في صراعات وهمية تتمحور في شكليات متناسقة متناغمة تتبلور في عالم اصبح لا معقول ، بل رجعنا للقرون العتيقة المظلمة التي أصبحت كلمة تكتب في الكتب كتاريخ يقراه أبناء اليوم ، ولكن للأسف أصبحت تلك المنظومة اللامعقولة هو رجوع ذاك الزمن الغابر ، ويستبد ذاك القانون اللامنطقي بالظهور في السطح الهش الهرم مرة أخرى ، القانون الذي كان سائد في تلك القرون الغابرة والذي يقول ( القوي يأكل الضعيف ) نعم هذا القانون رجع مرة أخرى ، رجع كأنه طوفان قوي بصوت هائج كأنه القانون الأوحد في هذا العالم الفاني ..
ومن المصادفات الغريبة التي جعلت دندنتي تبحر بل وتصارع ذاك الطوفان ( ولكن للأسف صراع مع قلم ) هو مسألة ( حق الفيتو ) ، كنت في السابق أبحث عن ما هو الفيتو ؟ ولماذا هذه الكلمة ؟ ومن له الحق بحمل هذه الشارة الرعناء ؟ ولماذا هناك فئة خاصة تحملها ؟ ولماذا لا يحملها الجميع ؟ وبعد تقدم العمر استوعبت الدرس جيدا ..
الفيتو .. اسم صغير في شكله وحروفه ، هادئ في شكله الخارجي كموجه تترنح بسلام في شواطئ الأمم المتحدة الأمريكية ، اعتذر حدث خطأ مطبعي قصدي الأمم المتحدة .. ولكنه فعلا بعبع قوي بل طوفان ما يلبث إلا أن يكبر ويكبر ويلتهم كل شيء ، والمضحك في الأمر وحسب علمي بأن هناك عدة دول تحمل هذه الشارة .. ولكن قل من يستخدمها إلا أبناء بوش الملاعيين ، وضد من تستخدم ، ومصلحة من يستخدم هذا البعبع .. ولماذا العالم النائم ما زال نائما ، متلذذ بمخدر صنع أمريكي ..
ذاك الفيتو ، ربما هو صنع أمريكي بحت ، لأنه الدولة الوحيدة التي تستخدم هذا الفيتو ، ويستخدم ضد العرب المساكين المغلوب على أمرهم ، ورغم ذلك كله ما زال العرب يتمجدون بمصاص دمائهم ، ويتمجدون به كونه شريك رسمي ، بل في اعتقادهم بأن العالم لا يقوم إلا بموافقة كونجراسية ، فلا بد أن يقدم لتلك الحكومة الرعناء مبدا الحب والولاء والطاعة ..
سوف ارجع مرة أخرى لحق الفيتو ، وصباح هذا اليوم وأنا متجه لعملي وأنا استمع من خلال مذياعي للأخبار والتي امتزجت بالدم للمجازر التي تفعلها أمريكا اللعينة بالشعب العراقي ، ومن هناك الإسرائيليين الكلاب وما يفعلوه بالأبطال بالأحرار الذين لن يهدوء أبدا إلا ويكون القدس في أيديهم غصبا عن شارون وبوش وبلير وكل من يقف معهم حتى من الحكام العرب الذين وللأسف الشديد يسمعون ويرون ولكنهم لا يتحدثون او بمعنى اصح لن يتحركوا ، كأن لسان حالهم يقول : ماذا عسانا ان نفعل ؟
فعلا ماذا عساهم أن يفعلوا ، وهم اتبعوا شارون وبوش في كل مخطط يعملونه ، بل يساندوهم بقوة من خلال قمع الشارع العربي ، ويطعنونهم بالإبر حتى تشل حركتهم .. بل حفظوا الدرس جيدا من خلال كتاب ( التلقين الأمريكي للحاكم العربي ) والذي يحتوي على كلمتين ( شجب ، استنكار ) كتاب يحتوي ملايين من الصفحات الحمراء لا تحتوي إلا على هاتين الكلمتين ( كأنني في عالم آليس في بلاد العجائب ) .
فالدول العربية في الأمم المتحدة ترفع موضوع للموافقة عليه من قبل ذاك الحشد الكبير الرهيب ، حول إصدار آمر أممي لعين يطالب الإسرائيليين بوقف العدوان الغاشم على الفلسطينيين في قطاع غزه ، ولكن للأسف من منظوري المتواضع شخص واحد يتحكم فهو يصدر وهو يأمر ، وهو صاحب اللسان الأسود ، واليد التي انصبغت بالدم الأحمر من دماء الأبطال الأحرار من المسلمين ، هو الوحيد الذي يرفع حق الفيتو في وجه الجميع دول كبرى أو دول صغرى ، أو دول نامية ، أو دول نائمة .. وما دور كوفي عنان إلا هامشي رمزي يفرد عضلاته فقط على الدول العربية المغلوب على امرها ، وتنكمش عندما يواجه الطوفان الأمريكي والأعاصير ألاوروبيه الأخرى ..
فبعد أن وقف صباح اليوم البعبع الأمريكي ( قصدي السفير الأمريكي ) في الأمم المتحدة وهو ضاحك يعرف ويعلم بأنه أمام أقزام قصيرة وصغيرة لا تقوى حتى أن تخرج نفسها بصوت واضح .. بأنه رفع حق الفيتو في وجه القرار العربي كونه يمس بالإسرائيليين ، ويجعلهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم من خلال الإرهابيين الفلسطينيين أصحاب الحجارة وهي اقوى من السلاح النووي ( المسكين خايف من ابادة للشعب الاسرائيلي ) ولهذا فمن حق الإسرائيلي أن يدافع عن نفسه سواء بالفيتو أو بالقتل بجميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والتي لا تستطيع الدبابات أن تحملها ، وان استدعى الأمر بالنووي فذاك حق مشروع أيضا .. لوقف الحجر الفلسطيني المدمر والذي شرد وقتل الملايين من الإسرائيليين ..
صحيح الفلسطيني شرير إرهابي باستعماله الحجر لإبادة الشعب الإسرائيلي .. فيا عجبي !