كتب ـ مصطفى المعمري:
يضم الجبل الأخضر عددا من العيون تمثل شرايينه المائية إلا
أن بعض هذه العيون بلغ حالة الاحتضار ما أثر بدوره على النشاط الزراعي الذي شهد
حالة انحسار .. "عين الأعور" واحدة من أهم العيون المائية المعروفة وعين "العيينة"
جفت هي الأخرى فيما بقت عين (أمبو كبير) تعاني من مشاكل الجفاف وانخفاض منسوب
المياه فيها بشكل كبيرة متراجعة عن معدلاتها الحقيقية .. (الوطن) كانت هناك لترصد
تناقص محاصيل قرى العين والعقر والقشع والعيينة والشريجة وتنقل مطالبات المزارعين
وسكان هذه القرى.
تراجع كبير في عدد أشجار الفاكهه بعضها مهدد بالانقراض
كالعنب والخوج والمشمس والليمون والتين
(عين الأعوار) و(العيينة) تحتضر
وتراجع كبير في منسوب المياه بفلج أمبو كبير بالجبل الأخضر
70% من الأراضي
الزراعية أصبحت غير مستغلة واستمرار الوضع ينذر "بكارثة"
الأهالي يطالبون بسرعة
إنجاز مشروع خط مياه بركاء ودارسة تأثير الآبار على الأفلاج المتأثرة وإيجاد
الوسائل الحديثة لاستغلال مياه الصرف الصحي
لقاءات واجتماعات بعدد من المسئولين
في "البلديات" و"الزراعة" لكن لم نشهد أي توجه لإيجاد حلول ناجعة وسريعة
النمو
السكاني والعمراني رفع من الاستهلاك ا?دمي لمياه الشرب مما شكل ضغطا متزايدا على
تلك ا?بار التي استنزفت كميات كبيرة من المياه
زارها ـ مصطفى المعمري:
"عين
الأعور" واحدة من أهم العيون المائية المعروفة في منطقة الجبل الأخضر.. روت لسنوات
طويلة مساحات زراعية خصبة كانت وما زالت حتى اليوم تمثل المصدر الأهم لأبناء مناطق
وقرى الجبل الأخضر.
(عين الأعور) هي واحدة من تلك العيون المائية المعروفة كعين
"العيينة" التي جفت هي الأخرى فيما بقت عين (أمبو كبير) تعاني من مشاكل الجفاف
وانخفاض منسوب المياه فيها بشكل كبيرة متراجعة عن معدلاتها الحقيقية التي عرفت عنها
مما انعكس على تلك المساحات الشاسعة من ا?راضي الزراعية لتدخل تلك المحاصيل في كل
من قرى العين والعقر والقشع والعيينة والشريجة مرحلة الاحتضار دون إن نحرك ساكنا
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لقد قامت على منابع وجريان (عين ا?عور) التي يمتد سقيها
لـ 10 كيلومترات زراعات متنوعة من محاصيل الرمان والخوخ والمشمش والعنب والجوز
واللوز وغيرها من المحاصيل المتنوعة التي سقت منابعها مساحات شاسعة من تلك المدرجات
التي تحتضن سفوح الجبال الشاهقة في لوحة جمالية كانت تمثل روح التضحية والعطاء
والعمل لسكان مناطق وقرى الجبل الأخضر لسنوات طويلة.
ولأننا في هذا الموضوع بصدد
الحديث عن عين الأعور وعين العيينة بعد أن جفت منابعها بالكامل رغم محاولات تدخل
الأهالي لإصلاحها والتوسيع في قناتها المائية لتبقى تلك المزارع في العين والعقر
والقشع والعيينة وأجزاء من الشريجة تحت شبح الهلاك بعد ان تراجعت نسبة الاراضي
الزراعية الغير مستغلة الى 70% وهي مرشحة للارتفاع اذا بقيت الوضع على ما هو عاليه
حسبما يشير العديد من المراقبين والمتابعين لحالة تدهور الغطاء الزراعي بقرى الجبل
الأخضر.
ويشير سكان وقرى الجبل الأخضر الى عمر هذه العيون المائية التي كانت
لسنوات طويلة تنبض بالحياة لكن وكما يقولون بأن السنوات العشر الأخيرة ونتيجة لقلة
الأمطار وارتفاع عدد ا?بار وزيادة استهلاك المياه بنسب كبيرة بجانب العوامل
المناخية فقد بدأ منسوب المياه بعين ا?عوار والعيون ا?خرى في الجبل بشكل عام وهذه
العيون بشكل خاص تتراجع لكن السنوات الأربع الأخيرة لوحظ انخفاض كبير في منسوبها
وبالاخص عين "الاعوار" و"عين العيينة" وعين "أمبو كبير" لتبدأ بذلك معاناة
المزارعين وسكان هذه القرى.
