بسم الله الرحمن الرحيم
اختلطت الأمور وتبعثرت ... وأنا منذ عدة أيام على غير الحالي التي ألفتها ...
ولكن أفكار تتخبط وذكريات كالأمواج تضرب شواطئ سكوني وهدوئي ...
أعلم أني لن أرتاح حتى أضع اليراع في يدي ... أدون كلمات يعتبرها الكثير جوفاء ...
ولكنها شيء مما يساعدني على النسيان أو التناسي ...
منذ أمد وأنا وأحد الإخوة العائدين من أفغانستان بعدما وضعت الحرب أوزارها كما كنا نعتقد
بعدما أخرج الرؤوس من ديار الإسلام
ونحن نتطلع إلى البلد الذي أحاطت به الدول العربية كما يحيط السوار بالمعصم
إلى فلسطين المحتلة
إلى بيت المقدس
نتفكر ونذكر أن نهدي إليه زيتا يضئ مسرى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
ثالث الحرمين الشريفين
أنا أقود السيارة في منطقة منى متوجهين إلى المزدلفة لنلقى بعض الإخوة هناك
في جلست ربيع
في غير أيام الحج
هناك نلتقي بإخوة
ونناقش بعض الأخبار ونستمع للمشايخ
أرمق أخي فالله .. فأقول له بما أنت تفكر
قال ودون تردد
أن نفسي تتوق للمعسكر الذي كنت فيه بقندهار
قلت له .. ولكن الجهاد هناك قد انتهى بنصرة من الله عز شأنه
رد علي ... بأسلوب فيه علامة استفهام وتعجب
هل تظنه كذلك ؟؟
فقلت هذا ما تتناول وسائل الإعلام بل الواقع يُخبر
رد لعله كذلك .. ولكن سيعلم من يعش منى الحقيقة
والله يا أبا نصار لقد افتقدت راحت النفس والطمأنينة وأحس أن إيماني قل
أفكر بتلك الساعات التي كنا فيها في ساحات المعارك الطاحنة
فكنا والله لا نخشى شيء أبدى
كانت قلوبنا وجوارحنا معلقة برب السماء
ولقد كانت الدنيا أخر همنا
نتألف لبعضنا ونحب بعضنا
نشعر بما في صدور بعض
فنغضب لله .. ونفرح فالله
كلامنا ذكر ومشينا وسعينا فالله
تلك ساعات وإن طالت بنا إلى ثلاثة عشر سنة
إنما هي حيات مجاهد .. خلف الدنيا بزينتها ومباهجها
فكنا أسعد خلق الله
نغبط القتيل منا
ونواسي من يخرج من المعركة سالما
أتعلم يا أخي
عندما قتل صخر انتقلت إلى المعسكر الذي كان به على الفور
أتدري لماذا ؟؟
إنه ترك الشقراء وأنا أولى بالشفعة
لقد دفع مهرها بعدما خطب من بنات الدنيا فلم يقبل
فشترا الشقراء
فقتل
فأصبحت وحيدة تتنقل بين أيدي المجاهدين
فأثرت نفسي لها
لا لأنها شقراء
ولكنها كانت مهر فأصبحت أثر لمن نحسبه شهيدا متقبلا عند ربه
إنها بقية من أثر مأسدة الأنصار المعروفة
أخذتها إلى ذلك الجبل
فكانت نعم الصاحب ونعم الرفيق
لم تخذلني يوما
تركتها هناك
فعدت إلى أطهر بقاع الدنيا
ولكني يا أخي لا أجد تلك الراحة النفسية التي فارقتها
حتى وأنا أطوف بالبيت
أو أصلي بالصحن
فإن سعادتي وراحت نفسي لا ترقي لما وجدت وأنا مرابط هناك
يعتصرني الجوع والعطش والبرد
ولكني وجدت ذلك يذهب مذهب الريح
عندما تسمو الغاية
في نصرت دين الله
وإعلاء كلمته
ــــــــــــــــــــــ
واليوم في أول يوم من هذا الشهر الكريم
في يوم الجمعة غرت شهر القرآن
شهر رمضان
ماذا أرى
أخوان لنا في كل مكان
مرابطون في ثغور الإسلام
صابرون محتسبون لم يغرهم من خذلهم
ولم يأبهوا لمرجف أو متحزب
واثقون من وعد الله
فهم بين أمرين
أم النصر أو الشهادة
