[frame='8 80']
شاب طموح ... و أمل ضائع كما ضاع عمر الطفولة ... شاب ترعرع على أصوات المدافع و البنادق ... و تعطرت أنفاسه برائحة الدم ... هو يعيش مع عائلته تحت سقف ينتظر قنبلة عنقودية أو صاروخ الكروز من الطائرات التي تحلق على أجواء وطنهم الأسير ... أعداء عجزوا أن يدخلوا هذا الوطن عندما كان حامل رايته قائدا لا يخشى على فقد كرسي القيادة رحل بعدما رفضوا ما صنعه لهم من مجد و علم ... ليقاسمهم عدوهم خيرات وطنهم ... حياة تحكي عن مأساة قادمة ... قرية مدمره يتصاعد الدخان من كل أنحائها ... أصبح الموت أمل ينتظره أهل تلك القرية ... جثمان قد لا ينال حقه الكامل في التشيع حيث أن هناك جثمان آخر لم يوارى في التراب ... إنها حياة خالية من الروح التي تحي فيك أمل البقاء
لابد من هدف آخر غير المشاهدة و البكاء ... ينظر إلى أمه و أبيه و أخوته الصغار ... من أجلهم يجب أن يسفك دم ... من أجل مستقبل أخي الرضيع لابد أن تصنع انتصارات لا مجال للاختباء ( فمن لم يمت بالسيف مات بغيره ) ... و لن يكون النصر و العزة إلا بالجهاد و القتال ( فالعز بالسيف ليس العز بالمال ) ... دخل مخزن ربما يجد ما يستخدمه فيما عزم عليه ذخيرة قليلة و (كلاشن كوف ) و قنابل يدوية ... هذا ما أبقت له الحرب الصليبية و الديمقراطية المتغطرسة ... كل أبناء هذه القرية لا يفكرون سوى بالموت و قتل العدو ...
تجرد بندقيته و حمل متاعه الحربي و لباسه العراقي الأصيل و نظرة وداع لأسرته التي لم تثنيه عن ما عزم عليه بل قام ذاك العجوز ببتسامة الفخور بإبنه و هو يقول له ( فأما حياة تسر الصديق ... و أما ممات يغظ العدى ) هذه دروس عظيمة تزيد العزيمة و بها سيأتي الله بالعدو الهزيمة و رحل و هو يقول ( سأحمل روحي على راحتي ... و ألقي بها في مهاوي الردى ) ... و الله أكبر تكبيرة يستيقظ لها شباب غيورين على وطنهم شباب أشاوس لم يرضوا بالذل و العيش المهان ... رغم ما يملكونه من سلاح خفيف كان العزم و الإيمان جعلوه قوي في نظرهم مما أدخل الله الخوف في عدوهم فبدأت تنفيذ ما عزموا عليه من قهر لهذا العدو الغاشم ... كم من الخسائر التي أوقعها على المحتل من قتل و تدمير للآلات حربية و طائرات مما جعل ذلك العدو يستخدم أسلوب جبان في الهجوم إنه الآن يقصف المساجد و الأحياء السكنية و الأطفال و النساء ... أسلوب حقير و لكن غفل الجبان عن أمر مهم مما جعل العزيمة تكبر كلما يرى ذاك المقاوم أبيه أو أخيه مقتول إنها عزيمة الانتقام و حب الشهادة .
و عندما لم تنجح هذه الطريقة طلبوا بوقف القتال و هدنة سينقضوها هم بعدما تبرى جراحهم ... ليرجع شبابنا للاطمئنان على ذويهم و هل هم على قيد الحياة ... مازال يبحث عن منزل أبيه ... لا يشاهد سوى دمار و دخان و لا يسمع من يناديه .... جلس على ركبتيه مستندا على سلاحه ... أبي .. أمي أخي .. لقد سبقوك إلى الجنة ... لم تعد الحياة هي الأمل و الحلم الذي يبحث عنه أهل ( الفلوجه ) ... نعم الشهادة أو نصر و لا ثالث لهما ... و بصوت متحشرج بالبكاء و العزيمة الشهادة أو نصر ... الشهادة أو نصر ... ليسكت صراخه لغم يدفن جثمانه المتناثر في كل قطة من تلك الأرض التي قُتل من أجلها ....