تراجع كبير
وتشير الإحصائيات للتراجع الكبير في
أعداد اشجار الفاكهة وبعض المحاصيل الزراعية المختلفة (حسبما توضح الجداول التي
حصلت عليها الوطن) فقد احتضرت بعض المحاصيل في هذه القرى مثل العنب والتين والكمثرى
والليمون فيما بقيت محاصيل مثل الخوخ والمشمس والجوز وغيرها مهددة بمصير مشابه.
وقال عدد من المزارعين الذين التقى بهم (الوطن الاقتصادي) كنا نعيش لحظة بلحظة ونحن
نرى تلك المساحات من المزارع والمحاصيل تتهالك أمام أعيننا ولم نستطع أن نحرك
ساكنا.. لقد قضى آباؤنا وأجدادنا سنوات في العناية بها والمحافظة عليها لكننا في
نفس الوقت مؤمنون بقضاء الله وحكمته وعسى أن يجعل الله بعد عسر يسرا.
وأضافوا
لقد كان هناك لقاءات فيما بين أهالي سكان هذه المناطق ومسئولين في وزارة الزراعة
والثروة السمكية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبالتنسيق مع مكتب نائب
الوالي بالجبل الأخضر حيث طرحنا أمام هذه الجهات مشكلة نقص المياه في عين "الأعور"
والعيون الأخرى وأهمية إيجاد الحلول السريعة والناجعة التي من الممكن أن تكون حلولا
مناسبة للتخفيف من مشكلة تناقص المياه ودراسة الواقع لمعرفة المسببات الرئيسية
لتراجع المنسوب.
كارثة زراعية
وأكدوا أن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر
بكارثة زراعية في هذه القرى بعد أن هلك الجزء الأكبر منها فالإحصائيات تشير لمستوى
التراجع الكبير في حجم ونوعيات هذه المحاصيل التي يعتبر بعضها محاصيل نادرة من حيث
نوعها وجودتها محليا وخارجيا.
يقول محمد بن أحمد العمري من قرية العين وعضو
المجلس البلدي أن الوضع الذي آلت إليه الكثير من المحاصيل والمساحات الزراعية في كل
من العين والعقر والقشع واجزاء من قرية الشريجة سببه التراجع الكبير في منسوب
المياه من عين "الأعور" مما كان سببا في تراجع المحاصيل الزراعية التي تعتبر المصدر
الأهم والرئيسي بالنسبة لسكان مناطق وقرى الجبل الأخضر.
وقال هناك عدد من أبناء
مناطق الجبل يمتهنون الزراعة كحرفة منذ زمن أجدادهم وآبائهم وما زالوا يعتبرونها
المهنة الأهم بالنسبة لهم ولذلك فقد حرصوا على تطوير هذه المهنة مستخدمين كل
الوسائل الحديثة في مجال الزراعة إدراكا بأهميتها وضرورة المحافظة عليها لكنهم وفي
ظل العجز الحاصل من المياه وتوقف جريانها مثل ما حصل بالنسبة لعين الأعور وعين
العيينة التي توقفت بالكامل عن الجريان فقد باتت تلك المساحات اليوم مهددة
بالاحتضار بعد أن هلك الجزء الأكبر من المحاصيل الزراعية والتي إذا ما استمر الوضع
على حاله فسيتسبب ذلك في موت الجزء المتبقي من تلك المزروعات التي طالما عرف واشتهر
بها الجبل الأخضر. وقال مع بداية الشهر الجاري توقف منسوب المياه بعين الأعور والتي
تنبع من قرية العين بشكل كامل وأصبح من الصعوبة ري تلك المزارع التي بقيت تعاني
العطش.. فبعد أن كان الماء يرويها في الأسبوع مرتين وثلاث أصبحت فترة السقي تصل
لشهر وهذا بطبيعة الحال لا يكفي لري تلك المزروعات وتلبية حاجتها من
المياه.
وأشار العمري هناك اتصالات مع عدد من الجهات المعنية حيث كان لبعض
الأهالي لقاء مع وزير الزراعة والثروة السمكية بالإضافة لمخاطبات مع وزارة البلديات
الإقليمية وموارد المياه وقد وعدونا خيرا لكن حتى ا?ن لم نلمس أي مبادرة أو توجه
لعلاج مشكلة نقص المياه مع العلم أن التواصل بدأ مع هذه الجهات منذ بداية مشكلة نقص
المياه.
