( بعض السيقان لا ترى ) جديد سيف القلم

    • ( بعض السيقان لا ترى ) جديد سيف القلم








      ضجر في ليلة كانت سوداء قاتمه لا يخترقها القمر والنجوم في سفر لم اعرف الى اين اذهب




      اقترح علي احد الاصدقاء المؤلفين ان احضر عرض مسرحية سوف تعرض بتلك اليلة 18 مارس




      فقد كانت المسرحية تستحق العناء واليكم القصة :




      قبل بدا العرض بساعتين اتصل الصديق المؤلف وقال يوجد ممثل لديه ضرف لا يستطيع الحضور هلا تتقمص دوره فالعرض ليس بالصعب مجرد مشيئ واصوات



      و ....( تهويف)



      هوه هوه هوه اه اه اه وتلوح بيديك ويمكن تمسك وحده من يدها وطوقها خصرها وانتهت السالفه



      وبس ما باغي شيئ المسرح الناس مصعبه الموضوع ومحرمه تلاقي الاجساد ومنظر الاخصر و وقياس مساقة الايادي التى تطوق الاخصر والسيقان المتناسقه والعود الممشوق .






      قلتله ما بردك وبجرب









      ( مدخل )







      لبست الوجوه اقنعتها وتخفت من المجهول






      قد كانت ليلة العرض الكبير لمسرحية






      ( بعض السيقان لا ترى )


      المسرحية كانت تحكي عن واقع حياة البشر وتجردهم من سمو الاخلاق والفطرة البشرية وتقمصهم بالحياة لعدت اوجه ،،، الصباح تجده موظف محترم بين زملائه والمسؤولين يقدم التحية ويحترم الكل بعد الظره يصف بالصف الاول بين المصلين بالمسجد او بالمكان الذي يصلى فيه بمقر العمل بعد العمل قد يصرخ لاطفاله ولا يستطيع تحمل ضوضائهم بعد المغرب يمد جسده المثقل باحد المقاهي ليحتسي القهوة بعد العشاء يغط في نوم عميق ليصحوا على الضجر .






      لقد جمع لاداء المسرحية مئات الممثلين المخضرمين من كل أنحاء العالم تجردوا من كل تقاليد لباسهم ولبسوا ثوبا موحد ( الاسود ) يعبر عن التجرد من كل شيئ الون الذي يخفي كل شي تحت عبائته .




      تشابهة الوجوه وسارت في عتمة اليل في صمت رهيب يقهر الطريق المؤدي الى دار المسرح


      لا تسمع شيئ سوى أصوات الاقدام على الاسفلت .... الصوت يقترب اكثر فأكثر من الجمهور المنتظر بالمسرح وكأنه جيش جرار ذهب ليحرر القدس .






      يوجد شاب مختلف يمشي بيننا يلبس ثوبا ابيض قصير وعمامة صفراء


      الون الاصفر الذي يدل على الغيرة وبياض دشداشته يدل على النقاء
      لقد اطمئننت من ذاك الشاب فقد كان ملتحي ويشع وجهه بياض ولم يكن يلبس اي قناع




      قيل عنه مدسوس والبعض قال جالسوس فيما ذهب الاخرون بعيدا وقالوا انه صوفي او مذهبي او باغي يرجع الامامه .




      البعض ضن ان المخرج ارد ان يخفي دوره ولم يبديه لنا حتى لا يقتل التراجيديا الحقيقيه للمسرحية




      مشينا طويلا اخترقنا اشجار القرم ونحن ننزل من جسر معلق على جبلين تحفه حجارة
      وتضيئ ليله الاسود قناديل وافنس صغيره واصوات صرايصر وابواق سيارات الاسعاف.
      لم ندرى لماذا الاسعاف كانت تسير بمحاذتنا حيث اننا لم نطلب سيارة النجدة ولم تكن المسافة بالطويله لكي يغمى على البعض ولم تكن اجواء مسقط بالحارة ليلا .










