لماذا وكيف يمرض الإنسان؟

    • لماذا وكيف يمرض الإنسان؟

      لماذا وكيف يمرض الإنسان؟
      خلق الله سبحانه وتعالى في عظمته وحكمته الإنسان متكاملاً وليس كاملاً ومنحه عقلاً وجسداً سليمين في أغلب الحالات وجعل واجبه المحافظة عليهما وتفادي العبث بهما. وآلية الجسم الفيزيولوجية الطبيعية ترتكز على تناسق تام بين مختلف الأعضاء منها الدماغ والقلب والرئتين والكبد والكليتين والجهاز الوعائي والعصبي والهضمي والبولي والتناسلي والمحافظة على وظيفة كل منها وقيامها على عملها عبر السنين الطويلة بطريقة مثالية لا يعتريها أي شائب أو يخللها أي انحراف مرضي أو رخوخي. فالدماغ يعتبر المركز الأساسي والرئيسي لكل الوظائف الجسدية يتحكم بها وينسقها ويسيطر عليها، فإذا ما أصابه مرض كالفالج مثلاً سبب ضموراً أو اقفاراً في أحد أجزائه فقد يؤدي ذلك إلى فقدان وظيفة بعض الأعضاء منها القدرة على النطق أو المشي أو التبول الطبيعي أو قد يفقد المريض ذاكرته وتركيزه الفكري وطاقته الجنسية وغيرها من العاهات التي تترابط معه. وسبب ذلك يعود إلى خلل مؤقت أو دائم في المنبهات العصبية التي تولد فيه وتنتقل عبر النخاع الشوكي والأعصاب نحو الأعضاء الجسدية الأخرى لتضبط وظائفها. والدماغ أهم آلة حسوب من ناحية التطور ودقة العمل يحتوي على الملايين منه العصبونات والعصائب العصبية ويقدم بوظيفته بطريقة مثالية لا يضاهيها أية آلة أخرى من صنع الإنسان. وهذا النظام الوظيفي المثالي ينطبق على الأعضاء الأخرى التي تمثل ذروة الابداع الخلقي الذي منحته القدرة الإلهية للإنسان ليتمتع بصحة جيدة وهناء العيش ومتعته.
      والأمراض قد تحصل نتيجة آفات جينية أو مزج من تلك العيوب الخلقية مع تأثير بيئوي سلبي أو بسبب اهمال الإنسان بصحته والعبث بها واستهتاره في المحافظة على سلامتها، فالسرطان مثلاً يعتبر كمرض جيني تسببه آفات جينية خلقية أو مكتسبة تؤهل الشخص إلى الاصابة به خصوصاً إذا ما ترابط مع عامل بيئوي كالتدخين مثلاً الذي يحث تلك التشوهات الورثية الخلقية على الظهور، وينطبق أيضاً ذلك إلى أغلب الأمراض الشائعة كالذبحة القلبية التي تنتج عنه استعداد وراثي مع إنغلاق شريان القلب نتيجة تراكم الخثرة داخله وحصول التهاب في بطانته بسبب التدخين والسمنة وقلة الحركة والامتناع عن الرياضة وزيادة تركيز الكوليسترول والشحيمات في الدم. فذلك يعني ان للإنسان القدرة حتى إذا ما ورث بعض الجينات الشاذة التي تؤهله إلى الاصابة بعدة أمراض ان يطبق وسائل الوقاية في أغلبها إذا ما تابع بعض الارشادات الطبية الأساسية كالامتناع عن التدخين والقيام بالرياضة اليومية لمدة نصف ساعة واتباع حمية غذائية صحية ونبذ الإدمان على المخدرات والكحول ومتابعة تمارين ارتخاء لإزالة الكرب والضغط الفكري ووضع حد لحالات القلق والاكتئاب والتشاؤم التي قد تغمره والمحافظة على موقف ايجابي سليم في كل المواقف والأوضاع. ولكن بالرغم من كل ذلك فقد تتغلب بعض الآفات الجسدية والفكرية على دفاعات الجسم المناعية ويفقد