السلام عليكم
لقد أرّقني هذا الهمُّ طويلاً منذ فكرت بالسفر الى أوروبا، وزاد فعّرش في قلبي يوم عزمت عليه، ولا زال هو عينه، شغلي الشاغل في كل آن، أستدعيه حيناً، ويحضر من دون استدعاء أحياناً، يغفو معي على مخدّة المساء عند النوم، ويستيقظ معي ساعة أستيقظ في الصباح.
ضغط عليّ مرة لأقصد صديقاً سافر قبلي الى لندن وعاد، فأشار صديقي عليّ بعدة أمور.
وقادني الى المكتبة مرة أخرى، ففتح عيني كتاب ضمته رفوفها على عدة قضايا تضعني في الجو العام لما يجب عليّ أن أفعله.
لقد أكّد عليّ كلاهما أن آخذ في اعتباري مسألة بالغة الأهمية مفادها «أن الهجرة لا تنحصر سلبياتها في إمكانية ضياع الحكم الشرعي فقط عند المهاجرين، أو عدم تفقههم في الدين، بل أن الأمر يتعدى إلى ما هو أسوأ من ذلك، إذ يمكن أن تترتب على هذه الهجرة آثار خطيرة تظهر بشكل واضح في تربية الانسان المسلم وعاداته وتقاليده ونمط حياته الفكرية والأخلاقية والاجتماعية»
وزاد كاتب الكتاب فذكر « أن على المسلم الذي يضطر للهجرة الى بلاد الكفر أن يوجد بنفسه المناخ الديني المفقود في تلك البلاد، صحيح أنه لا يستطيع إيجاد الجو العام، ولكن باستطاعته أن يخلق هذا الجو الخاص فيكيف ذاته وفق مناخه الديني الذي ينسجم معه.
إن تهيئة الجو الملائم ذي الطابع الإسلامي يشبه الى حد ما عملية التطعيم ضد مرض لا يستطيع الفرار منه، فيحاول تدارك خطره من خلال المضادات التي يخلقها بنفسه.
إننا في الوقت الذي لا ندعي سهولة ذلك، وحلّ هذه المسألة ببساطة تنظيرية، إلا أننا في ذات الوقت لا يمكننا التقليل من أهمية خسارة المؤمن لالتزامه الديني الذي هو أساس مهم في تكوين شخصيته، فينبغي إذاً المحافظة عليه ولو كان ذلك يتوقف على الخسارة في أي جانب من حياته.
إننا بالمقدار الذي نشدد على خطورة تلك الآثار نشدّد أيضاً على أهمية صيانة المؤمن من الوقوع فيها وإنقاذه منها.
إن المؤمن الذي سعى لتلك البلاد لتأمين مستقبله الدنيوي ـ العلمي أو الاقتصادي أو غيرهما ـ لا يجوز له أن يخسر مستقبله الأخروي في سبيل ذلك، تماماً كأي تاجر لا ينبغي له أن يخسر شرفه أو حياته في مقابل حفنة من المال قلّت أو كثرت. إذ ما قيمة هذه في مقابل تلك، وهكذا الحال في المريض الذي تحمّل مرارة الدواء أو حرارة لكي لا يستمر المرض فيؤدي الى الوفاة.
أذن لابد للمؤمن وهو يعيش في هذا الجو الموبوء أن يحصّن نفسه ضد عوارضه ومخاطره ولا بد له أن يخلق الأجواء الدينية المناسبة له والتي تعوّضه عن خسارته للأجواء التي كان يتمتع بها في بلده» هو وعائلته وأولاده بل وحتى إخوانه في الدين عملاً بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )والتزاماً بقوله عز من قائل (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) و قوله (ص) «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وتطبيقاً لأحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتم ذلك التحصين من خلال أمور منها:
1ـ الالتزام بتلاوة بعض سور أو آيات كريمة من كتاب الله العزيز كل يوم قدر الامكان، أو الانصات الى مقرئيها بخشوع وتدبر وتفكّر، ففيها ( بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون، وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) ذلك أنه « ما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، أو نقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد بعد القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم فإن فيه شفاءً من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجّهوا اليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع وقائل مصدّق وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه» وأنه «من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل من السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة»
وهناك بعض المصاحف المفسرة الموجزة التي يسهل حملها ويكثر نفعها في الغربة.
