنافسون في الخير إبتغاء مرضاة الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } .
السؤال الثاني والأربعون : هل لظروف النشأة الاجتماعية والاقتصادية دور مباشر في الالتزام الديني ؟
هكذا اتباع الرسل همفقراء الناس والمستضعفين ، بينما ينصر المترفون والمستكبرون الباطل على غالب الأمر وعمومه ، كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يردون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } .
وكما قال الله عن موسى عليه السلام وفرعون { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } .
وكما قال سبحانه وتعالى حاكياً عن قوم نوح عليه السلام : { قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } .
فالطبقات المحرومة هي أكثر الطبقات إحتياجاً إلى العدل ، والإسلام دين العدل ، بدأ من عقيدة التوحيد الذي هو اساس العدل ، باعتبار أن الشرك هو اساس الظلم ، حتى شرائعه المختلفة في مناحي الحياة المتنوعة .
بينما يحاول الاثرياء - عادة - المحافظة على الأوضاع القائمة المبنية على الظلم الذي اساسه الشرك كما قال الله تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } والذي يمتد إلى العدوان على الناس وأكل أموالهم بالباطل إلى غير ذلك ، كما قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } .
السؤال الثالث والأربعون : هناك من يرى أن السجون واحوالها مناخ مناسب للتطرف ، فما رأيك ؟
مصر كلها اصبحت سجناً كبيراً يحرسه الأمريكان ، ويعيث اليهود فيه فساداً .
والمتطرفون هم أركان النظام الذين خالفوا شريعة الله وساموا شعبهم الهوان .
السؤال الرابع والأربعون : من هو المتطرف ومن هو الإرهابي ؟
المتطرف ؛ هو المتعدي للحق ، واليق الناس بهذا الوصف هو هذا النظام الذي يقتل الناس في الشوارع ، ويسلخ جلود أبنائهم في المعتقلات ، ويصعقهم حتى الموت بصدمات الكهرباء – التي يسمونها صدمات عصبية –
أما الإرهابي ؛ فهو كل من يُرهَب جانبه ، وقد يكون على حق أو على باطل ، ألم تسمع قول الله تعالى : { واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } .
السؤال الخامس والأربعون : هل اثرت حملات الإعتقال والمحاكم العسكرية والإعدامات على نشاط جماعة الجهاد أو الجماعات الأخرى ؟
نعم ، زادت من إصرارنا على نصرة ديننا وكشف ظلم النظام وفساده .
السؤال السادس والأربعون : كيف يمكن أن يسقط النظام ، ما هو تصورك لهذا الأمر ، وهل هناك فترة تستطيع تحديدها لتحقيق هذا الأمر ؟
سوف يسقط النظام إن شاء الله دفعة واحدة كما يسقط البيت الذي تأكلت أعندته وانهارت جدرانه ، وسوف يتصاعد الإنهيار النفسي داخل صفوف النظام كما تتسارع المتواليات الهندسية .
ونتوقع أن يحدث هذا بأسرع مما يتوقع المراقبون نظراً للفساد الشديد والوهن المستشري في صفوف النظام ، ونظراً لإنتشار الحركة الإسلامية السريع داخل صفوف الجيش والشرطة .
ولأن النظام يستخدم الإرهاب لحمل جنود الشرطة على الإستمرار في الخدمة وهم كارهون ، وسينتهز هؤلاء أقرب فرصة للفرار من الخدمة - كما حدث في انتفاضة الأمن المركزي –
أما الجيش فإن السخط المتزايد داخله نظراً لمحاربة النظام للشباب المسلم ولإهانة الجيش بمنعه من قتال إسرائيل – العدو الأول لمصر وشعبها وجيشها – كل هذا سوف يعجل بالإنفجار إن شاء الله .
أما الشعب الذي يعذب أبنائه في المعتقلات فلن يترك أي فرصة للثأر من النظام .
