بعد أن كان الاحتفال بالمناسبات ينزل من أعلى أتى حراك 25 فبراير ليقول للمحتفين به احتفلوا بأيديكم.. بما صنعتم. لا شك أن الوعي العماني الجمعي تغير بعد هذا اليوم ولا يمكن تجاهل تأثيرات وتداعيات الحراك الشعبي العفوي الذي بدأ يوم 25 فبراير 2011، ولا التغييرات التي حصلت إثره. هنا لن آت على الجدل القائم الآن بين الجزيرتين التين انتجهما 25 فبراير؛ جزيرة المع وجزيرة الضد، فهذا النتاج لابد أن نسعه وأن نختلق له الأعذار إذا وضعنا في الاعتبار الهزة الفجائية التي حصلت والهزات الارتدادية التي نتجت عنها.
في الوقت الذي لا يمكن إنكار تجاوب السلطان السريع واستيعابه لحجم الهزة إلا أن النقلة النوعية التي حصلت للوعي العام لم يواكبها تنفيذ ناضج للتوجيهات التي وجهها جلالته. ولعل تدخل الادعاء العام والأجهزة الأمنية في التعامل(الملاحقات والحبس.. إلخ) مع النشطاء واختلاف مضمون ذلك التدخل مع جوهر توجيهات صاحب الجلالة لعل ذلك هو الخطأ الذي أربك الجميع(الحكومة والشعب الممتعض منها) وشكك بشكل جلي في نوايا وجدية الإصلاحات التي لولا تلك التدخلات لحصلت الإصلاحات على وقتها الكافي في التنفيذ من قبل الحكومة، والمراقبة من قبل الشعب.
اﻵن وبعد سنتين من أحداث 25 فبراير لا نزال في نفس الدوامة من الضبابية واللاوضوح الأمر الذي ضخم شق الانقسام السلبي الحاد المبني على الشك والتخوين بين الطرفين. من هذا المنطلق وفي ظل هذا الانقسام العفوي الممنهج! لابد أن تتغير المنهجية العليا من أجل الخروج من هذا المأزق حتى لا يتفاقم الانقسام ونصل إلى طريق مسدود ندفع جميعا ثمنه. لابد من التهدئة والطمأنة وهذا بالطبع ليس في يد العامة بل هو في يد القيادة العليا التي لا تزال ثقة الشعب مطلقة فيها وأقصد هنا بالشعب الجميع دون استثناء. الطمأنة تأتي من صاحب الجلالة الذي لا يشك أي مواطن في جديته في الاصلاح سواء النشطاء الذين يقبعون في السجن أو من يرون أنهم أي النشطأ مظلومين أو الطرف المضاد للحركة الإصلاحية والاعتصامات وما تلاها من تداعيات. من هذا المنطلق فإنني أرى أن يتدخل جلالته شخصيا لتبديد الضبابية بتوجيه خطاب وطني مباشر للشباب لطمأنتهم بجدية متابعة تنفيذ مطالبهم الوطنية خلال فترة زمنية معقولة، خطاب يضع النقاط على الحروف ويقطع الطريق أمام كل معرقل وكل مشكك على حد سواء. أنا على يقين من أن ذلك سيضع الجميع أمام مسئولية النهوض بالوطن نحو أفق أوسع وأن الهدوء سيسود وأن مرحلة البناء ستبدأ من جديد وأننا سننتقل من مرحلة الخوف من المجهول إلى سلام المستقبل وازدهاره وأننا سنواجه أي تحدي بصفوف متراصة يد بيد وسننتصر على الفساد ومشتقاته.
حفظ الله الجميع
المصدر : مدونة tahyati
في الوقت الذي لا يمكن إنكار تجاوب السلطان السريع واستيعابه لحجم الهزة إلا أن النقلة النوعية التي حصلت للوعي العام لم يواكبها تنفيذ ناضج للتوجيهات التي وجهها جلالته. ولعل تدخل الادعاء العام والأجهزة الأمنية في التعامل(الملاحقات والحبس.. إلخ) مع النشطاء واختلاف مضمون ذلك التدخل مع جوهر توجيهات صاحب الجلالة لعل ذلك هو الخطأ الذي أربك الجميع(الحكومة والشعب الممتعض منها) وشكك بشكل جلي في نوايا وجدية الإصلاحات التي لولا تلك التدخلات لحصلت الإصلاحات على وقتها الكافي في التنفيذ من قبل الحكومة، والمراقبة من قبل الشعب.
اﻵن وبعد سنتين من أحداث 25 فبراير لا نزال في نفس الدوامة من الضبابية واللاوضوح الأمر الذي ضخم شق الانقسام السلبي الحاد المبني على الشك والتخوين بين الطرفين. من هذا المنطلق وفي ظل هذا الانقسام العفوي الممنهج! لابد أن تتغير المنهجية العليا من أجل الخروج من هذا المأزق حتى لا يتفاقم الانقسام ونصل إلى طريق مسدود ندفع جميعا ثمنه. لابد من التهدئة والطمأنة وهذا بالطبع ليس في يد العامة بل هو في يد القيادة العليا التي لا تزال ثقة الشعب مطلقة فيها وأقصد هنا بالشعب الجميع دون استثناء. الطمأنة تأتي من صاحب الجلالة الذي لا يشك أي مواطن في جديته في الاصلاح سواء النشطاء الذين يقبعون في السجن أو من يرون أنهم أي النشطأ مظلومين أو الطرف المضاد للحركة الإصلاحية والاعتصامات وما تلاها من تداعيات. من هذا المنطلق فإنني أرى أن يتدخل جلالته شخصيا لتبديد الضبابية بتوجيه خطاب وطني مباشر للشباب لطمأنتهم بجدية متابعة تنفيذ مطالبهم الوطنية خلال فترة زمنية معقولة، خطاب يضع النقاط على الحروف ويقطع الطريق أمام كل معرقل وكل مشكك على حد سواء. أنا على يقين من أن ذلك سيضع الجميع أمام مسئولية النهوض بالوطن نحو أفق أوسع وأن الهدوء سيسود وأن مرحلة البناء ستبدأ من جديد وأننا سننتقل من مرحلة الخوف من المجهول إلى سلام المستقبل وازدهاره وأننا سنواجه أي تحدي بصفوف متراصة يد بيد وسننتصر على الفساد ومشتقاته.
حفظ الله الجميع
المصدر : مدونة tahyati