فليت شعري ونحن هنا قد أفطرنا على ما لذ وطاب
واجتمعنا إلى الأهل والأحباب
وصففنا خلف الإمام
وسجدنا للواحد الدائم
ونضن أنفسنا تخلقنا بالإسلام
أن نتذكر أخواننا بدعوة ونحن نمرغ جباهنا على سجاد كأنه الحرير
ونشتم أفضل أنواع الطيب والبخور
في بيوت أذن الله أن يذكر فيه أسمه
أتعلمون أننا في سجن كبير
نحن حراسة ونحن الجلادون
فلا الجسد يتألم .. ولكن النفوس تدمى
وإن كانت الحواس قد وطنت على ما هي فيه
فهل النفوس تروم إلى ما عند الله
وتخبت لأمر الله
وتناجي السميع العليم بالأسحار
أن يتقبل من تقي دعوة لا تبارح العرش إلا وقد أستجيب لها
فيهبط أمر الله ليغاث عباد الله
بالسكينة .. وتغشاهم الرحمة
فينتصر بإذن الله
فيفرح المؤمنين بنصر الله وتمكين عبادة
يا أخوتي فالله ... ويا أخواتي
أن الله قريب مجيب الدعاء .. لمن تقرب
فتقربوا لله قدر أملة يقترب إليكم بما هو أكثر من ما تضنون
فالله أن سهام الليل أمضى وأوج في قلوب أعدائنا من يضنوا وتضنون
والله وعد ووعده حق
فأعملوا بعمل أهل الدين والتقى
فستبصرون ويبصرون
ويستجاب لمن تنادي ( وإسلاما )
فلتعف قلوبكم وأنفسكم عما بينكم
ولا يصعد إلا الكلام الطيب
فالطيب بشذاه تطيب الدنيا
فما بال من صعد به طيبة إلى أرجاء العرش
وتقبله الله
ونادي في الملائكة
هائموا عبادي قد رفعوا طيب دعائم لي
فشهدوا يا ملائكتي أن استجبت لهم
وغفرت لهم وشفعتهم
فنزلوا بنصر مني للأرض
وحاربوا وقاتلو كما قاتلتم في يوم بدر
فأنا الله أمكن لعبادي وأصطفيهم
فليعمل العاملون
أبو نصار
اختلطت الأمور وتبعثرت ... وأنا منذ عدة أيام على غير الحالي التي ألفتها ...
ولكن أفكار تتخبط وذكريات كالأمواج تضرب شواطئ سكوني وهدوئي ...
أعلم أني لن أرتاح حتى أضع اليراع في يدي ... أدون كلمات يعتبرها الكثير جوفاء ...
ولكنها شيء مما يساعدني على النسيان أو التناسي ...
منذ أمد وأنا وأحد الإخوة العائدين من أفغانستان بعدما وضعت الحرب أوزارها كما كنا نعتقد
بعدما أخرج الرؤوس من ديار الإسلام
ونحن نتطلع إلى البلد الذي أحاطت به الدول العربية كما يحيط السوار بالمعصم
إلى فلسطين المحتلة
إلى بيت المقدس
نتفكر ونذكر أن نهدي إليه زيتا يضئ مسرى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
ثالث الحرمين الشريفين
أنا أقود السيارة في منطقة منى متوجهين إلى المزدلفة لنلقى بعض الإخوة هناك
في جلست ربيع
في غير أيام الحج
هناك نلتقي بإخوة
ونناقش بعض الأخبار ونستمع للمشايخ
أرمق أخي فالله .. فأقول له بما أنت تفكر
قال ودون تردد
أن نفسي تتوق للمعسكر الذي كنت فيه بقندهار
قلت له .. ولكن الجهاد هناك قد انتهى بنصرة من الله عز شأنه
رد علي ... بأسلوب فيه علامة استفهام وتعجب
هل تظنه كذلك ؟؟
فقلت هذا ما تتناول وسائل الإعلام بل الواقع يُخبر
رد لعله كذلك .. ولكن سيعلم من يعش منى الحقيقة
والله يا أبا نصار لقد افتقدت راحت النفس والطمأنينة وأحس أن إيماني قل
أفكر بتلك الساعات التي كنا فيها في ساحات المعارك الطاحنة
فكنا والله لا نخشى شيء أبدى
كانت قلوبنا وجوارحنا معلقة برب السماء