الفلوجه
شاب طموح ... و أمل ضائع كما ضاع عمر الطفولة ... شاب ترعرع على أصوات المدافع و البنادق ... و تعطرت أنفاسه برائحة الدم ... هو يعيش مع عائلته تحت سقف ينتظر قنبلة عنقودية أو صاروخ الكروز من الطائرات التي تحلق على أجواء وطنهم الأسير ... أعداء عجزوا أن يدخلوا هذا الوطن عندما كان حامل رايته قائدا لا يخشى على فقد كرسي القيادة رحل بعدما رفضوا ما صنعه لهم من مجد و علم ... ليقاسمهم عدوهم خيرات وطنهم ... حياة تحكي عن مأساة قادمة ... قرية مدمره يتصاعد الدخان من كل أنحائها ... أصبح الموت أمل ينتظره أهل تلك القرية ... جثمان قد لا ينال حقه الكامل في التشيع حيث أن هناك جثمان آخر لم يوارى في التراب ... إنها حياة خالية من الروح التي تحي فيك أمل البقاء
لابد من هدف آخر غير المشاهدة و البكاء ... ينظر إلى أمه و أبيه و أخوته الصغار ... من أجلهم يجب أن يسفك دم ... من أجل مستقبل أخي الرضيع لابد أن تصنع انتصارات لا مجال للاختباء ( فمن لم يمت بالسيف مات بغيره ) ... و لن يكون النصر و العزة إلا بالجهاد و القتال ( فالعز بالسيف ليس العز بالمال ) ... دخل مخزن ربما يجد ما يستخدمه فيما عزم عليه ذخيرة قليلة و (كلاشن كوف ) و قنابل يدوية ... هذا ما أبقت له الحرب الصليبية و الديمقراطية المتغطرسة ... كل أبناء هذه القرية لا يفكرون سوى بالموت و قتل العدو ...
تجرد بندقيته و حمل متاعه الحربي و لباسه العراقي الأصيل و نظرة وداع لأسرته التي لم تثنيه عن ما عزم عليه بل قام ذاك العجوز ببتسامة الفخور بإبنه و هو يقول له ( فأما حياة تسر الصديق ... و أما ممات يغظ العدى ) هذه دروس عظيمة تزيد العزيمة و بها سيأتي الله بالعدو الهزيمة و رحل و هو يقول ( سأحمل روحي على راحتي ... و ألقي بها في مهاوي الردى ) ... و الله أكبر تكبيرة يستيقظ لها شباب غيورين على وطنهم شباب أشاوس لم يرضوا بالذل و العيش المهان ... رغم ما يملكونه من سلاح خفيف كان العزم و الإيمان جعلوه قوي في نظرهم مما أدخل الله الخوف في عدوهم فبدأت تنفيذ ما عزموا عليه من قهر لهذا العدو الغاشم ... كم من الخسائر التي أوقعها على المحتل من قتل و تدمير للآلات حربية و طائرات مما جعل ذلك العدو يستخدم أسلوب جبان في الهجوم إنه الآن يقصف المساجد و الأحياء السكنية و الأطفال و النساء ... أسلوب حقير و لكن غفل الجبان عن أمر مهم مما جعل العزيمة تكبر كلما يرى ذاك المقاوم أبيه أو أخيه مقتول إنها عزيمة الانتقام و حب الشهادة .
و عندما لم تنجح هذه الطريقة طلبوا بوقف القتال و هدنة سينقضوها هم بعدما تبرى جراحهم ... ليرجع شبابنا للاطمئنان على ذويهم و هل هم على قيد الحياة ... مازال يبحث عن منزل أبيه ... لا يشاهد سوى دمار و دخان و لا يسمع من يناديه .... جلس على ركبتيه مستندا على سلاحه ... أبي .. أمي أخي .. لقد سبقوك إلى الجنة ... لم تعد الحياة هي الأمل و الحلم الذي يبحث عنه أهل ( الفلوجه ) ... نعم الشهادة أو نصر و لا ثالث لهما ... و بصوت متحشرج بالبكاء و العزيمة الشهادة أو نصر ... الشهادة أو نصر ... ليسكت صراخه لغم يدفن جثمانه المتناثر في كل قطة من تلك الأرض التي قُتل من أجلها ....
انتهت
[/frame]