2ـ الالتزام بأداء الصلوات الوجبة في أوقاتها، بل وغير الواجبة كلما أمكن ذلك فقد ورد عن النبي محمد (ص) أنه قال لعبد الله بن رواحة في وصيته له حين خرج لحرب مؤتة «إنك قادم بلداً السجود فيه قليل فأكثروا السجود». وروى زيد الشحام « عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: أحبُّ الأعمال الى الله عزوجل الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء»
كما أوصانا الإمام علي (ع) بالصلاة قائلاً «تعاهدوا أمر الصلاة وحافضوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها (كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)وأنها لتحتّ الذنوب حتّ الورق وتطلقها إطلاق الربق، وشبّهها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بالحمّة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن"
3ـ قراءة ما تيسر من الأدعية والمناجاة والاذكار، فهي مذكّرة بالذنوب حاثّة على التوبة، داعية إلى اجتناب السيئات والتزود بالحسنات أمثال أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (ع)، ودعاء كميل بن زياد، وأدعية شهر رمضان كدعاء أبي حمزة الثمالي وأدعية السحر، وأدعية أيام الأسبوع، وغيرها كثير.
إن هذا التطهر يحتاج إليه كل مسلم وبخاصة إذا كان في بلد غير أسلامي.
4ـ كثرة التردد على المراكز والمؤسسات الإسلامية التي تحيي الأعياد والمناسبات الدينية والمواليد والمآتم وبقية المناسبات الدينية الأخرى بالوعظ والارشاد والتوجية، سواء أكان في شهر رمضان الكريم أم في شهري محرم وصفر أم في غيرهما من الشهور والأيام والأوقات الأخرى.
ثم المبادرة الى إحياء هذه المناسبات داخل البيوت في البلدان التي تفتقر الى وجود مثل هذه المراكز والمؤسسات الهادفة.
5ـ حضور الندوات والمؤتمرات الإسلامية التي تقام في بلدان المهجر والمشاركة فيها.
6ـ قراءة الكتب والمجلات والصحف الإسلامية للاستفادة منها، وإثرائها بالنافع والممتع معاً في آن واحد.
7ـ الاستماع الى أشرطة التسجيل المختلفة المتضمنة لمحاضرات إسلامية نافعة سهر على إعدادها أساتذة أفاضل وخطباء كبار فإن فيها موعظة وتذكيراً.
8ـ إجتناب أماكن اللهو والفساد بما في ذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية السيئة والقنوات الخاصة ببعض ما لا يتلائم مع عقيدتنا وديننا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا وتراثنا الفكري والحضاري الإسلامي.
9ـ إتخاذ أصدقاء صالحين في الله، يرشدهم ويرشدونه، ويقوّمهم ويقوّمونه، ويقضي معهم أوقات الفراغ بالمفيد، ويتخلص بهم من قرناء السوء، ومن العزلة وسلبياتها، فقد روى الإمام الصادق (ع) عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث، ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام مثل أخ يستفيده في الله»، وقال ميسرة: قال لي الإمام أبو جعفر الصادق (ع) «أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت: أي والله إنا لنخلو ونتحدث، ونقول ما شئنا فقال: أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم وأنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد) .
10ـ محاسبة الانسان نفسه كل يوم، أو كل أسبوع، عمّا فعله، فإن كان خيراً شكر الله على ذلك واستزاد منه، وإن كان شراً استغفر وتاب عنه، وعزم أن لا يعود اليه كرة أخرى، فقد أوصى النبي الكريم محمد (ص) أبا ذر بذلك قائلاً له «يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية... يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مشربه وملبسه أمن حلال أو من حرام" وقال الإمام الكاظم (ع) «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى، وإن عمل سيئة استغفر الله منها وتاب اليه»
بقلم
فاشل في الحب
لقد أرّقني هذا الهمُّ طويلاً منذ فكرت بالسفر الى أوروبا، وزاد فعّرش في قلبي يوم عزمت عليه، ولا زال هو عينه، شغلي الشاغل في كل آن، أستدعيه حيناً، ويحضر من دون استدعاء أحياناً، يغفو معي على مخدّة المساء عند النوم، ويستيقظ معي ساعة أستيقظ في الصباح.