      مركز الشرطة لا يبعد عن المسرح سوى بضع كيلوا مترات و عن مستشفى الشرطة سوى امتار الكل كان يحفظ السيناريو ونهاية القصة حيث تبدا القصة بالغناء وتنتهى ممدده اجسادن بالطواري الا الرجل الابيض لم يكن يأبه فقد كان يتمتم بكلمات لا تسمع لقد كان يحمل كتاب يقرا منه وكأنه يحفظ ليتلوا امام الجمع في المسرح او ليصلي بنا جماعة صلاة العشاء .








      دخلنا المسرح من اضيق ابوابه حتى يبدو منظر الدخول رهيب وكأننا اسراب ذباب النحل تعود الى خليتها عبر ثقب صغير يخترق اجدر المسرح المبني من الصخور الصماء وقف الجمهور مذهول وكانت من بينهم راوية ، وسعاد ، وساجدة حيث كانوا ينتظروا ستارة المسرح ان تفتح ولم يتخيل بأن ممثلون الادوار يأتون من حيث دخل الجمهور ويجلسون بالمقاعد بينهم لتلتحم الاجساد بعضها ببعض وتضيئ انوار المسرح ويشيحون بوجوههم جميعا الى ستارة المسرح وهي تفتح شيئ فشيئ حتى اكتملت وبان البياض .










      انطفئة الانوار فجأة ليبدا العرض




      رجع الون الاسود يغطي كل الاقنعة ويغطي المسرح والوجوه و الوان ملابس الجمهور التى كانت مختلفه .








      ظهرت على المسرح فتاة بيضا تلبس عبائة سوداء كشفت عن ساقها وقالت من فيكم كان يحلم ان يرى فتاة من الوطن تكشف عن ساقها بالمسرح امام الجمهور هذا هو عنوان المسرحية




      ( السيقان التى لا ترى ) .


      عندها بدات همسات تخترقه صمت المكان وفجأة سمعنا صوت اطلاق نار التفتت الوجوه بوتيرة واحده الى الاعلى لم نجد قناص التفتنا بنفس الحركه يمنة لم يكن من مندس ويسرة لم نرى جاسوس بدانا نشكل في بعضنا البعض ذعرنا ونهضنا من مقاعدنا تقمص كل منا دوره وركضنا الى المسرح لكي نمثل بأننا


      سعداء





      فقراء





      بسطاء



      سذج



      حتى النخاع









      بدا الشك يفرق شملنا كل منا ينظر الى سيقان الاخر لعل كل منا بجانبه زميل






      ملتزم ارهابي


      سلفي رجعي


      مطوع متزمة


      لبرالي ملحد


      علماني منافق






      لم نجد اي احد فقط وجدنا بأن القصة اختلقتها المؤلف ليضللنا بأن شيئ يخترق صفوف وحدتنا يغتال برائتنا يفجر صمتنا يخلع حيائنا يشتت وحدتنا لاننا لم نكن صادقين للمسرح كل منا ارد ان يمثل وجه اخر غير وجهه الحقيقي كل منا كان يرتدي قناع يخفي بداخل اشياء واشياء لا تحمل للمسرح اي موطن .














      كل منا ذهب تفكيره بان




      جاره


      صديقه


      زميله


      رفيقه




      يخبي خلف بنطاله مسدس او قنبلة يدوية.










      لم نرى الرجل الابيض في المسرح ولا على المقاعد الفارهه بالدرجة الاولى ولا بأقصى الدرجات الرخيصه للفقراء .
      بحثنا عنه في كل الوجوه




      خلعنا الاقنعه


      تعرت الوجوه


      وقبلها تعرت المشاعر


      لم نرى الرجل الابيض




      لم نرى راويه


      ولا سعاد ولا ساجدة






      لقد خرجوا كلهم من اوسع ابواب المسرح










      و خرج الرجل الابيض بعد ان قرات الفاتحه بالمسرح بالخطأ .












      في ليلة 18مارس دار الاوبرا .













      المصدر : سيف القلم