مقترح وقتي
وقال هناك مقترح للاستفادة من مياه الصرف الصحي لهذه
المناطق لكن هذه المياه المعالجة هي أيضا لا تكفي لري 10 % من تلك المزروعات
وبالتالي فهناك حاجة لإيجاد بدائل وطرق أخرى أكثر فاعلية مثل بناء خزان متكامل لكل
مناطق الجبل الأخضر يتم فيها معالجة مياه الصرف الصحي ومن ثم توزيعها على المناطق
التي تشهد عجزا من المياه عل وعسى أن تسهم ولو بجزء بسيط من تلبية حاجة المزروعات
من المياه.
أما يونس بن محمد الريامي من قرية الشريجة فيرى ضرورة التعجيل في
مشروع إيصال المياه المحلاة من ولاية بركاء ومن ثم يتم إغلاق الآبار المؤثرة على
هذه الافلاج والتي نرى أنها أحدى الأسباب في تراجع منسوب المياه في الافلاج وتحديدا
عين الأعور وفلج الكبير وفلج العيينة هذه العيون المائية التي طالما روت لسنوات
طوال مساحات خصبة من الأراضي الزراعية التي أنتجت نوعيات عديدة ومختلفة من ثمار
الرمان والعنب والجوز والخوج والمشمش والثوم والورد ومحاصيل أخرى عديدة احتضر بعضها
والبعض الاخر ما زال يصارع من أجل البقاء.
وأشار الريامي هناك تراجع كبير في
أشجار الخوج والمشمش فيقول على سبيل المثال كان لدي ما يقارب من 7 شجرات مشمش
واليوم لا أملك سوى واحدة وكذلك بالنسبة لشجرة الخوخ والعنب مؤكدا ان المزارعين في
مناطق وقرى الجبل الأخضر يبذلون جهودا مضنية للمحافظة على نوعيات أشجار الفاكهة
بحيث تبقى هذه النوعيات موجودة لأنه في حالة الاحتضار فقد يكون من الصعب إعادة
زراعتها.
وقال نؤمن جميعا أن نعمة المياه هذه رزق من الخالق هو المدبر والمصرف
لكننا في نفس الوقت ومع تطور العلم وأساليبه ننظر لأن يتم دراسة البدائل العلمية
المختلفة التي بمقدورها أن تحد من مشكلة تراجع منسوب المياه بالنسبة لفلج العين
الكبير والعيينة ودراسة أوضاع افلاج المناطق الأخرى في وادي بني حبيب وسيق والشريجة
والمناخر هذه الافلاج التي تواجه كذلك نقصا في منسوب المياه لكن بعضها ما زال
متماسكا حتى الآن في أغلب الأوقات. وقال لقد اجتهدت الحكومة ببناء السدود في مناطق
الجبل الأخضر واستثمرت في ذلك ملايين الريالات وبسبب قلة الإمطار بشكل كبير خاصة في
السنوات الاخيرة لم تتحقق الغاية والهدف المنشود من استغلالها في تغذية الافلاج
وتعزيزها مستوى منسوب المياه.
وذكر يونس الريامي ضرورة أن تعمل الجهات المختصة
لدراسة وضع هذه الافلاج وفيما إذا كانت هناك حلول لتوسيع قنواتها وفي حالة تعذر ذلك
فإنه يمكن دراسة حفر بئر لتغذية هذه الافلاج. وقال كوني من قرية الشريجة التي عرف
عنها أنها تمتلك مساحات كبيرة من المدرجات الزراعية المعروفة نجد اليوم أن 60% منها
أصبحت أراض ميتة وغير صالحة للزراعة وهي المدرجات التي تعب أجدادنا في بنائها منذ
سنين لكن إرادة الله قضت أن تصبح على وضعها الحالي والحمد لله في السراء
والضراء.
عبدالله بن خلفان التوبي من قرية العقر قال: مثلت الافلاج الركن الأهم
والأساسي لقيام العديد من الأراضي الزراعية المتنوعة فهي بالنسبة للسكان المصدر
الأهم والأساسي للدخل وثروة اقتصادية هامة ومردود مالي جيد وهذه من العوامل الهامة
التي جعلت الكثير من أبناء هذه القرى التمسك بمهنة الزراعة مع تسخير الكثير من
الوقت والجهد للمحافظة والعناية بها. وأوضح قائلا: برزت في أ?ونة الأخيرة مشكلة نقص
المياه لتطال العديد من القرى مثل العين والعقر والشريجة والقشع والعيينة بعد أن
انخفض منسوب المياه لمستوى وصل لجفاف تلك العيون مثل ما حصل بالنسبة لعين الأعور
التي تغذي قرية العين والعقر والقشع وأجزاء من الشريجة.
وأكد على ضرورة أن تقوم
الجهات المختصة وتحديدا وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البلديات الإقليمية
وموارد المياه بدراسة الأسباب والمسببات لواقع الافلاج في قرى ومناطق الجبل الأخضر
مؤكدا على ضرورة تعاون الأهالي مع كل الجهود التي تقوم بها الجهات المختصة اذا ما
أردنا علاجا وحلولا ناجعة وسريعة حتى لو كانت مؤقتة على الأقل التخفيف من حدة تهالك
تلك الأراضي والمحاصيل الزراعية.
غلق الآبار
وأشار أن مشكلة تراجع منسوب
المياه من هذه الافلاج ليست وليدة اليوم وإنما مضى عليها ما يقارب من 5 سنوات لكنها
وخلال العام الماضي تفاقمت بشكل أكبر لدرجة أن البرك المائية التي يتم تجميع المياه
فيها مثال بركة عين الأعور كانت تمتلئ في اليوم بين 4 الى 5 مرات أما اليوم فهي
بالكاد يمتلئ ربعها. وأكد على ضرورة الإسراع في إيصال مياه التحلية من محطة بركاء
ومن ثم غلق الآبار المؤثرة على هذه الافلاج لعلها تساعد في عودة المياه لينابيع تلك
الافلاج ولو بجزء بسيط.
أما حمد بن خلفان الريامي من قرية العين فقال أن النمو
السكاني والعمراني الذي تشهده نيابة الجبل الأخضر خاصة خلال السنوات العشر الماضية
رفع من الاستهلاك ا?دمي لمياه الشرب وهذا شكل ضغطا متزايدا على تلك ا?بار التي
استنزفت كميات كبيرة من المياه التي كانت هي المغذي لافلاج قرى العين والعقر
والقشع. وذكر أن الوضع الذي أصبحت عليه الزراعة في قرى الجبل الأخضر بشكل عام هو
واقع صعب ومحزن فبعد سنوات طويلة من الحصاد والعمل في هذه المهنة بات العديد من
المزارعين دون عمل.. فقد فتحت مهنة الزراعة على مدى سنوات طويلة مجالات عمل متنوعة
ومثلت المصدر الأهم لسكان القرى والمناطق مؤكدا أهمية ان تعمل الجهات المختصة في
الدولة لدراسة أزمة المياه بالجبل الأخضر ومعرفة الأسباب وايجاد الحلول.
ونوه
الريامي لمعاناة عين الأعور وعين العيينة التي كما أشار أنها في فترة من الفترات
جفت بالكامل وبقيت اليوم تواجه نقصا شديدا في منسوبها الذي بالكاد لا يغطي جزاء
بسيط من تلك المزروعات التي ظلت ترويها لسنوات طويلة مضت دون أن تتاثر رغم انقطاع
مؤسم الإمطار في فترات عديدة.
الجبل الأخضر
يتألف الجبل الأخضر من عدة قرى
متناثرة على سطح الجبل الأخضر وبين جنباته حيث يضم ما يقارب من 52 قرية تتنوع في
أنشطها بين زراعية وثروة حيوانية ومختلطة وتأتي قرى العين والعقر والقشع إحدى قرى
الجبل الأخضر، وقد هيأت الميزة النسبية لمنطقة الجبل الأخضر إمكانية زراعة وإنتاج
العديد من حاصلات الفاكهة متساقطة الأوراق مثل الرمان والمشمش والخوخ والجوز واللوز
والعنب.. وغيرها من أشجار الفاكهة التي لا تجود إلا في تلك المنطقة من مناطق
السلطنة بجانب انتشار زراعة أنواع من الخضر مثل [الثوم العماني ـ البصل] إضافة إلى
بعض المحاصيل التقليدية الأخرى أهمها الورد والزعفران وبعض الحاصلات الحقلية
والأعلاف.
ويحترف أهالي الجبل مهنة الزراعة كحرفة أساسية لهم مما حدا بهم
الاهتمام بها جل اهتمام، ويعتمد الأهالي في ري مزروعاتهم على الافلاج كمصدر رئيسي
ويوجد فلج واحد تعتمد عليه زراعاتهم في الثلاث القرى وهو المسمى فلج الأعور إلا أن
هذا الفلج في السنوات الأخيرة تأثر تأثرا كبيرا في مستوى تدفقه وأخذ في التناقص
بشكل كبير مما أثر على المزروعات القائمة على مستوى الثلاث القرى (العين والعقر
والقشع) فكثير من الأشجار المثمرة قد ماتت وبالتالي أصبحت المساحة المزروعة لا تشكل
إلا نسبة بسيط ومع الأيام القادمة وبقاء الحال مثل ما هو عليه فإننا سنشهد الأسواء
حيث أن المساحة المزروعة في تناقص مستمر.