السيطرة على التوازن المحّكم على الخلايا فيزيد عددها بطريقة عشوائية بدون أي رادع وتخلق الشرايين الخاصة بها تعبرها نحو الأعضاء الأخرى كما يحصل في داء السرطان مثلاً. وفي بعض الحالات قد يولد الجسم مواد دفاعية ضد بعض الاتهابات كفرط التأكسد أو خلايا التهابية خاصة التي قد تعطي مفعولاً معاكساً إذ انها قد تولد انعكاسات سلبية وتشوهات مبتكرة في الأعضاء التي يحميها بدل من المحافظة على سلامتها كما يحصل مثلاً في مرض السل أو التدرن الذي يصيب الجهاز البولي وكما قد قد يولد احياناً الجسم مضادات ذاتية ضد نفسه تسبب بعض الأمراض الخطيرة التي تصيب القلب والكلى والمفاصل والجلد. وكما هو معلوم فإن افرازات الجسم تنتقل من الأعلى إلى الأسفل كما يحصل بالنسبة إلى البول الذي يبدأ تكوينه في الكلى ويمر عبر الحالبين نزولاً إلى المثانة ومنها إلى الإحليل والخارج أو بالنسبة إلى محتويات المعدة التي تعبر الامعاء الدقيق إلى القولون ومنه إلى المستقيم والشرج فإذا ما انعكست تلك الآلية الطبيعية وحصل جزر البول من المثانة إلى الكلية أو تراجع السائل المعدي إلى المريء فقد يسبب ذلك آفات في تلك الأعضاء مع أعراض سريرية مزعجة.
      وأما بالنسبة إلى الاتهابات فغزو الجراثيم أو الفيروسات لبعض أعضاء الجسم يسبب التهاباً داخلها ويحث المراكز الدفاعية بحشد جيوشها ومهاجمة تلك العناصر الغريبة فتحصل معركة ما بين وسائل المناعة وتلك العناصر الغازية تستعمل فيها الخلايا الدفاعية والهرمونات ومضادات الالتهاب والافرازات المناعية التي تحاول حصر الالتهاب الجرثومي وإبادته ومنعه من الانتشار في الدم أو في الأعضاء الأخرى لتفادي حدوث انتانمية أي التهاب حاد في الدم قد يسبب مضاعفات وخيمة قد تقضي أحياناً على المريض.. وأما بالنسبة إلى الأمراض المزمنة كداء السكري مثلاً فإنه قد تكون مسبباته وراثية كما هي في الفئة الأولى أو نتيجة السمنة وعدم الحركة مع استعداد جيني كما في الفئة الثانية اللذين قد يؤديان إلى مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين مما يسبب ارتفاع تركيز السكر في الدم الذي إذا ما لم يعالج بدقة وبطريقة صحيحة قد يؤدي إلى العمى أو الأمراض القلبية والوعائية وخلل في الجهاز العصبي والبولي والتناسلي.. وقد تفيد الرياضة واتباع حمية خاصة إلى تخفيض السكر في الجسم وزيادة حساسيته إلى الأنسولين والوقاية من المضاعفات الخطيرة التي يسببها. وللأسف هناك بعض الأمراض المجهولة السبب كفرط ضغط الدم في أغلب الحالات وغيرها التي قد تعود إلى تشوهات جينية لم يتم كشفها حتى الآن مع عومل بيئوية كفرط تناول الملح في الطفولة أو التدخين أو السمنة التي يمكن التحكم ببعضها.



      أتمنى الصحة للجميع
      منقول
    • السلام عليكم

      أيها الرائع ... والمبدع
      معلومات في منتهى الجمال والروعه .. إلا أملك سوء إني أشكرك على هذا الطرح الهادف والجهد الرائع الذي تقوم به في ساحات الأسريه ... لك مني أجمل وأرق تحية

      وفقك الله

      الهدى :)