[frame='5 90']
مصطفى جمال الدين
شاعر عراقي معاصر ولد في سوق الشيوخ من محافظة ذي قار، لم يستطع إكمال دراسته في القضاء فانتقل إلى منبع اعلم والعلماء النجف الأشرف والتحق بالحوزة العلمية هناك، تخرج من كلية الفقه ثم ذهب إلى بغداد لإكمال دراسته في الجامعة فحصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية عام 1972 ثم الدكتوراه في اللغة العربية عام 1979.
زاول التدريس مدة شرين عاماً ثم هاجر العراق عام 1980 إلى سوريا لظروف سياسية وتوفي هناك في نهاية التسعينات.
له ديوان طبع بعد وفاته يتضمن مجموعة من القصائد الرائعة اخترنا لكم منها قصيدته التي يبث فيها حبه لابنته والتي أسماها اللحن القديم، وإليكم الآن القصيدة ..
اللّحن القديم
إلى التي وَدِدتُ أن تكون لي كل شيء .. إلاّ ابنتي
يتمثل الشاعر نفسه لحناً قديماً من ألحان عبدالوهاب، تعيد شبابَهُ صيغة جديدة بصوت فيروز. وهو يهدي قصيدته لـ (فيروزته) لعلها تصنع به ما صنعت فيروز بـ (جارة الوادي).
قَرِّبي روحَكِ الرقيقةَ مِنّي
ودعيني أنسى مَصارعَ فَنّي
أنا يا حُلوتي شَجِيّ من الأنغامِ
هَيمانُ .. لم يُمتَّع بأُذْنِ
عَزَفَتهُ (قِيثارةٌ) لم تُمازِجْهُ
هديراً .. فَعادَ أسوأَ لَحنِ
وتَناهى إليكِ مِن بَعدِ (عشرينَ)
خليّاً مِمّا يَروقُ المغنّي
فأعِيدي (تَوزِيعَهُ) وأسكُبي رو
حَكِ فيه .. ثُمّ أعزِفِيهِ .. وغَنّي
تَجدِي مَيِّتَ (المواويلِ) يَصحو
بين عَينيكِ، يا ضُحايَ، وعَيْني
فَتَرِفُّ المنى على يأسِ قلبي
ويَضِجُّ السنى على لَيلِ جَفْني
ثُمَّ تَجري الحياةُ في قَصَبِ الراعي
فينسى قَطيعَهُ، ويُغنّي
* * *
إيهِ (فيروزتي) ..
خُذِي: (جارةَ الوادي) .. خُذيني
ذُودي رُؤى الموتِ عنّي
جَدِّدي النارَ في دمي .. عَلِّميني:
كيف أفنى على لَظاها وأُفني
قَرِّبيني، لا تجعلي اليأسَ يَضرى
شوكُهُ بين جانحيك وبيني
اِبْنَتي أنتِ؟!
ـ لا .. حَناجرُ أوتارِيَ غَصَّتْ بما تُريدينَ مني
لستُ أقوى على اْرتعادِ فؤادٍ
حَزَّ في خِصبِهِ جَفافُ التَبنّي
* * *
لا تَثوري ..
هيّا أحرقيني، وصُوغي
من رَمادي (أباً) كَشِكلي .. كَلَوْني
أريَحيّاً، سَمْحَ الطِباعِ، رضيَّ النفسِ
خُلْوا من عُقدةٍ .. أو تَجنِّ
غَيرَ أنَّ البنتَ التي كَتَبَتْ لي:
((أنّها، بعد يأسِها، وَجَدَتْني))
سوف تَلقى بهَيكلي كلَّ شيءٍ
مُمتِعٍ .. غيرَ أنّها لم تَجِدْنيّ!!
ما أنا، يا حبيبتي، غيرُ طِينٍ
قد تَسامى بفضلِ حُبِّ وفَنِّ
وأنا بالهوى صَعِدتُ إلى مجدي
وبالحُبّ قد بَنَيتُ، وأَبني
* * *
ابنتي أنتِ .. ؟!
ـ لا .. حَناجِرُ أوتاريَ غَصّتْ بما تُريدينَ منّي
لَستِ بُنتي .. هيهاتَ
أنتِ اللظى الجاحِمُ ..
أنتِ السُهادُ يأكُلُ جفني
أنتِ .. يا ألفَ (مَرحباً) بهمومٍ
فَارَقَتْني .. لكنّها لم تَخُنّي
أنتِ رُوحي الظمأى أَطَلَّتْ مِن الغيبِ
على وَاحَةِ الربيعِ الأغنِّ
أنتِ عُمري ..
أنتِ اْنتعاشَةُ كأسي
أنت شِعْري ..
أنتِ اْلتماعَةُ ذهني
أنتِ نَفسُ اللحنِ الذي كُنْتُهُ بالأمسِ هَيْمَانَ ..
