
العفو السامي لجلالة السلطان المعظم قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه- عن المحكوم عليهم في قضايا الإعابة وجرائم تقنية المعلومات والتجمهر، ليس بمستغرب على جلالته، حيث تعوّد العمانيون من جلالته مثل هذه المواقف الإنسانية المشرقة في العفو والتسامح، وعهدوه كنهج أصيل وحكيم اختطه جلالته منذ أن تولى مقاليد الحكم، مما يعكس بجلاء الحرص السامي لجلالته - حفظه الله ورعاه - على تعزيز روح الألفة والترابط، وتعميق التآلف، وتقوية نسيج اللحمة التي توحد أبناء عمان، وتعلي قيم المواطنة في نفوسهم؛ الأمر الذي يحفزهم على الانخراط سويًا في ملحمة بناء الوطن وتعزيز نهضته.
جاء العفو السامي امتدادًا للنهج الحكيم لجلالته منذ بواكير النهضة، كما حفل بجملة من الدلالات العميقة، وفي مقدمتها الحرص السامي الكبير على وحدة الصف، وجمع قلوب وأفئدة المواطنين على صعيد واحد، ومعالجة أسباب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التفرقة والتشتت أو التراكمات السلبية.
فقد جاء العفو ليكرس النهج السلطاني السامي في التسامح، وليكون نبراسًا للاقتداء به، باعتباره من الأركان المتينة لتصفية النفوس وتعزيز تآلفها، وله تأثير إيجابي كبير على وحدة الصف الوطني.
إنّ انتهاج جلالة السلطان لمبدأ التسامح منذ أن تولى مقاليد الحكم، يترجم الحرص السامي على مصلحة الوطن العليا، وكفالة الحياة الآمنة للمواطنين، وهو نهج يقوم على الألفة وتقوية الأواصر التي تربط أبناء عمان.
ويجب الاستفادة من عبر ودروس هذا العفو السامي، بأن يوجه المستفيدون منه طاقاتهم لبناء الوطن، والبعد عن كل مامن شأنه النيل من الوطن ورموزه، فبلادنا بحاجة إلى سواعد جميع أبنائها للانخراط في مسيرة التنمية والبناء والنماء.