منقول من متديات نخل
nakhal1.com/vb/showthread.php?t=38849
يضم الجبل الأخضر عددا من العيون تمثل شرايينه المائية إلا
أن بعض هذه العيون بلغ حالة الاحتضار ما أثر بدوره على النشاط الزراعي الذي شهد
حالة انحسار .. "عين الأعور" واحدة من أهم العيون المائية المعروفة وعين "العيينة"
جفت هي الأخرى فيما بقت عين (أمبو كبير) تعاني من مشاكل الجفاف وانخفاض منسوب
المياه فيها بشكل كبيرة متراجعة عن معدلاتها الحقيقية .. (الوطن) كانت هناك لترصد
تناقص محاصيل قرى العين والعقر والقشع والعيينة والشريجة وتنقل مطالبات المزارعين
وسكان هذه القرى.
تراجع كبير في عدد أشجار الفاكهه بعضها مهدد بالانقراض
كالعنب والخوج والمشمس والليمون والتين
(عين الأعوار) و(العيينة) تحتضر
وتراجع كبير في منسوب المياه بفلج أمبو كبير بالجبل الأخضر
70% من الأراضي
الزراعية أصبحت غير مستغلة واستمرار الوضع ينذر "بكارثة"
الأهالي يطالبون بسرعة
إنجاز مشروع خط مياه بركاء ودارسة تأثير الآبار على الأفلاج المتأثرة وإيجاد
الوسائل الحديثة لاستغلال مياه الصرف الصحي
لقاءات واجتماعات بعدد من المسئولين
في "البلديات" و"الزراعة" لكن لم نشهد أي توجه لإيجاد حلول ناجعة وسريعة
النمو
السكاني والعمراني رفع من الاستهلاك ا?دمي لمياه الشرب مما شكل ضغطا متزايدا على
تلك ا?بار التي استنزفت كميات كبيرة من المياه
زارها ـ مصطفى المعمري:
"عين
الأعور" واحدة من أهم العيون المائية المعروفة في منطقة الجبل الأخضر.. روت لسنوات
طويلة مساحات زراعية خصبة كانت وما زالت حتى اليوم تمثل المصدر الأهم لأبناء مناطق
وقرى الجبل الأخضر.
(عين الأعور) هي واحدة من تلك العيون المائية المعروفة كعين
"العيينة" التي جفت هي الأخرى فيما بقت عين (أمبو كبير) تعاني من مشاكل الجفاف
وانخفاض منسوب المياه فيها بشكل كبيرة متراجعة عن معدلاتها الحقيقية التي عرفت عنها
مما انعكس على تلك المساحات الشاسعة من ا?راضي الزراعية لتدخل تلك المحاصيل في كل
من قرى العين والعقر والقشع والعيينة والشريجة مرحلة الاحتضار دون إن نحرك ساكنا
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لقد قامت على منابع وجريان (عين ا?عور) التي يمتد سقيها
لـ 10 كيلومترات زراعات متنوعة من محاصيل الرمان والخوخ والمشمش والعنب والجوز
واللوز وغيرها من المحاصيل المتنوعة التي سقت منابعها مساحات شاسعة من تلك المدرجات
التي تحتضن سفوح الجبال الشاهقة في لوحة جمالية كانت تمثل روح التضحية والعطاء
والعمل لسكان مناطق وقرى الجبل الأخضر لسنوات طويلة.
ولأننا في هذا الموضوع بصدد
الحديث عن عين الأعور وعين العيينة بعد أن جفت منابعها بالكامل رغم محاولات تدخل
الأهالي لإصلاحها والتوسيع في قناتها المائية لتبقى تلك المزارع في العين والعقر
والقشع والعيينة وأجزاء من الشريجة تحت شبح الهلاك بعد ان تراجعت نسبة الاراضي
الزراعية الغير مستغلة الى 70% وهي مرشحة للارتفاع اذا بقيت الوضع على ما هو عاليه
حسبما يشير العديد من المراقبين والمتابعين لحالة تدهور الغطاء الزراعي بقرى الجبل
الأخضر.
ويشير سكان وقرى الجبل الأخضر الى عمر هذه العيون المائية التي كانت
لسنوات طويلة تنبض بالحياة لكن وكما يقولون بأن السنوات العشر الأخيرة ونتيجة لقلة
الأمطار وارتفاع عدد ا?بار وزيادة استهلاك المياه بنسب كبيرة بجانب العوامل
المناخية فقد بدأ منسوب المياه بعين ا?عوار والعيون ا?خرى في الجبل بشكل عام وهذه
العيون بشكل خاص تتراجع لكن السنوات الأربع الأخيرة لوحظ انخفاض كبير في منسوبها
وبالاخص عين "الاعوار" و"عين العيينة" وعين "أمبو كبير" لتبدأ بذلك معاناة
المزارعين وسكان هذه القرى.