ضغط عليّ مرة لأقصد صديقاً سافر قبلي الى لندن وعاد، فأشار صديقي عليّ بعدة أمور.
وقادني الى المكتبة مرة أخرى، ففتح عيني كتاب ضمته رفوفها على عدة قضايا تضعني في الجو العام لما يجب عليّ أن أفعله.
لقد أكّد عليّ كلاهما أن آخذ في اعتباري مسألة بالغة الأهمية مفادها «أن الهجرة لا تنحصر سلبياتها في إمكانية ضياع الحكم الشرعي فقط عند المهاجرين، أو عدم تفقههم في الدين، بل أن الأمر يتعدى إلى ما هو أسوأ من ذلك، إذ يمكن أن تترتب على هذه الهجرة آثار خطيرة تظهر بشكل واضح في تربية الانسان المسلم وعاداته وتقاليده ونمط حياته الفكرية والأخلاقية والاجتماعية»
وزاد كاتب الكتاب فذكر « أن على المسلم الذي يضطر للهجرة الى بلاد الكفر أن يوجد بنفسه المناخ الديني المفقود في تلك البلاد، صحيح أنه لا يستطيع إيجاد الجو العام، ولكن باستطاعته أن يخلق هذا الجو الخاص فيكيف ذاته وفق مناخه الديني الذي ينسجم معه.
إن تهيئة الجو الملائم ذي الطابع الإسلامي يشبه الى حد ما عملية التطعيم ضد مرض لا يستطيع الفرار منه، فيحاول تدارك خطره من خلال المضادات التي يخلقها بنفسه.
إننا في الوقت الذي لا ندعي سهولة ذلك، وحلّ هذه المسألة ببساطة تنظيرية، إلا أننا في ذات الوقت لا يمكننا التقليل من أهمية خسارة المؤمن لالتزامه الديني الذي هو أساس مهم في تكوين شخصيته، فينبغي إذاً المحافظة عليه ولو كان ذلك يتوقف على الخسارة في أي جانب من حياته.
إننا بالمقدار الذي نشدد على خطورة تلك الآثار نشدّد أيضاً على أهمية صيانة المؤمن من الوقوع فيها وإنقاذه منها.
إن المؤمن الذي سعى لتلك البلاد لتأمين مستقبله الدنيوي ـ العلمي أو الاقتصادي أو غيرهما ـ لا يجوز له أن يخسر مستقبله الأخروي في سبيل ذلك، تماماً كأي تاجر لا ينبغي له أن يخسر شرفه أو حياته في مقابل حفنة من المال قلّت أو كثرت. إذ ما قيمة هذه في مقابل تلك، وهكذا الحال في المريض الذي تحمّل مرارة الدواء أو حرارة لكي لا يستمر المرض فيؤدي الى الوفاة.
أذن لابد للمؤمن وهو يعيش في هذا الجو الموبوء أن يحصّن نفسه ضد عوارضه ومخاطره ولا بد له أن يخلق الأجواء الدينية المناسبة له والتي تعوّضه عن خسارته للأجواء التي كان يتمتع بها في بلده» هو وعائلته وأولاده بل وحتى إخوانه في الدين عملاً بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )والتزاماً بقوله عز من قائل (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) و قوله (ص) «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وتطبيقاً لأحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتم ذلك التحصين من خلال أمور منها:
1ـ الالتزام بتلاوة بعض سور أو آيات كريمة من كتاب الله العزيز كل يوم قدر الامكان، أو الانصات الى مقرئيها بخشوع وتدبر وتفكّر، ففيها ( بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون، وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) ذلك أنه « ما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، أو نقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد بعد القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم فإن فيه شفاءً من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجّهوا اليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع وقائل مصدّق وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه» وأنه «من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل من السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة»
وهناك بعض المصاحف المفسرة الموجزة التي يسهل حملها ويكثر نفعها في الغربة.
2ـ الالتزام بأداء الصلوات الوجبة في أوقاتها، بل وغير الواجبة كلما أمكن ذلك فقد ورد عن النبي محمد (ص) أنه قال لعبد الله بن رواحة في وصيته له حين خرج لحرب مؤتة «إنك قادم بلداً السجود فيه قليل فأكثروا السجود». وروى زيد الشحام « عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: أحبُّ الأعمال الى الله عزوجل الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء»
كما أوصانا الإمام علي (ع) بالصلاة قائلاً «تعاهدوا أمر الصلاة وحافضوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها (كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)وأنها لتحتّ الذنوب حتّ الورق وتطلقها إطلاق الربق، وشبّهها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بالحمّة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن"
3ـ قراءة ما تيسر من الأدعية والمناجاة والاذكار، فهي مذكّرة بالذنوب حاثّة على التوبة، داعية إلى اجتناب السيئات والتزود بالحسنات أمثال أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (ع)، ودعاء كميل بن زياد، وأدعية شهر رمضان كدعاء أبي حمزة الثمالي وأدعية السحر، وأدعية أيام الأسبوع، وغيرها كثير.
إن هذا التطهر يحتاج إليه كل مسلم وبخاصة إذا كان في بلد غير أسلامي.
4ـ كثرة التردد على المراكز والمؤسسات الإسلامية التي تحيي الأعياد والمناسبات الدينية والمواليد والمآتم وبقية المناسبات الدينية الأخرى بالوعظ والارشاد والتوجية، سواء أكان في شهر رمضان الكريم أم في شهري محرم وصفر أم في غيرهما من الشهور والأيام والأوقات الأخرى.
ثم المبادرة الى إحياء هذه المناسبات داخل البيوت في البلدان التي تفتقر الى وجود مثل هذه المراكز والمؤسسات الهادفة.
5ـ حضور الندوات والمؤتمرات الإسلامية التي تقام في بلدان المهجر والمشاركة فيها.
6ـ قراءة الكتب والمجلات والصحف الإسلامية للاستفادة منها، وإثرائها بالنافع والممتع معاً في آن واحد.
7ـ الاستماع الى أشرطة التسجيل المختلفة المتضمنة لمحاضرات إسلامية نافعة سهر على إعدادها أساتذة أفاضل وخطباء كبار فإن فيها موعظة وتذكيراً.
8ـ إجتناب أماكن اللهو والفساد بما في ذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية السيئة والقنوات الخاصة ببعض ما لا يتلائم مع عقيدتنا وديننا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا وتراثنا الفكري والحضاري الإسلامي.
9ـ إتخاذ أصدقاء صالحين في الله، يرشدهم ويرشدونه، ويقوّمهم ويقوّمونه، ويقضي معهم أوقات الفراغ بالمفيد، ويتخلص بهم من قرناء السوء، ومن العزلة وسلبياتها، فقد روى الإمام الصادق (ع) عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث، ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام مثل أخ يستفيده في الله»، وقال ميسرة: قال لي الإمام أبو جعفر الصادق (ع) «أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت: أي والله إنا لنخلو ونتحدث، ونقول ما شئنا فقال: أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم وأنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد) .
10ـ محاسبة الانسان نفسه كل يوم، أو كل أسبوع، عمّا فعله، فإن كان خيراً شكر الله على ذلك واستزاد منه، وإن كان شراً استغفر وتاب عنه، وعزم أن لا يعود اليه كرة أخرى، فقد أوصى النبي الكريم محمد (ص) أبا ذر بذلك قائلاً له «يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية... يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مشربه وملبسه أمن حلال أو من حرام" وقال الإمام الكاظم (ع) «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى، وإن عمل سيئة استغفر الله منها وتاب اليه»
بقلم
فاشل في الحب