الرحيل القاسي
رحلت تلك الأحلام الماجدة ... و الآمال السامية ... إلى مصير قاسي مجهول إلى أحزان لذكريات لن ينساها الزمن ... إلى ألم سيبقى خالدا في قلوب المحبين الطامحين لتحقيق تلك الأحلام و الآمال
صباح آخر مختلف التضاريس ... مبعثر المعنى الحقيقي و الهدف الأسمى لماذا تشرق الشمس ببرود؟ ... لماذا يُقتل الليل برماح الشروق ليظهر وجه آخر لذلك المساء الذي أُصيب بالندم و الخسران
رحلت أحلامك العظيمة ... و دمرت قصورك الفاخرة ... لترسم لك مشاعر الانتقام مخبئك قصر فاخر ... و لكن ستبقى في قلوبنا تلك الألقاب و ذلك السلطان ..
سيدي القائد .. قائدي المفدى .. فخامة الرئيس... هاأنت ترحل و يرحل معك المجد الذي بنيته بالعزيمة الحقة و لونته بالعلم و التعلم هاأنت ترحل وحيدا تاركا مكانك لجثمان نتن تفوح منه الخيانة .... رغم أن رحيلك فرح له الكثير و يبكي عليه البعيد من بطشك و القريب إلى ظل عدالتك البعثيه ... مازال لأسمك إيقاع بطولي ... و رنين تقشعر له الأبدان ... و ترفع لك الأيادي بكل معزة و احترام ... و كم من أبن سماه أبيه بإسمك صدام ... صدام أسم صار للعالم لأسير كما قال الشامتين أسير ذليل مهان ... لم يغفل يوما عن عروبته ... و لم يستسلم لعدوه ... فكان السهم المسلط لكل غاشم معتدي على الإسلام .. و اليوم من يشاهده بتلك الصورة التي تفقد القاضي العادل ليبين الحقيقة الغائبة يلعن و يبارك و يصفق فرحا و سرور و هنااااااك من يضع لك أمل أن تعود ... تعود !! .. قد لا تحلم بالعودة فعودتك لن تعمر الدمار الذي أحدثه عدوك ... لن تفرح قلب أم فقدت فلذت كبدها في حربك ... لن ترد شرف فتاة اغتصبت لما غفل عن حمايتها جندك ... حتى أنت لن تستطيع أن تعاقب من هم سبب خيانتك ... فكانت الخسارة أمجاد و تاريخ و حضارة و حاضر حتى المستقبل صار في قبضة شرذمة من الأوغاد الخونة . أين ذهبت تلك العقول المفكرة؟ ... و تلك الأقلام المعبرة ؟... و لماذا لم ترجع تلك القلوب المشردة المشتاقة للوطن ... و أين جيشك المغوار ؟ .... و الرجال الأشاوس ....أ كلهم يضحكون و فرحون برحيلك و أنت علمتهم و رفعة شأنهم و مجدت تاريخهم ... ربما لم تعلمهم احترامك و حبك و حلمك الكبير و هدفك الأسمى للحرية و الكرامة و الشرف ... فالدم العربي الذي يسري في جسدك لم تغزوه الفيروسات الأمريكية .... و قلبك المؤمن لم يتسرب إلية الجبن و الخوف .... لهذا ستضل صدام القائد في قلوب أبناء وطنك الشرفاء إلى الأبد ...
ولكن أيها القائد الفذ أليس عار أن لا تموت في حرب أنت حامل رايتها ... كم سيسعد موتك محبيك ... فقتلك سيكون شرف لن ينسى .. و مثالا لعزيمتك و كرامتك و أصالتك ... أم إنك علمت الآن حلاوة الحياة ... و مرارة الموت كم كنت ترى الموت فيمن تسلط عليهم حكمك و لم تخشاها ... هل خشيته عندما رأيته في بندقية عدوك الوغد ؟ .... أبعد تلك الحروب ... و الصواريخ ... و القنابل ... و البنادق ... تموت أسير إنها موته ليست للعظماء ... انتهت
رفيق الخاطره