تراجع كبير
وتشير الإحصائيات للتراجع الكبير في
أعداد اشجار الفاكهة وبعض المحاصيل الزراعية المختلفة (حسبما توضح الجداول التي
حصلت عليها الوطن) فقد احتضرت بعض المحاصيل في هذه القرى مثل العنب والتين والكمثرى
والليمون فيما بقيت محاصيل مثل الخوخ والمشمس والجوز وغيرها مهددة بمصير مشابه.
وقال عدد من المزارعين الذين التقى بهم (الوطن الاقتصادي) كنا نعيش لحظة بلحظة ونحن
نرى تلك المساحات من المزارع والمحاصيل تتهالك أمام أعيننا ولم نستطع أن نحرك
ساكنا.. لقد قضى آباؤنا وأجدادنا سنوات في العناية بها والمحافظة عليها لكننا في
نفس الوقت مؤمنون بقضاء الله وحكمته وعسى أن يجعل الله بعد عسر يسرا.
وأضافوا
لقد كان هناك لقاءات فيما بين أهالي سكان هذه المناطق ومسئولين في وزارة الزراعة
والثروة السمكية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبالتنسيق مع مكتب نائب
الوالي بالجبل الأخضر حيث طرحنا أمام هذه الجهات مشكلة نقص المياه في عين "الأعور"
والعيون الأخرى وأهمية إيجاد الحلول السريعة والناجعة التي من الممكن أن تكون حلولا
مناسبة للتخفيف من مشكلة تناقص المياه ودراسة الواقع لمعرفة المسببات الرئيسية
لتراجع المنسوب.
كارثة زراعية
وأكدوا أن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر
بكارثة زراعية في هذه القرى بعد أن هلك الجزء الأكبر منها فالإحصائيات تشير لمستوى
التراجع الكبير في حجم ونوعيات هذه المحاصيل التي يعتبر بعضها محاصيل نادرة من حيث
نوعها وجودتها محليا وخارجيا.
يقول محمد بن أحمد العمري من قرية العين وعضو
المجلس البلدي أن الوضع الذي آلت إليه الكثير من المحاصيل والمساحات الزراعية في كل
من العين والعقر والقشع واجزاء من قرية الشريجة سببه التراجع الكبير في منسوب
المياه من عين "الأعور" مما كان سببا في تراجع المحاصيل الزراعية التي تعتبر المصدر
الأهم والرئيسي بالنسبة لسكان مناطق وقرى الجبل الأخضر.
وقال هناك عدد من أبناء
مناطق الجبل يمتهنون الزراعة كحرفة منذ زمن أجدادهم وآبائهم وما زالوا يعتبرونها
المهنة الأهم بالنسبة لهم ولذلك فقد حرصوا على تطوير هذه المهنة مستخدمين كل
الوسائل الحديثة في مجال الزراعة إدراكا بأهميتها وضرورة المحافظة عليها لكنهم وفي
ظل العجز الحاصل من المياه وتوقف جريانها مثل ما حصل بالنسبة لعين الأعور وعين
العيينة التي توقفت بالكامل عن الجريان فقد باتت تلك المساحات اليوم مهددة
بالاحتضار بعد أن هلك الجزء الأكبر من المحاصيل الزراعية والتي إذا ما استمر الوضع
على حاله فسيتسبب ذلك في موت الجزء المتبقي من تلك المزروعات التي طالما عرف واشتهر
بها الجبل الأخضر. وقال مع بداية الشهر الجاري توقف منسوب المياه بعين الأعور والتي
تنبع من قرية العين بشكل كامل وأصبح من الصعوبة ري تلك المزارع التي بقيت تعاني
العطش.. فبعد أن كان الماء يرويها في الأسبوع مرتين وثلاث أصبحت فترة السقي تصل
لشهر وهذا بطبيعة الحال لا يكفي لري تلك المزروعات وتلبية حاجتها من
المياه.
وأشار العمري هناك اتصالات مع عدد من الجهات المعنية حيث كان لبعض
الأهالي لقاء مع وزير الزراعة والثروة السمكية بالإضافة لمخاطبات مع وزارة البلديات
الإقليمية وموارد المياه وقد وعدونا خيرا لكن حتى ا?ن لم نلمس أي مبادرة أو توجه
لعلاج مشكلة نقص المياه مع العلم أن التواصل بدأ مع هذه الجهات منذ بداية مشكلة نقص
المياه.
مقترح وقتي
وقال هناك مقترح للاستفادة من مياه الصرف الصحي لهذه
المناطق لكن هذه المياه المعالجة هي أيضا لا تكفي لري 10 % من تلك المزروعات
وبالتالي فهناك حاجة لإيجاد بدائل وطرق أخرى أكثر فاعلية مثل بناء خزان متكامل لكل
مناطق الجبل الأخضر يتم فيها معالجة مياه الصرف الصحي ومن ثم توزيعها على المناطق
التي تشهد عجزا من المياه عل وعسى أن تسهم ولو بجزء بسيط من تلبية حاجة المزروعات
من المياه.
أما يونس بن محمد الريامي من قرية الشريجة فيرى ضرورة التعجيل في
مشروع إيصال المياه المحلاة من ولاية بركاء ومن ثم يتم إغلاق الآبار المؤثرة على
هذه الافلاج والتي نرى أنها أحدى الأسباب في تراجع منسوب المياه في الافلاج وتحديدا
عين الأعور وفلج الكبير وفلج العيينة هذه العيون المائية التي طالما روت لسنوات
طوال مساحات خصبة من الأراضي الزراعية التي أنتجت نوعيات عديدة ومختلفة من ثمار
الرمان والعنب والجوز والخوج والمشمش والثوم والورد ومحاصيل أخرى عديدة احتضر بعضها
والبعض الاخر ما زال يصارع من أجل البقاء.
وأشار الريامي هناك تراجع كبير في
أشجار الخوج والمشمش فيقول على سبيل المثال كان لدي ما يقارب من 7 شجرات مشمش
واليوم لا أملك سوى واحدة وكذلك بالنسبة لشجرة الخوخ والعنب مؤكدا ان المزارعين في
مناطق وقرى الجبل الأخضر يبذلون جهودا مضنية للمحافظة على نوعيات أشجار الفاكهة
بحيث تبقى هذه النوعيات موجودة لأنه في حالة الاحتضار فقد يكون من الصعب إعادة
زراعتها.
وقال نؤمن جميعا أن نعمة المياه هذه رزق من الخالق هو المدبر والمصرف
لكننا في نفس الوقت ومع تطور العلم وأساليبه ننظر لأن يتم دراسة البدائل العلمية
المختلفة التي بمقدورها أن تحد من مشكلة تراجع منسوب المياه بالنسبة لفلج العين
الكبير والعيينة ودراسة أوضاع افلاج المناطق الأخرى في وادي بني حبيب وسيق والشريجة
والمناخر هذه الافلاج التي تواجه كذلك نقصا في منسوب المياه لكن بعضها ما زال
متماسكا حتى الآن في أغلب الأوقات. وقال لقد اجتهدت الحكومة ببناء السدود في مناطق
الجبل الأخضر واستثمرت في ذلك ملايين الريالات وبسبب قلة الإمطار بشكل كبير خاصة في
السنوات الاخيرة لم تتحقق الغاية والهدف المنشود من استغلالها في تغذية الافلاج
وتعزيزها مستوى منسوب المياه.
وذكر يونس الريامي ضرورة أن تعمل الجهات المختصة
لدراسة وضع هذه الافلاج وفيما إذا كانت هناك حلول لتوسيع قنواتها وفي حالة تعذر ذلك
فإنه يمكن دراسة حفر بئر لتغذية هذه الافلاج. وقال كوني من قرية الشريجة التي عرف
عنها أنها تمتلك مساحات كبيرة من المدرجات الزراعية المعروفة نجد اليوم أن 60% منها
أصبحت أراض ميتة وغير صالحة للزراعة وهي المدرجات التي تعب أجدادنا في بنائها منذ
سنين لكن إرادة الله قضت أن تصبح على وضعها الحالي والحمد لله في السراء
والضراء.
عبدالله بن خلفان التوبي من قرية العقر قال: مثلت الافلاج الركن الأهم
والأساسي لقيام العديد من الأراضي الزراعية المتنوعة فهي بالنسبة للسكان المصدر
الأهم والأساسي للدخل وثروة اقتصادية هامة ومردود مالي جيد وهذه من العوامل الهامة
التي جعلت الكثير من أبناء هذه القرى التمسك بمهنة الزراعة مع تسخير الكثير من
الوقت والجهد للمحافظة والعناية بها. وأوضح قائلا: برزت في أ?ونة الأخيرة مشكلة نقص
المياه لتطال العديد من القرى مثل العين والعقر والشريجة والقشع والعيينة بعد أن
انخفض منسوب المياه لمستوى وصل لجفاف تلك العيون مثل ما حصل بالنسبة لعين الأعور
التي تغذي قرية العين والعقر والقشع وأجزاء من الشريجة.