ولقد كانت الدنيا أخر همنا
نتألف لبعضنا ونحب بعضنا
نشعر بما في صدور بعض
فنغضب لله .. ونفرح فالله
كلامنا ذكر ومشينا وسعينا فالله
تلك ساعات وإن طالت بنا إلى ثلاثة عشر سنة
إنما هي حيات مجاهد .. خلف الدنيا بزينتها ومباهجها
فكنا أسعد خلق الله
نغبط القتيل منا
ونواسي من يخرج من المعركة سالما
أتعلم يا أخي
عندما قتل صخر انتقلت إلى المعسكر الذي كان به على الفور
أتدري لماذا ؟؟
إنه ترك الشقراء وأنا أولى بالشفعة
لقد دفع مهرها بعدما خطب من بنات الدنيا فلم يقبل
فشترا الشقراء
فقتل
فأصبحت وحيدة تتنقل بين أيدي المجاهدين
فأثرت نفسي لها
لا لأنها شقراء
ولكنها كانت مهر فأصبحت أثر لمن نحسبه شهيدا متقبلا عند ربه
إنها بقية من أثر مأسدة الأنصار المعروفة
أخذتها إلى ذلك الجبل
فكانت نعم الصاحب ونعم الرفيق
لم تخذلني يوما
تركتها هناك
فعدت إلى أطهر بقاع الدنيا
ولكني يا أخي لا أجد تلك الراحة النفسية التي فارقتها
حتى وأنا أطوف بالبيت
أو أصلي بالصحن
فإن سعادتي وراحت نفسي لا ترقي لما وجدت وأنا مرابط هناك
يعتصرني الجوع والعطش والبرد
ولكني وجدت ذلك يذهب مذهب الريح
عندما تسمو الغاية
في نصرت دين الله
وإعلاء كلمته
ــــــــــــــــــــــ
واليوم في أول يوم من هذا الشهر الكريم
في يوم الجمعة غرت شهر القرآن
شهر رمضان
ماذا أرى
أخوان لنا في كل مكان
مرابطون في ثغور الإسلام
صابرون محتسبون لم يغرهم من خذلهم
ولم يأبهوا لمرجف أو متحزب
واثقون من وعد الله
فهم بين أمرين
أم النصر أو الشهادة
فليت شعري ونحن هنا قد أفطرنا على ما لذ وطاب
واجتمعنا إلى الأهل والأحباب
وصففنا خلف الإمام
وسجدنا للواحد الدائم
ونضن أنفسنا تخلقنا بالإسلام
أن نتذكر أخواننا بدعوة ونحن نمرغ جباهنا على سجاد كأنه الحرير
ونشتم أفضل أنواع الطيب والبخور
في بيوت أذن الله أن يذكر فيه أسمه
أتعلمون أننا في سجن كبير
نحن حراسة ونحن الجلادون
فلا الجسد يتألم .. ولكن النفوس تدمى
وإن كانت الحواس قد وطنت على ما هي فيه
فهل النفوس تروم إلى ما عند الله
وتخبت لأمر الله
وتناجي السميع العليم بالأسحار
أن يتقبل من تقي دعوة لا تبارح العرش إلا وقد أستجيب لها
فيهبط أمر الله ليغاث عباد الله
بالسكينة .. وتغشاهم الرحمة
فينتصر بإذن الله
فيفرح المؤمنين بنصر الله وتمكين عبادة
يا أخوتي فالله ... ويا أخواتي
أن الله قريب مجيب الدعاء .. لمن تقرب
فتقربوا لله قدر أملة يقترب إليكم بما هو أكثر من ما تضنون
فالله أن سهام الليل أمضى وأوج في قلوب أعدائنا من يضنوا وتضنون
والله وعد ووعده حق
فأعملوا بعمل أهل الدين والتقى
فستبصرون ويبصرون
ويستجاب لمن تنادي ( وإسلاما )
فلتعف قلوبكم وأنفسكم عما بينكم
ولا يصعد إلا الكلام الطيب
فالطيب بشذاه تطيب الدنيا
فما بال من صعد به طيبة إلى أرجاء العرش
وتقبله الله
ونادي في الملائكة
هائموا عبادي قد رفعوا طيب دعائم لي
فشهدوا يا ملائكتي أن استجبت لهم
وغفرت لهم وشفعتهم
فنزلوا بنصر مني للأرض
وحاربوا وقاتلو كما قاتلتم في يوم بدر
فأنا الله أمكن لعبادي وأصطفيهم
فليعمل العاملون
أبو نصار