هكذا كان شكل الرسول وصفاته

    • هكذا كان شكل الرسول وصفاته

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى إخوانه النبيين و آله الطاهرين وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

      أما بعد،

      هكذا كان شكله صلى الله عليه وسلم حيث كان مستدير الوجه، أبيض البشرة، له شعر أسود يبلغ شحمة أذنيه، طويل شعر الأجفان، واسع العينين أكحلهما، أقنى الأنف، واسع الجبين، سهل الخدين، بين أسنانه تباعد، وفى لحيته كثافة، ليس بالطويل الممغط ولا القصير المتردد، عريض الكتفين والصدر، طويل الزند، رحب الراحة، لين الكف، له شعر دقيق كأنه القضيب، من صدره إلى سرته، ليس بالنحيف ولا السمين.

      كان وجهه كالقمر المنير حين يسر، أما إذا غضب احمر وجهه ونفر فى جبينه عرق.

      فقد قالت فيه أم معبد: "أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب." فأم معبد رضي الله عنها رأت الرسول صلى الله عليه وسلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبدالله بن أريقط الليثي - رضي الله عنهم أجمعين - فمروا بخيمة أم معبد، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقى وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟" قالت: "خلفها الجهد عن الغنم،" قال: "فهل بها من لبن" قالت: "هي أجهد من ذلك،"قال: "تأذنين أن أحلبها" قالت: "بلى بأبي أنت وأمي! نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها" فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله عز وجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيها ثجا حتى علاه النهاء؟؟ ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم، ثم أراضوا، ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً عجافاً هزلا ضحى مخهن قليل. فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: "من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوبة في البيت؟" قالت: "لا، والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا" قال: "صفيه لي يا أم معبد!" وبدأت أم معبد رضي الله عنها بوصف الرسول، وقالت:

      "رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة أزج، أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل، لا هذر ولا نزر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربع لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال انصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود؛ لا عابس ولا مفند"

      أما صفاته كانت الصدق والأمانة وحسن الخلق وبذلك أتم الله نعمته على سيدنا محمد عليه السلام. فقد كان صلى الله عليه وسلم فصيح اللسان، بليغ القول، حليمًا كثير الاحتمال، يعفو عند المقدرة، ويصبر على المكاره، أجود الناس وأكرمهم، وأشجع الفرسان وأثبتهم، أشد حياءً من العذراء فى خدرها، خافض الطرف، نظره إلى الأرض، أطول منه إلى السماء، أعدل الخلق وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، كثير التواضع بعيدًا عن التكبر، يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم، ثم هو أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأكثرهم شفقة ورحمة، ليس بالفاحش ولا المتفحش ولا اللعان ولا الصخاب في الأسواق، دائم الفكرة، طويل السكوت، يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره، ولا يميز نفسه بمجلس على غيره، دائم البشر، سهل الخلق لين الجانب.

      اللهم ارزقنا الاجتماع الرسول في جنه الفردوس.

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      جمعه أخوكم/ أبو إبراهيم الرئيسي (14 شعبان 1422 هـ)

      المصادر:
      1) الروض الأنف.
      2) سيرة ابن هشام.
      3) زاد المعـاد.
      4) كنز العمال.