السؤال السابع والأربعون : ما رأيك في حوادث السطو المسلح على محلات الذهب واستغلاله في تمويل النشاط ، وهل توافق على ذلك ، ولماذا ؟
نحن لم نقم بهذه العمليات ، وسبق أن ذكرنا أن الشعب هو الذي يدعمنا .
السؤال الثامن والاربعون : هناك اربع ضباط متهمون حالياً في قضية أمام المحكمة العسكرية ، وهم أعضاء في الجماعة الإسلامية ، فهل ترى أن الجماعة الإسلامية بدأت في اتباع اسلوب جماعة الجهاد من أجل إقامة الدولة الإسلامية ، وفي حال قيام الدولة الإسلامية هل يمكن أن يؤدي تناحر الجماعات الدينية المتعددة إلى تكرار تجربة أفغانستان ؟
ذكرت أن اساليبنا تتكامل ، وأن تعددت الاساليب ، وهو من باب الأجتهاد العملي .
أما ما حدث في أفغانستان فلن يحدث في مصر إن شاء الله ، وما نحن إلا متنافسون في الخير ، والسابق يمد يده لأخيه .
السؤال التاسع والأربعون : هناك آراء ترى أن اعتماد الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد على الإخوة الذين سافروا إلى أفغانستان يدل على أن الأعضاء داخل مصر ليس لديهم القدرة على إحداث تاثير أو القيام بعمليات مؤثرة ، فما رأيك ؟
هذا ما يمني به النظام نفسه ، ويطمئن به أعوانه ، ولكن الأمر أمر أمة تنتفض ، وشعب يسعى للإسلام ، ومعظم الشباب الذين شاركوا في العمليات الأخيرة لم يذهبوا لأفغانستان .
السؤال الخمسون : هل تغيرت افكارك الآن عما كانت عليه قبل مغادرتك مصر ؟
كل يوم يمر يزيد في ثقتي بقرب نصر الله للمؤمنين ، وإقتناعاُ بزوال هذ النظام الفاسد الذي يزيد فساده يوماً بعد يوم .
السؤال الحادي والخمسون : هل تملك الجماعات الدينية المختلفة كوادر لديها القدرة على إدارة البلاد في حال قيام دولة إسلامية ؟
وهل يملك رئيس الجمهورية أية كفاءات إدارية ؟! وهل عسكر يوليو كانت لديهم أيه كفاءات ؟
ثم ألم تلاحظ أن الحركة الإسلاميةلها الغالبية العظمى في الجامعات وطبقات المثقفين والنقابات ، ولو تركت انتخابات اتحادات الطلاب والنقابات حرة دون منع أو تزوير لأكتسحتها الحركة الإسلامية بشهادة الجميع .
ألا يدل ذلك على توفر الكفاءات والتخصصات المختلفة لدى الحركة الإسلامية ؟
فالحركة الإسلامية غنية بالكوادر والكفاءات في كافة المجالات والتخصصات ، كما يشهد لها الجميع بالنزاهة والأمانة والعفة .
السؤال الثاني والخمسون : كيف تُقيّم العلاقة بين الجماعات الدينية في مصر وإيران على الرغم من الخلاف المعرفو مع المذهب الشيعي ؟
ليس بيننا وبينهم أية علاقة .
السؤال الثالث والخمسون : الجماعة الإسلامية تقول أنها تختلف عن جماعة الجهاد في أنها تؤمن بالعمل في النور والدعوة علانية ، إضافة إلى العمل العسكري ، على عكس " الجهاد " الذي يفضل العمل السري في الظلام – هذا نص تصريحات نشرتها " الحياة " للأخ صفوت عبد الغني – فما رايك ؟
رأيي أن هذه خلافات تفصيلية واجتهادات في الواقع ، تتغير حسب الظروف والأحوال .
السؤال الرابع والخمسون : ما رأيك في موضوع الدكتور عمر عبد الرحمن حالياً ، وما تقييمك لموقف الولايات المتحدة ؟
دكتور عمر عبد الرحمن يدفع ثمن قولة الحق التي يصدع بها .
