دائماً ونحن على شريعة القرآن تلتقط آذاننا كلمات قرآنية تقشعر لها الأبدان وحكايات تسردها على مر الأزمان والعصور الغابرة نقف أمامها معتبرين متفكرين...... فيا من أوّل هذا القرءان و تفكر في الكون وعرف ثقله وقيمته وانحنى لإبداع المنان ليغوص في أعماق خلق... وجبروت الجبار يا من يملك عقلا موزون فيزن بميزان عقله ويبحر في كلمات صاغها الرحمن وتسامت وعظمة علواً ليقف عند مقطع تدمع له الأعين وتحتار عقولنا في صنعه وتصويره ..... ( والصٌبحِ إذا تنفس )..... ما أجمله من وصف وما أروعه من تشبيه وما أدقه من صُنع ... نعم من هنا بدأت حكايتي واستلهامي فَالصُبحُ نعمة من الواهب المعطي الرزاق ذو القوة المتين أنعمه الله على كل دابة تدب على هذه الأرض لما له من أهمية قصوى في استمرارية تنفس الحياة على عموم البسيطة فهو بداية لشي له وزنه تتجلى في دقة صنع القدوس له فمجمل الآية المذكورة آنفا توحي لنا جمال هذا الصنع (فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) فوصفت لنا الصبح بهمسه الرقيق ومشاعره الجياشة وخيوط الصباح الحنونة و بما يحمل فيها من تدفق لنسمات باردة وهواء نقي وسماء تثلج الصدر وأجواء لطيفة تنعش الروح والجسد فهي مشاعر لبداية يوم جديد نقي مصفى كالعسل فنراه يستعيد أنفاسه فالوصف القرآني يصف لنا بدقه متناهية جداً جداً خروج الضوء على أرجاء الوجود فيكسوا الأرض حلة عسجدية تسلب عقول الألباب فخروج النور شيا فشيا وانبلاج الفجر كخروج النفس شيئًا فشيئًا... فينجلي الظلام بعد الليل الحالك بما فيه من رحلة طويلة وشاقة مع ظلام دامس وعذوبة هدوء ساكنة ونجوم تزين عرس المساء والقمر الساطع يحتضن الأرض بسحر جماله فينجلي وقت السحر فهو الثلث الأخير من الليل فيبدأ وقت الصبح فتنجلي كل هذه المرحلة من الليل ويحل النور بإطلالة وبحلة رائعة تنير لنا الوجود ويملاء الأرض إشراقا جميلا ينسج حياة جديدة تحمل فيها اعملا دؤبه فيكون ملئ بالنشاط .... وصفت الصباح بحلة جميله لكن أين هم المتفكرين في خلق الملك الديان الذي سوى فأبدع ورزق ومنع أدعو كل عاقل مبصر أنعم الله عليه من هذا الخير كله أن يقف وقفه تأمل في ما حوله من نجوم وسماء ونور وظلام وبحار وانهار وطيور وأشجار ويسأل نفسه ويقول سبحانك ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (وقل ربي زدني علما) هكذا علمتني الحياة أن أمعن التفكير في صنع المقيت.. فسبحانه من انحنت له كل المخلوقات وسبح الرعد بحمده ونطق الحوت في البحر بلفظ جلاله (سبحان الله)...
الكاتب : يعقوب المجيني
الكاتب : يعقوب المجيني