وأكد على ضرورة أن تقوم
الجهات المختصة وتحديدا وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البلديات الإقليمية
وموارد المياه بدراسة الأسباب والمسببات لواقع الافلاج في قرى ومناطق الجبل الأخضر
مؤكدا على ضرورة تعاون الأهالي مع كل الجهود التي تقوم بها الجهات المختصة اذا ما
أردنا علاجا وحلولا ناجعة وسريعة حتى لو كانت مؤقتة على الأقل التخفيف من حدة تهالك
تلك الأراضي والمحاصيل الزراعية.
غلق الآبار
وأشار أن مشكلة تراجع منسوب
المياه من هذه الافلاج ليست وليدة اليوم وإنما مضى عليها ما يقارب من 5 سنوات لكنها
وخلال العام الماضي تفاقمت بشكل أكبر لدرجة أن البرك المائية التي يتم تجميع المياه
فيها مثال بركة عين الأعور كانت تمتلئ في اليوم بين 4 الى 5 مرات أما اليوم فهي
بالكاد يمتلئ ربعها. وأكد على ضرورة الإسراع في إيصال مياه التحلية من محطة بركاء
ومن ثم غلق الآبار المؤثرة على هذه الافلاج لعلها تساعد في عودة المياه لينابيع تلك
الافلاج ولو بجزء بسيط.
أما حمد بن خلفان الريامي من قرية العين فقال أن النمو
السكاني والعمراني الذي تشهده نيابة الجبل الأخضر خاصة خلال السنوات العشر الماضية
رفع من الاستهلاك ا?دمي لمياه الشرب وهذا شكل ضغطا متزايدا على تلك ا?بار التي
استنزفت كميات كبيرة من المياه التي كانت هي المغذي لافلاج قرى العين والعقر
والقشع. وذكر أن الوضع الذي أصبحت عليه الزراعة في قرى الجبل الأخضر بشكل عام هو
واقع صعب ومحزن فبعد سنوات طويلة من الحصاد والعمل في هذه المهنة بات العديد من
المزارعين دون عمل.. فقد فتحت مهنة الزراعة على مدى سنوات طويلة مجالات عمل متنوعة
ومثلت المصدر الأهم لسكان القرى والمناطق مؤكدا أهمية ان تعمل الجهات المختصة في
الدولة لدراسة أزمة المياه بالجبل الأخضر ومعرفة الأسباب وايجاد الحلول.
ونوه
الريامي لمعاناة عين الأعور وعين العيينة التي كما أشار أنها في فترة من الفترات
جفت بالكامل وبقيت اليوم تواجه نقصا شديدا في منسوبها الذي بالكاد لا يغطي جزاء
بسيط من تلك المزروعات التي ظلت ترويها لسنوات طويلة مضت دون أن تتاثر رغم انقطاع
مؤسم الإمطار في فترات عديدة.
الجبل الأخضر
يتألف الجبل الأخضر من عدة قرى
متناثرة على سطح الجبل الأخضر وبين جنباته حيث يضم ما يقارب من 52 قرية تتنوع في
أنشطها بين زراعية وثروة حيوانية ومختلطة وتأتي قرى العين والعقر والقشع إحدى قرى
الجبل الأخضر، وقد هيأت الميزة النسبية لمنطقة الجبل الأخضر إمكانية زراعة وإنتاج
العديد من حاصلات الفاكهة متساقطة الأوراق مثل الرمان والمشمش والخوخ والجوز واللوز
والعنب.. وغيرها من أشجار الفاكهة التي لا تجود إلا في تلك المنطقة من مناطق
السلطنة بجانب انتشار زراعة أنواع من الخضر مثل [الثوم العماني ـ البصل] إضافة إلى
بعض المحاصيل التقليدية الأخرى أهمها الورد والزعفران وبعض الحاصلات الحقلية
والأعلاف.
ويحترف أهالي الجبل مهنة الزراعة كحرفة أساسية لهم مما حدا بهم
الاهتمام بها جل اهتمام، ويعتمد الأهالي في ري مزروعاتهم على الافلاج كمصدر رئيسي
ويوجد فلج واحد تعتمد عليه زراعاتهم في الثلاث القرى وهو المسمى فلج الأعور إلا أن
هذا الفلج في السنوات الأخيرة تأثر تأثرا كبيرا في مستوى تدفقه وأخذ في التناقص
بشكل كبير مما أثر على المزروعات القائمة على مستوى الثلاث القرى (العين والعقر
والقشع) فكثير من الأشجار المثمرة قد ماتت وبالتالي أصبحت المساحة المزروعة لا تشكل
إلا نسبة بسيط ومع الأيام القادمة وبقاء الحال مثل ما هو عليه فإننا سنشهد الأسواء
حيث أن المساحة المزروعة في تناقص مستمر.
منقول من متديات نخل
nakhal1.com/vb/showthread.php?t=38849