أيبقى مجرد أسطورة ؟
لم يكن في تصوري بأن تحمل أرواح البشر أفضع معاملات القسوة واللامبالاة بمشاعر الناس من حولهم
ولم يكن في تصوري أيضا بأن يتزايد عدد الضحايا من القلوب الموهومة بعبارات الحب وبحديث القمر كما يقال ..
لا يبالي كثير من الناس في أيامنا هذه بما قد تخلفه كلمة أو عبارة جميلة أو وعود مستقبليه كاذبة قطعها شخص لشخص آخر باسم الحب وهو يدرك ويضمر في نفسه أنه سوف يُخلِف وعده وسيفترس ضحية وقعت في شباكه لم يكن ذنب هذه الضحية سوى أنها صدقت مشاعره الكاذبة ووعوده الزائفة .
أحيانا كثيرة لا أؤمن بوجود الحب في هذه الكرة الأرضية وأحيانا يخالجني شعور بأنه أنعدم من الوجود ساعة يُخان فيها شخص أو تُجهض مشاعر بريئة رقيقة ولدت في أحشاء قلوب ممن وقع في الحب وطعن بسهام الحبيب .
وكيف نرى الحب ونحن نرى أرواح مبتورة لم يكن لها ذنب سوى أنها أحبت و كانت تتغنى بالحب وتعيش من أجله ولأجله ,, قُطعت أوردت هذه الروح الجميلة لم يعُد لها الحق بأن تحلم من جديد بحياة التفاؤل والثقة بالآخرين والسبب أنها وقعت في شراك أناس لا يحملون من معاني الحب إلا قشورها...
ما ذنب تلك الأحلام الوردية التي لم ترى النور,, تشخص أبصارهم محدقة نحو الفضاء للأعلى لعلها تجد فوق ما قد يواسيها أو يخفف عنها ...
وهو يفكر أين سيذهب بهذه الأحلام وبهذا الحب الكبير الذي لم يعُد تتحمله حنايا قلبه ,أم من سيداوي جراحه ويخفف من عبراته .. وهو الذي كان قد قسّم أدوار حياته بينه وبين ذلك الحبيب الغادر..
لم يستوعب الفراق ولا الغدر كما لم يستوعب كيف سيعيش بقية حياته بدون حبيبه وكيف سيصل لنهاية الطريق مع عبراته التي تكاد تخنقه ..
أتساءل هل سنجد بيننا بصيص من الأمل يُمزق أحشاء هذه الكلمات ليبرهن لنا بأن الحب لا يزال يعيش في عالم البشر الآن؟! أم سيبقى الحب مجرد أسطورة تروى عبر القصص وألسن الناس ؟!
هل ستنتظر أحرفي كثيراً لترى بعض من النور وتلتمس بعض الدفء لتذيب سطوره ؟!
الصحوه