وموقف أمريكا منه هو موقف المستكبرين ضد أهل الحق في كل زمان ، كما قال الله تعالى : { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } .
السؤال الخامس والخمسون : رفض الأخ طلعت فؤاد قاسم في حديث مع " الحياة " التعليق على توجيه الاتهام في قضايا التفجيرات إلى الدكتور عمر عبد الرحمن ، على الرغم من أن الجماعة الإسلامية تصدر بيانات عديدة حول أي قضية ولو كانت بسيطة ، فما تعليقك ؟
طالما أن الدكتور عمر عبد الرحمن أنكر صلته بها فنحن نصدقه في ذلك .
السؤال السادس والخمسون : هل ترى أن الجماعات الدينية لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ؟
الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر في هذا الزمان ، والمواجهة بينها وبين الأمة الإسلامية - حتمية الآن أو بعد حين – لأن الله سبحانه وتعالى جرت سنته أن يدفع أهل الباطل بأهل الحق ، { ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } .
وجرت سنة الله أن يقصم ظهور المستكبرين بايدي عباده المستضعفين ، كما حكى عن موسى عليه السلام وفرعون – وهي قصة المؤمنين والكافرين في كل عصر – { إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف منهم طائفة يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } .
السؤال السابع والخمسون : هل دخلت العمليات العسكرية الموجهة ضد المسؤولين مرحلة " العمليات الانتحارية " ، أم ان مسألة العمليات الاستشهادية ليست جديدة على اعتبار ان الإخوة الذين نفذوا عملية " السادات " كان من المعتقد انهم سيقتلون أثناء التنفيذ ؟
نعم فالمسألة ليست جديدة ، ولكن مضى عليها وقت لم تتبع ، فهي قديمة جديدة ، والنظام كان في غفلة من هذا ، ولذا كانت الصدمة شديدة .
السؤال الثامن والخمسون : هل أدى الحوار بن المعتقلين داخل السجون وعلماء الدين الذي جرى قبل عدة سنوات إلى نتائج ملموسة ، وهل يمكن معاودته مرة أخرى ؟
لم يؤدي ولن يؤدي إلى نتائج ، لأن الحوار أصلاً مرفوض بيننا وبينهم ، كما أن الحوار كان تمثيلية حاورت السلطة فيها ، وما أجمل قول الشاعر :
لغة الحوار اليوم لا تجدي مع الأوغاد ، إلا باللظى فتحاوري
السؤال التاسع والخمسون : هل تصلح استراتيجية الجماعات الدينية في السبعينات للتحرك في التسعينات ؟
الإستراتيجية ثابتة ، والتفاصيل هي التي تتغير .
واستراتيجيتنا اليوم تقوم على إزالة هذا النظام الحاكم ، وقد تختلف التكتيكات العسكرية نظراً لإختلاف ظروف الزمان والمكان .
السؤال الستون : هل ترى أن وجود قدر من كوادر الجماعات الدينية خارج مصر – سواء في باكستان أو أفغانستان أو دول أخرى أوربية – في صالح الحركة الإسلامية أو ضدها ، ولماذا ؟
المسلم يقوم بعبادة ربه حيث كان ، فالأرض كلها لله ، والجهاد هو من أعظم العبادات وآكدها ، كما قال تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } ، وكما في حديث معاذ رضي الله عنه : (( ذروة سنام الإسلام الجهاد )) .
ولذا فإن توزيع الإخوة في البلاد سيكرس في صالح الحركة الإسلامية إن شاء الله .
السؤال الحادي والستون : عدد من قادة الجماعة الإسلامية استقروا في الولايات المتحدة أو دول أوربية ، فما موقف " الجهاد " الآن ، وهل يمكن أن يجتمع قادته في أي من الدول الاوربية ليمارسوا نشاطهم هناك ؟
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس باي أرض تموت } .
فالقضية ليست قضية المكان ، ولكن القضية قضية الحرص على خدمة الإسلام في أي موقع .
انتهى حوار جريدة الحياة