بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
ان ادراك الأيام المباركة ، والايام الفضيلة ، نعمة من الله عز وجل ، ومنحة من العلى القدير ، تستوجب الشكر لله سبحانه وتعالى..
اخى فى الله : ألا تذكر مثل هذه الأيام والليالى من السنة الماضية، حينما كنا نستقبل شهرا كريما ، وموسما عظيما، ثم أدركناه بحمد الله.. ثم مضى على ما اودعناه فيه.. فاعقبه احدعشرا هلالا.. فها نحن فى هذه الأيام نترقب هلاله ، ونتحرى اخباره ، نسأل الله تعالى ان يهله علينا وعلى أمة الاسلام بالأمن والايمان ، والسلامة والاسلام ، وان يجعله هلال رشد وخير..
وانت تستقبل رمضان لهذا العام : - احمد الله اذ لم تكن من تلك الجموع الراحلة ، احمد الله اذ جعل فى عمرك فسحة تستكثر فيها مما يقربك الى مولاك ، ويرفعك درجات الى غاية مناك..
وانت تستقبل رمضان احمد الله فكم من مبتلى فى اهله فى العام الماضى ، وانت لا ، وكم من مبتلى فى ولده وماله وانت تتفيأ ظلال العافية..
اخى فى الله وانت تستقبل رمضان : ينبغى ان تجمع امرك على صيام نهاره، وقيام ليله، طاعة لله وطلبا للأجر والمثوبة " فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، وابشر فمن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه، فان الله يقول فى الحديث القدسى: " كل عمل بن آدم له الا الصوم ، فتنه لى وانا اجزى به"..
وانت تستقبل شهرك الكريم: لا تنس ان العمرة فى رمضان كحجة مع النبى عليه الصلاة والسلام ، لقوله صلى الله عليه وسلم:" فان عمرة فيه - تعدل حجة"
أو قال : "حجة معى"..
اخى فى الله: اياك ان تستقبل شهرك الكريم كاستقبال كثير ممن لا يعرفون قدره الا انه شهر تنويع للمطاعم والمشارب فيستقبلونه بالتزاحم فى الأسواق لشراء كثير الأطعمة، فاذا كان الافطار أكلوا أكل النهيم ، حتى اذا حضر وقت القيام تثاقلوا واستطالوا قراءة الائمة..
اخى الكريم: هذا رمضان بين يديك فاجعل منه موسما لرفع درجاتك، وحط سيئاتك ، فما احوجنا لذلك ، واعلم ان ايامه تمضى سراعا وتذهب تباعا، اليوم تستقبله، وغدا تودعه، ولن يبقى لك الا ما اودعته فيه.. فالحرص الحرص.. وفقك الله ورعاك...