عَادَ أَروعَ لَحنِ[/frame]
مصطفى جمال الدين
شاعر عراقي معاصر ولد في سوق الشيوخ من محافظة ذي قار، لم يستطع إكمال دراسته في القضاء فانتقل إلى منبع اعلم والعلماء النجف الأشرف والتحق بالحوزة العلمية هناك، تخرج من كلية الفقه ثم ذهب إلى بغداد لإكمال دراسته في الجامعة فحصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية عام 1972 ثم الدكتوراه في اللغة العربية عام 1979.
زاول التدريس مدة شرين عاماً ثم هاجر العراق عام 1980 إلى سوريا لظروف سياسية وتوفي هناك في نهاية التسعينات.
له ديوان طبع بعد وفاته يتضمن مجموعة من القصائد الرائعة اخترنا لكم منها قصيدته التي يبث فيها حبه لابنته والتي أسماها اللحن القديم، وإليكم الآن القصيدة ..
اللّحن القديم
إلى التي وَدِدتُ أن تكون لي كل شيء .. إلاّ ابنتي
يتمثل الشاعر نفسه لحناً قديماً من ألحان عبدالوهاب، تعيد شبابَهُ صيغة جديدة بصوت فيروز. وهو يهدي قصيدته لـ (فيروزته) لعلها تصنع به ما صنعت فيروز بـ (جارة الوادي).
قَرِّبي روحَكِ الرقيقةَ مِنّي
ودعيني أنسى مَصارعَ فَنّي
أنا يا حُلوتي شَجِيّ من الأنغامِ
هَيمانُ .. لم يُمتَّع بأُذْنِ
عَزَفَتهُ (قِيثارةٌ) لم تُمازِجْهُ
هديراً .. فَعادَ أسوأَ لَحنِ
وتَناهى إليكِ مِن بَعدِ (عشرينَ)
خليّاً مِمّا يَروقُ المغنّي
فأعِيدي (تَوزِيعَهُ) وأسكُبي رو
حَكِ فيه .. ثُمّ أعزِفِيهِ .. وغَنّي
تَجدِي مَيِّتَ (المواويلِ) يَصحو
بين عَينيكِ، يا ضُحايَ، وعَيْني
فَتَرِفُّ المنى على يأسِ قلبي
ويَضِجُّ السنى على لَيلِ جَفْني
ثُمَّ تَجري الحياةُ في قَصَبِ الراعي
فينسى قَطيعَهُ، ويُغنّي
* * *
إيهِ (فيروزتي) ..
خُذِي: (جارةَ الوادي) .. خُذيني
ذُودي رُؤى الموتِ عنّي
جَدِّدي النارَ في دمي .. عَلِّميني:
كيف أفنى على لَظاها وأُفني
قَرِّبيني، لا تجعلي اليأسَ يَضرى
شوكُهُ بين جانحيك وبيني
اِبْنَتي أنتِ؟!
ـ لا .. حَناجرُ أوتارِيَ غَصَّتْ بما تُريدينَ مني
لستُ أقوى على اْرتعادِ فؤادٍ
حَزَّ في خِصبِهِ جَفافُ التَبنّي
* * *
لا تَثوري ..
هيّا أحرقيني، وصُوغي
من رَمادي (أباً) كَشِكلي .. كَلَوْني
أريَحيّاً، سَمْحَ الطِباعِ، رضيَّ النفسِ
خُلْوا من عُقدةٍ .. أو تَجنِّ
غَيرَ أنَّ البنتَ التي كَتَبَتْ لي:
((أنّها، بعد يأسِها، وَجَدَتْني))
سوف تَلقى بهَيكلي كلَّ شيءٍ
مُمتِعٍ .. غيرَ أنّها لم تَجِدْنيّ!!
ما أنا، يا حبيبتي، غيرُ طِينٍ
قد تَسامى بفضلِ حُبِّ وفَنِّ
وأنا بالهوى صَعِدتُ إلى مجدي
وبالحُبّ قد بَنَيتُ، وأَبني
* * *
ابنتي أنتِ .. ؟!
ـ لا .. حَناجِرُ أوتاريَ غَصّتْ بما تُريدينَ منّي
لَستِ بُنتي .. هيهاتَ
أنتِ اللظى الجاحِمُ ..
أنتِ السُهادُ يأكُلُ جفني
أنتِ .. يا ألفَ (مَرحباً) بهمومٍ
فَارَقَتْني .. لكنّها لم تَخُنّي
أنتِ رُوحي الظمأى أَطَلَّتْ مِن الغيبِ
على وَاحَةِ الربيعِ الأغنِّ
أنتِ عُمري ..
أنتِ اْنتعاشَةُ كأسي
أنت شِعْري ..
أنتِ اْلتماعَةُ ذهني
أنتِ نَفسُ اللحنِ الذي كُنْتُهُ بالأمسِ هَيْمَانَ ..
عَادَ أَروعَ لَحنِ[/frame]
: 
: 
: